طيوب عربية

عبدالكريم ينينة: الرواية العربية أشبه بالثرثرة الكتابية

الشاعر والقاص الجزائري يعتبر ان القصة تغيّرت خصائصها وأشكالها، ويرى انه من العبث الحديث عن هيمنة الأدب الذكوري.

ميدل ايست أونلاين
باريس ــ من حميد عقبي

الكاتب الجزائري عبدالكريم ينينة عن موقع ميديل إيست أونلاين
الكاتب الجزائري عبدالكريم ينينة
عن موقع ميديل إيست أونلاين

اعتبر الكاتب والشاعر والقاص والمسرحي الجزائري عبدالكريم ينينة أن القصة تغيّرت خصائصها وطرائقها وأشكالها، وتفرعت إلى أنماط وأنواع جديدة وأن اللغة الشعرية ليست هي الشعر.

واستغرب عبدالكريم ينينة اتجاه العرب جميعا إلى الرواية، حتى صار الأمر أشبه بالثرثرة بالكتابة.

وطالب الكاتب الجزائري بضرورة أن يكون الكتاب ضمن المسائل الاستراتيجية الرسمية، واكد على اهمية مساهمة الدولة في دعمه ماديا. وتطرق ينينة الى مشكلة النقد ليؤكد بوجود نقد أكاديمي يقابله نقد معزول يتحرك في الملتقيات والندوات.

وفي حوار مطول اجرته معه صحيفة ميدل ايست اونلاين، تشبث الكاتب الجزائري باهمية التسويق الإلكتروني والرقمي ولكن بشروط وركز على ومواطن قوة وضعف المنتديات الأدبية المنتشرة على مواقع التوصل.

واكد بلهجة واثقة انه من العبث الحديث عن سيطرة الأدب الذكوري وافاد ان النص الجيد يفرض نفسه ويخطف اعجاب المتلقي بغض النظر عن من كتبه سواء كان انثى او ذكر.

ومن الاسئلة المطروحة على عبدالكريم ينينة والمرتبطة بالاعلام والادب والثقافة.

– ما سبب سبب تخبط الاعلام الجزائري في التفاهات وعرض القنوات التلفزونية لمسلسلات صينية رديئة مقابل اغفالها للثقافة والادب؟.

اعبر الكاتب الجزائري ان لايمكن تعميم هذا الكلام، وافاد ان الإعلام الجزائري له تقاليد عريقة تلامس خط النضال في العمل الصحفي، بحيث كان مدرسة في العمل الإعلامي، وقد قدم شهداء من أجل المهنة خلال السبعينيات، وأيضا خلال العشرية السوداء التي سادها العنف والقتل، وقد دفع الحقل الإعلامي أبناءه قربانا للمهنة وللوطن.

واضاف “يكفي أن نُذكِّر بأن أسماء لامعة تملأ شاشات القنوات العربية حاليا، هي خريجة الحقل الإعلامي الجزائري”.

في المقابل اعتبر ان التفاهات هي جزء من برامج أغلب القنوات العربية، ونستطيع أن نشبهها بالحشو في الشعر العربي، وللأسف فإن لها هي أيضا جمهورها.

وافاد ان إن النجاح الإعلامي يتطلب استثمارا قويا، الى جانب التكوين والاستعانة بالخبرات والتجارب.

– تعتبر الجزائر قريبة جدا جغرافيا من عدة دول افريقية لها ثقافات متنوعة برأيك هل تأثر السرد الجزائري بجيرانه وهل من تأثير أيضا عليهم؟.

يمكن أن يشترك السرد الجزائري في أقصى الجنوب مع السرد الإفريقي في الدول المجاورة له، في البيئة والفضاء، وبعض الأساطير التي تخلقها الصحراء، أما إلى حد التأثر لا أعتقد أن هذا قد حصل، وإن اشتركنا في فترات كثيرة من الزمن في الهموم والتطلعات والآمال، والنضال من أجل التحرر من المستعمر الذي لم يغادر قارتنا إلا مؤخرا.

واضاف “لم يزل الأدب الإفريقي إلى وقت قريب شفويا يعتمد على الفلكلور والأساطير، وحتى المكتوب منه كان ناقلا لهذا التراث، ثم لا يجب أن ننسى التباين في لغة الكتابة، حيث تسيطر الإنكليزية والفرنسية والإسبانية أو البرتغالية على لغة الكتابة الأدبية في أغلب الدول الافريقية، ويترك للدارسين اكتشاف إن كان هناك تأثر من الجانب الآخر بالأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، لقد كان يصل إلى كل الدول الإفريقية أيام المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع”.

