شعر

هبةِ النعناع

من أعمال التشكيلية الفلسطينية جهاد (فرح) إسماعيل
من أعمال التشكيلية الفلسطينية جهاد (فرح) إسماعيل


كنت اتمنى يا سيدي الليل
يا مانح العضات والحزن الصديق
يا سيد الهبات الرجيمة
وحارس شهوتها

يا رفيق الدراويش

أن اختصر هذا العمر
أن أبرأ من عشقي القاتل
بقصيدةٍ واحدة
تُباركني بلثغةِ البرقِ اليتيم

بغيمةٍ طفلةٍ
نفاثةٍ في الوجد
تسترق الآه مغلولةِ الدمع
ماجنة تجيد اختزالي
في قطرةٍ من نبيذ

تمعن في رتق الأكاذيب الجميلة
لكلِ أولئك الحمقى الدراويش
الذين كانت لهم مواخير شهية
في آخر شهقة لليل،
اقصدها كلما هتف الخريف
بليلى* والمطر …

اتعبني هُراء الشعر العجوز
ينفثُ دخانه الأشعث
في وجه الليل من غليونٍ
خائب الاحتراق هزيل الوجد
رطب المذاق …!

كمخاتلة الروح
بحلوى السراب وفاكهة
البكاء في ليلٍ لا يفتح بابه إلا
امام عواء يرجم العتمة بالنجوم

غير اني مازلت الملم
الدمع الأزرق من جُبِ الغناء
في كلِ خطوٍ يأخذني
إلى متاهة الغرق

أرقبُ بياض الفجر
على لججِ تأوهات
رملٍ ساخنٍ أزرق الحب
أصفر الغناء،

ها أنا
اقترب من بداية النهاية …!
من لثغةِ الشعر المطمئنة،
من سوءةِ الوجد الرجيم

حيت لا مناص من تعاويذ
تباركها تأوهات النساء الغرقى
فوق آسرة من نعناع
الموت اللذيذ

ها هي اوهامنا الهرمة
تدعونا إلى وليمة الحلم
على آرائك دسمة السراب
فاخرة النبيذ
أنيقة الوجع
أمام مرايا ذابلة
خجولة الحب مهيضة الغناء

و أنا الراوي الراثي
و العاشق المتسول لأدعية اليمام
صاحب اول البكاء
و آخر الجنون .


* ليلى: طفلة المنوبية بالخمس العتيقة.

27 / سبتمبر .. ايلول / 2020م

مقالات ذات علاقة

أنا القصيدة

نجاح المبروك

شــوق

عمر عبدالدائم

الحب ينزف أكثر

تهاني دربي

اترك تعليق