سرد

فصل من رواية – غواية

فصل من رواية (غواية)

_____ النسخة الإلكترونية تصدر قريباً ضمن منشورات الموقع _____

 

حتى أنَت عندما تجتاز عتبة مدخل القرية السياحية ينتابك الشعور بأنك خارج العالم الذي ولدت فيه ومازلت تعيش بين أركانه، وللتو تدخل العالم السحري، التي صورته الأساطير أو كأنك قد ولجت الجنة التي كانت في خاطرك هلامية الملامح رغم عذوبتها على لسان نفسك، وتستطعمها بفمك، وأول ما يداهمك المنظر العام للقرية تأخذ صورة الجنة في التركيب وتأتي إليك دفعة واحدة في طرفة عين، وينطلق لسانك من عقال الدهشة ويهتف.

* هذه هي الجنة.

فالقرية صممت على نحو خرافي، لابد وأن أصابع الشيطان قد ساهمت فيها كى يرتع،ويعربد ليغوينا، ويحفز غرائزنا لنقطف ثمار اللذة ونحن في بساتين الشهوة.

هندسة المعمار غير المألوف خارج أسوارها، ألوان جدرانها، الممرات اللامعة، المساحات التي كستها الأعشاب، الشجيرات المزهرة بألوان الطيف، العبق الذي يضوع منها، الجداول التي تتخللها، وهي تصدر خرير مائها، وتتناغم معها أصوات العصافير التي هي على الأشجار وارفة الظلال، وتلك البقع التي تظهر من بعض الفجوات وهي تسمح بروية البحر الذي ترتمي عليه القرية الناعسة.

أما عند الليل فالقرية تبدو على نحو آخر أكثر جمالا بفعل الأضواء التي تشعها المصابيح التي تم توزيعها بعناية فائقة الهندسة.

غير أن لحظات المغيب تظل الأوفر صعوبة على الوصف، وهي مساحة زمنية للتأمل وليس هناك متسعاً للوقت للكلام عنها، والصمت أكثر بلاغة من محاولة حشد اللغة وحرف كاف التشبيه من الصعوبة بمكان لتلحقه بجملة وصفية مناسبة.

حقيقة اللوحة هي أكثر ممن أخبرتك عنه لأعطي صورة واضحة للقرية، لأن اللغة تخوننا مرة وأخرى تمارس احتيالها ضدنا فتخذلنا.

الأهم من ذلك رغم ما أسلفت ذكره هو رواد القرية، فرادى وأزواج.

تجد الواحد منهم يمشي بخطوات ملكية وكأن كل الذي ليس سواه مجرد عبيد وخدم له، يرتدي الجميع ما يغطي عوراتهم فقط في المطعم وبين مكان وآخر داخل القرية. وبكامل الأناقة تجدهم داخل فضاءات العلب الليلية، أما النساء على الكراسي الشمسية فلا يغطي أجسادهن أي شيء، وعندما يحل الظلام على الشاطئ وداخل مياه البحر فالجميع يتحلل من الملابس ومن الآداب العامة من قبل البعض، لأن لا أحد يمكنه أن يزجر الثاني فلا يهمه أمره في شيء.

أمرها بدا لي غريبا هذه القرية السياحية، وأنا أدخلها متوجهاً إلى موظفة الاستقبال لأنهي إجراءات الحجز المسبق معها عبر الهاتف منذ أسبوع، وما أن لفظتُ اسمي لها حتى وجدتها تحشد على لسانها كل عبارات الترحيب منهية بسرعة حجزي الغرفة مرسلة معي من يدلني عليها حاملا حقيبتي الصغيرة وأنا في غاية الذهول ممن أرى.

قلت أن الصورة بدت لي كجنة موعودة وكل شيء ممتع هو من مكوناتها الأساسية، ويغريك على اقتراف أي شيء لمزيد من المتعة، وبلوغ اللذة كاملة، ولهذا الشعور تجدك مندمجا مع الآخر، مكوناً سلوكا مساوياً لسلوكه، نازعاً عنك الذي تحس بثقله عليك.

الكثير من البدويين، عندما يأتون إلى المدن يفعلون ذلك، ينزعون أخلاقهم البدوية ويعلقونها على باب المدينة، ويحاولون أن يكونوا من أهل المدن، فتتبدل مشيتهم، حتى إذا ما خرجوا منها نسوا مشيتهم، وتعتّروا في خطوهم، وصرفوا النظر عن أخلاقهم المعلقة على مشجب باب المدينة، هذه التي يسبونها، ويحبون العيش فيها كما يطيب لهم أن يمارسوا تخلفهم نكاية في التحضر الذي لا يلائم طباعهم المتخلفة عن طباع أهل الحواضر.

المحيط هنا يجعل منك شخصاً تكون فيه حدودك خلف تخوم الآخر وهكذا تتماهى فيما بينها وتلغي نفسها داخلك في نقطة تسجن كيانك داخلها، إلى درجة أن الآخر لا يعنيك أمره وهو الوحيد المسئول عن نفسه، ويتحمل نتيجة تصرفه الذي يأتيه على غير كره.

أهم ما في هذا البناء السلوكي للرواد، خاصة تحت تأثير الكحول وغيرها هو ما اعترفنا عليه وأسميناه المباح، فلا ممنوع هنا.

يمكنك مثلاً أن تدعو زوجة أحدهم إلى الرقص معك، وليس من غريب الأمر أن يمانع زوجها أو عشيقها، وهي لا تجد حرجاً في تلبية دعوتك وأنت تراقصها حينما تمسك بيدها وتسير بها إلى غرفتك لتمضية المتعة معاً، وبعد خروجها لا تفكر في أن يطلبك أحد لتعديك على حق غيرك، وإذا قابلتها ثانية عند المسبح وأهملت تحيتها تجدها ليست مهتمة لك، بل هي تبادلك ذات الإهمال وكأنها لم تلتق بك مطلقاً كما لن تشعر بالغيرة نحوك إذا وجدتك مع أخرى تفوقها جمالاً،ولن تصاب بالذهول وأنت تراها برفقة شخص آخر يخاصرها أو يلثم شفتيها.

غريب أمر معايشة الناس لبعضهم في هذه القرية السياحية وغريب أمري لتقبلي لها بل وشعوري بنوع من الإحساس بأنني واحد من هؤلاء السياح الذين جاءوا من بلاد متفرقة، للتخلص من قيودهم قبل همومهم طلباً للراحة، والاستمتاع بالشمس، والبحر وطيب الطعام، ولذيذ الشراب، وكذلك الحصول على علاقة أخرى يكتسيها اللطف والمودة عبر جسر التواصل في المقهى، وعلى الشاطئ وخلال مواعيد تقديم الوجبات، وإقامة الحفلات التنكرية.

الأمر الذي يبدو من المفيد ذكره، هو الشعور الذي ينتابك فجأة ويلح عليك وكأنه من الضروري جدا أن تركب قارب المغامرة، دون حسابات النجاة أو الغرق، والأهم من ذلك هو التجربة الشخصية لما أنت مقدم عليه.

الأمر كما ذكرت، فلم أحسب أي حساب أو أضع أي احتمالات وأنا أوافق المرأة التي تقدمت نحوي بيد حريرية الملمس تسبقها ابتسامتها تعرض علىّ نفسها مقابل أن تدفع لي ألف دولار لليلة واحدة فقط.

