متابعات

في حضرة النور واللون

أستكمالا لخطتها المبرمجة للنصف الثاني من العام الجاري واستئنافا لنشاطها الثقافي وفي إطار التنوع والأنفتاح على كافة الفنون والآداب وبالتعاون مع دار الفنون بطرابلس، نظّمت الجمعية الليبية للآداب والفنون مساء الثلاثاء الموافق للتاسع عشر من الشهر الحالي ندوة نقدية تحت عنوان ” في حضرة النور واللون ” خُصصت لإضاءة تجربة الفنان التشكيلي الراحل الطاهر لامين المغربي، حيثُ تُليت عدة ورقات نقدية تناولت فيما تناولت نُتفاً من سيرته الذاتية وتعرضت لرؤاه في الفن وتحليلا لإبداعاته.

ندوة في حضرة النور واللون.
الصورة: عن الجمعية الليبية للإداب والفنون.

البداية، وبعد الكلمة الأفتتاحية والترحيبية للأستاذة أسماء الأسطى التي أدارت الندوة، منحت الأذن للجمعية الليبية للآداب والفنون ممثلة في رئيسها الأستاذ إبراهيم حميدان لتدشين أعمال الندوة، وبعد الترحيب بالضيوف وشكر الحاضرين والجهات المتعاونة والتأكيد على استمرار وتواصل الأنشطة الثقافية رغم بعض العقبات والعراقيل التي واجهت الجمعية شأنها في ذلك شأن كل كيان يتبنى فكرا تنويريا وتقدميا، دعا الاستاذ ابراهيم الحاضرين للوقوف دقيقة وقراءة الفاتحة على روح الراحل، أنطلقت إثر ذلك أعمال الندوة والبداية كانت مع قراءة لمقتطف من مقال كان قد كتبه الراحل وضمه كتاب ” تأملات في المعمار الإسلامي في ليبيا ” للأستاذ الفنان علي مصطفى رمضان تحدث فيه بكثير من العشق والمحبة عن جماليات المعمار الليبي الذي اهتم به في لوحاته واتخذ منه تيمة مهمة إلى جانب المفردات الجمالية الأخرى، وهذا ما ستؤكد عليه كل الورقات التي قُرئت لاحقاً تقريباً.

أحمد ابراهيم الفقيه صديق الراحل وأحد مجايليه تحدث في كلمته الغير مكتوبة عن الخسارة الفادحة التي مُنيَ بها المشهد التشكيلي الليبي برحيل المغربي الذي يُحسب له أنه كان صاحب حضور قوي ويحتل مساحة واسعة في وجدان وعقل الطلائع المستنيرة ببلادنا نظرا لدوره الأرتكازي الذي يؤديه، ليس في مجال الممارسة الفنية فحسب بل إسهامه في تعميق الوعي بنشاط إنساني لاقى الكثير من الإهمال والتهميش وهذا ما كتبه الأديب الكبير في أحد مقالاته سابقا بحسب قوله.

وللتأكيد على حقيقة انشغال المغربي بفنه وسعيه لترسيخه وانتزاع الأعتراف به من المجتمع الذي كان حينها يتلمس طريقه في دروب التمدن والحداثة، سرد الفقيه موقفا جمعه والراحل حيثُ دار نقاشا مع أعمدة السلطة آنذاك دافع فيه الراحل بشراسة عن الفن التشكيلي وبحجج دامغة وعقلانية ليحصل إثر ذلك على بعض الدعم المعنوي والمادي للفنانين وهو الشيء الذي يعكس عشق وحب الراحل للفن وتسخير كل جهوده لخدمته وترسيخه في ليبيا أسوة بباقي الدول العربية الخارجة لتوها من عباءة الأستعمار وعصور الوصاية والتخلف.

ندوة في حضرة النور واللون.
التشكيلي علي العباني، والشاعرة والباحثة أسماء الأسطى.
الصورة: عن الجمعية الليبية للإداب والفنون.

