طيوب البراح

أبوبكر الصديق

موسى الفاخري

من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي
من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي


كان ذاك الصديق الصدوق الذي قدم كلَّ ما يملك وكلّ ما أمامهُ وخلفهُ إيماناً وعزماً وثقتاً بصديقهِ وحبيبهِ ونبيهِ، كان رؤُوفاً رحوماً محباً للخير ، محترماً حتى لمن هم أقُل منه ، كان الرجُل الوحيد الذِّي لم يستطيع حتى الصادقُ الأمين محمد ﷺ مكافئته وترك جزائتهُ وكفائتهُ على الذِّي لا يضيعُ عندهُ شيء..

كان يبكي في أخر خطبةٌ لرسولنا الكريم الحبيب حين قال موعدكُم معي ليس الدُّنيا موعدكُم معي عند الحوض، واللهِ كأنِّي أنظُر أليه من مقامي هذا ، ثُم قال أيُها النَّاس أن عبداً خيرهُ الله بين الدُّنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله، وكان يقصد نفسه ولم يفهم أحداً من السَّامعين المقصد، لا علي أبن عمه ولا أحفادهِ الحسن و الحُسين ولا خالهُ سعد ولا عمهُ العباس، بينما الوحيد الذي فهمه هو ذاك الصدِيق الصدوق “أبوبكر الصديق” فأنفجر بالبُكاء ووقف مقاطعاً حديث رسُول الله ﷺ قائلاً فديناك بآبائنا وأمهاتنا فديناك بأولادنا وأزواجنا فديناك بأموالنا، فغضب منه النَّاس لمقاطعة الرسُول ﷺ فإذا بالرسُول الكريم ينطُق مدافعاً عنه أتركوا صاحبي مالكُم ومال أبِي بكر، كل الأبواب إلى المسجد تسَّد إلا بابه لا يُسد..

هذا هو الصحابي الأول والمبشر الأول وثاني الأثنين وأول رجل بعد النبي يؤمَّ بالناس، هذا الذي أسلم على يده عدد كبير من الصحابة، هذا هو الذي انفق كثيراً من ماله لعتق رقاب عبيد الله ومن آمن بالله هو أيضاً أول من أغدق بيت مال المسلمين من ماله..

هذا أبي بكر الذي دعا إلى الإسلام في نواحي المسجد في مكة مما جعل أهل الشرك يغضبون منه ويضربونه ضرباً شديداً لم يستطيع من بعده النهوض، ورغم كل الآلم الذي لقاه منهم أول ما نهض سأل و قال ما فعل رسول الله ﷺ؟.. سأل عن صاحبه قبل أن يسأل عن نفسه نعم الصديق الوفي أنت يا أبي بكر ..

وقد كانت مكانة الصديق العتِيق من أحب النّاس إلى قلب النبي ﷺ فحين سأل رسُول الله ﷺ من أقربُ النّاس إلى قلبك فقال عائِشة فقالوا له ومن مِن الرجال فقال أبَاها، فكم مكانتك عظيمة عند الرسول الكريم والحبيب والشفيع، فما بالك بمكانتك عند الله العظيم والرقيب والسميع..

مقالات ذات علاقة

عودة القدر

صفاء يونس

على ضفاف الجهل

المشرف العام

بنقابي أفتخر

المشرف العام

اترك تعليق