سرد

لغز شنطة حمزة

الغاز الأولاد الخمسة

المغامرون الخمسة

تحوير في الغاز المغامرون الخمسة وهى قصص بوليسية قدمها في السابق الأديب المصري

لغز الحقيبة السوداء

إعادة صياغة  مؤلفات يقدمها: حسن أبوقباعة المجبري.

لغز شنطة حمزة

(1)

المطاردة

كان جسم ” أدهم ” كله يرتجف ، وهو يقف منحنياً تحت الأقواس في  محطة الفندق البلدى . وكانت السماء تمطر بشدة والبرد قارس والظلام دامس..

ولم  يكن  هذا المكان إلا مكاناً للتسوق يزدحم بجميع أصناف البشر ، لذلك لم يكن في إمكان  ” أدهم ” أن يكون مرتاحاً في مشيته تلك بحيث يتجنب الاصطدام بالأكتاف المارين من حوله، ورغم ذلك كان ” أدهم ” يسمع بوضوح صوت أقدام الرجلين الذين كانا يطاردانه منذ قليل.. بل كان في إمكانه أن يسمع كلمة ” الشنطة ” تتردد باستمرار فقد كانا يطاردانه من أجلها .. وكانت الشنطة بيده ..ولو فكر أحدهما أن يمعن النظر في ” أدهم ” لوجد الشنطة وقد أمسكها ” أدهم ” بين يديه وضمها إلى صدره..

وأخذ ” أدهم ” وهو يفكر فيما حدث في الدقائق العشر الماضية وهو في غاية الدهشة والفزع معاً…

ولا يجد تعليلاً واضحاً لهذه المطاردة المخيفة التي جرت منذ دقائق قليلة.

منذ ربع ساعة تقريباً خرج والده على موعد في ” بنغازي ” وكانت الساعة حوالي الثامنة ، والريح عاصف ، ولكن المطر لم يكن قد بدأ ..

وجلس ”  أدهم ” و ” الزهراء ” ووالدتهما يتفرجون على التلفزيون .. ثم دق جرس التليفون، وعندما قام ” أدهم ” بالرد عليه وجد والده  يحدثه عن محطة الفندق .. وطلب منه أن يأتي له بشنطته السوداء من نوع ” السامسونايت ” وهو نوع ثمين من شنط  اليد قد أحضرها معه أثناء زيارته لاسطنبول.

وارتدى ” أدهم ” ثيابه مُسرعاً ، ولبس الجاكيت اتقاء للبرد، ثم حمل الشنطة  وأسرع  إلى  محطة الفندق ، ولم يكد يغادر الحوش حتى بدأ المطر يهطل بشدة ، وأسرع المارة في سيرهم حتى بدأت الشوارع تخلو منهم ؛ وعندما وصل ” أدهم ” إلى  قرب مقهى  في الجنسية  وهو يجرى فُتح باب  المقهى وظهر رجلان مُسرعان ، وكان ضوء المقهى القوى قد وقع على ” أدهم ” وهو يحمل شنطة والده، فصاح أحد الرجلين مٌشيراً ” هذه هي الشنطة “ثم اندفعا إليه ..

وقد كانت قدما ” أدهم ” أسرع من تفكيره، فجرى أمامهما كالسهم عائداً من الطريق الذي أتى منه وسمع خُطواتهما خلفه فزاد من سرعته وهو لايدرى لماذا يطاردانه .. وماذا يريدان من الشنطة ؟!..

ودار ” أدهم”  حول سوق الخضار ثم أسرع  يجرى خلف سور مستشفى الجمهورية في الناحية الثانية من  محطة الفندق  ، حتى لا يلحق به الرجلان.. الذان سمعمها يتحدثان في غضب واضح .. خاصة وأن أحدهما زلت قدمه ووقع في الزبط.

مضت مدة و” أدهم ” في مكانه. وكان الرجلان قد أنصرفا منذ قليل بعد أن يئسا من العثور عليه… فتسلل بهدوء من خلف سور مستشفى الجمهورية  بالقرب من سينما ” هايتي ” ثم أسرع إلى الحوش . وكان والده قد استغيبه فاتصل بالحوش مرة أخرى ، ودخل ” أدهم ” فى الوقت الذي كان والده يتحدث في التليفون فأسرع يرد عليه وشرح له ماحدث .

قال والد ” أدهم ” : شيء مدهش للغاية ، فليس في الشنطة نقود وأوراق تهم أحداً غيري ..

على كل حال سأحضر أنا لأخذ الحقيبة فلا تخرج ..