وافقتها مباشرة، وبعد أن أنهيت العملية معها، أعني بعد أن أنهت العملية معي التي مارستها لثلاثة مرات حتى صاح ديك الوقت في مسمعي، علمتُ منها وأنا أخفي دهشتي داخلي أن هناك غيري يؤجر فحولته المدعومة ببعض العقاقير والمراهم للنساء لفترات زمنية تكون ضمن الاتفاق، وهم يعتاشون عليها، ويتخذونها عملاً لهم، وهم أي الذكور يمضون مدة العشر سنوات في هذه المهنة، وهذا هو عمره كلاعب كرة القدم، لأن قواه وقدرته الجسدية لا تصمد أكثر من هذه المدة، وهم هدفاً للنساء اللواتي يعانين من برودة أزواجهن، واللواتي انفصلن لأسباب عديدة، أو فقدن رجالهن في حوادث أو في حروب، وهي كثيرة اليوم.

الملفت هنا هو أن أغلب هؤلاء النسوة ممن تجاوزت سن الخمسين حيث خريف العمر قد بدأ يحصد ما تبقى من النسوية فيهن وما تركه الزمن كمنة منه بأن يبدين جميلات من بعيد مع بعض الدعم من المراهم والمساحيق والأصباغ، بأن خط القرب منهن لا يسمح لك بن تسل نفسك منها وترجع إلى عند خطك الأول،وعلى كل حال هن قد أردن استغلاله إلى نهايته، دون أن ننسى بعض المريضات منهن جنسياً.

لحسن حظي لأول مرة وأنا أكون محل إيجار كتجربة جديدة علىّ، أنني حظيتُ بامرأة فائقة الجمال، شهوانية الغريزة في عمرها الثلاثيني، فعندما رفضت ُتناول مبلغ الألف دولار، وجدتها مصرة جداً لأخذه مقابل ما قمت به،مؤكدة لي أنها في المرة القادمة ستدفع لي أكثر لأنني أرضيتها جداً وهي ممتنة لي بما يكفي غروري، وما أخذه منها هو مقابل جهدي وحقي منها.

بعد أسبوع من إقامتي تعرفتُ على عدد من الشباب الذي ينخرطون في هذه المهنة، ومن أساسات عملهم هذا أن يظل الواحد منهم عاريا مغطيا فقط عورته مستعرضاً عضلاته، وتضاريس جسده الرياضي الرشيق، متقناُ لغات عدة بالقدر الذي يسمح له بممارسة العملية إياها، وهي لا تتعدى عبارات الترحيب وعقد الاتفاق الشفهي والقليل من كلمات المتعلقة بأوضاع الممارسة التي لا تستغرق أكثر من عشر دقائق.

بنوع من السذاجة في نظر البعض أفهمت أحدهم بأن هذا سلوك تشمئز منه الحيوانات، وليس من السلوك الإنساني في شيء فلم يعلق على طرحي له، كما لم يكترث وأنا أؤكد له بأن استعماله المنشطات وهو في ريعان شبابه، سيؤثر عليه لاحقا وسريعاً ولن يستطع الزواج، والإنجاب بعد ذلك، وسيكون بلا ظل خلفه.

لابد أن تكون القرية على هذا النمط، لأنها أُعدت لهذا النشاط تحت لافتة السياحة، وهي المكان الذي يمكن نزع الهموم والأحزان، والتخلص من الأثقال، والعقد الشخصية، عبر كل الذي فيها، ويبعث على الفرح والرضا، ويأتي بالمتعة كافة كلما وضعنا عنا قيودنا وهي في هذه الحياة كثيرة بالرغم من أنها تدفعنا إلى هتك ستر ما يعتبره الآخر مقدساً خارج أسوارها، ونقضي يومنا برفاهية بوهيمية يباح لنا كل قائمة الممنوعات في الأخلاق العامة والنواهي في الدين.

كجنة لا عمل فيها يثقلنا تظهر لنا، فلا محاسب يراقب تصرفاتنا، والحصول عليها يكمن في دفع ورقات نقدية يمكن جمعها بعديد الوسائل حتى غير المشروعة منها.

الكثير من الأمور تكون كما نحسبها نحن ونحب أن تبدو لنا، فقط القليل من المخاتلة والاحتيال على اللغة، وممارسة علم الكلام والبعض من السفسطة، طالما أن الهدف هو اللذة بمتعة كافية ولفترة وجيزة لا تتجاوز الشهر الواحد على أكثر تقدير.

ما نسميه الفسوق، والمجون هنا يمكن ممارسته تحت مسمى آخر أو مصطلح عولمي جديد لأنه يقرب بين البشر ويوحد الثقافات، ويمزج الأعراف في عرف واحد، فهو يلغي الحدود، ولك أن تخرج عن كل القواعد الأخلاقية دون أن تمس الآخر بضرر، فلا أحد يطلب منك ما ليس لديك، أو ما لا تحب ممارسته، ولك أن تكون خارج دائرة الوعي بكل شيء، فكل ما يجعلك فاقدا له وتقف عند نقطة تتساوى عندها كل الأشياء، متوفر جداً وعلى مدار ساعات اليوم، ولستَ محتاجاً للعقل، فهو أيضاً ساكن داخل حدوده ومجازاً عن العمل.

تقريباً الأمر على ما ذكرته هنا بقليل من الاختصار.

تظل مسألة أراها صغيرة هنا وهي الضمير الإنساني والذي فطرنا الله سبحانه وتعالى عليه، مسألة يمكن أن أشير إليها على أنها هي الأخرى واقفة على حافة الصمت، فكلما حاول ضميرك التحرك والإعلان عن موقفه تجاه ما تقوم به، يجد وبكل يسر من يضربه على رأسه فينكفئ على ذاته مقتنصاً فرصة أخرى ليصرخ في وجهك ويستل من داخلك سوطه وبلا رأفة يجلدك إلى درجة أن يدمي قلبك، وإذا ما فقدت وعيك، يدلق عليك دموعك حتى تفيق، ويعاود الفعل نفسه مرات ومرات،تم يغرقك في بحر الندم الذي إذا طال أمده معك تجدك سريعاً مقبوراً في حفرة على مر الزمن تضيق عليك حتى تتلاشى في الغياب.

أذكر أن احد أ سافر إلى مدينة تعرض نفسها على أرصفة طرقاتها، فعاشر امرأة لشهرين لتعلق قلبه بها، وبعد عشرين عاماً من مغادرته لها سافر إليها ثانية، وعند أول ليلة له فيها عاشر بنتاً على مشارف سن العشرين بعته لذتها الشبابية، وبعد أسبوع فقط علم من تلك المرأة أن التي ضاجعها هذه المرة ما هي إلا ابنته، ولم يجد بدا من ركوب طريق العودة والانعزال في بيته يأكله الندم إلى أن مات بعد عشرة أيام فقط.

هكذا تقول الحكاية، وليس من الضروري تصديقها، لكن الندم نيران مستعرة تأكل صاحبه بفعل تكبيت الضمير.

وهنا أعني في هذه القرية الباذخة بكل فاحش، فيها ما يرقد ضميرنا ويرسله إلى نوم عميق حتى قاع الفقد التام.

