طيوب النص

لحظة حرية

أنزل المجلة الممزقة الأطراف بهدوء إلى الأرض متهيئًا للنوم، حاول أنْ يجعلها تسقط من فوق سريره العالي على البطانية المفروشة في وسط الغرفة دون أنْ تُحدِث صوتًا، فَرَدَ الغطاءَ وعدل أطرافه من جهة القدمين، ثم بدأت أصابعه تحرك إبرة المذياع دون هدف محدد، الساعة تقترب من الثانية والجميع قد ناموا متهيئين ليوم جديد يمارسون فيه التمشي في ساحة السجن الساعات الثلاث اليومية.

عيناه تتسلقان سقف الغرفة وجدرانها المقسَّمة إلى مستطيلات من الأسمنت المسلح والمرشوش بالجير ذي الحبيبات الصغيرة المدببة التي تجعل سطحها خشنًا إلى حدٍّ يجرح الجلد، تذكر كم عانوا من تلك الجدران التي تشبه شجرة الشوك قبل أنْ يعتادوا عليها كأي شيء في السجن قد يبدو صعبًا في البداية، لقد تطلب الأمر عدة شهور وذلك بعد أنْ نُقلوا إلى هذا السجن منذ حوالي عامين.

توقفت أصابعه التي كانت تعبث في جهاز الراديو على صوت موسيقى ينبعث مشوشًا من إحدى المحطات مصحوبًا بحالة تماوج مزعجة، اللعنة على هذه الجدران فهي تسبب تشويشًا في التقاط موجات الراديو وهو الصلة الوحيدة المتبقية بالعالم الخارجي بعد انقطاع الزيارات القصيرة التي كانوا يحصلون عليها أربع مرات في العام كانت تتسرب إليهم فيها أحيانًا بعض المجلات أو الكتب، أما الآن فإنَّ أحدث مجلة لديهم عمرها أربع سنوات.

هذه الجدران وكأنها تمارس عليهم عزلاً إضافيًّا بوقوفها في وجه موجات الراديو.

رحم الله أيام (بورتا بينيتو)، فجدرانه الملساء والعطنة والمتآكلة كانت أقل وحشة، لم تكن لها هذه الحدة الصارخة أو صرامة هذا الأسمنت الحديث البناء، وكانت تسمح بتسرب موجات الأثير، بل وأحيانًا تسمح بتسرب أصوات الأطفال الذين يتصايحون من الشرفات المواجهة لمبنى السجن منادين بعضهم بعضًا حين يحين موعد مشاهدة الرسوم المتحركة.

آه يالتلك لتلك اللحظة، كم تصبح صيحات الأطفال أو الصدى المترامي لإيقاعات عرس بعيد في ليلة الجمعة شعرية ومرهفة إلى حد يجرح الجدران.

لحظة تشعل في النفس فرحًا دفينًا يثب صاهلاً في سهول مترامية كفرس بري أنوف فلا يرده عنها إلا صلصلة السلاسل، أما هنا في هذه الكتلة الأسمنتية فلا يسمع شيء سوى الصرخات المستغيثة من وقع العصا على القدمين في الممرات الطويلة الكئيبة وأحيانًا عندما تكون (الحفلة) قريبة يمكن أيضًا سماع رنين العصا نفسها على العظام.

في مواجهة سريره تمامًا هناك النافذة الوحيدة التي تطل على ساحة القسم المستطيلة الشكل، حيث بالإمكان رؤية جزء من السماء عبر مربع النصف متر الذي تشكِّله النافذة في أقصى ارتفاع للجدار، صحيح أنَّ رؤية السماء من خلال قضبانها الخمسة تحتاج إلى عملية (تعديل) للعيون أشبه بعملية (ضبط) الكاميرا على منطقة بعيدة متجاوزة ما يقع أقرب منها، لكنه اعتاد أنْ يحتمل ما تسببه من زغللة في العيون وصداع كي يتخذها منفذًا إلى العالم الجميل الواسع متسللاً على أجنحة النجوم البعيدة المتناثرة في السماء.