ونوه الفقيه عبر سرد بعض الذكريات المشتركة بشعور الفنان الراحل بالمسئولية تجاه بلاده وبنشاطه وتكريس حياته للنهوض بالفن إلى جانب أنه يحمل رؤية واضحة لما يؤمن به وهو ما تجلى في أحكامه ورؤاه التي يطرحها من خلال أحاديثه، ولم ينسى الفقيه في سياق سرده وتكثيفه لشهادته، الحديث عن سعي الراحل للحصول على فتوى من الشيخ الطاهر الزاوي الذي كان يشغل منصبا دينيا على ما يبدو بشأن عدم تحريم الفنون، كما أشار إلى ما ميزهُ عن سابقيه بالدراسة والتكوين الأكاديمي، حيث انضم حال عودته إلى البلاد من إيطاليا إلى مجموعة من الفنانين العصاميين من ذوي الموهبة الفطرية التي تفتقر للتكوين الأكاديمي واختياره للعودة إلى ليبيا رغم توفر امكانية بقاءه في إيطاليا، وخلص إلى القول وهذه شهادة للتاريخ إلى أن الفنان الراحل كان يحمل في تكوينه النبل والنقاء والفصاحة ونافس َ سلوكه الشخصي أعماله في جمالياتها وفنيتها وقدرتها على جذب المتلقي وتكسير الحواجز النفسية ما بينه وبين المحيطين به، وهذه تقريبا أهم النقاط التي طرحها الفقيه.

الأستاذ علي العباني من جهته، صاحب الكلمة الثانية في هذا اللقاء الذي شهد حضورا مكثفا من قبل الفنانين والأدباء والمثقفين عكس حالة التعطش والرغبة في إرساء قيم ثقافية والتأسيس لحراك ثقافي راسخ يزيل بعضا من معاناة الوطن والمواطن ويضخ شيئا من الأمل في مفاصل الوقت الكئيب والواقع المأزوم، العباني قرأ ورقة قال أنها جزء من دراسة حول الفنان سيتضمنها الكتاب الذي يعكف على تأليفه عن الفن التشكيلي الليبي، ومن خلالها قدم رؤية تحليلية لمفهوم الفن التشكيلي ودوره ووظيفته في المجتمع كما رآه المغربي وسعى إليه، معززاً تحليلاته العميقة وتفكيكاته لرؤى وأفكار الفنان الراحل بسرد نُتفاَ من سيرته الذاتية وتجاربه، وتوسع العباني في تناول تجربة الراحل وقام بقراءتها في سياقها التاريخي والسياسي فيما يخص ليبيا والوطن العربي وربطها بالحراك الأجتماعي والسياسي الذي كانت تمر به دول المنطقة وحدّدَ موقع الفن داخل هذا المخاض ونبه إلى قناعة المغربي في شأن عدم توظيف الفن لخدمة أغراض سياسية معينة أو لتلميع حزب محدد وإيمانه بالجمال وبحثه الدائم عنه في كل أعماله سواء كانت واقعية أو تجريدية، وألمح إلى اهتمام الفنان بالبيئة المحلية رغم تكوينه الأكاديمي في الغرب، وعن المغربي الفوتوغرافي والمهتم بالصورة تحدث العباني بإسهاب ونوّه بجهوده في ترسيخ هذا الفن في ليبيا عبر محاولاته العديدة لحث الدولة على توفير آلات ومعدات التصوير وتوزيعها على المصورين في شرق وغرب ليبيا وتشجيعهم على توثيق كنوزها الأثرية والمعمارية وتراثها المادي بالصورة، وذلك من موقعه كمدير للإدارة التي كان يرأسها في إحدى الإدارات المهتمة بالثقافة، وهو الجهد الذي تكلل بالنجاح وأثمر عدة مطبوعات ومعارض ومسابقات وصور ظلت حتى اليوم شاهدة على عظمة ليبيا ورقي الحضارات التي قامت فوق أرضها، وتزداد أهمية هذا المُنجز البصري الضخم حين نعي اليوم بأن بعض ما تم تصويره آنذاك قد اندثر اليوم وأصبح أثراً بعد عين ولولا الصور التي تحتفظ بها المكتبة الليبية لضاعت معالمه وانمحت، وحول شخصية الفنان الراحل استفاض العباني في الحديث وبيّنَ علاقاته بمن سبقوه من الفنانين وبمن اتوا بعده ومساعيه لمد جسور التعارف والتآلف ما بين السابق واللاحق، وكل هذا إيمانا منه بجدوى الفن التشكيلي وضرورة إحياءه وإيلائه العناية الخاصة في ليبيا، تطرق العباني في سياق ورقته بعد ذلك إلى مفهوم اللوحة الفنية والفارق ما بينها وبين تلك التي تحمل الطابع التجاري واستدل بأعمال الفنان الراحل الذي لم يتقيد تماما بحرفية الواقع ولم ينقله كما تراه العين تماما كما فعل قبل ذلك بقرون الفنان الهولندي فان جوخ.

