من أعمال الكيلاني عون
المقالة

من أمبرتو إيكو إلى عصر الجماهير

من أعمال الكيلاني عون
من أعمال الكيلاني عون

1
امبيرتو ايكو هو اقبح اديب عالمي قرأت له ، و نجيب محفوظ هو و اولاد الحارة سرقوا جائزة نوبل من الاكاديمية السويدية و طمروها في قبر السيدة زينب ، الفريد نوبل هذا الرجل الذي اخترع الديناميت و اخترع الجوائز ايضًا ، يقول بوشكين ” الناقد رجل بوليس يطارد الكاتب داخل كتبه ” لكن ماذا إذا كان الكاتب متهم بالنجاح غير المبرر؟ 

2
في بغداد اليوم ممنوع بيع العبيد حتى في شارع المتنبي ، الشاعر الذي يقول في هجاء كافور الاخشدي ” لا تشتر العبد إلا و العصا معه إن العبيد انجاس مناكيد ” المتنبي شاعر العرب في العصر العباسي لكن لا يمكنه أن يكون شاعرهم في هذا العصر ، لأن هذا عصر ممنوع فيه بيع العبيد و لا اعرف هل كان المتنبي يملك فرصة في ألا يجعل موهبته الفذة مخجلة إلى هذا الحد بالنسبة لبغداد…


نجاح البلدان يقاس بمدى قدرتها على تحقيق البناء و ليس بمدى قدرتها على تحقيق الايدولوجيا لأن البلد ليست قضية أو فكرة أو عقيدة بل ارض و شعب يريد الحياة ، هذا هو الفرق الحاسم الذي حققته الثورة الصناعية في أوروبا في انصاف القرن الثامن عشر ، و نتج على إثره لأول مرة فكرة تأسيس الدولة و سافرت هذه الفكرة إلى ليبيا بالذات في منتصف القرن العشرين و لكن ليييا مازالت فكرة على أي حال لأنها فشلت في تحقيق البناء…

4
دريد لحام في مسرحياته جعل المشاهدين يضحكون على ” الوطن ” ، و عادل إمام في مسرحياته جعل المشاهدين يضحكون عليه ، هل هذا فرق من الفروقات بين المسرح الجاد و المسرح العبثي ؟ بين الفن من اجل الفن و الفن الطلائعي من اجل القضية ؟ و أيهما اكثر اهمية ضحك المواطن العربي أم اسباب ضحكه ؟ على أي حال يبدو أن عادل امام محبوبًا اكثر من القادة العرب لأنه ضحى بنفسه فقط و جعلها اضحوكة أما القادة العرب فقد جعلوا من اوطانهم برمتها اضحوكة ، و ذلك الذي التقطه محمد الماغوط بذكاء و كتبه لدريد لحام في مسرحياته…

5
الخائن للوطن في عصر ليبيا الملكي هو مواطن شريف في عصرها الجماهيري مع أن الوطن واحد في العصرين ، لكن الانظمة السياسية هي التي تصوغ اخلاق المواطن تجاه وطنه فيصبح المعارض للنظام السياسي خائنًا للوطن لأن النظام يعتقد أنه هو الوطن و لابد أن يعتقد ذلك ليحمي نفسه من الزوال ، في القرن التاسع صارت الامبراطورية الرومانية امبراطورية مقدسة بعدما اخمد شارلمان ثورة ” الاشراف ” ضد الكنيسة مما دفع البابا الى تتويج شارلمان بالتاج المقدس و صار المساس بعرشه مساسا بعرش الرب نفسه و صار المعارض لسلطة روما معارضًا للانجيل بالذات ، مثلما كان في روما القديمة ففي ليبيا ايضًا من الصعب التفريق بين ظل الله و الوطن و بين ظل الحاكم السياسي لأن الحاكم رغم ادميته و بساطته يصر أن يكون شجرة…

مقالات ذات علاقة

يبدأ التطرف حينما يختفي دفتر الرسم

سعاد سالم

العنوان في النهاية

زياد العيساوي

جلسة على ضفاف نهر التايمز

أحمد إبراهيم الفقيه

اترك تعليق