-ايه أيتها السيدة البدوية الزاخرة بأنهار لا تهزمها الصحراء، أنا أعلم أننا نسرف دائمًا في أنْ نلوذ بالورد الذابل المقاوم في خديْك حين تدهمنا طيور الليل ويستفحل القيد في معاصمنا، نحن نهرب إليك حين نخاف أنْ يصل القيد حدائقنا الداخلية، لكم أنت مهيبة بهذا الصمت المضطرم السري المسكون بالتخلق، ونحن كل ليلة نغافل عيون السجَّانين وننام كالأطفال المتعبين على دمدمة نبضك الواعد، فدعيني أغتل ليلة منهكة أخرى على صدرك المعجون بنعومة وصلابة الرمال.

الخواطر تمرُّ في مخيلته بكسل هادئ، والوجوه الحبيبة التي يتذكرها تبدو له بعيدة ومضببة الملامح، حتى مشاعره تجاه تلك الوجوه أصبحت بمرور الزمن أكثر هدوءًا، بل وأحيانًا باردة، لقد أصبح بعد كل هذه السنوات أقل وقوعًا في فخاخ المشاعر الملتهبة، بل صار قادرًا -دون أنْ يحس بالأسى- (ربما بتعاطف حزين) أنْ يتساءل عن عدد الأطفال الذين قد تكون أنجبتهم حبيبته التي تزوَّجت منذ خمسة أعوام.

لقد ابتعدت مثل قافلة في الرمال تلك الفترة التي كان فيها وجه حبيبته يسبب له اشتعالاً في ذاكرته تتداعى فيه اللحظات الحميمة لدرجة تحرمه من النوم. إنَّه الآن يستطيع أنْ يودعها بابتسامة لا يراها إلا هو، ثم ينقلب على جنبه باتجاه الحائط، ويستغرق في النوم بعد أنْ يضع منشفته على عينيه تفاديًا للضوء. وحده وجهها كان دائمًا واضحًا منقوش الملامح، لم تستطع حتى رياح القبلي العنيفة المثابرة أنْ تمحوه، كان لا يتضبب عبر السحاب البعيد، ولا يحجبه جدار.

أو كثافة الظلمة في السماء، حضور ساطع حاد وصارم، يعطي للحظات الزمن توترًا جديدًا، ويضفي على المكان روحًا خاصة تغمر نفسه بتحقق خلاق للكيان، ودائمًا، دائمًا ليس لديه وقتٌ يضيعه، يرّتب المسائل بسرعة كأنما بمعرفة مسبقة، فتفصح الأشياء عن ذاتها دون كلام، وحين كان يزوره وجهها في الليالي عبر النافذة الصغيرة المقّضّبة كان لا يتبادل معه أي حديث، فقط كان ينقل إليه إحساسًا ما ثم يغيب، وكان في كل مرة يحس معه بتواصل عميق مشرب بحزن وضئ، وشعور احتفالي بالزمن، يملأ النفس بأهمية الجهود الصغيرة.

الهدوء الصامت يهيمن على جو الغرفة، لا يخترقه إلا أصوات التنفس المنتظم، المنطلق من عشر حناجر تمّدد بعض أصحابها على أسّرة السجن أكثر من عقد من السنوات دون أنْ تصدأ الجوهرة التي تحت الثدي الأيسر، كان ينفث سيجارته الأخيرة قبل النوم، تناهى إلى سمعه صوت دمدمة الرعد، لقد تأخر الربيع هذا العام ويبدو أنَّ الصيف لن يكون قاسيًّا، فالمطر ليس شيئًا اعتياديًّا في منتصف أبريل.

