من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
المقالة

محطات

.

الوطن بحاجة إلى جهودكم….

أتمنى من الأصدقاء الذين لا يكلون ولا يملون في انتقادهم للوضع في ليبيا وكأنه بدعة العصر أوشيء لم يحدث قط في التاريخ… أتمنى أن يدركوا أن طبيعة المراحل الانتقالية التي تلي سقوط سلطة ديكتاتورية شمولية عادة ما تتسم بانعدام التوازن وبكثرة الصراعات والانشقاقات بل وفي بعض الأحيان الصراعات والتصفيات الدموية الشرسة. إذا ما أضفنا إلى هذه الخصائص العامة خصائص ليبية تتمثل في غياب التنظيمات السياسية.. وضعف الأجهزة الإدارية.. وارتفاع سقف التوقعات لدى الناس..وتواضع القدرات التنظيمية.. وانهيار المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة…. ونقص الأموال… والتدخلات الأجنبية.. وسوء الأداء الليبي الشهير…سنرى أن المسألة ليست فساد أشخاص هنا أوهناك.. بل هي تركة تاريخية تحتاج إلى أكثر من النقد والشكوى.. تحتاج إلى وقفة جادة يتصدرها السؤال التاريخي.. ما الذي استطيع أن أعمله من اجل وطني وشعبي في هذا الظرف العصيب.؟؟ ما هودوري وكيف استطيع أن أقوم به على أكمل وجه…؟؟… .كيف نستطيع جميعا أن نقلص من حجم اختلافاتنا وأن ندفع بالوطن للاستقرار الذي بدونه سننزلق جميعا للهاوية.. ولن ينفع آنذاك معرفة من قذفنا إليها……؟؟؟…

**     ***     **

أريحونا…..

حتى الدول التي تتحارب بشراسة تأخذ بين الحين والآخر فترة هدنة تصمت فيها المدافع ويتم فيها تضميد الجراح والتفكير بعقل في وسيلة للخروج من المآسي الدامية…. فهل لنا أن نطلب هدنة من أجهزة إعلامنا وسياسينا….ولولأسبوع واحد.. يتوقف فيها الجميع عن كيل الاتهامات والشتائم والتخوين، التحريض والتهييج…… أسبوع واحد… من اجل الوطن الذي يكفيه ما رأى من عبث العابثين.

**     ***     **

الخلاص….!!

أمام هذه التجاذبات والدعوات الجهوية والقبلية لا حل لنا سوى باعتماد المواطنة وترسيخها حتى تنتفي الحاجة إلى ما سواها….. أنت ليبي.. هوكل ما تحتاجه للتعريف بنفسك وللحصول على حقوقك.. هذا يتطلب اعتماد سياسات من قبل الدولة وحملات توعية من قبل المثقفين… وأمام الدعوات الجهوية لا مناص من اعتماد سياسة اللامركزية بحيث يستطيع المواطن الحصول على حقوقه كاملة وعلى الخدمات في إي مكان من ربوع بلادنا…… المواطنة واللامركزية هما خشبة الخلاص…. فهل تعلقتم بها قبل الطوفان…؟؟؟

**     ***     **

التجربة اللبنانية….

سألت صديق لبناني مسيحي…. كيف انزلقتم إلى الحرب الأهلية.. هل كنتم تتوقعونها..؟.. هل أعددتم لها؟… اطرق قليلا ثم قال بصوت حزين.. لوكنا نعلم لما بدأنا.. بالنسبة لنا كانت فورة حماس وغضب. شعرنا بقوتنا للمرة الأولى.. بل سمعنا أصواتنا للمرة الأولى.. ووسط الشعور بالقوة والهيجان الإعلامي لم نعد نر أونسمع….. تحولت الوسائل إلى غايات.. وتحول “الفلسطيني” إلى عدووإلى مصدر كل الشقاء بالنسبة لنا… وشيئا فشيئا.. غاب ما تبقى من صوت العقل.. وساد صوت الموت والخراب…. وبقية القصة معروفة…. ساهمنا جميعا في تدمير الوطن وقتل الحياة…. والمصيبة أننا لم نفلح في حل إي مشكلة من مشكلاتنا…. ساد صمت قاتل بيننا…. وتحرجت من طرح إي أسئلة أخرى.

**     ***     **

رجال البحر…..

غامروا بحياتهم وبكل ما يملكون.. وتصارعوا مع الأمواج و.. عطل الماكينات وغدر الكتائب…حملوا السلاح والذخيرة والرجال في جرافات صيد عتيقة دعماً لإخوانهم وأهلهم…وكانوا خير سند.. الكثير منهم كانوا بلا أسماء.. بلا شخوص بارزة على عادة الأبطال.. أقول لهم تحية من القلوب لكم يا أبطالنا….. تحية لكم يا رجال البحر ويا فرسان الوطن.

**     ***     **

أصل الداء…..

لا أروع “فيدرالية”.. ولا أجمل “لا مركزية” ستُفلح في إصلاح شأن قوم قد فسدت أخلاقهم..

**     ***     **

تصحيح…..!!!!

الجو صقع، المربوعة دافية والتلفزيون شغال طول الوقت. الضي بلاش.. المرتب ماشي، العمل ما نمشيلش والاصحاب واجدين… البنزينة رخيصة، الموبايل شغال…الجولات في العشية مع المكياطة والسبسي. القراية مملة، العمل مش ليا… المجلس ايضيع في وقتنا… الحكومة اتضيع في فلوسنا….ولابد من…. تصحيح المسار.

**     ***     **

بضاعة فاسدة…..

إثارة النعرات الجهوية والقبلية… وإثارة الغرائز البدائية كالحسد والغيرة..

كانت طوال التاريخ الوصفة المفضلة لدى المفلسين للوصول……. إلى السلطة.

**     ***     **

أخر الكلام…….

قال لي: العبرة ليست في قيامنا بما يحلومن أفعال قد تبدوصائبة في حينها… وإنما العبرة هي دائما في القدرة على حساب ردود الأفعال وما ينتج عليها………… فلا تبدأ عملاً إلا إذا ما أتقنت حساب خواتمه. ثم قال لي: أجعل حديثك دائما يقتصر على نفسك…. لا تتحدث باسم غيرك أوعن غيرك… فخير الناس من حذف “هم” و” نحن” من خطابه… وتذكر أن الحقيقة تخصك فلا تلزم بها أحدا سواك….. مطلقا.

مقالات ذات علاقة

الفاشية والأوليغارشية وجهان للدكتاتورية

علي بوخريص

درس التاريخ

عبدالحكيم كشاد

السؤال التائه: أين الكتاب الليبي؟!*

خليفة حسين مصطفى

اترك تعليق