من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
قصة

أحلى المفاتيح

صباح الخير ..
أتعرفين نظرية العداد ؟
سأشرحها لك الآن ..
كل منزل فى الدنيا يوجد به عداد للنور
هكذا نسميه نحن
وكل عداد يحتوي على مفتاح رئيسى تمر عبره الكهرباء
الى جميع الغرف
ولكل غرفة مفتاح فرعي
هكذا تسير الأمور.
المفتاح الرئيسى يعطى الكهرباء للمفاتيح الفرعية
والمفاتيح الفرعية توصلها إلى باقى الغرف
فينضج الطعام ..
وتمتلئ أنوف الأطفال برائحة الخبز ..
ويذاكر الطلبة دروسهم ..
ويتسلى الناس بمشاهدة التلفزيون
وتستمع العجائز لنشرات الأخبار
وتغسل ربات البيوت الملابس المتسخة
وعندما يقبل الليل يكفى مصباح واحد
على مدخل البيت ليبعث بالكثير من الأمان فى صدور ساكنيه ..
لكن كل هذه المعجزات الصغيرة مرهونةٌ بذلك المفتاح سيدتى
المفتاح الرئيسى ..
وأنت لى ذلك المفتاح
وباقى حياتى تفاصيل ٌ صغيرة كتلك الغرف
تغادريننى فينطفئ النور
وتصبح الغرف كهوفاً باردة يجلدها الصقيع
ويجلدنى معها
وتحضرين فأتوهج بحضورك
وتشتعل أنواري
وتمتلئ دنياى برائحة الخبز الطازج
وافهم الدنيا ويفهمنى أهلها
وابتسم لكل شئ
واتفاءل بكل شئ
واعشق حياتي لأنك فيها
واهمس لك دون صوت :
شكراً أيها المفتاح
شكراً يا أحلى المفاتيح !!

مقالات ذات علاقة

مارد النار

المهدي جاتو

أصوات

محمد المسلاتي

أقــــــــــاصيص

جمعة الفاخري

اترك تعليق