شعر

فرحــة العــــيـــد

عيد الطفل في ليبيا

سلوني أيها الأطفال إن العيد لا يُسأل
فمن قلبي تلاشى العيد منذ شبابي الأول
و وحدي سرت يوم العيد في الشارع
أخــاف الثوب لو مدت إلي به يد البائع
فحزني يا رفاق الدرب بالأعياد لا يحفل
وان مزقته في قلبي المهمل
أطل على وجوه رفاقي الرحّل ..
لأن العيد يا أطفال جاء لنا بيوم شتاء
فحطم ريح ذاك اليوم في أعماقنا كوخه
وعلقه بمشنقة على أوتاد مشروخه
ومات العيد ذاك العام
ولما عاد يا أولاد
نسينا عوده في ضجة وزحــام
ومر كأنه أوهام
وظل بدورة الأيام مدفوناً مع الأحلام
وأمثالاً سنضربها لكم في قادم الأيام
ستحكيها لكم أحزاننا في صوت قيثاره
بقت محزونة الأوتار منسيه
ككأس فارغ ملآن في أعقاب أمسيه
كذاك العيد لما فضل الوجدان انكاره

سلوني أيها الأطفال عن أعيادي الأخرى
سلوني ربما خففت وطأة هذه الذكرى
وحبي ذلك العذري في أيامي العذرا
فما زالت هنا الأجراس في قلبي تدق ولم تزل تُترىَ
أراكم دائما تلهون عني بالمنى بالعيد
فأهرب إذ أخاف عليكم الأحزان والتشريد
وفي أيديكم الأزهار والريحان
وفي كفي تستلقي جراح الشوك والأحـــزان

____________________________

من ديوان أكواخ الصفيح /1965

مقالات ذات علاقة

صورتك

رحاب شنيب

لأطفال ليبيا… عصافير

خالد مرغم

هسيساً في مِيمِها

مفتاح البركي

اترك تعليق