تاريخ

نشيد البحرية الليبية

نزار نصر

في في 31 أكتوبر 1803م أسرت البحرية الليبية في عهد “يوسف باشا القرامانللي” الفرقاطة (المدمرة) فيلادلفيا وعلى متنها 308 بحارة اميركيين استسلموا جميعا وعلى رأسهم قائدها الكابتن بينبريدج.

احتلاق فيلادلفيا على شواطئ طراباس في 31 أكتوبر 1803 (الصورة: عن الشبكة)

From the Halls of Montezuma
To the shores of Tripoli
We fight our country’s battles
On the lands, and on the sea

هذا مطلع نشيد المارينز وهو أقدم نشيد رسمي في القوات المسلحة الأميركية وقد صيغ النشيد بعد الحرب الأميركية الليبية 1801 – 1805م وهي أول حرب تخوضها الولايات المتحدة بعيدا عن شواطئها وكثير من الليبيين يعرفون هذا النشيد وقصته ولكن بالمقابل ما أشد ندرة معرفتنا بنشيد بحارة طرابلس في نفس الحرب وللأمانة فإنني بعد ما حفظت نشيد بحرية طرابلس من مصدره من عشرين عاما مضت سألت عنه كل من عرفت من العارفين المعمّرين بالبلد فلم يعرفوه وبذلك علمت أنه شديد الندرة كما أنّ كل الكتب التي تؤرخ لتلك الفترة لم تذكره بالنص وإنما أشار بعضها إليه لا أكثر وأنا أنقل كلماته عن سيدي الحاج محمد صبحي بن عبد السلام 1913 – 2008م عن صاحب الصورة حسونة باشا القره مانلي 1833- 1932م عن أبيه عمورة بك بن ملك البلاد يوسف باشا القره مانلي الذي اندلعت الحرب في عهده

في أحد أيام ربيع عام 1999م كنت وسيدي الحاج محمد صبحي مدعوين لمأدبة غداء عند جاري وأخي الحبيب محمود البدوي الذي دعانا في داره غير مرة وعندما خرجنا من بيت الداعي اقترحت على سيدي الحاج أن يرتاح في بيتي القريب ثم نكمل المشوار لأوصله إلى بيته فوافق وكنت أيامها أدوّن منه أزجاله وبعض الأخبار العتيقة مما جرى في تاريخ البلد … أحضرت القهوة فقال مداعبا: نزورة باشا يا دولتنا * عونك نسّم في شقفتنا – من معاني الشقفة في اللهجة: كل هيكل من خشب أو خزف أو ما شابه احتوى أو حمل شيئا أو خلقا في جوفه، فمثلا خشب آلة الطار شقفة لأنك تستطيع أن تضع شيئا في تجويف دائرته الجلدية والسفينة التقليدية شقفة لأنها خشب محيط حامل والأخيرة هي المقصودة في البيت وأما العون فهو الريح الطيبة المواتية المعينة إذا هبت – فعلمت أنه بيت قديم حوّره الشيخ فسألته وأجابني بهذه القصة: كنت في الخامسة عشرة – يعني عام 1928م – واجتمع في بيتنا لزيارة أبي بعد رحلة له في مدن الدواخل، قاضي البلد العلّامة عبد الرحمن البوصيري وحسونة باشا القره مانلي وأحضرت القهوة فلما مددت لحسونة باشا فنجانه قال لي: احميده باشا يا دولتنا * عونك نسّم في شقفتنا فقال أبي: ما هذا ياباشا؟ فأجاب حسونة باشا بأبيات حفظتها منه بعد ذلك – يحكي سيدي الحاج – وذكر حسونة باشا أنه حفظها عن أبيه وأن هذه الأبيات كانت نشيد البحرية الليبية أيام حرب طرابلس مع السويد التي تداخلت نهاياتها مع بدايات حربنا مع أميركا فردده البحرية بانتشار أوسع في الحرب مع أميركا …. ذكر لي سيدي الحاج الأبيات ودونتها منه وهذه هي

اولادك يا سيدي درغوت * سناسقنا فوق شرف البيّة

الكور يضرب والبـاروت * وام فدافد فـــــي الحربية

بالليجالي راهــــي الموت * علـــــــى دولتنا القرملّية

يــــــــا طوبجية همّة حية * وارخوا الشيمة يا بحرية

يوسف باشا يـــــــا دولتنا * عونك نسّم فـــــي شقفتنا

يوسف باشا يــــا منصور * الخاطر بـاذن الله مجبور

– سيدي درغوت من حكام البلد الصالحين المصلحين وأهل ليبيا وبعض تونس لهم فيه اعتقاد … السناسق جمع سنسق وهو السنجق أي اللواء والراية.

– شرف البية: الشرف هنا هو المكان العالي وهي فصيحة والبيّة مؤنث بك ومعناها الأميرة ويقصدون رايتنا عالية فوق قمة أبراج أميرتنا قلعة البلد وحصن أميرنا السراي الحمرا

– الكور هي قذائف المدافع والباروت هو البارود وام فدافد هي البندقية لارتفاع صوتها في الحروب ووصوله للمرتفعات النائية أو بمعنى أم المهارب أي المسببة في ذعر الرجال وهروبهم والفعل فدفد يُستعمل للهارب المذعور

– بالليجالي: بالآجال ويقصدون نصرة دولتهم وما الموت إلا بالآجال.

– الطوبجية هم المدفعية وارخوا الشيمة اي فكّوا زمام الحبل الذي يشد السفينة بالرصيف كي نبحر لملاقاة الخصم المعتدي

مقالات ذات علاقة

الطاهر القره مانلي

بدرالدين المختار

الأمازونات.. نساء أسطوريات حكمن ليبيا

لينا العماري

الأمازونات الليبيات

محمد قصيبات

اترك تعليق