جلس ” أدهم ” بعد أن خلع ثيابه المبللة يروى لوالدته و ” الزهراء ” ماحدث في الدقائق الماضية فقالت ” الزهراء ” لابد أن هذين الرجلين ظنا أن في الشنطة نقوداً فأرادا سرقتها.

أدهم : لا أعتقد ، إنما الأقرب إلى الحقيقة أنهما فقدا شنطة مثلها وكانا يبحثان عنها ، وهذا النوع من الشنط ماركة ” سامسونايت ” متشابه ، وقد ظنا أن هذه الشنطة شنطتهما فطارداني لاستعادتها .

الزهراء : وأين ذهبت شنطتهما الأصلية ؟

أدهم : لا أدرى .. ولا أظننا سنعرف مُطلقاً، فقد انتهت الحكاية كلها .

  حضر والد ” أدهم ” وأخذ االشنطة ؛ فقال له ” أدهم ” وهو يوصله ألى الباب ؛ حذار يأبى ، فقد يحاول الرجلان خطف الشنطة في الطريق .

ابتسم الوالد وهو يقول : لا أظن أنهما يجرؤان على هذا .. وخرج والد ” أدهم ” وقضت الأسرة فترة طويلة من الليل تتحدث عن هذه المطاردة الغريبة ، واتصل ” أدهم ” ببقية الأولاد الخمسة ” شاهين ” و” إيوب ” و” عزة ” وأخبرهم بما حدث ، ولما كان اليوم التالي يوم الجمعة ، هو أول أيام اجازة نصف السنة ؛ فقد اتفقوا جميعاً على اللقاء في حوش ” أدهم ” فى الصباح . فإذا أشرقت الشمس فسوف يلتقون في الحديقة..

ولحسن الحظ كان صباح الجمعة صباحاً شتويا جميلاً ، فلقد انقشعت السحب السوداء .. وأشرقت الشمس فبعثت في أوصال الدنيا دفئاً جميلاً وأجتمع الأصدقاء حول الكانون و الشاي الساخن ، وبدأ “أدهم ” يروى لهم مطاردة الأمس مرة أخرى … وقرب نهايتها وصل والد ” أدهم ” وجلس مع الأولاد الأصدقاء يستمع .. وعندما أنتهي ” أدهم ” من حكايته قال والده : إن عندي بقية لهذه القصة … لقد حذرنى ” أدهم ”  أمس من أن الرجلين قد يحاولان الحصول على الشنطة  مرة أخرى منى – وقد استبعدت هذا ، ولكنى شعرت أمس وأنا أركب الأوتوبيس إلى بنغازي أنني مراقب من شخص ما .. وعندما نزلت في محطة الصابرى ، وفى الزحام أمتدت يد إلى الشنطة تحاول انتزاعها منى ، وعندما التفتت لأبحث عن الشخص الذي كان يقوم بالمحاولة ، أختفي وسط الزحام .. وأسرعت أركب تاكسياً.. لأتجه إلى مكتب المحامى الذي كنت على موعد معه – ومرة أخرى شعرت أن سيارة تتبع التاكسي الذي أركبه .. ثم تقف على مبعدة من مكتب المحامى .. وهكذا قررت أن أترك الشنطة عنده حتى لا أتعرض لمحاولة أخرى عندما أعود ليلاً.

وسكت والد ” أدهم ” . وأحذ الأصدقاء الخمسة يفكرون فيما سمعوا وأخيراً قال ” شاهين “؛ هل أستطيع أن أعرف قيمة  الأوراق التي كانت في الشنطة …؟

الوالد : إنها أوراق خاصة بقضية ميراث قطعة أرض ورثتها والدة ” أدهم ” في  قرية سيدي خليفة، وهناك نزاع بيننا وبين بعض أقاربها على هذه الأرض.

شاهين : أليس من الممكن أن يكون هؤلاء الأقارب يريدون الاستيلاء على هذه الأوراق ليكسبوا القضية؟.

الوالد : لا أعتقد أنهم يمكن أن يقوموا بهذه المحاولة، خاصة وأنهم من الفلاحين البسطاء..

ولا يمكن أن يفكروا فى هذه الطرق العنيفة للاستيلاء على الأوراق ، خاصة وأنها لا تؤثر كثيراً في سير القضية.

أدهم : لعلهم أتفقوا مع عصابة من اللصوص لسرقة الأوراق..