حتى أنا مع أول خطوة داخل القرية لم أشعر بوجوده معي كأنه لم يأت معي، ووجدتني أخوض مع الخائضين ألهو بي وألهو مع غيري أقطف فواكه المتعة، وأتسلق قمة اللذة لاعباً بالوقت، لستُ مكترثاً لشيء.

المكان يسمح بأن تجد غرفة ينام فيها ضميرك، ويتيح لك تمضية الوقت بعيداً عن عيونه، فثمة من يقوم بذلك وتخليصك منه.

الأمر في منتهى البساطة لتعلق الخلوة به.

الخلوة والعبادة قرينان في رأي الصوفيين فإذا فارق أحدهما الآخر انتفى وجود الثاني، وأحسب أن العابد بمعية المعبود، وهنا بالرغم من أن الله في داخلنا، فنحن نذهب عنه لنركن إلى الشيطان الذي تسعده صحبتنا لأنه لا ينهينا عن كل ما هو طعام للجسد في صحن المتعة، ويتركنا مع من نقاسمه شهوتنا مطلقة العنان.

من الصعب جداً أن تأتي إلى هنا، وتجانب المنكرات لأنها تقدم نفسها لك بوجه جميل، وفي غاية الترتيب، لامع براق في العيون، يستدرجك سحره نحوه، ولا تجد النية في الممانعة، بل تمعن في النيل من كل الملذات وهي باذخة هنا.

البارحة علمنا بوفاة الراقصة أحلام وهذا ليس اسمها الحقيقي بسب إفراطها الشديد في الشراب، ووجد البعض نفسه في شدة الآسف لأنها فقط لن يستمتع برقصها هذه الليلة لأن بلادة الإحساس، شائعة بين صفوف الرواد، وهذا يبدو للبعض من ضمن مميزات الحياة في القرية السياحية، ولعل هذا له من رجاحة الأمر، فخارج السور هناك الكثير من الهم والغم نتيجة إحساسنا بالسائد من الأمر الذي يبعث في نفوسنا الغثيان والقي أيضاً، ولأننا ضعفاء في أن نغيره،يكون من الأفضل لنا أن نبلد إحساسنا فلا نشعر به وبالتالي فلا نغتم ولا يصيبنا الهم.

مضجر ما حولنا، فاسد محيطنا، مقرف ما نحن فيه، نحمل أوزاراً ليست لنا بعد أن حُولنا إلى كلاب نلهث خلف قطعة من عظم ساق، وصرنا حميراً نثقل أكتافنا بأشياء غيرنا مقابل أن نعيش يومنا لنلبي حاجاتنا البيلوجية.

لعل الأكثر حماقة أننا بغاية تحقيق ذواتنا، وترك ظلنا خلفنا، بعد أن نذهب عن هذه الدنيا، وتحصيلاً للاستقرار بشتى أنواعه، أننا نتزوج لننجب فلذات أكبادنا، ولسنا ندري أننا نأتي بمن يشاركنا ما نملكه بما في ذلك تلك القلة القليلة من الحرية، وبحجة أننا نقدر على أن نكون أوفياء لأزواجنا، ونمارس التضحية من أجل الذين يسمون أولادنا، نجد أنفسنا أننا لم نعد نحن، نحن، وقد أخذت الأسرة التي كوناها كلنا، ولم تبق لنا منا أي شيء، فنُصبح بعد الليلة الأولى وقد فقدنا نصفنا ,مع مرور السنوات يأخذ في التناقص حتى يصير إلى لا شيء.

ذات سجنٍ لسبب تافه وتهمة ملفقة وجدتني فيه أشارك رجلاً ولعل اسمه صالح كان الجميع ينادونه ـ يا عَرس ـ عندما نكون في الباحة أو في التي تشبه صالة الأكل دون أن يعره هذا أو يضايقه فسألته عن سبب ذلك، وأنني مستعد للعراك معه ضد أي من يناديه بما يكرهه، فأجابني أنه يستلذ بهذا النداء، والسبب أنه قد تزوج من فتاة أنجبت له ولده وبعد الفرحة به وتربيته عشر سنوات،اكتشف أنه غير قادر على الزواج ولن ينجب أبداً وما هو إلا من عشيق لها فكان أن طلقها تاركة البيت له وحيداً مع غبنه العظيم، فأرتحل إلى مدينة أخرى يحمل حزنه، ولأنها استسهلت بيع جسدها في سوق اللحوم، كان رصيف الضياع شاسعاً لاستقبال ولدها الذي لم يذكر لي اسمه فأنحرف إلى ناحية رفقاء السوء مدمنا على المخدرات يدخل السجن بتهم عديدة حتى أصيب،ووجد ميتاً بعد أن طعن بعدة طعنات على شاطئ البحر.

وهو يطلق آهته المعهودة أضاف أن قهره هو فقط لأن طليقته هي من اتهمته بقتله وهو هنا يمضي عقوبة لجريمة لم يرتكبها.

فأي ظل هذا الذي نريد نتركه خلفنا؟.

* مرعب هذا الزواج وأحمق من يأتي به إلى داره، إذ يحوله إلي بقايا متشظية إلى أجزاء مبعثرة بين الزوجة والعيال.

قالها لي وأخذته نوبة بكاء

تقريباً بفعل الحاجة، وضعف قوانا التي أنهكها الزواج نجدنا نتشكل من هيئة إلى أخرى حسب حاجتنا له، يسمننا الراعي ليذهب بنا إلى المسلخ ونحن في غاية الفرح.

بلادة الإحساس أو عدمه مطلقاً في هكذا حياة، أفضل من وجوده.

أعرف أشخاصاً كانت درجة الإحساس لديهم نشطة، فنشطوا في فضح ما تحت الطاولة، فكان أن العذاب المقيم منتظراً لهم.

منهم من حُشر في زنزانة السجن ومنهم من دفع نفسه إلى غربة دائمة بكل البؤس , ومنهم من تراه مشرداً بين ظلمة البلاد وعتمة المنفي.

في هذه الدنيا توجد الجنة و النار، ولا فاصل بينهما إلا مثل هذا السور وهو كثير في أماكن أخرى.

خارج السور عذاب مهين بنيران، يتأجج بشدة الإحساس، وداخل السور جنة يخمد بالتبلد وفقدان الشعور.

كما أسلفت الذكر هنا فإن الترف بوفرة زائدة، وحسب النص الرباني فإن الصاعقة التي ستحرق كل هذا البذخ الفاحش لا محالة قادمة وسيكون أسفل القرية عاليها ووحدي ساعتها من لا يقلب يديه حسرة عليها، بل أنني سأتدفأ بها وأحرق البرد الذي يجري في أوصالي، ولم تستطع قارورات الشراب هذه أن تمدني به.

غير أن كل من يبحث عن نفسه، ولابد له من المرور بمحطات عديدة عله يجدها، بين فخدي امرأة أو في غياهب الفقدان، أو خاطرة شاردة، وفكرة واردة أو وهي كلها مجرد احتمالات يلتقطها من تحت قدميه عندما تصرخ في أذنه وهو يدوسها فينتبه لها.

منا من يفعل ذلك، في أن يصر على عمد في إسقاطها تحته إمعاناً في قهر الذات التي كلما حاول أن يرقى بها يجد من يرفسها بقدمه حتى لا تطاوله، وهنا نكاية في الآخر المتسلط، يأخذ المسكين في سحقها بيده لا بيد غيره.