أرهف أذنيه ليتأكد من صوت سقوط المطر، قطب جبينه حين خطرت له عادة الحراس في منعهم من الخروج إلى الساحة إذ كان الجو ممطرًا، حدق بقوة في ظلام السماء عبر فرجة الشباك المرتفع ليرى وميض البرق، تريث في انتظار الدمدمة القادمة التي لابد أنْ تسبقها ومضة البرق، لكنه سمع الدمدمة البعيدة دون وميض، تلتها دمدمات متتالية بدت له وكأنها تختلف عن صوت الرعد الذي يميزه الصدى، سمع صوت طلقات بعيدة رأى على أثرها وميضًا أحمر في السماء يشبه الألعاب النارية، دهمته – بشكل مفاجئ- فكرة كان قد نسيها تمامًا: لقد فعلها الأميركيون.

تلاشت من عينيه بوادر النعاس، إذ عادت إلى ذهنه كل الأخبار والتحليلات والتكهنات التي استمع إليها خلال الأيام الماضية، أعصابه استنفرت تمامًا وكأن الحدث بأكمله كان مفاجأة له، يبدو أنَّ للأحداث طعمًا مختلفًا عندما لا تكون مجرد توقعات، توالت أصوات الانفجارات تتخللها أصوات المدافع المضادة للطائرات، قفز من سريره ليوقظ رفاقه النيام، كان كمن يريد أنْ يتحقق من الأمر، وعندما استيقظ الجميع بدأوا يدركون ما يحدث بتكرر ظهور الوميض الناري الأحمر نقاطًا تشتعل وتنطفئ في السماء المظلمة، فجأة انقطع التيار الكهربائي وغاصت الزنزانة في الظلام، ساد الارتباك بعض الوقت، ثم اندفع الجميع إلى أجهزة الراديو، وخلال دقائق عرفوا أنَّ الطائرات الأميركية قد أغارت على طرابلس وبنغازي.

صمت متوتر خاثر كهواء الزنازين أيام الصيف، يتعمق الإحساس بأنَّه خانق بتلامع مقدمات السجائر كعيون الجالسين على الأسرة في الظلام، الحجرة (كأية حجرة في السجن) متنوعة السكان، المشاعر مستنفرة ومتضاربة، وأي تعليق غير محسوب قد يؤدي إلى شجار، فالجميع متورطون في الحدث من زوايا مختلفة، تشابك في داخله إحساس المحارب مع إحساس السجين، تصارعا بقوة وعنف مثل عملاقين مدمرين، أنهكا.

وحين سّلم كل منهما بوجود الآخر جلسا في مواجهة بعضهما البعض بشراسة وتحدٍ، أحس بأنَّه منقسم وغريب، الأمر لم يعد بالسهولة التي كان عليها منذ ساعة مضت فهو لا يستطيع (بمعزل عما يجري) أنْ يمارس أمنيته المشروعة في الخروج من السجن رغم أنَّ هذا هو بالضبط ما خطر له حين سمع وقع القنابل على الأرض، فالغزاة (حماة الديموقراطية) يتاجرون بجراحاته منذ زمن وسيفعلون ذلك حتى آخر نقطة دم، تكثف لديه الإحساس بأنَّه أول ضحايا هذه الغارة، إنَّها هي نفس الغارة الممتدة منذ الحرب العالمية الثانية.

لم تتوقف يومًا، كل ما تغيَّر هو نوع الأسلحة، هؤلاء النازيون الجدد لا يعرفون حلاً وسطًا، فباعة السلاح يريدون نشر الحراس في كافة أرجاء هذه المزرعة الكروية، ولكي تدور المصانع لابد من إشعال أكبر عدد من الحرائق، لا يهم عدد الذين سيحترقون بها، إنَّها (المسؤولية تجاه العالم).