الوالد : وكيف عرفوا أنك ستخرج في الليل تحمل هذه الأوراق لى ؟! إن هذا يستدعى معرفتهم بأنني سأنسى هذه الأوراق في البيت .. وأنني سأتحدث تلفونياً…وبأنك ستحمل الأوراق في الشنطة .. إنها أشياء شبه مستحيلة !.

أيوب : إذا لماذا حاول هذان الشخصان الاستيلاء على الشنطة من أدهم ؟ لقد كان من الممكن أن تقبض الشرطة عليهما.

شاهين : إنني أرجح أن هذين الشخصين فقدا شنطة مماثلة لهذه الشنطة ، وكانا يبحثان عنها في هذه اللحظة ، فلما شاهدا ” أدهم ” أعتقد أن الشنطة التي يحملها هي الشنطة التي ضاعت أو سرقت منهما فحاولا الاستيلاء عليها .

قال والد ” أدهم وهو يغادر مكانه؛ هذا هو الاحتمال الأقرب إلى المعقول..

وبعد أن أنصرف والد ” أدهم ” أخذ الأولاد الخمسة يتجادلون بحماس حول محاولة خطف الشنطة ، قال ” شاهين ” هناك شيء هام نسيناه ، إن أي شخص عندما يفقد شيئاً فإن أول إجراء يتخذه هو أن يذهب إلى مركز  الشرطة للابلاغ عنه.. ولعل العريف ” مسعود الزلحاق ” بقوم الآن بتحرير بلاغ ضياع شنطة سوداء من طراز ” سامسونايت ” شبيهة بشنطة  والد ” أدهم “.. وعلينا أن نتصل  بالعريف لنعرف منه من الذي قدم البلاغ..”

وافق الجميع على هذا الاقتراح ، وأسرعوا إلى دراجاتهم للذهاب إلى مركز الشرطة .

*************************

(2)

ماذا في االشنطة ؟

عندما وصل الأولاد الخمسة إلى  مركز الشرطة وجدا العريف ” مسعود الزلحاق ” يجلس أما المركز في الشمس.. يشرب الشاي، ويقرأ الجرائد فأقتربوا منه في هدوء وكانت مفاجأة لهم أن أستقبلهم العريف بترحاب .. وقد كان المعتاد أن يطاردهم بكلماته بمجرد أن يقع بصره عليهم .. ويطردهم  قائلاً : “هيا إزلحقوا “ولذلك نعتوه بالزلحاق فألتصقت هذه الكٌنية به..

أحاط الأصدقاء الخمسة بالعريف ” مسعود الزلحاق ” وأنتهزوا الفرصة ليسألوه عن أخر الحوادث التي وقعت في نواحي الفندق البلدي، لعله يخبرهم ببلاغ عن فقد الشنطة السوداء ، ولكن العريف تحدث إليهم عن سرقة طيور زينة.. وعن فقد طفل صغير والعثور عليه قرب المحطة .. وعن مشاجرة وقعت بين  جارين  لأن أحد أطفال الجار الأول رمى بكيس القمامة أمام منزل الجار الثاني .. وكلها حوادث بسيطة مما يقع كل يوم .. ولكن العريف لم يصل أبداً إلى حادث الشنطة .. فقال ” شاهين ” له بصراحة : لقد جيئنا نسألك عن شنطة سوداء مفقودة .

ضاق العريف بهذا الحديث فصاح بهم كعادته ؛ هيا ازلحلقوا من هنا ليست هناك شُنط من أي نوع .. ولم يبلغ أحد عن سرقة شيء أسمه “سامو ” فلا تضيعوا وقتي .. هيا .. هيا ارحلوا .. هيا ازلحقوا ..

وأنصرف الأصدقاء الخمسة وهم يضحكون وقال ” أدهم ” مُعلقاً ؛ لقد أنتهت المغامرة قبل أن تبدأ .. وعلينا أن نقضى إجازة هادئة بلا الغاز ولا مغامرات..

وردت ” الزهراء ” التي لم تكن تفقد الأمل في المغامرات ؛ إن اللغز لم ينته بعد .. فهناك شيء نسيناه .. وهو الرجلان الذان طارداك ، لقد رأيتهما .. وفى إمكاننا البحث عنهما..

عزة : هذا صحيح .. إن علينا أن بحث عن هذين الرجلين.

أدهم : في الحقيقة أنني لم أستطع رؤيتهما جيداً ، لقد كانا في الظلام ، وكان ضوء المقهى فى ظهرهما فلم أستطع تبين ملامحهما جيداً.

