شخصيات

أربعون التشكيلي والصحفي عبدالحميد الجليدي

الطيوب

التشكيلي الليبي عبدالحميد الجليدي

وُلد الأستاذ “عبد الحميد محمد الجليدي” بمدينة الزنتان سنة 1937م، حيث درس الابتدائية بمدارس المدينة، ليغادر بعدها إلى طرابلس، للالتحاق بمدرسة الفنون والصنائع الإسلامية بمدينة، حيث تخرج منها في مجال فن الطباعة. وهو يعد خبيراً في مجال الطباعة والاخراج والكتابة الصحفية ويجيد الرسم وفنون التصميم.

بدأ عمله المهني بمطبعة (ماجي)، ثم التحق بالمطبعة الحكومية سنة 1954 إلى غاية 1961م، ليتم إيفاده في دورتين تدريبيتين في مجال: التصفيف، والتصوير الزيكوغرافي، بالقاهرة. وبعد عودته من مصر مارس عمله مباشرة، ومن أهم إنجازاته الفنية حصولُه على براءة اختراع (حرف الجليدي) سنة 1971م. وبالإضافة إلى ممارسته الكتابة الصحفية في العديد من الصحف والمجلات المحلية.

من الأعضاء المؤسسين لمجلة (الطفل)، بتكليف من وكيل وزارة الإعلام آنذاك، “أحمد الهمالي” -رحمه الله-، للتخطيط والمباشرة، وهي أول مجلة موجهة للطفل من نوعها في ليبيا. من بعد كُلف برئاسة تحرير وإخراج مجلة (الإذاعة)، ثم انتقل للعمل بمجلة (ليبيا الحديثة).

بعد إنشاء المؤسسة العامة للصحافة العام 1972م، كلف برئاسة تحرير مجلة (الوحدة العربية)، كما أسس ورأس تحرير مجلة (كل الفنون)، حتى تاريخ توقفها في العام 1975م. ثم عُين مديرًا لإدارة الشؤون الفنية بالمؤسسة العامة للصحافة، حتى تقاعده الاختياري في العام 1989م.

أسهم بدور كبير مع الراحلة “خديجة الجهمي” في تأسيس مجلة (الأمل) للأطفال وكلفته الأستاذة “حواء القمودي”، عند توليها رئاسة تحرير المجلة بعد ثورة فبراير مستشاراً فنياً للمجلة للاستفادة من خبراته الطويلة في المجال.

إضافة إلى عمله الصحفي، مارس الراحل الرسم التشكيلي والساخر؛ وقد اشتهر أوائل ستينيات القرن الماضي بلوحاته الرمضانية الساخرة المنشورة بجريدة (طرابلس الغرب)، تحت اسم (حشيشة رمضان)، إضافة إلى معرضه الفني الذي أقامه عام 1958م، بنادي الشباب بطرابلس، تنديداً واحتجاجًا على التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، وأتبعه بعدد آخر من المعارض لرسوماته الزيتية والمائية، خلال أزمنة مختلفة كُتب عنها وتناولها الكثير من الصحفيين.

يقول الكاتب والناقد “ناصر سالم المقرحي” حول تجربته التشكيلية بأنها (تحتفي في المقام الأول بالبساطة والانتصار لحياة الريف البعيدة عن تعقيدات المدينة وتأثيراتها السلبية والتسارع التكنولوجي وتنحاز للهدوء والتأني والتأمل في مقابل التسارع المحموم غير المحسوب العواقب، وتذهب إلى اقتراح نمط حياتي هادئ وأسلوب عيش خالي من التوترات والتعقيدات). ويضيف: (إذ لا تمتلك كمشاهد وكمتلقي إلا أن تقف مبهوراً أمام التفاصيل الحية والدلالات العميقة للأعمال وأنت تجول بنظرك في أنحاءها مثل أي متذوق يحوز على قدر ضئيل من المعرفة بالمدرسة الرومانسية في الرسم والشعر).  وفي هذا المجال، قدم الراحل “عبدالحميد الجليدي”، مجموعة موسوعات مرسومة حول الطيور والحيوانات المحلية ومواضيع تراثية أخرى، صدر بعضها ولا يزال الآخرُ مخطوطاتٍ في مكتبه تنتظر النشر.

طالع: لوحات باعثة على الشعر

ويضاف إلى هذه الاهتمامات الفنية، اهتمامه بالطيران، حيث التحق الراحل الفنان والصحفي “عبدالحميد الجليدي”، بنادي الطيران المدني بطرابلس، وتحصل على إجازة طيار خاص (Private Pilot License).

في الاثنين 12 يوليو العام 2021م، أعلن عن وفاة الفنان التشكيلي والصحفي “عبدالحميد الجليدي”، عن عمر يناهز الـ84.

مقالات ذات علاقة

علي إرميص…فرادة التجربة

مهند سليمان

أربعون الشاعر علي الخرم

رامز رمضان النويصري

خليل قزح..  رجل من زمن الأساطير

المشرف العام

اترك تعليق