طيوب النص

أعشقه بدوياً

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي


أعجنُ حديثي معكَ بلهفةٍ..
أرتبه…أُخفي ما يزعجك
و أُزينُ ما تحبه..
أجاريك في حديثك عن السياسة على الرغم من مقتى لها ..
أشجعُ فريقك وأحفظ أسماء اللاعبين وأراقب أقدامهم و أدعو لهم بالفوز حتى لا تستاء.
أخبز لك كلماتي أزج بها فى الفرن و انتظر نضجها
لأني أعلم أنك لا تحب الكلمات غير الطازجة
ولا تروق لك الحروف المتكررة و لا المعاني القديمة
أنت إيها البدوي ..المُمْتَلِئ حضارة
أشتهي حديثك معي حين تغازلني
بلهجتك البسيطة التي أفكك حروفها بصعوبة
أحبك حين يتخلل كلامك أبيات شعر
قد لا أفهمها في وقتها فأركض نحو أمي لأسألها عن ما استعصي علي فهمه.
أعشق ربطة عنقك و عطرك الباريسي الفاخر
سيجارتك الكوبية.. ساعة يدك السويسرية.
أنصت إلى حديثك عن الصحراء و كلامك
عن النجوم و تفاصيل رحلتك عبر الفيافي.

تحدثني عن الخيمة وعن الإبل.. و تقرأ لي عن بوزيد الهلالي
تتغزل بالخيل فأموت من الغيرة التي أخفيها عن الحاضرين..

أحاول أن أنطق غناوة أو قصيدة بطريقتك فأفشل إيها الغارق فى البداوة و المترف في التحضر ..

تجلس على أفخم الطاولات …
ممسكًا بالشوكة والسكين ..تتحدث عن شكسبير وعن ألسكندر بوشكين.
وتستلقي على الأرض تحدثني عن الرحى و الليل والمغزل و وتجريدة حبيب وعن الصيد و الطيور والبحر
أستمع لذكرك الله وأردد معك يااالله فى كل حين.
سواء كنت مرتدياً بدلتك أو عباءتك يظل حديثك ممزوجًا بطعم الحضارات وغارقًا فى القدم و في منتهى الحداثة و مواكبًا لاتساع الأوزون و الثقب الأسود و الهجرة و أسماك القرش و اليورانيوم والبورصة..
و مستعدًا لموسم الصيد و باحثًا عن الكمأة متتبعًا آثار أرنب
يدك على الزناد و عينيك تترقب بحذر..
أيها البدوي العاشق للمزمار و المستمتع بصوت خرير الماء والذى يحب الأوبرا و الباليه و المسرح و الغناء.
أقدم لك كلماتي التي أحاول أن أضع فيها كل ما تشتهي
أدعوك لوليمة من المعاني التي تخصك…
و سأقرأ لك ما تحب من القصائد وأنت تحتسي قهوتك التي تحبها عند الصباح وسط .. ووقت المساء تفضلها سادة.

مقالات ذات علاقة

الحكمة ضالة المؤمن

المشرف العام

بعيداً عن السياسة

مقبولة ارقيق

وهم المعرفة…!!!

عطية الأوجلي

اترك تعليق