أيوب : ألا تستطيع معرفتهما إذا شاهدتهما ؟

عاطف : لست متأكداً .. وماذكره أن أجدهما كان طويل القامة .. واضح القوة .. بينما كان الآخر قصيراً ومنكوش الشعر.

شاهين : إن هذه أوصاف ليست كافية للبحث عن الرجلين .. ولن نستطيع أن نبحث في نواحي الفندق البلدي  كلها عن رجلين لهما هذه الصفات ولعلهما ليسا من القاطنين بمنطقة الفندق البلدي .. وكل ما نستطيع أن نفعله أن ننتظر ونرى.

عزة : ننتظر ماذا ؟

شاهين : ننتظر أن تقع أحداث جديدة ، فما دام الرجلان يريدان الحصول على الشنطة فلن يكفا  عن البحث عنها .

وقد صدق ” شاهين ” في استنتاجه ، ففي اليوم التالي وقعت المفاجأة الثانية، فقد أتصل المحامى بوالد ” أدهم ” ليخبره أن شنطته التي تركها عنده مساء الخميس سرقت من مكتبه؛ فقد أغلق المكتب ليلاً وفى اليوم التالي – الذي كان يوم الجمعة – لم يفتح لأنه يوم إجازته الأسبوعية ، وعندما ذهب صباح السبت إلى المكتب وجد الباب مكسوراً والشنطة قد سُرقت .. وقد أتضح أن اللصوص لم يسرقوا شيئاً مُطلقاً سوى الشنطة.

لقد تحركت الأحداث كما توقع ” شاهين ” بالضبط واجتمع الأصدقاء الخمسة مرة أخرى وأمامهم هذه الحقائق الجديدة .

قال ” شاهين ” : لقد بدأت أكون فكرة عامة عن هذه الحوادث المحيطة بالشنطة السوداء.

فنجن نعلم أن هناك شخصين حاولا خطف الشنطة من ” إدهم ” وأمامنا إحتمالان .. الأول أنهما كانا يقصدان سرقة هذه الشنطة الخاصة بوالد ” أدهم ” والثاني أنهما فقدا شنطة مثلهما في تلك الليلة وخرجا للبحث عنها .. وعندما شاهدادا في يد ” أدهم ” انقضا عليه محاولين أخذها على اعتقاد أنها الشنطة التي فقداها..

أيوب : وعلينا أن نبحث أي الاحتمالين أقرب إلى الصواب حتى نتمكن من متابعة الشنطة ..

شاهين : هذا صحيح فلنبحث الاحتمال الأول وهو أنهما كانا يقصدان سرقة الشنطة الخاصة بوالد ” أدهم ” وهو إحتمال بعيد … أو أنا أستبعده ، بالإضافة إلى أن والد ” أدهم ” أخبرنا أن الأوراق التي في الشنطة ليس لها أهمية كبيرة ، وأنه يستبعد أن يقوم أقاربه بمحاولة سرقتها..

عزة : ولكن اللصين سرقاها من مكتب المحامى..

شاهين : أعتقد أنهما سرقاها ظناً منهما أنها الشنطة التي ضاعت منهما ، فقد تبعاً والده ” أدهم ” إلى مكتب المحامى تخت تأثير هذا الظن وقاما بسرقتها ..

الزهراء : هذا سؤال هام ، وهو ؛ إذا كانت الشنطة ملكهما وضاعت مهما ، لماذا لم يقوما بإبلاغ الشرطة بضياعها ؟..

شاهين : هذا سؤال هام فعلاً  يا ” الزهراء ” والإجابة عنه واحدة ، هو أن الرجلين لا يريدان أن تتدخل الشرطة في الموضوع ..

الزهراء : لماذا ؟..

شاهين : ربما لأنهما سرقا الحقيبة من صاحبها الأصلي .. أو أن في  الشنطة شيئاً لايريدان أن تعرفاه الشرطة..

الزهراء : ولماذا لم يبلغ صاحبها الأصلي عن سرقتها ؟

شاهين : لعله أبلغ ولكن ليس في منطقة  الفندق البلدي .. فقد تكون سرقت  في منطقة الصابرى أو أي مكان آخر في بنغازي ..

وفى إمكاننا سؤال الضابط المفتش ” حازم ” عن بلاغ تقدم به شخص عن فقد شنطة سوداء..

أدهم : سنجد بلاغاً بضياع شنطة سوداء ..

أيوب : من أين عرفت ؟ ..

أدهم : المسألة بسيطة ، سيبلغ محامى والذي الشرطة عن سرقة الشنطة من مكتبه !