كثيرون ذبحوا ذواتهم كى لا يذبحها غيرهم، بعد أن تيقنوا من أن السكين محيط بعنقها.

أنا لست منهم ولا يوجد من يشبهني هنا فحسب معرفتي السطحية وأنا لا أعول عليها كثيراً بمن تعرفتً عليهم وجدتهم من الذين سلكوا مسارب المال، وحصلوا عليه عبر كل الوسائل المباحة والممنوعة معاً فملامح الثراء واضحة حتى على كلابهم وقططهم المرافقة لهم وهي تنعم برعايتهم الجمة.

هي فكرة راقت لي، وجمعت لها مبلغاً من المال بقليل من الحرص سيكفيني سياحة لمدة عشرة أيام أعيشها كيفما اتفق لي، وأخرج عن القديم المعتاد، المصبوغ برتابة بليدة سوّدت الحياة في وجهي، وأردتُ أن أمحو لونها السمج الذي يبعث على الاشمئزاز، فجرجرتُ خطواتي أحمل حقيبة صغيرة وأمنية كبرى، أن أقضي وقتا بين يدي الشيطان الذي أحببت أن أرافقه لأدرك كنهه.

قلتُ لنفسي:

إذا كان جلجامش وهو خامس ملوك أورك كان والده ثالث ملوكها من بني آدم،ووالدته واسمها نينسون من الآلهة حسب ما تقره الأسطورة قد وجد حقيقة حسب آخر اكتشافات العلماء لأرض السومريين وهي بصرة العراق حالياً وأغلب الظن أنه عاش في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد قد خرج لملاقاة الموت ليصرعه، فأنا خارج لمصاحبة إبليس كى أكتشف كيف يغوي الناس ويغرر بهم، وأستنبط من ألاعيبه وحيله والعلم الذي يعمل به،كيف أتفوق عليه،وأبطل غوايته، وأنزع عنه القناع الذي يضعه على وجهه كل مرة، وهذا على أقل تقدير.

هذه مرابعه، وصالاته التي يبرع فيها، ويعرض كل مهارته التي تتجدد دائما، فالنار التي خُلقَ منها، هي مصدر طاقته العجيبة، وفي هذا المكان أيضا يرسم أجمل اللوحات بألوان المتعة واللذة وربما بإصبع أحمر شفاه يشعل الجسد بنار الجنس، حيث تتوهج وتراقص ألسنة لهيبها في نفوسنا ونحن في كامل السعادة.

وجدتُ الغرفة قد جُهزت على نحو يستدرج خطوات بنات إبليس بكل يسر، وبسلاسة وافرة يمكنه بها أن يجعلني منقاداً إلى أي جهة يريد أن ينحو بي إليها، وقد فرشها بسجاد ناعم وبحراسة بعض فراخه.

طُليت جدرانها بلون أحمر، عُلقت عليها رسومات تظهر شخوصها النسائية شهوة صارخة على وجوهها فيما الأجساد وهي ترتمي بأوضاع عدة وكأنها تنتظر من يأخذ بيدها إلى سرير الغواية أولاً ومطارحة الذي يقولون أنه الغرام ثانياً.

الأضواء مع كثرة المصابيح خافتة، خاصة وأن الستائر بلون أحمر يميل إلى السواد، حتى السجاد أحمر اللون تظهر خيوطه التي من الصوف الناعم جسد امرأة عارية يخفي وضع تمددها عورتها، وفي عينيها نداء لك.

السرير لشخصين فُرش بغطاء ناصع البياض عليه وسادة واحدة بعرض السرير الذي حُفت جانبيه بطاولتين صغيرتين فوق كل منهما مزهرية تحمل باقة ورد لدائني أحمر.

قبالة السرير تجد طاولة عليها جهاز مرئي يأتيك بقنوات فضائية من كل أصقاع العالم

في داخلها دورة مياه لامعة الجدران والأرضية، والسقف كذلك وبطول وعرض أحد جدرانها مرآة، تكشف المساحة كلها، وبإضاءة جيدة.

ولا أنسى هنا ذكر وجود البراد الذي يعج بالشراب مختلف الاسم وحجم زجاجاته والنوع والمذاق بل وحتى سنة الصنع، وكذلك الطاولة الصغيرة التي تصلح لشخصين فقط

بالنسبة لي بدت لي الغرفة مريحة جداً وليست صالحة لفرد واحد فقط، فالمزاوجة هنا مقصودة عندما تم تصميم الغرف جميعها، وقد يعده غيري من باب اغتيال الوحدة التي تبعث على السأم والضجر، فلابد من وجود رفيق يسمعك وأنت تكلمه، وتحس بوجوده دون أن يلمسك، فإذا فعل فإن الشعور يتعمق بوجوده إلى درجة أنك من الضرورة الملحة جدا عليكما صيرورة فعل الضم والعناق، وبالتالي هطول القبل من سحب الغرام حيث تسري الرعشة في الأوصال وتبدأ ممارسة الجنس حتى آخر مدى لها بما يكفي من بلوغ آخر قمة لجبل النشوة، وإطفاء نارها الحمراء التي كانت تستعر على مهل،حتى تأخذ في الخمود بكسل لذيذ.

وضع الغرف أستفز ذكوريتي، ومع الحمام البارد بالصابون المعطر، واستعمال مزيل العرق، ورش العطر على جسدي،واحتساء ثلاثة كؤوس من شراب فاخر، وجدتني مدفوعا إلى الخارج مرتدياً قميصي الأصفر، وسروالي الأسود بحزام أحمر، منتعلاً حذاءً من لون حزام السروال، وجورب من لون القميص، بعد أن صففتُ شعر رأسي الذي تخللته بعض الشعرات البيضاء.

كان لابد من أن يكون في الملهى، ليس ينتظرني على وجه أخص، والمؤكد أنه ينتظر من يشبهني، مثلي له من جوع السنين ما لا يرويه حوض البحر المتوسط ماءً زلالاً، ولا يشعل لهيب نفسه الخليج العربي خمراً معتقاً.

من يدري فلعلنا نحن العرب من العراق إلى مضيق جبل طارق يسكننا جوع شديد لكل شيء، ولم نشبع إلا بعد الرسالة المحمدية حيث وُعدنا بما لم تره العين ولم تسمع به الأذن ولم يخطر على قلب أيٍ من البشر، جنة عرضها السماوات والأرض تحتها الأنهار جارية رقراقة، وفيها ما تشتهي أنفسنا من طعام ونساء، وشراب كوثر وفيها حور العين، لذلك كان إسلامنا، وكان زهدنا في الدنيا التي هي فانية، والصوفي منا له القدرة على أن يقيم عوده فقط بلقيمات صغيرة وقليلة، وتذهب نفسه إلى أفاق أخرى يحس بالشبع وهو جائع، والارتواء وهو عطش،ولذة المذاق وهو صائم، وفي أعماق قلبه يرى أن قدمه في الحين تدخل الجنة لمقام مقيم.

الدين بعبادة الله،وبممارسة الشعائر والعرض عن الدنيا والزهد فيها، ومغالبة الهوى وقتل الشهوة، سبيل إلى ولوج الجنة بعد رضا الله العظيم الأعظم في الأرض وفي السماء، الذي ليس له قبل وليس له بعد، له الأسماء الحسنى،وعلى أية صورة صورناه عليها، ليس هو عليها.

