من أعمال التشكيلي صلاح غيث.
قصة

ﻫﻨﺎﻭﺓ

من أعمال التشكيلي صلاح غيث.
من أعمال التشكيلي صلاح غيث.
الصورة: عن الفيسبوك.

 

ﻳﺎ ﻫﻨﺎﻭﺓ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻣﺎﻛﻦ ﻣﺎﻳﺪﺍﻭﺍ .. ﻳﺎﺻﺎحبتي ﺍﻟﻐﻼ ﻃﻴﺐ ﻣﺎﺟﺮﺑﺘﻲ .. ﺳﻮﺣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻋﻴﻮﻧﻚ ﺳﻮﺩ ﺑﻼ ﺗﻜﺤﻴﻞ .. ﺳﻮﺣﻲ ﺳﻮﺣﺎﻥ ﺍﻋﻴﻮﻧﻚ ﻣﻠﻴﺎﻧﺎﺕ ﺣﻨﺎﻥ .. ﺳﻮﺣﻲ ﺑﻨﻄﻴﺢ ﺑﻼ ﻣﺎ ﺍﺩﻓﻴﻨﻲ ﻳﺎﺭﻳﺢ

ﻫﻨﺎﻭﺓ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ! ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻋﻨﺘﺮﺓ ﻭﻻ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﻗﻴﺲ، ﺇﻧﻬﺎ ﻧﺠﻼﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺃﺗﻠﻒ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻬﺎ.

ﻫﻲ ﻫﻨﺎﻭﺓ، ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺤﻀﺮﺓ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ، ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻔﺰ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻬﺎﺩ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻬﺎﺩ، ﻭﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺠﺮﺡ.. ﻭﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻬﺎ.. ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻷﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﻌﻠﻞ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺢ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻬﻨﺎﻭﺓ ﻭﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻫﻲ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺗﺮﻛﺘﻪ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﻻﺭﺟﻊ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻻ ﻫﻲ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻮﺍﻧﺤﻬﺎ، ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺧﻮﺽ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺭﻭﻋﺘﻬﺎ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎﻋﺎﻟﺞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺳﻘﻢ .. ﻭﻻﺑﺮﺉ ﻣﻨﻪ ﻋﻈﻤﺎ ﻭﻻﺟﺴﺪﺍ ..

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺪ ﻳﻐﺎﺯﻝ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ﻫﻨﺎﻭﺓ ﻓﻲ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﺟﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻂ ﺫﻫﻨﻪ ﺻﻮﺭ ﻭﺟﻮﻩ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻬﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻟﺘﺠﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺤﺔ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻔﺎﻑ ﺑﺄﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻃﻨﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﻍ ﻛﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺁﻫﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺃﻧﺸﻮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﻟﻊ ﻭﺍﻟﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺼﻒ ﺑﺠﻮﺍﻧﺤﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺭﻳﺎﺡ ﺧﺮﻳﻒ ﺗﻘﺘﻠﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻳﺎ ﻟﺘﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﻣﺘﻮﺳﻠﻼ ﻣﺘﺬﻟﻼ ﻟﻜﺤﻞ ﻣﺮﻭﺩ ﺭﺳﻢ ﻋﻴﻮﻥ ﻫﻨﺎﻭﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﻜﺤﻞ.

_________________________

من مخطوطة قوالب الطين

مقالات ذات علاقة

الطريد

عوض الشاعري

إن شانئك هو الأبتر

مفيدة محمد جبران

الجنون

علي فنير

تعليق واحد

صلاح أحمد 9 أغسطس, 2018 at 06:12

قصة جميلة وعميقة بالرغم من قصرها.

رد

اترك تعليق