قصة

والقافلة تسير

“حكاية القعود الصغير وكلاب الحي المجاور”

 

 

1

ذات صباح مشرق وبهي… وبينما كانت القافلة تسير إلى حيث المراعي الخصبة.. اعترضت كلاب الحي المجاور طريقها.. وكشرت عن أنيابها وركضت باتجاهها ونبحت عليها.. غير أن القافلة لم تكترث لها.. شقت طريقها إلى الأمام.. رافعة بأنوفها في عزة وإباء.

لحقت بها الكلاب، وزادت من وتيرة نباحها.. لكن القافلة لم تكترث لأمرها.. ولم تلتف إليها أو تعرها انتباها.

2

استولى الخوف على أحد ” الحيران ” الصغيرة جدا.. وركض باتجاه أمه وهو يقول: أماه إن الكلاب تلاحقنا وتنبح علينا.

استدارت الأم صوب صغيرها وقالت: لا تكترث لأمرها يا صغيري.. سر ودعها تستنفد طاقتها في النباح.

الصغير: وكيف لا أكترث لأمرها.. وأنا كما ترين جد خائف منها يا أماه.. ؟

الأم: سر يا بني إلى حيث تسير بنا القافلة.. ألا ترى أن القافلة تسير رغم كثرة النباح.

3

شمخ القعود الصغير، بأنفه إلى عنان السماء.. وتبع القافلة بخطوات واثقة ومطمئنة.. ويئست الكلاب من جدوى نباحها.. فتوقفت عن النباح.. وشرعت تنظر بأسف شديد، إلى القافلة التي شقت طريقها إلى حيث تريد.. رغم كثرة النباح ووعورة الطريق.

________________________________

الموقع الشخصي للكاتب:   http://www.sanabell.net/

ملاحظة على هامش القصة: هذه القصة مجرد محاولة متواضعة من جانبي لشرح المثل المعروف، ليس إلا..  وأنا لا أحمل ضغينة لأحد ولا أحقد على أحد، و لست مخولا من قبل الله بتصنيف الناس إلى فريقين، فريق مع القافلة وفريق ضدها.. القصة بطبيعتها كما في بقية قصص الحيوان التي كتبتها من قبل، تحمل عدة تفسيرات والكل يفسرها كيفما يريد.. ومن جانبي فقد تذكرت وأنا أكتبها الحملات المسعورة على الإسلام ونبيه الكريم، وقلت في ذات نفسي إن كل تلك الحملات المعادية لن تضر الإسلام وسيجعل الله كيدهم في نحرهم لأن الله وعد بإتمام نوره ولو كره الكافرون، وقلت أيضا ودونت ذلك بالقصة: ” لا تكترث لأمرها يا صغيري.. سر ودعها تستنفد طاقتها في النباح “.. أرجو أن أكون قد ألقيت بعض الضوء على هذه القصة المتواضعة التي انقسم القراء بشأنها بين مؤيد ومعارض.

مقالات ذات علاقة

مرمر

هدى القرقني

السّجان يسّتحى عندما تتلبّسه ملامح بانوسيّة*

البانوسي بن عثمان

لا شيء!

خالد السحاتي

اترك تعليق