كما تطرق الى الإهمال الذي يلقاه الفن التشكيلي من قبل الدولة، ويعود هذا التجاهل إلى ما يقرب الخمسون عاما ولولا جهود القطاع الخاص ممثلا في بعض الجهات ودار الفنون لما وصل إلى ما وصل إليه من تطور وانتشار ولو تُرِكَ الأمر للدولة ما تحقق هذا التقدم.

وأتبع سرده الشيق ببعض المحطات الخاصة بالفنان مثل أولى معارضه التي شارك فيها وإنشاءه لنادي الفنانين صحبة زملائه وتأسيسه لوحدة الفن التشكيلي حيث ازدهر الفن تحت إدارته وتمكن من إقامة عدة ملتقيات ومعارض ومسابقات فنية وطباعة بعض المنشورات التي أسهمت في التعريف بالفن التشكيلي الليبي وأشار ايضا إلى عضويته باتحاد التشكيليين العرب.

واستهل الكاتب والناقد والفنان التشكيلي الليبي عدنان معيتيق ورقته التي عنونها ب ” رحيل شيخ الفنانين التشكيليين الطاهر المغربي ” والتي سبق أن نشرها في عدة منابر إعلامية بعرض محطات من سيرة الراحل، أتجه بعد ذلك لأستجلاء أراء الراحل الفنية وفكرته عن التشكيل وجهوده لتعميق الوعي بالفن، وهي الآراء والأحكام التي ساهمت وإلى حد بعيد في كسر الفكرة النمطية عن الفن التشكيلي التي تستند إلى النظرة التقليدية.

ندوة في حضرة النور واللون.
جانب من حضور الندوة.
الصورة: عن الجمعية الليبية للإداب والفنون.

وكعادته في الغوص قصيا في تفاصيل الأعمال البصرية المراد قراءتها والوقوف على أهم ملامحها وتحليل مفرداتها ذهب الناقد عدنان معيتيق إلى التقاط أهم ملامح التجربة التي اتجهت للبسطاء من الناس بحسب تعبيره وعالجت بفنية راقية وبألوانها المزدهرة والنابضة بالحيوية مواضيع، الأمومة وعلاقة الإنسان بالإنسان والأنفتاح على الآخر ونهلت من التراث بغزارة ووظفت بعضا من مفرداته دون أن تهمل الهم الوطني والقومي الذي تفاعل معه الفنان بريشته وجسدهُ في لوحاته التي رأينا بعضها معلقا على جدران القاعة التي أُقيمت بها الندوة وكنا كمتلقين نتمنى أن يتم الحديث عنها من قبل العارفين وأهل الاختصاص حول تقنيات إنجازها وألوانها وموضوعاتها وتأثيراتها باعتبارها نماذج حية سيما وانها كانت طازجة بألوانها المبهجة واللامعة كما لو انها رُسِمت للتو وليست لوحات مر على إنجازها سنوات بعيدة فالبعض منها يعود إلى عقد التسعينيات من القرن الماضي وكثيرا ما أخذتني أنا الجالس بقرب عدة لوحات منها إلى تفاصيلها وأزمانها ووجدت نفسي أتسكع بعيدا عن الندوة التي جئت من أجلها، وهذ اللوحات التي ناهزت العشرون أو يزيد بأحجامها الكبيرة والصغيرة والمتوسطة للفنان الراحل هي عبارة عن المعرض المصغر الذي أُعلن عنه وأقيم بالتوازي مع الندوة النقدية حتى تتم الإحاطة بالتجربة كاملة، سوى ان اللوحات لم يتم التنويه عنها وإحاطة المتلقي الحاضر علما بها خلال الندوة حيث أن هنالك من الحاضرين من لا يعرف الفنان ولم تسترعي اللوحات إلا أنتباه القليلين الذين يعرفون الفنان ورأيناهم يتتبعونها واحدة واحدة في القاعة ويتأملونها بأهتمام واضح.

عدنان معيتيق وكونه ناقدا تشكيليا يمتلك أدواته، كان لابد من أن يصوغ خلاصة أحكامه حول التجربة التي يتناولها بقلمه المتمكن، وهكذا خلص وخلصنا معه إلى أن الذاكرة الشعبية والحياة اليومية للمواطن الليبي على شاطئ البحر وفي الأسواق والأزياء والطبيعة والبيئة المحلية بتنوعها وبتعدد مظاهرها وباختلاف مفرداتها كانت المادة التي أحبها الفنان واشتغل عليها بشغف ووثق تفاصيلها بألوانه ودونها بصريا.