– هناك من يرى فشلا ذريعا في تسويق الكتاب والمنتج الأدبي الجزائري.. بصفتك ناشرا هل لك رد على هذا الطرح؟

لقد كانت لنا في السابق “المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع”، لاحظ معي كلمة “التوزيع” في آخر التسمية، لقد أوصلت أدبنا إلى كل الوطن العربي، وإفريقيا ودول أرووبا الشرقية، أي أن الكتاب كان ضمن المسائل الاستراتيجية، لهذا تتحمل المؤسسة الرسمية جزءا من المسؤولية، ثم بالدرجة الثانية يتحملها الناشر الذي يجب ألا يتهرب منها، وأن يساير الآليات الاقتصادية الجديدة، ثم بالدرجة الثالثة التي لا تقل أهمية يتحمل الإعلام المسؤولية، وهو مطالب بملامسة سقف الاحترافية، والعمل على تثمين الإنتاج الأدبي الجزائري. وتسويقه إعلاميا.

– تنتشر دور نشر إلكترونية في أقطار عربية بعضها تنشر كل شهر عشرات الكتب.. هل توجد مثل هذه التجارب في الجزائر؟ وهل تابعت بعض هذه الدور وما تنشره؟ هل لك من ملاحظات؟.

– وكيف ترى مستقبل النشر الإلكتروني؟ وهل من تخوفات على الكتاب الورقي؟.

– ما شاع هو التسويق الإلكتروني والرقمي لكتب طبعت ورقيا من قبل، وليس دور نشر رقمية لا علاقة لها بالحبر والورق ووجود كتاب بدفتيه بين يدي القارئ، يقرأه قياما أو قعودا أو على جنبيه، ساعة ينهض أو حين يذهب إلى النوم، ما أتمناه هو أن تسهل هذه الطريقة الجديدة نشر الجيد من إنتاج الشباب كخطوة أولى، فهي تمتص كثيرا من إحباط من لم يستطيعوا النشر الورقي لأسباب مادية، ويمكن لهذه الدور أن تقدم شيئا جميلا، فالعبرة بالجدية وعدم الضحك على ذقن الأدب، بجعل ضوابط صارمة، حتى تنال هذه الطريقة المصداقية، غير أنها لن تستطيع بحال من الأحوال أخذ مكان الكتاب الورقي، رغم التطور الذي وفر للفرد حمل مكتبة في جميع التخصصات وبآلاف العناوين في جيب سترته في (فلاش ديسك) لا يتجاوز طوله سنتمترين.

– استبشر الأدباء بمواقع التواصل الاجتماعي وظهرت مئات المجموعات الأدبية والصفحات والمنتديات لكن الملاحظ ان الجمود يضرب الكثير منها .. كيف ترى المشهد الأدبي العربي الافتراضي وما أسباب فشل استثمار هذه الوسائل في حدوث نهضة ثقافية؟ وهل المشهد الأدبي الجزائري الافتراضي ينبض بالحياة؟.

لا يمكننا جعل الافتراضي واقعا بديلا، أو أن نحوله إلى ما يشبه السوق، كل ينادي لسلعته، فهو لا يعدو أن يكون شبكة للتواصل، ليس إلا، مثل الهاتف ووسائل أخرى تؤدي هذه الوظيفة، لا يمكننا بأي حال أن نجعل من شبكة التواصل بديلا للحياة الدنيا أو كوكب الأرض، هي وسيلة لتسهيل أعمالنا التي ننجزها على الإسفلت، أين نقوم بمهامنا الطبيعية المنوطة بعهدتنا، ومن هذه المهام ما هو ثقافي وأدبي، غير أن مواقع التواصل هذه التي يبدو أن الكاتب الحالي عول عليها كثيرا استهلكت كثيرا من حيويته التي كانت في الأصل موجهة للفضاءات الثقافية الحقيقية.

واضاف الكاتب الجزائري “صحيح أن هذه الشبكات ملأت فراغات عجزت عنها المؤسسة الرسمية أو تلك التابعة للمجتمع المدني، فمثلا يمكن لك أن تطلع على جديد كثير من زملائك الشعراء في غياب ملتقيات تتكفل بذلك، لكن الحركية الثقافية الحقيقية تظل منعدمة، حتى لو نشرنا في هذه الشبكات كل نصوصنا الفلسفية والنقدية والشعرية والقصصية والمسرحية والروائية وصور لوحاتنا التشكيلية وموسيقانا وأغانينا”.