وأبتسم ” شاهين ” قائلاً ؛ هذا صحيح ولكن سوف نستبعد هذا البلاغ من حسابنا ..

وهكذا قام ” شاهين ”  بالإتصال بالضابط المفتش ” حازم ” تليفونياً وروى له ماحدث وطلب منه أن يسأل عن بلاغ آخر غير بلاغ المحامى عن شنطة سوداء ..

قال المفتش : لقد كنت أتصور أنكم لاتقومون بمغامراتكم إلا فى الصيف..

قال ” شاهين ” هذه مغامرة ” على الماشي ” ولا أعتقد أنها ستكون مغامرة هامة ..

رد المفتش : سأبحث ولكن سوف يسترعى ذلك بعض الوقت ..

شاهين : نحن في الانتظار.

لم يكن أما المغامرين الخمسة شيء يفعلونه بخصوص لغز الشنطة  السوداء، سوى أن ينتظروا رد المفتش ” حازم ” فقضوا بداية أيام الإجازة يلتقون صباحاً في الشمس في حديقة  حوش ” أدهم ” يلعبون ويتحدثون ، وفى المساء ينصرف كل منهم إلى مذاكرته وإلى واجبه المدرسي .. فقد كانوا جميعاً من الطلبة المتفوقين ..

وفى اليوم الثالث تحدث المفتش ” حازم ” إلى ” شاهين ” تليفونياً وأخبره أنه ليست هناك بلاغات عن فقد شنطة سوداء، عدا البلاغ الذي تقدم به محامى والد ” أدهم ” عن سرقة الشنطة من مكتبه..

قال ” شاهين ” وهو يبلغ الأصدقاء عن حديث المفتش ؛ وهكذا لم يعد أمامنا شىء نفعله إلا انتظار بحث رجال الشرطة عن الرجلين، فعند القبض عليهما سوف نعرف لماذا حاولا سرقة الشنطة من ” أدهم ” وهل هي شنطتهم فعلاً أم شنطة شخص آخر.

وسكت الأولاد الخمسة .. وقد ضايقهم أن يفلت منهم اللغز بهذه السرعة، وطبعاً كانت أكثرهم ضيقاً ” الزهراء ” التي كانت تحب المغامرات والألغاز أكثر من أي شيء آخر فقالت ” لشاهين ” هناك شيء هام في هذا اللغز لم نبحثه ولعله يكون بداية لحل اللغز .

التفت الأصدقاء جميعاً إليهم بنظرات متسائلة وقال شقيقها ” أدهم ” ماهو الشيء الذي نسيناه جميعاً، وعرفتيه أنت في هذا اللغز ؟..

الزهراء : نسينا المكان الذي وقع فيه حادث المطاردة .. لقد خرج الرجلان من المقهى مسرعين كما قلت .. وهذا يعنى أنهما كانا في المقهى أليس كذلك؟..

” أدهم ” : إنه كذلك ..

الزهراء : فى هذه الحالة لابد أن الشنطة فقدت منهما داخل المقهى وعندما اكتشفا سرقتها اندفعا إلى الخارج للبحث عنها ..

سكت ” أدهم ” فقال ” شاهين ” مشجعاً، ” الزهراء ” : نعم … هذا كلام معقول جداً .. فماذا تقترحين يا ” الزهراء “؟.

الزهراء : أقترح أن نذهب إلى المقهى لعلنا نعرف شيئاً جديداً عن الشنطة أو الرجلين ، فقد يكون أحد الجالسين قد شاهد كيف سُرقت الشنطة من الرجلين …

عزة : ولكن الحادث وقع منذ ثلاثة أيام يا ” الزهراء” ولا يمكن أن يكون رواد المقهى مازالوا في أمكانهم منذ ذلك التاريخ…

ضحك الأصدقاء على هذا التعليق الساخر.. ولكن ” الزهراء ”  النشطة  استمرت في الكلام قائلة : هناك أشخاص في المقهى لايتغيرون ، ” صاحب المقهى ” = و ” الجرسونات “- ومن الممكن سؤالهم ..

قال ” شاهين ” معك حق .. وسأقوم أنا نفسي ببحث هذه المسألة في الصباح ..

يتبع…

 

مقالات ذات علاقة

مقطع من رواية: الزئبق

فتحي محمد مسعود

رواية الحـرز (5)

أبو إسحاق الغدامسي

شاب ليبي أصيل لا يحبّ نفسه

زياد العيساوي

اترك تعليق