من رسم مرح المصراتي
شعر

كما كان يفعل الوكواك

من رسم مرح المصراتي
من رسم مرح المصراتي

صديقي العزيز
القاطن طرابلس على ضفة الحرب
ليس ثمة ما يمكن أن أضيفه لهذا العفن حولك
البغض الذي يلف بيتك
من القذائف
وصراخ المقاتلين وحميتهم الرعناء
أعرف أنك لست مع أحد منهم
وتدعو كل يوم أن يمر اليوم بسلام
لكي تنجو حديقتك المتواضعة
عزيزي ليس لدي ما أقوله لك
ولا أملك كلمة واحدة تعزيك أو تشعرك بتحسن على الأقل
لست جيدا في هذا كما تعرف
أنا أيضا لا أؤمن بحلول الرصاص مثلك
وهو خيار فرضه الأغبياء علينا
نحن الذين لا نملك رصاصة واحدة
وفاتنا أن نمسك بمسدس في الوقت الذي كانت فيه كل الأمة تقريبا تحمل السلاح
إن طموحي هو أن تجد الوقت
لتدون كل هذه السخرية السوداء
أو على الأقل تبصق عليها
سمعت أنك فقدت أحد أصدقائك الطيبين
وأنك فقدت ابنا مجتهدا
كان يعد نفسه لأن يصبح طبيبا وصالحا
لا بأس أنت تقوم بواجبك
تغرس شتلة جديدة خضراء
وتقاوم هذا القبح السائد
اجمع كل هذا الرصاص من حولك
وحوله إلى لوحة تشكيلية كما كان يفعل الوكواك بخردة الحرب
الذي مات
وهو مؤمن أنه كان على صواب
أكثر ممن يطلقون الرصاص أنفسهم

مقالات ذات علاقة

ثقيل هوى هذي البلاد

عاشور الطويبي

طوفان درنة

المشرف العام

ثُكْنَات

مفتاح العماري

اترك تعليق