من أعمال الفنان محمد الشريف.
طيوب النص

غناءٌ على تخوم الصُدْفة

من أعمال الفنان محمد الشريف.

أيتها البازغة من رحِمِ الصدفة الأنيقة، كيف كنتِ توغلين في جسدِ الغياب ؟ جئتني كمطرٍ خريفي بلّلَ ريقي الشاعت، نثرتِ فوح القرنفل فوق صهدِ السنين الحافية، ريح الأمس تسْعلُ بحدّةٍ، تركضُ نحو حقول الدهشة المؤزرة، يؤزها الشغف المتكلّس على حوافِّ المساءات النذيرة بالأنس، لا أعذار للخريف، دعيه يصبُّ جامَّ حنينه الدافئ فينا، خطوات شريدة كسيحة تحبو على مضضِ المواسم، لفصول الاحتدام الشتائية المنهكة، دعينا نعتنقُ مجد الخلاص السرمدي، نقتفي أثر الحكمة المؤجلة، نُصفّفُ أرتال شوقٍ معربد، نرتّقُ أنين تلك اللهفة فوق أريكةِ الانتظار، تتسرّبُ من بين أصابع الحلم حروفيَ الملقّحة بأندائكِ الرطبة كالأقحوان، مهدورةٌ ذؤابات الوعود الباهتة، عراجين تدلّت من غموض غيْمة بكر، يفيض نهر الكلِم، ترانيم السنابل، جنوح اللهفة لأجنحة الضوء، مغموسةٌ في طين الخصب الجائع للملح، نرسم الضوء الأزرق، على جلبةِ الروح الحانية للقاءٍ أبدي، يرمق الغناء على ربْوةِ الوحشة، رعشةٌ تلوكها غُصّة الفقد، كنت أبحث عن هذيانكِ، عن ظِلالكِ الراعفة في مداءات المنافي، تحت ودق أيلول الأصفر، هذه كفيَّ المهملة، تبحثُ عن أصابعكِ الطويلة المشاغبة، ندغدغُ نذوب الوجدان الغامر، نلامسُ مهاجع العقيق في مقامٍ ودود، حينها سأدشّنُ بعينيكِ الضارعتين، حضارة الأزل .

مقالات ذات علاقة

الصحافة الثقافية الليبية في سيرة إدريس المسماري

المشرف العام

من يريد دماً ازرق للكتابة ؟؟

سميرة البوزيدي

نوافذ الثلج الآفلة

عبدالسلام سنان

اترك تعليق