شخصيات

في مثل هذا اليوم رحل الشاعر حسن السوسي

بوابة الوسط

الشاعر حسن السوسي.
الشاعر حسن السوسي.


في مثل هذا اليوم منذ 12 عاما رحل عنا الشاعر حسن السوسي، الذي كتب عنه الشاعر علي الخَرَم في مجلة «الفصول الأربعة» بأنه: «شاعر لا تتسرب الرتابة إلى عالمه لأنه يجدد دائماً ما يستثير الدهشة، ولأنه يلمح دائماً ما يدل على أن قدراً من براءة الحياة قد استعصى عن الاندثار، وفي هذه الخلفية نستطيع أن نتذوق عذوبة ورقة الحب الإنساني في شعره، وأن المرأة التي تلوح من بعيدٍ وليست المرأة التي تجلس قريباً منها بحيث تشعر حرارة أنفاسها، المرأة عنده مثل إلهٍ وثني لا يمس وهذا توجهٌ صوفي. خلاصة القول إن الشعر عند السوسي طبيعي يتمثل الإنسانية، وثمة صورٌ رائعةٌ في عذوبتها ووصفها، وأيضاً في دلالتها وفي تناسق وتماسك بنيانها وفي جمالياتها»، وفي حوار له مع الصحفية ليلى النيهوم قال: «أحب الشعر إلى قلبي هو الغزل، لأنه يخاطب الوجدان ويتعلق بالعاطفة.. والإنسان وجدان قبل كل شيء في اعتقادي».

ولد حسن أحمد محمد السوسي العام 1924 بواحة بالكفرة في ليبيا، ولما اشتدت وطأة الاحتلال الإيطالي هاجر إلى مصر، واستقر في مرسى مطروح حيث سبقه السنوسيون، الذين ترتبط عائلته بهم بعلاقة وثيقة. تعلم هناك، وحفظ القرآن وتأثر بالفكر السنوسي. ثم التحق بالأزهر الشريف وتحصل على الشهادة الأهلية الأزهرية العام 1944، وطور إمكاناته مستثمرا زياراته إلى تونس ولبنان، وأكسبته غربته الشجاعة، والصدق، والرقة، والرأفة وسعة في الخيال، فكانت عاطفته الشعرية صادقة، ذلك كله صقل موهبته الشعرية.

تعين يافعا مطلع يناير 1945 مدرسا ببلدة الأبيار، وهي المدرسة الداخلية التي تعلم فيها العديدون من رجال ليبيا البارزين. وهناك بدأ كتابة الشعر، إلى أن أصبح من رواد الشعرية الكلاسيكية الليبية، أعجب بالشاعر أحمد رفيق المهدوي وتتلمذ عليه، عاصر الشاعرين رجب الماجري وراشد الزبير السنوسي، وارتبط بهما بصداقة حميمية لم تنقطع.
شارك في مهرجانات الأدباء المغاربة والأدباء العرب في كل من طرابلس وتونس والجزائر والقاهرة وبغداد. وله أكثر من عشرة دواوين. توفاه الله في تونس يوم 21/11/2007 ووسد ثرى بنغازي يوم 22/11/2007.

مقالات ذات علاقة

أمازيغي المدينة القديمة

عزة المقهور

شاعر سندبادة… لطفي عبد اللطيف

عزة المقهور

المبروك الزول.. المناضل والشاعر الذي تنبأ بالثورة .. الحلقة الثالثة والأخيرة

المشرف العام

اترك تعليق