الفنان الإيطالي سلفاتوري بروفينو كتب كلمة مقتضبة قرأها مترجمة إلى العربية الأستاذ أحمد غماري وجاءت بهيئة شهادة حية عبر بواسطتها على عمق صداقته وارتباطه وجدانيا بالراحل وتحدث عن تلك الوشائج الروحية التي شدت ما بينهما وجمعتهما على حب الفن والإخلاص له، وتحدث كذلك عن حواراتهما حول الفن أثناء الدراسة في روما وتعطشهما للمعرفة وإيمانهما حينها بالفن وبالثقافة التي رأوا أنها قيم ومؤثرات بمكنتها أن تغير العالم للأفضل، وتحدثت الورقة عن بعض الذكريات الحميمة التي عكست بجلاء روح المحبة التي يكنها الفنان الإيطالي لصديقه الراحل والوفاء لذكراه من جهة ومقدرة الفن على تقريب وجهات النظر ونشر قيم التألف والمحبة والتعايش السلمي.

أيضا كتب الفنان أحمد غماري ورقة نقدية تناول فيها محاولات الراحل الحثيثة التي ما انفك يكررها ومنذ نضوج رؤاه الفنية لتغيير النظرة النمطية للفن وجهوده لإنشاء معرض دائم للفن الليبي وهي الجهود التي ذهبت أدراج الرياح حين لم تجد آذانا صاغية من قبل أصحاب القرار والمسئولين، وفي التقاطة نقدية ذكية نوّه أحمد غماري إلى تركيز الفنان على الإنسان في أعماله المختلفة بصفة عامة وعلى الهم الوطني والقومي أيضا فالثورة الجزائرية وثورة الحجارة واجتماع المسلمين في موسم الحج وغيرها من الموضوعات القريبة من العامة شكلت للفنان مرجعية وأهمية قصوى حد أنه اجتهد في رسمها وتشكيلها وتجسيدها على القماش.

وقد كان مقررا أن يشارك الكاتب منصور أبوشناف بورقة نقدية عن تجربة المغربي إلا أن تواجده خارج ليبيا حالَ دون ذلك.

فٌتِحَ باب السجال بعد ذلك فتقدم الكاتب أمين مازن لينعطف بالندوة إلى اتجاه آخر ويقدم بألتقاطاته الدالة والبارعة جانبا مطموسا من شخصية الفنان الراحل حيث علمنا منه أن للفنان تأثرا أو جذورا صوفية إلى جانب وعيه الشعري المبكر كون أحد أفراد عائلته كان شاعرا، وطرح عدة نقاط أثرت النقاش قبل أن يتقدم السيد مصطفى المغربي أبن عم الفنان المُحتفى بتجربته ليعرض علينا جزءأً أحداث من طفولته وصباه وحملت الكلمة شحنة حب كبيرة للراحل مثلما أغنت الشخصية بالمعلومات التي كانت إلى حين إدلاءه بها غير معلومة وقبل أن يسردها أبن عمه في حضرة بعض أفراد عائلة الفنان الفقيد الذين كانوا متواجدين في الندوة.

كذلك المخرج السينمائي محمد المسماري لم يفوت فرصة إقامة هذه الندوة وكونه صديقا قديما للفنان الراحل سرد بطريقته موقفا أراد من خلاله التأكيد على سعة علم صديقه وشغفه بالمعرفة ورحابة أفقه وقدرته على التأثير في من حوله.

أحد المتداخلين ممن لم نتعرف على أسمه تحدث هو الآخر عن الفنان باعتباره صديقا مقربا منه.

وبقصيدة ألقاها الشاعر محمد المغربي تماما عند انقطاع التيار الكهربائي قبل أن يتم تشغيل المولد الخاص بدار الفنون وبدون مكبر الصوت الأمر الذي جعل الحاضرين لا يسمعونها، بهذه القصيدة التي لم يحالفها الحظ أختتمت الندوة التي كان مقررا لها أن تقام للفنان أثناء حياته قبل أشهر ولكن عند الإعداد لها وطرحها كفكرة فاجأنا خبر وفاة الفنان فتأجلت إقامتها وعُهِدَ إلى بعض الفنانين التشكيليين باعتبارهم الأقرب إليه التنسيق والإعداد لها تحت إشراف الجمعية فما كان من هؤلاء الفنانين إلا المماطلة والتأجيل حتى أضحى من المتعذر إقامتها، إلى أن تطوع الفنان النشط أحمد غماري للتنسيق والإعداد لهذا المنشط حتى رأى النور بالتعاون مع دار الفنون والجمعية الليبية للآداب والفنون.