مر على خاطري ذلك وقطعه علىَّ صوت مزماره.

ها هو ذا يتربص بي كما تربص بالذي كنتً منه شيئاً مذكوراً.

كان يرتدي زياً أنيقاً يظهر وسامته بقامة معتدلة تشع منها رجولته وتنبعث من عينيه نظرة ودودة وبلغة مبهمة كلماتها خلتني أفهمها دعاني إلى إحدى طاولات الملهى ووجدتني ألبيها والساقية تفسح لي الطريق بابتسامة ساحرة ثم وهي تجلسني مقابلاً لصالة الرقص.

كأنني سمعته يهمس في أذني ليجئ لي بأنيسة تشاركني جلستي وتمتعني بحضورها، وما أن وافقته اقتراحه حتى شعرتُ بعطر ينفذ إلى أبعد نقطة لذكوريتي بل ويستفزها إلى نشاط ملئ بالحيوية.

بدت لي كأميرة تفوق زليخة امرأة العزيز جمالاً وحضوراً أنثوياً، واضحة ملامح وجهها بتناسق شديد، رشيق جسدها، فاحم شعرها، لعينيها بريق الذهب وشفافية الماء، واضح السواد والبياض فيهما، عندما همست وهي ترد على تحيتي سمعتها تغني وعلى شفتيها لون الكرز بلذة عارمة.

ثم وأنا أراقصها ولعل الشراب دار في رأسي ولم أدر إذا ما كان هناك رجلاً بزي يظهر وسامته قد دعاني إلى هذا الملهي ورحب بي وجاءني برفيقتي الساحرة هذه أم أنني الذي دفعت خطواتي إلى هذا المكان، ونسيت كيف وجدتني معها.

كدتُ أن أسألها عن كيفية وجودنا معاً، ولم أقف على حقيقة كيفية قدومي إلى الملهي حتى شعرت بالدوار في رأسي، وأشباح تحيط بي.

عند مساء اليوم الثاني أفقت على صوت رنين الهاتف.

كان صوتها يبعث أنغامه في مسمعي تسألني عن ما إذا كنتُ راغباً في السهر هذه الليلة في الملهى، أم أنني أقترح مكاناً آخراً للسهر، وأنا مازلت بين يقظة ونوم أجبتها،أننا سنلتقي في ملهى ليلة البارحة.

في المقهى وأنا أحتسي القهوة أخذتُ أعيد تفاصيل سهرة البارحة وكأنني أشاهد شريطاً مرئياً، وأدركتُ بأنني كنتُ في ضيافته، وأنه قد نجح في استدراجي إليه بغواية جميلة، سلطانها الشراب وطعامها الجنس،ولم يكن ذلك الذي يرتدي زياً يظهر وسامته ويرحب بي ويقدم خدماته لي ليس إلا هو نفسه.

ثلاثة الشيطان يترصد لهم.

تائهون يبحثون عن أنفسهم فيعمل على أن يضلهم عنها فلا يجدونهم.

أثرياء يحسبون أن ما لديهم لا ينفذ فتأخذهم العزة بارتكاب الخطايا ويميت المال قلوبهم،

وثالث وضع قدمه على الطريق ليحج إلى الله تاركاً كل هذه الدنيا خلفه.

لأنه يعتقد أن العاري وحده من يكتسي ضوء ودفء الشمس.

ليس له من أسلحة سوى الوسوسة عندما يبثها في نفس أحدنا نجدنا في غاية الاستسلام

فننقاد له طائعين.

الشهوة هي المسرب الذي إليه يسلكه بنا إلى ما يريده لنا.

وحده الذي وسوس لآدم ولحواء بأن يأكلا من الشجرة ـ ولعلها شجرة التفاح ـ إذ أمرهما الله بأن لا يأكلا منها، فكان أن أخرجهما من جنته لأنهما لم يمتثلا إلى أمره، بعد أن حدرهما منه

(34 وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35 فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدواُُ ولكم في الأرض مستقر إلى حين ).قرآن كريم

عدواً لنا هذا الشيطان منذ الأزل للكافر والمسلم وللزنديق،للأسود والأبيض والأصفر والأحمر وللذي بين بين،للطويل والقصير للمتعلم وللجاهل أيضاً، جميعاً يناصبنا العداء ولا يفرق بين هذا وذاك،يغوينا، فيبسط طريق الهلاك حريراً وورداً، وعندما نهوي إلى الهاوية نجده يضحك علينا ويسخر منا.

صديقي باسل الذي ينتمي إلى عائلة أندلسية من أصل نجدي، سكنت مكة واستقرت بها منذ عام 1451بعد طرد الأسبان العرب منها إثر سقوط غرناطة، له تجربةً أعدها خاصة جداً.

كان بحكم التربية والمحيط يأتي الفروض كلها في الحرم المكي حيث تسكن أسرته المكونة من سبعة أفراد، يدرس في كلية العلوم التكنولوجية، وبعد تخرجه منها سافر إلى لندن لحضور دورة للغة الإنجليزية لمدة ستة أشهر، شغف قلبه بفتاة إيطالية كانت تدرس معه، وبعد انتهاء الدورة وتعلمه اللغة وجد قلبه متعلقاً بها أيما تعلق، ولم يستطع فراقها لأنها ستعود إلى روما، فلم يجد بداً من مرافقتها.

بدت له لندن غولاً كبيراً يرتدي الملابس الفاخرة، وينتعل أحذية أشهر أسماء الشركات المصنعة لها ويخالط الجنسين بلا حرج، وأكثر من فتاة استهوته وواعدته، وتبادلا القبلات والعناقات وحرير الكلام، لكن لم يتعلق بواحدة منهن، فقد سمح له الوقت والتنقل من واحدة إلى أخرى بلا أي تعقيدات كان يجدها في بلده ذات التقاليد الصارمة، بغض النظر عن تلك الخروقات التي كانت تحدث بين وقت وآخر من قبل بعض الشباب وفي أضيق المساحات الأخلاقية والدينية، وهي عادة تتم تحت طاولة المجتمع الذي لا ينتبه لها كثيراً

هنا في لندن لا يعرفه أحد، ولا يسمع آذان الصلاة من الجامع، ولا مسجد قريب منه وكل ما حوله يستدرجه إلى حيث اللذة تكون عارضة نفسها خلف ألواح زجاج المحلات العامة التي تبيع مذهبات العقل كما كان يسميها، وهي الخمور والحشيش

بكل أنواعه خاصة المصنع منه مع تلك العقاقير التي تباع هنا وهناك، وتتكدس في حقائب بعض الشباب الذين يرافقهم إلى المقهى والعلب الليلية.

المتعة هنا متوفرة جداً وبلا حدود داخل مساحته المعيشية بعيدا عن عيون العائلة وقريباً من رعاية الشيطان له.

هو من زين له جسد وملامح وجه كارولينا التي نصبت له فخ غوايتها على مهل، حتى وقع في حبائل قلبها وتعلق بها وشغف بحبها وصارت له الهواء الذي يتنفسه والشمس التي يتدفأ بها من صقيع لندن، وبعد أن استمالت قلبه أخذت في جر عقله إلى الناحية التي تحب بقليل من الغنج، وكثير من الفكر المسيحي.

