المقالة

مختصر القول

من أعمال التشكيلي موسى أبوسبيحة

1

الدستور الأمريكي لا يذكر الله في أي من مواده وحين سألوا الأب المؤسس ألكسندر هاملتون عن سبب إستبعاد الله من الإنجيل الديمقراطي قال أننا لسنا بحاجة لمساعدة خارجية، ولكن حين سألوا جورج بوش عن سبب غزو العراق قال أن الله طلب منه ذلك وقال أننا أمة واحدة تحت راية الله، جورج بوش لم ينتهك الدستور العلماني الأمريكي لأن الله مادة فوق دستورية ولأن مساعدته ليست خارجية، ولأن أسامة بن لادن مات قبل أن يفهم أن الله حكاية “إرث ذهني” تمتلكه كل الأمم، لأبد أن ألكسندر هاملتون قد قال ما حاجتكم بالدستور إذا كنتم تؤمنون بالله، كما قال قائد موسيقي من القرن العشرين ما حاجتك بالله إذا كنت تستطيع أن تسمع موزارت.


2
في علم الأحياء التطورية ثم حركة بيولوجية تسمى “التأسل الرجعي” وهي تعني ظهور صفات جسمانية منقرضة كانت موجودة لدى أسلاف الكائنات الحية، مثل ولادة طفل بستة أصابع أو ولادة عصفور بأسنان أو ظهور ذيل لدى الإنسان على شكل نتوء عظمي في عموده الفقري، وذلك يسمى اليوم “تشوهات” خلقية، إلى هذا الحد تزامن الماضي مع الحاضر أمر قبيح من الجانب العلمي لكنه أمر محبوب من الجانب الرومانسي، لأن التأسل الرجعي هو الذي جعل مريم العذراء “كائن وحيد الخلية” ،وجعل عبد الحليم حافظ ” عندليب” وجعل زوجتك” فراشة” وجعل ريتشاد قلب الأسد “أسد” فعلًا، وعلى العكس فإن “اللاعنصرية الثقافية” تفترض بمساواة عاطفية حركة متخيلة نسميها “التأسل التقدمي” وهي تعني أن الإنسان إنسان في كل مكان، وكل إنسان هو عندليب حتى إذا كان صوت أغنياته مثل صفارة القطار.


3
مدار الأرض حول الشمس يسمى “القفل الذهبي” موقع ٱمن يوفر ظروف الحياة على الأرض، فإذا أقتربت الأرض من الشمس احترقت وإذا ابتعدت تجمدت، مثل مدار الفراشة حول الشمعة، وفي عالم السياسة نسمي ذلك “الردع النووي” الصواريخ النووية توفر للدول مسافة صطدام آمنة وسيادة ونمو حر، أما القفل الذهبي لمؤسس الصين الإمبراطور تشين فقد كان زواج الحياة والموت نفسه، فقد أستهل الإمبراطور القوى حكمه ببدء بناء ضريح ضخم لجثمانه، فإذا طالبه شعبه بتحسين الأداء السياسي يجيبهم أنه إمبراطور راحل، وإذا طالبه شعبه بالرحيل يمهلهم ريثما ينتهى من بناء ضريحه، فهل ثمة شعب يحكمه قائد حي وميت في ذات الوقت؟ قائد يحمل قفًلا ذهبيًا لا يمكن فتحه ولا يمكن إغلاقه؟.

مقالات ذات علاقة

حنظله، لست وحدك، القوافل تترا…

ميلاد عمر المزوغي

التليسي.. فلسفة التحرر والبقاء

عبدالسلام الفقهي

الانترنت وزرع ونشر الفتنة

المشرف العام

اترك تعليق