حسنًا، فليفهم هؤلاء الذين يريدون (نصف) مواجهة هذه الرسالة الجديدة، أعوام طويلة من (الطلوحة) مثل بندول الساعة، والأوهام تفرخ أوهامًا، ينتظرون تغير هذا الرئيس، بارك الله في الانتخابات الأميركية فهي توفِّر لهم حقنة إضافية من المورفين كل أربع سنوات، أما نحن، نحن الذين إذا شبعنا مرة نموت تحت شجرة الجميز، أو تمتص شبابنا حفارات النفط في الصحراء، نحن الذين لا نتعاطى الحقن، ولا نؤمن بسلمية الصراع، أو وضع العالم كله في سلة واحدة، نحن مَن يدفع الثمن، منذ سجن الواحات وحتى هذه الليلة.

-أنت شيوعي مضاد للثورة.
-وهل يستطيع شيوعي أنْ يكون مضادًا للثورة؟
-أنت تتعاطى أفكارًا مستوردة.
– بإذن استيراد أم دونه؟

ثمة دائما ثقب واحد لابد أنْ يمر منه الجميع، على الكل أنْ يشذبوا قاماتهم ليدخلوا في القالب، الأوهام توزع على الجميع كالتغذية المدرسية، أوهام السلام الاجتماعي بين أفراد الشعب، بفلاحيه وعماله، وتجاره، ومقاوليه، وسماسرته، وثورييه الذين يشعلون نيران الصراخ بأنَّ المعركة قد بدأت الآن، في حين لم تتوقف غارات بضائعهم علينا حتى في عز (الهياج) الثوري، ترى كم سيطلق هذا الطابور الخامس طلقة على الطائرات المغيرة قبل أنْ يبدأ غاراته على قوت المواطنين في السوق السوداء.

– يا أبي قد صرت أفهم
روعة الحرف الذي يصنع للإنسان سلم.

يوم أُلقي القبض عليه في قاعة ثقافية، وجد نفسه وكأنه يمثل دورًا في مسرحية (حفلة سمر من أجل 5 حزيران) لسعدالله ونوس، كان الموقف مضحكًا إلى حد المأساة، تذكَّر رفيقه الذي دفع عامًا ونصف من السجن ثمنًا لكلمة (يا رفيقي) في قصيدته، أما هو فيبدو أنَّه قد تلقى عقوبة قصائده كلها.

عادت أصوات الانفجارات تتناهى إلى سمعه متقطعة وبعيدة، وما بين الانفجار والآخر، كان طنينٌ مكتومٌ يُسمَعُ من بعيد ثم يتلاشى بالتدريج، فجأة انطلقت عدة صليات من مدفع مضاد للطائرات من داخل معسكر السجن، من أعلى زنزانتهم تمامًا، تصاعدت أصوات من الغرف المجاورة ثم هدأ كل شيء، فكَّر في بعض النزلاء الذين ينتظرون البوارج الأميركية كي تفتح لهم أبواب السجن، هؤلاء الذين ينتظرون (السادات) الجديد، لابد وأنَّهم قد حزموا أمتعتهم بانتظار(الديموقراطية) الأميركية الممزوجة بالكوكا كولا.

عادت إلى ذهنه حوارات طويلة وشاقة، عن حركة التحرر الوطني، والعداء للإمبريالية، عن الأزمة والتراجع، ولكن ما أبشع العالم حين يدور على أصبع فرد ينخره السوس.

تصاعد إحساسه بالحرب، وحين أشعل لفافة اخرى عاد الظلام يلف الغرفة من جديد، بعد أنْ تكسر على الضوء الكبريتي كلوحٍ من زجاج جرانيتي… ظهرت أمامه فجأة واقفة في منتصف الغرفة… لها رائحة الفجر في الصحراء… هذه الطاغية الحضور، التي قطعت سّرته ذات يوم وأوقفته على قدميه المرتعشتين، ثم ضربته على مؤخرته كي يبدأ المشي… فورا كان لابد أنْ يبدأ المشي دون أنْ تعلمه أي شيء، فقد كانت واثقة أنَّه سيتعلم، ومتى كان الصّبار يحتاج إلى مَن يعّلمه كيف يقاوم العطش؟

– امش لا تتوقف، لا يهم كم هو صعب أنْ تعتمد على قدميك الحافيتين، فلابد أنْ تزّودك الصحراء بخفي جمل يومًا ما.