لقد غيبت وعيه عبر إحدى الوسائل وأنه كان يعاني من كبت، تفجر بين قدمي شهية كارولينا هذه التي فتن بها هوىً وذاب فيها.

التاريخ يقدم لنا قصص الحب عند كل الشعوب، على أنه انصهار ذات كل محب في ذات محبوبه وعبر تلاحم قلبيهما ينجزان ملحمة للحب تتناولها الألسن عبر القرون، ونكتشف فيها الزخم الكبير للتضحية، ونقف على محطات كثيرة منها الكبرياء الجميل والسمو بالعلاقة إلى أعلى درجات الإنسانية وإن خالطت نسيجها خيوط الجنس.

عنترة على سبيل المثال تنازل من أجل عبلة إلى آخر الحدود الدنيا لوالدها، ووقف عند خط الرجعة باكتشافه قبولها لزوج غيره رغم تحقيق طلب أبيها في مائة من النوق البيض، التي تحصل عليها مقابل أن يحارب في صفوف من لا يعنيهم أمرهم وكأنه أجر سيفه للحصول على طلبه إرضاءً لجشع والدها ومبرهناً على استحقاقه لها فرقها كلها على أهل قومه ليلة عرسها على فقراء بني عبس ليهيم هو في الصحراء تاركاً كل شيء خلفه لأن الرجولة تقتضي منه ذلك، محافظاً عل كبرياء الرجل فيه، زاهدا في حبه وفي عبلة حسبما تقدمه لنا الملحمة التي تبدأ بوطء شداد زبيبة آمته التي لم تخبره بحملها منه لتكون القصة ضمن استرجاع الحق والاعتراف بالأبوة التي أنكرها شداد لأبنه عنترة.

قيس فعل ذلك أيضا ولم يجد لهواه غير الهيامان على وجهه في فيافي العرب الحارة.

وهكذا حب ملك الفؤاد، وهوىً غلب النفس، مستبيحاً كل مقدس ومتجاًوزاً كل الحدود.

باسل حالة من حالات الحب كانت وستكون بين هزيمة وبين انتصار.

كارولينا وحدها التي أفلحت في أن تشعل شمعة الحب في قلبه متخطياً كل سواها، مستقراً بين ضلوعها، متبوعاً بها إذا ما ماتت مات بعدها بلا فاصل زمني.

ركل كل ما يحمله من ثقافة والذكورية على وجه أخص نازعاً من قلبه أي شيء إلا هي، هذه الفاتنة جمالاً، التي كالغزال في صحراء مكة تمشي وتقفز من رابية قلبه إلي سهل هواه

كارولينا تيقنت من عدم قدرته على فراقها وعندما حزمت حقيبة سفرها عائدة إلى بلدها ايطاليا، وجد نفسه في حقيبتها كأنه شيء من حوائجها.

في روما طلب منها الزواج، فتمنعت كثيراً.

مارست ضده ألاعيب حواء، تلوح له بيد الرضا ثم ترفضه، تسلق شجرتها ليتربع عليها لكنها كانت تستطيل عنه، وعندما يداهمه التعب وينزل يجدها قد تدانت له فواكهها حتى يسيل لعابه ولما أشرف على حافة اليأس ليسمح بالجنون بملازمته وافقت على طلبه بشرط أن يترك دينه، ويصير من أتباع المسيحية،يأتي الفروض كلها ويذهب إلى الكنيسة ويصلي صلاتها.

لم يبق له من الإسلام أي شيء فقد ترك تأدية العبادات وأرتكب كل الكبائر بعد الصغائر ولم يجد حرجاً في أن يكون نصرانياً ترضى عنه كارولينا أولاً وجماعتها النشطة ثانياً.

كان يقضي النهار بين النوم ومطالعة الكتب التي تأتيه بها، ويمضي ليله لعباً ولهواً مستمتعاً بجسدها الذي أفرخ له منها ولداً بعد عام فقط.

كان الله في قلبه لكن هوى كارولينا أنساه إياه فنساه حتى ذلك اليوم الذي بعد طول فراق، وعدم تواصل مع عائلته واصلته رسالة، تحمل شوقهم له ونداءً بالعودة سريعاً ليحضر آخر أيام والده وهو يموت.

الشهوة هي المسرب الذي إليه يسلكه الشيطان بنا إلى ما يريده لنا.

ولأن الأمر كذلك فلابد لي من غلبته في هذه الساحة المزدانة بألوان الغرام والذي يلج بنا آخر طريق لها إلى بستان نبتت فيه أشجار وارفة الظلال كثيرة الثمار، دانية غصون فاكهتها، ترتع فيها غزالات اللذة الحرام، فمن أكون أنا إذا لم أغلبه في عرينه.

برقت في رأسي فكرة أن أحب.

الحب قوة عظمى،طاقة متجددة تتولد من قدرتنا على ممارسته،ومن الاستمرارية فيه،في جعله بحراً لا تنام أمواجه، ولا يكف عن المد والجزر،المد الذي به تتقدم خطواتنا على طريقه في المتن وعلى هامشه،والجزر في كوننا نسحب من داخلنا ذاتنا لنمنحها إلى من نحب.

الحب الذي يتصل بكل ما هو مثالي يشبه نفسه لا غيره.

يعيشنا ونحيا به وضمن نموذجه نصير إليها، وتصير بنا أفاق أوسع تتماس مع الآخر الذي نكون نحن القالب له، وهكذا تتمنذج المجتمعات كلها على هذا النحو.

الحب هو ذلك الذي يحقق لنا السعادة التي تبتغيها النفس التي لها عدة صفات، لوامة، والنفس الأمارة.. إلخ فهي التي إذا سعدت شعرنا بالسعادة التي تكون بين الحاء والباء ساكنة.

سأحب هذه الليلة.

استعرضتُ النساء في القرية، ووجدتني أميل إلى سارة، فهي جميلة وروحها جذابة، وأحسبها جاءت إلى هذه القرية بفعل الدعاية عنها، ومع أنها وحيدة فمن الممكن أنا أكون رفيقها هذه الليلة وسأجلس إليها، ولا أظن في أنها سترفض رفقتي.

تهيأتُ للخروج وعلى عمد جلست إلى الطاولة دون أن أطلب شراباً كحولياً مكتفياً بنقيع الشعير، وما أن لمحتها تدخل حتى قمت إليها معترضاً بأدب طريقها.

* عفواً سيدتي وجدتك وحيدة، فرأيت ً أن نوحد من وحدتنا ونصير أثنين في واحد أليس اسمك سارة.

ونحن إلى طاولة واحد بعد تعارفنا التقليدي، أوضحت لي أنني جئت في الوقت المناسب لأنها ضاقت درعاً بوحدتها لكنها لن ترافق أي أحد سواي لأنني العربي الوحيد من المقيمين في القرية،وقد تأملت سحنتي فعرفت أنني عربي،وفضولها لأكثر من مرة كان يدفعها إلى التعرف على،لأنها عربية.

