شخصيات

أربعون الدكتور الصيد أبوديب

الدكتور الصيد أبوديب

اليوم هو أربعون الراحل الأستاذ الدكتور “الصيد محمد أبوديب”، الذي وافاه الأجل في 10 مايو 2021، عن عمر ناهز الـ76 بعد صراع مع المرض.


هنا نورد منشور الدكتور “عبدالله مليطان” الذي تناول فيه المسيرة العلمية للراحل، وتوقف عند أهم محطاتها، كتب الدكتور “مليطان” منشوره تحت عنوان (الباحث المسكون بحب وطنه وتراثه):

(عبر الراحل الأستاذ الدكتور الصيد محمد أبوديب (1945- 2021م) عن هذا الحب بالعمل العلمي الجاد قبل أن ينال الدرجات العلمية التي أهلته ليكون في أروقة الجامعة، فقبل أن يكون الصيد (الأستاذ الجامعي) حفر بأظافره في تراث وطنه وأمته فبدأ باهتمامه بالشاعر (أحمد قنابة) حين جمع أشعاره الموزعة بين عدد من الصحف وحققها ودرسها وقدمها للقارئ عام 1968م بعنوان (أحمد قنابة، دراسة وديوان).

وتوجه لتراث أمته من خلال بحثه عن (ابن زيدون) ليصدر عنه كتابه الثاني (ابن زيدون.. الشاعر الثائر) عام 1969م، وقبل ذلك كان عضواً بهيئة تحرير مجلة (الــرواد) المجلة الأدبية الرائدة في تاريخ الصحافة الأدبية العربية وعضوا مؤســسا بفرقة (المــسرح الـــحر) التي أنشت سنة 1969م، والتي كانت إحدى المدارس المهمة في تاريخ المسرح الليبي وعضوا بمجلس إدارة (نادي المــدينة) الرياضي الثقافي بطرابلس. ونشر مقالاته ودراساته العلمية وهو في مراحلة الدراسية الأولى بأهم وأكبر الصحف الليبية إلى جانب كبار كتابها (طرابلس الغرب، العلم، الامة، برقة المجاهدة، الحقيقة، الرائد، الثورة، الفجر الجديد، الاسبوع الثقافي، ليبيا الحديثة، الاذاعة، الشباب و الرياضة، الرواد).

كل هذا قبل أن يكون (أستاذاً جامعياً) في دلالة على أن الجامعة (خاصة الجامعات الآن) لا تصنع الباحث بل قد تصقله وتساعده بمناهجها وأساليبها العلمية على أن يتطور وينجز.

ولأنه كان متفوقاً فقد اختارته الجامعة معيداً لينال درجة الليسانس في اللغة العربية من كلية الآداب والتربية بالجامعة الليبية سنة 1968م، تم حصل على درجة الماجستير في الادب من كلية الآداب بجامعة عين شمس سنة 1973م عن رسالته (المدرسة الكلاسيكية في الشعر الليبي) التي لاتزال بعد نصف قرن من إنجازها المرجع الذي لا يمكن للباحث تجاوزها، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة درهـــام ببريطانيا، ليعود إلى الجامعة أستاذاً بارزاً مميزاُ يهتم بشؤون الوطن (تاريخه وأدبه) وإليه يرجع الفضل في الاهتمام العلمي بالأدب الليبي ضمن برامج الدراسات العليا بالجامعات الليبية والتي أصبحت من بعد ضمن المناهج الدراسية الجامعية).

من أبرز اهتماماته نشره لدراسة قيمة عن تاريخ التأليف وعن نشأة الطباعة في ليبيا إلى جانب كشفه عن بعض من المجهول في شعر على الرقيعي وإبرازه لعدد من الشخصيات الأدبية الليبية لم يترجم لها من قبل على الرغم من أهميتها في تاريخ الثقافة الليبية ووضع معجمه القيم لرصد المؤلفات الليبية والتعرف على تعدد طبعاتها كما اعتنى بالتأريخ للقضاء والقضاة في ليبيا.. رحم الله الصديق الصيد أبوديب


الراحل “الصيد محمد أبوديب”؛ من مواليد منطقة باب البحر بمدينة طرابلس، في 10 أبريل العام 1945م، تلقى تعليمه بمدارس المدينة حتى حصوله على الشهادة الثانوية من (مدرسة طرابلس الثانوية)، لينتقل بعدها إلى مدينة بنغازي حيث انتظم للدراسة بكلية الآداب والتربيةـ، قسم اللغة العربية، ليتخرج في العام 1968م.

بعد تخرجه عمل بإدارة الفنون والآداب بالإعلام، قبل أن يعين معيداً بقسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة طرابلس في العام 1970م. نال درجة الماجستير من جامعة عين شمس بالقاهرة في العام 1973م، ليعود إلى الجامعة. من بعد أوفد للدراسة إلى بريطانيا للدراسة بجامعة درهم، حيث نال درجة الدكتوراه في العام 1980م.

للراحل الكثير من المشاركات في الصحف والمجلات المحلية والعربية، في مجال النقد والدراسات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى مشاركته في المهرجانات والمؤتمرات والمناشط الثقافية محليا ودولياً.

تولى العديد من الوظائف العلمية والثقافية، ومنها رئاسته تحرير مجلة الفصول الأربعة، هذا إضافة إلى قيامه بالتدريس بالجامعة؛ وينسب له الفضل في توطين دراسة الأدب الليبي في الجامعات الليبية.

مقالات ذات علاقة

زمن يتيم مع أحمد إبراهيم الفقيه في باريس

المشرف العام

المبروك الزول.. المناضل والشاعر الذي تنبأ بالثورة – الحلقة الأولى

المشرف العام

صالحة وتلميذاتها

فاطمة غندور

اترك تعليق