الكاتب الراحل كامل عراب
سيرة شخصيات

كامل عراب.. بهجة الصمت في الزمن الساخن

عند الحديث عن الإعلام والنقد والقصة والشعر في الثقافة الليبية بشكل عام، من أول الأسماء التي تقفز أمامنا الراحل كامل عراب، بقوامه الممشوق وابتسامته الخجولة وصوته الهادئ، عاصر أسماء كبيرة لها شأنٌ في القصة والمقالة والصحافة والشعر أمثال: علي الرقيعي ومحمد مفتاح الدعيكي وعبد الحميد البكوش وكامل المقهور وعبدالله القويري وفاضل المسعودي وخليفة الفاخري وخليفة التليسي وسليمان كشلاف وصديقه المقرب الجيلاني طريبشان وغيرهم.

شريط الذكريات
كامل الهادي عراب من مواليد الرجبان العام 1935، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة غريان.

نشأ في طرابلس وعاش يتيمًا، الأمر الذي لم يُمكِّنه من مواصلة دراسته، فاتجه إلى الاطلاع والقراءة الحرَّة، التي استطاع من خلالها تنمية ميوله الأدبية. عمل في بداية حياته نائب عريف في البوليس الملكي، إلا أنَّه سرعان ما قدَّم استقالته منه وذهب للعمل في مؤسسة التأمين الاجتماعي، ليشترك بعد ذلك في مسابقة للمقالة والقصة للناشئين كانت بتنظيم «نادي الشباب الليبي» وفاز بالجائزة الأولى.

عمل مذيعًا مطلع ستينات القرن الماضي بداية تأسيس الإذاعة الليبية في طرابلس، لمع نجمه من خلال إعداد البرامج الثقافية والأدبية المهمة منها «أجنحة الكلمات» و«طابت أوقاتكم».

استهوته الصحافة، خصوصًا في منتصف الستينات عند تأسيس مجلة «الإذاعة» فوضع بصمته داخلها من خلال زاويته باسم «كلمات في الفن».

أسهم عراب في إثراء المشهد الصحفي والأدبي بكثير من المقالات والدراسات النقدية التي أبرز فيها قدراته وإمكاناته، فحقق حضورًا لافتًا ومميزًا.

إضافة إلى ذلك، تولى كثيرًا من المسؤوليات والمهام الإدارية وأصدر مجموعة من الكتب التي جمع فيها بعض دراساته ومقالاته المنشورة بالصحف والمجلات الليبية والعربية، التي حصلت على شهرة عربية، خاصة في مصر وتونس، لما يتمتع به من فصاحة لغوية وحسن إلقاء، كما اتجه أيضًا إلى الكتابة السياسية والاجتماعية والنقد الأدبي.

كما نُشر له كثيرٌ من الكتب من بينها كتاب «معارك الغد» وكتاب «أوقات للتأمل».

نُشرت كتاباته الأدبية في الصحف والمجلات المحلية ومنها: مجلات «الإذاعة» و«المرأة» و«الفصول الأربعة» التي تولى رئاسة تحريرها لأكثر من عشرين عددًا منذ العام 1990 وحتى 1992 و«الملتقى» التي ترأَّس تحريرها أيضًا العام 2003 واستمر فيها حتى توقفها عن الصدور في 2003 وكذلك جرائد «الجماهيرية» و«أويا» و«طرابلس الغرب».

مؤلفاته
من مؤلفات عراب «معارك الأمس» الصادر عن المنشأة العامة للنشر العام 1986 ضمن سلسلة «كتاب الشعب» و«الكلمات» و«عين على الواقع» و«انتقام الغزلان المسحورة» و«أوقات للتأمل» و«بهجة الصمت رغبة الكلام» و«وصل ما انفصل» و«اختلاجات الزمن الساخن» و«بنكهة الأدب أحيانًا».

كما شارك بالكتابة في مؤلفيْن نقدييْن هما «آراء في كتابات جديدة» و«دراسات في الأدب»، كما كانت له عدة مخطوطات شعرية ونقدية وأدبية كان يجمعها للطباعة ولكن المرض والموت حالا بينه وبين مشاريعه المؤجَّلة.

أشد مخاوفه

في العام 2102 كان لي الحوار الأخير معه، قبل رحيله وقال فيه: «أملك مكتبة ضخمة جدًّا ، فيها جُل ما كُتب عن الأدب والنقد والسياسة والفلسفة ، لدي عناوين لأمهات الكتب أيضًا، الأدب العربي من الجاهلي وحتى هذا اليوم وأدب أميركا الجنوبية والشمالية والأدب الروسي. أعتقد بأنَّ غالبية العناوين موجودة بها، ولأنَّ زوجتي سيدة لا تُعتَبر بعيدة عن الوسط هي الأخرى أتمنى أنْ تمنحها لمركز جهاد الليبيين ليتم الاستفادة منها لأعرف أنَّ مصير الكُتب صار في مكان آمن».

رحيل هادئ
فجر الأربعاء 26 فبراير 2013 رسالة تصل من هاتفه الشخصي لكل الأسماء المقيَّدين في قائمة الأصدقاء «الدنيا والدوام لله.. اليوم توفي والدنا كامل عراب».

________________

نشر بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

محاولة القبض على سيرتي الأدبية!؟ (19)

حواء القمودي

الراحلة القيادي: هذه أنا .. كأي امرأة أخرى

رامز رمضان النويصري

مصطفى بن زكرى

المشرف العام

اترك تعليق