حسب قولها أنها من أب من أحد عواصم البلاد العربية ذهب بعد حصوله على الثانوية إلى بلد مجاور للدارسة الجامعية، حيث تعرف على والدتها التي تنحدر من أسرة ثرية تزوجها وذهب معها إلى أمريكا للدراسات العليا وبعد حصولهما على الدرجة العالية، تحصلا على عمل في إحدى الشركات الكبرى العابرة للقارات ومُنحاَ الجنسية الأمريكية، فكان أن تثقفت هناك، وعندما صارت صبية للزواج جاهزة قررت أسرتها العودة إلى بلادها التي تقول عنها أنها بلاد لا يُعبد الله فيها ولا يُعصى بعد أن زحف المجلس العسكري على كل ممتلكات أسرة والدتها التي كرهت كل شيء في موطنها،وما عادت تهمها البلاد في شيء وسط ألعاب صبية النظام العسكري الذي قرر قانون الطوارئ.

وجدتها بين هذا وذاك، كل منهما يريد أن يضمها إليها، فتشوشت أفكارها بين قديم معاد وجديد مجهول الهوية خلف الضباب.

* أنا هنا لأكون خارج دائرة الاختيار، أبحث عن نفسي في كومة هذا الضياع الفاره علني أجد طريقي بقدمي لا بقدم غيري.

كانت للمغامرة جاهزة.

* قبل أن أجالسك كنت قد قررت أن اتخذ حبيبة هذه الليلة ورأيت أنك المناسبة لي،فهل نتحابب هذه الليلة فقط لننظر في أمرنا غدا؟

* هذه مغامرة هل تنصحني بخوضها؟

نصحتها بأن تفعل وأكدت لها بأن لا خسارة ستجنيها بعدها كما لا ضرر سيلحق بها من ناحيتي،وسأحرص عليها كحرصي على نفسي، والحقيقة أنني كثيرا ما أهمل نفسي هذه التي تكونني.

نسيت أن أقول لها أن عليها تحمل نتائج المغامرة السلبية منها على وجه أخص , وعندما تذكرتُ هذا عزمت على تحمل النتيجة معها مهما كلفني ذلك.

هذا من باب الشهامة، والرجولة تقتضي ذلك.

كنا نبدو للجميع أننا حبيب يرافق حبيباً بكل مودة واضحة المعالم من خلال المعاملة التي بيننا، وأمرنا لم يكن مهماً لأحد، فكان أن أمضينا سهرةً جميلةً انتهت إلى تعلق كل منا بالآخر، فبعد استيقاظي من نومي وهي ليست بجانبي شعرتً بأنني أفتقدها، وما أن وضعت يدي على سماعة الهاتف لأهاتفها، رن الجرس وكانت هي على الطرف الثاني تلقي علىَّ تحية الصباح وكلها شوق لي فدعوتها:

* انتظرك في غرفتي لنتناول طعام الإفطار معاً.

جاءت، وعطرها يسبقها تحمل كل الفرح، وعلى وجهها علامات السرور والرضاء، أول ما صافحتها أعلمتها بأنني أحبها قبل أن نلتقي وأنني نصفها الذي تبحث عنه.

بعد الإفطار خرجنا مع بعض النزلاء في زيارة لأحد معالم المدينة الأثرية بمسافة الساعة تقريباً، ما أن نزلنا وسرنا إلى مكان على الشاطئ حتى رأيتُ عموداً من نار خلف بناء عتيق، أمسكتُ بيدها أركض بها ناحية النار العمودية التي تدور حول نفسها من أسفل إلى عنان السماء حيث يتلاشى وهجها إلى أعلى متماهياً مع أديم زرقة السماء.

النار ليست واحدة، ربما غيري يخالفني رأيي.

نار الدنيا ليست كنار الآخرة فتلك سوداء اللون.

أتصور أن كل بحار الدنيا ليست قادرة عليها، ونار الدنيا مع أنها حارقة فهي مصدر تبديد الوحشة وملامسة قريبة للدفء.

النار التي أنسها موسى عليه السلام، هي نار أخرى كانت الدليل إلى النبؤة، ولعلها ليست ذات النار التي أضرمها قوم إبراهيم الحنيف ليحرقوه بها، فما أفلحوا لأن الله تعالى أبطل ناموسها فكانت برداً وسلاماً عليه، ولم تحرق إلا قيده فقط.

بتلك النار تحرر النبي من الحبال التي قيدوها بها، وكانت الدليل على أن له الخارق من الأمر.

الغريب أن بعض الأقوام والرهط يقدسون النار ولهم في ذلك شأن أقوام آخرين في عبادة المخلوق دون الخالق.

قلتُ ذلك لسارة، وسط ذهولها من أمري لأنها لم تر ما رأيته شاخصاً أمامي.

ولأنها وجدتني أرتعد ووجهي مصفراً، وكامل جسدي ينز عرقاً سألتني بدهشتها.

ما بالك، لست على حالة حسنة.

نبهني صوتها إلى نفسي وقررت إخبارها بما رأيت.

* رأيت عند تلك الجهة خلف المبنى الأثري الذي جريت بك إليه عمود نار يصاعد إلى السماء يدور حول نفسه على نحو لولبي ويتماهى مع لون السماء فيصير نوراً، لكنني لم أجده ورأيته يتلاشى إلى أعلى.

لم تعلق على الأمر، اكتفت بإبداء دهشتها، وشعرت من خلال ملامحها أنها بين مصدقة ومكذبة، فلا سلطان لها على ما سمعت مني يمكن أن يهون الأمر عليها بينما اكتفيت بسرد ما رأيت.

وجدتنا بعد عودتنا من الرحلة السياحية وتناول وجبة الغداء أننا بمزاج رائق ونحن نجلس إلينا على الشاطئ نتحدث عن ما رأيت فكان لزاما محاولة وجود رابط شرطي بما رأيته ماثلاً أمامي، وأنا بكامل الصحو واليقظة، فما وجدت.

* لعله أضغاط بصر.

* أعرف أضغاط الأحلام، أما هذه فهي جديدة علىَّ.

لأنها نصحتني بقسط من النوم، تركتها وأتيتُ غرفتي لأنام دون حساب للوقت لأنني عندما أفقت وجدتني قد أستغرقني النوم لثلاثين ساعة، ما أفلح جرس هاتفها المتكرر في إيقاظي، ولا دقات يدها بابي بما داهمها الخوف علىّ وطلبها من إدارة الفندق لفتح الباب فلربما مكروهاً أصابني.

يدها على رأسي وعطرها في أنفي وحضورها البهي نزع النوم عني لأصحو على صوتها الرخيم.

* خفت عليك وركبني الذعر لأنني خشيت أن أفتقدك.

بتكاسل قمت من مرقدي، وقد أفلح الماء البارد على جسدي في الحمام في استرجاع نشاطي، خاصة بعد وجبة العشاء في المطعم سوياً.

جلست، أنا وهي وحزمة أفكار كانت تراودني تتخذ من الخوف حينا والترقب ثانية، ومداعبة الشعور الغريب أخرى أشكالا لها، لم تكن رفيقتي ببعيدة عنها، فإن لم تكن في متنها، وجدتها ملامسة لها، وحتى لا أصير أسيراً لها حزمتُ شحنة من طاقتي ورميتها بها بعيدا، ورأيتها تتدحرج ثم تلملم شظاياها، وتفر من أمامي وأنا أجهز على الطاولة وليمة الكلام.

* كأن هناك من يفرض على العالم نمط معيشي واحد فقط، لكنه يتلون بدهانات عديدة فيبدو كزهرات البستان التي تجتذب الفراشات إليها، لا تدري وهي تمتص رحيقها أنها بعد برهة تموت بالسم الموضوع فيها. من حولنا لو أمعنت النظر جيدا أن الموت يسكن الديار، ويحصد الأرواح ببذخ كبير، ولسنا ندري من يزرعه، وبيد من ينصب فخاخه لنا، حتى والموتى في آخر رمق لهم.

