طيوب البراح

مواقف من الثقافة

 

حسين عثمان

بحت في مدينه عدد سكانها 75 ألف نسمه فلم أجد سوى مكتبه يتيمة قالوا لي اسمها (قرطبة)، تذكرت أمجاد المسلمين في بلاد الأندلس وقصر الحمراء وأبو حزم الأندلسي والفلاسفة والمفكرين من تلك البلاد والتي أضاعها الصراع على الحكم وعدم ألمحافظه على الدين ولانغماس في الملذات والشهوات ونساء السلاطين ومدراك وما نساء السلاطين.

المهم ذهبت إلى تلك المكتبة فلم أجد فيها ما يشفى رغبتي في المعرفة، ولكن شي أفضل من لاشي، اشتريت كتابا أظنه الأمير لميكيافلي وبعض الصحف، وإذا بشخص يدعوني إليه، فتوجهت نحوه وبعد السلام والكلام رأى في يدي الكتاب والصحف، فأخذها منى وبدء يتفحصها، وأنا كطفل مسكين يؤنبونه على أكل الحلوى، وقال لي بصوت فيه الكثير من الاستهزاء: يا والله تاعب.

ولا أدرى من منا التاعب، انا أم هو؟. ولكن تبدد استغربي لأنه جالس في متجر رصيده يتجاوز السبع أصفار ولا أدرى لمادا عندهم لا يجتمع المال والعلم وأى منطق يفرض هده الفرضية انتزعت منه الكتاب والصحف مؤثرا جانب السلامة لكي  لا يتطور الموقف اكثر من ذلك وذهبت في حالي.

فجأة ظهر زميل لي من أيام الدراسة الثانوية، وبعد المجاملات الرسمية والسؤال عن الأصدقاء أيام تلك الأوقات الجميلة، نظر إلى يدي فوجد فيها الصحف والكتاب، أخذها وبدء في تصحفها وكانت صحيفة (الشط)، وقال بتعالي هل دفعت فيها شي فقلت بحزم: نعم، نعم.. ربع دينار.

فضحك وقال: لو اخذت به (مستكة) خير لك.

فوضعت يدي على كتفه فانهار لأنه نخره السوس.

فلم أجد أمامي سوء البيت للخروج من هذه المناقشات، فوقف لي قريب بسيارته الفاخرة فقلت في نفسي (إنه رجل له نصيب من التعليم فليس من الممكن أن ينتقد العلم والثقافة، والتي تمثلت في الصحف والكتاب)، وإذا به ينظر بامتعاض ويقول: ما الذي في يدك.

فقلت بفخر: كتاب الأمير وبعض الصحف.

وتذكرت الكتاب الذي في جيبي وقلت: وكتاب (القرود) للنيهوم، وقلت هل تعرفه اقصد النيهوم.

فضحك وقال: معاش ليقتو ماتقرو كان على القرود يا والله شعب فاضي.

عندها أدركت إنه كالطبل، وضعني أمام البيت فطويت الصحف والكتاب تحت ثيابي خوف من تأنيب ابوجهل، لأنه ينظر إلى المطويات تحت ثيابي بشك وكأنهن أدوات دمار لا أدوات إعمار!!!!.. وعندها أدركت لمادا نحن شعب …….

ضع ما تشاء فالحكم لك سيدي الإنسان.

مقالات ذات علاقة

أفقدته عقله!

المشرف العام

أنا الشاعر

المشرف العام

نودع عاما ونستقبل آخر

ميلاد عمر المزوغي

اترك تعليق