شعر

في رثاء الفقيه

في رثاء الكاتب والروائي “د.أحمد إبراهيم الفقيه” التي توفي في الأول من مايو العام 2019

الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه.
الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه. الصورة: عن الشبكة.

ذَاتَ يــَوْم ٍ سـَيـُودَعُ الـحـُلـْمُ لـَحـْدَا
وَيــَضِـيـْقُ الـخـَيـَالُ يـَا لـَيــْلُ فـَقـْدَا

لا طــُمــُوحٌ وَلا حـُــدُودُ اِنـْـتـِـظــَارٍ 
لا احْتـِمَالٌ يـَفِـيـْضُ رَفـْضـَاً وَعـِنــْدَا

وُسـِّدَ الـحَرْفُ وَانـْتـَفَى مِنـْهُ نـَبـْضٌ
وَمـِـدَادُ الـسـِّـنـِـيــْنِ مـَا عـَـادَ وَقــْدَا

وَحـُقـُولُ الـرَّمـَادِ أَضــْحــَتْ مـَـلاذَاً
لـِلـدِّيـَـاجِـي وَلـِلـمـَـنــَـاحـَاتِ مـَـهـْدَا

هَا هُوَ البـَحْرُ يـَشـْتـَكِي مـِنْ ضـَيـَاعٍ
يــَـتــَرَاءَى لا مـَــاءَ فـِـيـْهِ وَيــَهـْـدَا

هـَـادَنــَتــْهُ خـَرَائــِطُ الـرُّوحِ وَهـْنـَاً
ثــُمَّ نــَاءَتْ بـِـصَـمـْـتــِهِ حِـيـْنَ مـَدَّا

فـَإذَا الـعـُمـْرُ شـَهْـقــَةٌ وَاغـْـتـِرَابٌ
وَاجـْتـِرَارُ الحـَنــِيـْنِ قـُرْبـَاً وَبــُعـْدَا

يـَا فـَقـِـيـْهَ الـبـَيـَانِ يـَا وَهـْجَ (مِـزْدَهْ)
يـَا رَهـِيـْفَ الـسُّطُور وَالـعَزْفِ سَرْدَا

يـَا شـَفـِيـْفـَاً تــَغـَـمـَّدَتـْهُ الـحـَنـَايـَا
وَرَعـَتـْهُ الـجُفـُونُ كـَالـطـَّيـْفِ فـَرْدَا

لـَكَ مَا شِـئــْتَ مِنْ قــُلـُوبٍ أَنـَاخـَتْ
عـَنـْدَ يـُمْنـَاكَ تـَسْتـَقِي البـَوْحَ شَهْدَا

مـِنْ فــُنـــُون  ٍ وَذِكـْـرَيــَاتٍ عـِـذَاب
وَأَسـَارِيـْرٍ هـَـيـَّـجـَتْ مـِنـْـكَ وَجـْدَا

وَإِذَا الـرُّكـْـحُ لـِلــمـَـدَى شـَـاعَ فـِكـْرَاً
مــُسْـتــَنـِيـْرَاً وَمِنْ رُؤَاكَ اسْـتــَمـَـدَّا

كــُنــْتَ فـَيــْنـَا وَمـَا تـَزَالُ مـَهـِيـْبـَاً
رُغـْمَ كـَيـْدِ الـوُشـَاةِ تــَزْدَانُ حـَمـْدَا

عـِشـْتَ تـُمْلـِي صَحَائـِفـَاً مِنْ طـُيـُوبٍ
 فِي خـِطـَابِ العُقـُولِ لـَمْ تـَألُ جُـهْـدّا

وَهـُـدَاهـَـا أجـْيـَالُ فــَجـْرٍ تــَنــَادَتْ
بـِالـبـِشـَـارَاتِ لـِيـْبـِيَا هـَـاكِ مـَجـْدَا

هـَـاكِ وَعـْيـَاً يـُزِيـْحُ إِرْثَ الـخـَطـَايـَا
لـِعُـقُـودٍ تــَوَارَثــَتْ مـِـنــْهُ حـِقــْدَا

كَـيـْفَ صَوْتُ الـشـَّبـَابِ يـَعـْلُو صَـدَاهُ
وَالـحـَزَازَاتُ تـُرْهــِبُ الـرَّأيَ صَـدَّا ؟

وَالــعـَـدَاوَاتُ كــَمْ تــُرَاهـَـا أَرَاقــَتْ
مـِنْ دِمـَاءٍ بـِهـَا ثــَوى المــَوْتُ وَعْدَا؟

سَوْفَ يـُجْلـَى خـَفـِيـُّهـَا بـَعـْدَ حِيـْن
وَسـَيـَرْوِي أَثــِيــْرُهـَا مـَا اسْـتـَجـَدَّا

وَسـَيـَبـْقـَى نـَزِيــْفـُهـَا مـُسْـتــَعِـيـْدَاً
وِزْرَ مــَـاض ٍ وَإِنْ تــَقــَادَمَ عــَهـْـدَا

يـَا فــَقـِـيـْـهَ الـبـَيـَانِ أَكـْبـَرْتُ قـَدْرَاً
أَنْ أَسـُـوقَ الـرِّثــَـاءَ ســُــؤْلاً وَرَدَّا

قـَدْ خـَبـِرْتُ الـيـَرَاعَ فِـيـْكَ يـُنـَادَى:
كـَيـْفَ يـُرْثـَى ؟ وَمـَا أَرَى لـَهُ نــِدَا !


يوم الثلاثاء الموافق 2 / 7 / 2019 م .

مقالات ذات علاقة

خيانة العتمة

جمعة عبدالعليم

رحيل الأمكنة

الفيتوري الصادق

مئة عام من العزلة ويوم

المشرف العام

اترك تعليق