تعلمين أنني من المؤمنين بحتمية الموت عند حضور أجله، لكن الذي يلفت نظري هو مجانية الموت، وهو هنا بفعل فاعل مجهول.

وددتُ أكثر من مرة أن أكون جلجامش ليس لأقتل الموت وأحقق انتصارا باهراً عليه، بل لأعثر على هذه القوة الخفية التي تأتي بالموت بعد أن تلوح بشبحه في وجه كل منا، المسألة جديرة بالاهتمام لكن لا طاقة لي به، وليس لي ركناً رشيداً أوي إليه.

أحتاج إلى وقت لأفكر في حل هذه المسألة.

أشعلتُ سيجارة ثانية وأخذتُ في سرد ما مر على صديقي باسل لألون الكلام بلون آخر.

(لم يجد بداً من العودة لتكرار دعوة أسرته الملحة بعد أن علمت بإقامته في ايطاليا رفقة كارولينا فحزم آمره وعاد، وكأن شيئاً آخراً يدعوه غير دعوة أسرته التي لاحظت عدم تأديته فريضة الصلاة، فعملت أمه على أن يرافقها إلى الحرم المكي لتأدية صلاة الجمعة، ولم تأمر بالنزول من السيارة وهي تتجه إلى ساحة الحرم النبوي، ولاحظته وهو يقفل كل زجاج السيارة عليه رغم الحر القائض.

يقول باسل:

عند أول الآذان شعرت أنه يمزق رأسي ويزلزل أركان كياني ويحشد كل الصداع لي، وأنا داخل السيارة أصم أذني على النداء بكفي , فما أفلحت.

الله الذي في قلبي كان يأمرني بترك السيارة، والتوجه إلى تأدية الصلاة، والشيطان الذي أرسلته معي كارولينا كان يشدني إلى مكاني، ويحرك يدي لأدير مفتاح تشغيل المسجل وإطلاق صوت المغني إلى نهاية حده كى لا يزيد صوت المؤذن توغلاً في نفسي، وبين الحالتين وجدتني أتلوى على نفسي وأصرخ ثم رأيتني أخرج من السيارة مهرولاً إلى دورة المياه دون أن أشعر بأحد حولي، حتى وصلتُ نازعاً ثوبي أدلق ماء الصنبور على جسدي وهو يطفئ النار في قلبي.

صليتُ ركعتين شكراً لله وأخرى لتحية المسجد، ما أن فرغتُ حتى بدأ الخطيب في خطبته وأنا مشدوداً إليه.

مع عودتي ووالدتي إلى البيت، كنتُ قد عدتُ إلى نفسي ونوراً في قلبي كان ينير أعماق روحي وكل ما حولي.

قالت لي:

الحب هو الذي يبعد الشيطان عن طريقك، لكنك قد تجده يسكن امرأة، فعليك توخي الحذر من النساء، أنا المرأة أقول لك ذلك، لكن مثلك لا يصغي إلى النصيحة، ذلك لأنك من الذين يحبون ركوب أمواج المغامرة، وتستدرجك شهواتك، وتحسب أنك للشيطان هذا الذي يعشعش في رأسك أنك غالبه.

همستُ في أذنها.

* سأغلبه.

سألتني.

* ولماذا تقولها همسا.

* كى لا يسمعني.

ضحكنا سوياً،وأتممتُ حكاية باسل لها.

تصوري بعد أن أنعم الله عليه بسلك الطريق الرباني، وترك كل حرام، أرجع الله إليه الذي ترك وهو حبه.

بعد تركه لها عدة أشهر، والبحث عنه، علمت بهاتفه الخلوي من أحد أصدقائه في إيطاليا، وقد تفاجأ بصوتها وهي تهاتفه، وتعلن عن شوقها له، ولم تسمع منه كلمة حتى أنهت حديثها له، وتكررت هواتفها له ولما تأكدت من عدم جدواها حزمت حقيبة سفرها وجاءت إليه.

أسرته رحبت بها وأفردت لها غرفة وكل يوم كان صوت الله يصلها ونور الحق يتسرب إلى نفسها، وهي على قرب من المعيشة التي يعيشها باسل مع أسرته، لكن الذي أثر في نفسها هو صوت الآذان عند كل صلاة.

بعد عام تعلمت اللغة العربية دون أن تدري أنها تتخلص من معتقداتها، وتقترب من الله،بعدها عكفت على مطالعة بعض الكتب الدينية وتقرأ القرآن في غفلة من الأسرة، التي رأت أن لا تشعرها بغربتها.

كان باسل قد أستقل في سكن يخصه ولا يقابلها إلا لماما يتبادلان حنيناً قديماً وبعض الكلمات لمدة العام تقريباً،أحست بعدها بأن الله قد قذف في قلبها نوره فأعلنت إسلامها.

الكثير منا يظن أن التحول من عقيدة دينية إلى الدين الإسلامي صعب على النفس البشرية التي تمشي على حسب أوامر هواها.

تزوجا بفرح طفولي وأخذا في كتابة كتاب يقدم تجربتهما من الكفر إلى الإيمان، وعكفا على تأليف كتاب من الشك إلى اليقين وعاشا زوجين أخلصا كل عملهما لله فقط.

المرأة فتنة الرجل في الدنيا والكثير ممن عانى مر أمرها، واليهود على وجه أخص دائماً يقدمونها طعما في مصيدتهم حتى يمسكوا بالرجل لتأدية مآربهم منه.

سارا ورحاب، وجاكلين في الأصل نماذج أخبرنا عنها التاريخ، كن قد أدين أدوارهن على أكمل وجه.

الغرب هو أول من أستخدم المرأة كسلعة دعائية تضع المستهلكين في مصيدة ابتياع السلعة ولو كانت علكة فقط، ربما لأن رؤوس الأموال هم من غالبية اليهود الذين فيما بعد تصهينوا.

نحن العرب تستهوينا المرأة كثيراً، فلا شيء يضاهيها لذة ومتعة.

الأمر ينحصر في تحقيق اللذة وأكثرها، وفرة جسد المرأة، وما بين فخذيها.

مجتمعنا العربي المعاصر بصرف النظر عن النسبة المئوية نجده يمد عينه إلى غير التي في بيته زوجة شرعية له، وهو ما تعده الأخلاق العامة خيانة كلنا نعترف بها ونأتيها سألتني.

* من هي التي تخونها الآن وأنت معي.

لا أخونها مع أحد كما علينا تحديد مفهوم الخيانة وفي أي شيء تنحصر، فانا لم أتزوج بعد كما لم أنسج أي علاقة حب من قبل، ولربما هي لها تجربة خاصة بها لا تعنيني كما لن أطلب منها كشفاً لحساب سلوكها وأخلاقها عامةً

كان الليل قد توغل بنا بعد أن أمضينا سهرةً جميلة.

مقالات ذات علاقة

رواية ديجالون – الحلقة 12

المختار الجدال

رواية: اليوم العالمي للكباب – 2

حسن أبوقباعة المجبري

جزء من رواية (أورارا)

المشرف العام

اترك تعليق