طيوب النص

نوافذ الثلج الآفلة

نوافذ ثلجية (الصورة: عن الشبكة)

في رحمِ الملاذات الآمنة، ثمّة فجيعة في عالمٍ لا محسوب، اتّسعت تجاويف الضُّرْ العارية، تصدّعت الشروخ بوحشية النحيب الأزلية، تشظّتْ نيازك غير مرئية، انحسر غاز الميثان عند حوافِّ الغلاف الجوي، جفّتْ ينابيع اللوار*، كورالٌ فاحش الافتراس كنشيدٍ يدُكُّ ركح الحسرة عند قيامة الشمس، فوق حبال الريح علّقتْ عِظات الغفران، أجنحة النجوم تؤثّثُ لمواسم الرحيل الأزلي، خلاخيل النهر دموعٌ مطرية، مدائنٌ متصابية تستعصي عن الهلاك، تحتفي على قارعة الجليد، تسقي أنخاب الوباء الملعون، غربانٌ طائشة تحطُّ على أطلال البيزا*، يقرع البوم طبول الصمت فوق شعلة برج ايفل*، داكنة مداءات السراب، فِجاج الأرض ضياع المنافي الغارقة في برازخِ اللجج، غِمدٌ جليل، يطلُّ من قيعان الوجيب، مهملة سراديب الظِلال، كالأغنيات الحزينة من شرفات تلوّحُ بزمنٍ كهل، تسقط أجساد الطين على أرصفةِ الموت البطئ، تلقي بذاكرتها الخصبة في جيبِ الريح الأخيرة، تحطّمتْ الوجوه الزجاجية بهاجسِ سُعالٍ لا يزفرُ لوثته إلا آخرِ النزع .


(*) اللوار : أطول نهر في فرنسا

(*) البيزا : معلم تاريخي في ايطاليا

(*) ايفل : معلم سياحي شهير في باريس

مقالات ذات علاقة

أيها الثوار .. شكرً لكم

علي الخليفي

عتاب

فتحي محمد مسعود

النبراس والدرب

المشرف العام

اترك تعليق