شعر

وطن يبكي

هنادي قرقاب

من أعمال التشكيلي العراقي علاء بشير (الصورة: عن الشبكة)

شاكٍ إليكم..
جراحاتِي و أسقامِي..
وعمريَ الغائِرَ الْبَالِي
وأعوامي..

إِنِّي أَنَا وَطَنٌ يَبْكِي..
أتسمعنِي؟
يَا شَعبِيَ الغافِلَ الجَالِي لآلامي!
..
أَمَا تُحِسُّونَ..
أنِّي مُرْتَوٍ بِدَمٍ ؟!..
رويتُ ما يفتدي شعبِي لِظُلَّامِي!

تسعٌ عِجَافٌ مَضت
والحَربُ تَسحَقُنِي
والوَهنُ يُرهِقُنِي، و الموتُ قُدَّامِي
..
مِن ضَيرِها لَفَّنِي بَردٌ!..
وَ أنهَكَنِي جوعٌ!!..
وَأَحْرَقَنِي بالطَّغْيِ حُكَّامِي !!!
…..
وَ قبْلَهَا أَرْبَعُونُ الغمِّ ما شفيت؛
فضَيَّعتْنِي بآمالِي و أحلامِي
….
أَنَا لمِن بهجةٍ
و الشَّعبُ أَحزننِي؛
حتَّى بدت كنواحِ الموتِ
أنغامي

حالت إلى نقمٍ مسمومةٍ
نفثت..
من فاهِ مرتقبٍ للكرهِ والسامِ
..
هدّت سياطُ الرّدى ظهري
وما خمدت
حتَّى غدا رمدًا حبري وأقلامِي
..
والحربُ قد مزّقت راياتِ أطفالِي
تلك التِّي أشرعوها قصدَ إلهامِي
..
أضنت قلوبهمُ الخيباتُ
واتقدت
أرواحهم بهمومٍ حال إضرامي

والحربُ ما تركت شعبي يقدّسني
بل شوَّهتنِي
وداستنِي بأقدامِ

فأوقفوها؛
لأنِّي قد نزفتُ بها
باللهِ إنّي لأرجوكم بإقسامِ..

متى تكفُّ أيا شعبِي و ترحمُني
مِن الحروبِ الّتِي أردت بأيّامي؟!!
..
متى أرى بسمة الأطفالِ زاهرةً
وهل ستشفى جراحاتٌ لأيتامِ!؟
..
متى تعودُ بيوتُ الشعبِ عامرةً؛
تُعيدُ من نزحوا قسرًا بإرغامِ؟!
..
متى ترفرفُ يا شعبي مغنّيةً
لحن السلامِ وتسمو كلُّ أعلامِي ؟!.

مقالات ذات علاقة

أربعونَ ليلةً خلفَ الحديقةْ!

عبدالوهاب قرينقو

اليوم فقط يمكن أن أقول أنيّ نسيتُك

منيرة نصيب

تحت وميض الجرح

آمنة الأوجلي

اترك تعليق