التفت إليها، كانت واقفة تنظر إليه صامتة كما هي دائمًا، لا يتذكر قط أنَّه قد رآها تبكي، حتى عندما مات أحد أبنائها وأحضروا لها جثته، نظرت إليه طويلاً، وتفحَّصت ندوبه وجراحاته جيدًا، ثم استقامت وقفتها وهي تحدق في الفراغ وقد ضاقت عيناها بعض الشيء، لم يبد عليها أي شيء، سوى أنَّ صدرها قد أخذ يرتفع وينخفض بشكل أسرع قليلاً، لم تذهب به إلى أي مكان.

بل حفرت بيديها في الرمال قبرًا له، وجلست بجواره تطحن الشعير بهِمَّةٍ، فيما كان مرفقها يلكم الجنين المتكئ في بطنها مع كل دورة من دورات الرحى. لم تبتسم له قط، ولم تربت على وجهه بيديها القاسيتين كظهر السلحفاة، لكنه يعرف أنَّها تحبه، لم تقل له ذلك، مرة واحدة فقط نظرت إليه نظرة كانت تقول ذلك، وكان هذا يكفي، لقد كانت تلك النظرة زمنًا هائلاً من البوح لازال يورق في وجدانه حتى الآن.

وهو يعرف أنَّها الآن بالذات تفكر فيه وتبحث عنه، لكنه لا يريد أنْ يخرج إليها على أيدي هؤلاء (المحررين)، يا إلهي مَن يستطيع أنْ يتخيل ما يمكن أنْ تفعله حينذاك، إنَّها سترفضه، وستقتله بنظرة احتقار واحدة.

غمره إحساس جارف بالعناد الرافض، لأول مرة يشعر بمثل هذه الألفة والارتباط الحميم مع سريره في السجن، وكأنما وضع السجين يوفر له حالة المشاركة في الكارثة، كأنه يحس أنَّه هنا يدفع نصيبه من الألم، وأنَّه إنْ خرج، فسيطأ أشلاء الضحايا على باب السجن، رغم ثقته أنَّ مكانه الحقيقي هو في المواجهة بدلاً من فرسان الكلام هؤلاء، فهو يعرف، ببوصلته الحقيقية، كل تشكيلات العدو وأسلحته، وهو، بعكس متعاطي الأوهام، لا ينتظر أقل من أنْ ينهزم العدو نهائيًّا.

مسح جبينه المتـندي بيده، وتغور في داخله تيقظ عنيف، ولكن لماذا تقف هكذا في وسط الغرفة، تنظر إليه وكأنها تتوقع منه أنْ يفعل شيئًا؟ هذه النظرات الجارحة التي لا يستطيع احتمالها يعرفها جيدًا، إنَّها تقول له: «ثمة دائمًا ما تستطيع أنْ تفعله» ولكن ماذا؟ ماذا يستطيع أنْ يفعل؟

بدأ إحساسه بالسجن في الانحسار، واعتراه شعورٌ متزايدٌ بأنَّ الجدران قد بدأت تبتعد عنه شيئًا فشيئًا، أصبحت الجدران تتلاشى أمام سيرها مثل سحب الدخان، وحين التفت إليها من جديد كانت قد بدأت تتباعد باتجاه نقطة مشتعلة على مدى البصر، وانتبه لأول مرة – فيما كان يسير وراءها- إلى أنَّها كانت تحمل بندقية على كتفها.

سجن أبوسليم 21 أبريل 1986.

___________________________

نشرت بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

قراءة نقدية لقصيدة “سيرة التيه” للشاعرة الليبية عائشة بازامة

مفتاح الشاعري

الشارات الحمراء

منى الدوكالي

حنين ..

المشرف العام

اترك تعليق