تبقى ملاحظة أخيرة بخصوص ملصق الأحتفالية المعلق على الجدار في مواجهة جمهور الحاضرين والذي حمل إلى جانب عنوان الندوة وتاريخ إقامتها وغيرها من البيانات المهمة، حمل صورة للفنان وهو متطلعا إلى العدسة التي التقطت له الصورة فبدا بنظراته النفاذة كما لو أنه حاضرا معنا داخل القاعة محدقا في الحضور فردا فردا وفي عينيه تترقرق لآلئ الشكر والامتنان لأن دعواتهم وصلته حيث هو هناك في جنات الخلد ان شاء الله.

وتقول السيرة الذاتية للفنان بحسب المطوية التي تم توزيعها في الندوة أنه ولد عام 1941 في قرية أقار جنوب ليبيا وانتقل إلى مدينة طرابلس وبعد إنهائه الثانوية العامة حصل على منحة دراسية من منظمة اليونيسكو لدراسة الفنون في مدينة روما الإيطالية التي تخرج منها سنة 1965 من قسم الرسم والتصوير الزيتي بأكاديمية الفنون الجميلة وشارك في معارض محلية منها، معرض عن الثورة الجزائرية عام 1957 ومعرض ثلاثي رفقة الرسامين محمد عبدالله عزو والأمين بشير المرغني في شهر مايو عام 1960 تحت عنوان ” معرض الفن الليبي ” والمعرض العام الاول للفنون التشكيلية سنة 1974 والثاني سنة 1982 فضلا عن سلسلة من المعارض الجماعية والفردية كان آخرها المعرض العام بدار الفنون سنة 2012 أحتفالا بثورة 17 فبراير. ومعارض خارجية منها المهرجان الثقافي الأفريقي الأول بالجزائر سنة 1969 ومهرجان الفن القومي بدمشق سنة 1973 والبينالي العربي بالكويت 1973 وبينالي البحر المتوسط بالإسكندرية 1976 والمعرض الجوال المغاربي (مقامات) 1990 وغيرها من المعارض والمهرجانات الدولية.

أسس دائرة الفنون التشكيلية وهو عضو مؤسس لأتحاد عام الفنانين التشكيليين العرب في دمشق 1970 كما شارك مع الفنان علي مصطفى رمضان في تنفيذ كتاب (ظلال وأضواء عربية ليبية) مطلع الثمانينيات وأنجز جداريتين الأولى بمادة الخزف وهي على واجهة مستشفى العيون بطرابلس والثانية بمادة الخشب المطعم بمعدن النحاس في صالة مجمع الفتح الثقافي طرابلس في ثمانينيات القرن المنصرم علاوة على تصميمه لعدة ملصقات ذات طابع وطني وإرشادي وجمالي.

وقال عنه الأديب أحمد الفقيه لم يكن الطاهر المغربي معنيا في المواجهة بينه وبين الوزير بفلسفة الفن بقدر ما كان معنيا بإظهار أهمية الفن في الحياة وضرورة أهتمام الحكومة الثورية آنذاك به ضمن أهتمامها بتطوير ألوان الفن الأخرى.

وعن تجربته التي امتدت لعقود طويلة يقول منصور أبوشناف ” يمثل تجربة ليبية كبيرة في التشكيل وصلت إلى فهم وتناغم عميق للحياة وللتراث وللتشكيل كتجربة أجتماعية جمالية وروحية، قادرة على تقديم اللوحة الفنية تكوينا ولونا وفهمها، وكل ذلك حنينا للوطن الجميل الذي بني داخل الطاهر المغربي.

أيضا يضيف الناقد عدنان معيتيق قائلا.

هو يطرح قضايا مهمة بالغة في الدقة عن الأمومة وعلاقة الإنسان بالأرض والإنسان بالإنسان والتمسك بكل ما هو جميل في عاداتنا وتقاليدنا مع الانفتاح على الآخر والأستفادة من تجاربه وخبراته في جميع العلوم.

مقالات ذات علاقة

جمعية المكتبات تناقش «حماية أرشيف ليبيا»

نهلة العربي

«سيكلما» تطلق «الاثنين الثقافي» بأمسية للشاعر عبد المولى البغدادي

أسماء بن سعيد

احتفالية لتكريم بعض مبدعي الثقافة والإعلام والأدب بالخمس

المشرف العام

اترك تعليق