– نود أن تحدثنا عن تجربتك الإبداعية وأهم انجازاتك؟

تجربتي الإبداعية تتمثل في متن شعري وآخر مسرحي وآخر قصصي هو الآن في طريق الإصدار، واشتغال يومي بالكتابة مع كثير من القلق، هذا باختصار، أما إنجازاتي فلم أفهم ما تقصدونه من معنى بكلمة الإنجازات، ولا أخالك تقصد ذاك القريب من فهم طائفة من صائدي الجوائز، إنجازي أحققه عندما أكتب نصا تقرأه فيشدك من تلابيبك لتعيد قراءته من جديد دون أن تتثاءب، نصا يثير فيك الشعور بالبكاء أو الضحك، أو يصيبك بالشرود وما يشبه التوحد.

– في حوار سابق كنت التقيت الشاعرة المغربية فاطمة بواهراكة وطرحت رأيا يفيد أن الدعم الحقيقي يقدم للرواية بدليل أن جل الشعراء تحولوا من كتاب الشعر إلى الرواية…ما رأيك في هذا الرأي ؟ كيف هو حال المشهد الشعري الجزائري؟.

– ما خرج من أجله الجميع عن بكرة أبيهم جميل لو كانت لنا صناعة ثقافية حقيقية، لأنني لا أفهم لمَ اتجه العرب جميعا إلى الرواية، حتى صار الأمر أشبه بالثرثرة بالكتابة، الرواية لا تعدو أن تكون جنسا أدبيا مثله مثل الأجناس الأخرى، هذا حتى نبتعد عن العنصرية الأدبية، الرواية في الغرب تتحول إلى سنفونية وإلى مسرحية وإلى فيلم يشاهده الملايين، أما في البلاد العربية فأنت من المحظوظين إن تكلمت عنها صحيفة أو اثنتان.

واضاف في الغرب صناعة للكتاب تطبع بمئات الآلاف وتتجاوز المليون أحيانا، وفي الغرب صناعة سينمائية قوية تعتمد على النصوص الروائية للكتاب، وهما يعضدان بعضهما ضمن سلسلة اقتصادية صناعية ثقافية، هناك روايات مغمورة، اشتهرت حين قرأها العالم بصريا، فتحولت إلى أيقونات فنية.

وخلص الكاتب الجزائري الى ان الحديث الآن عن الرواية في أمة متخلفة هو من قبيل الموضة لا غير، ساحتنا الأدبية عرجاء، وكذلك إعلامنا، يتوهم أن الزمن زمن الرواية، وهو يساهم بغير وعي في الإجهاز على الشعر والقصة، هذان الجنسان الضاربان في عمق تاريخنا، وهي لا تدري أنها تقتل من المواهب أكثر مما تقتل حوادث المرور. صحيح أن الزمن للرواية، لكن ذلك في بيئتها المتطورة المنتجة، أما نحن فنقف خارج الزمن.

واعتبر عبدالكريم ينينة ان الشعر حاليا في حالة انحسار ظرفي، فإضافة إلى العوامل الخارجية التي قيدته وانضم إليها الإعلام بوعي أو بدونه، هناك العوامل الداخلية المتمثلة في الشاعر نفسه الذي لم يبحث عن أراض جديدة للخلاص، مساحات جديدة للمعنى الجديد.

– هناك شاعرات يصرحن بوجود معاناة وتهميش للمجتمع لهن مقابل سيطرة الأدب الذكوري…هل هذا هو الواقع فعلا؟.

– بمجرد التفكير في هذا العبث الذي لا يثار إلا في المجتمعات العربية أصاب ببعض العياء، أنا لا أعتقد أن وجود نص جيد يُتجاهل لأن كاتبه امرأة، بغض النظر عن الكاتب فإن للنص سطوته، ولك في أحلام مستغانمي وغادة السمان وفدوى طوقان وباقي القائمة الطويلة مثال عن ذلك، فقراء أحلام بالملايين، أليست أحلام امرأة وكذلك غادة السمان والأخريات؟ هناك في كل الأقطار العربية دون استثناء كاتبات متفوقات مثلهن مثل الرجال، وهذا التخلف ليس من إنتاج ثقافتنا العربية بل هو من تخلفنا العلمي الذي أنتج عقدنا العصرية، وصراعاتنا البينية في كل المجالات، بدليل أن الخنساء برزت وسط مئات الشعراء الرجال المجيدين، واحتفى بها التاريخ والمجتمع العربيان دون خلفية لكونها امرأة.

– ما المقلق في كتاباتك وما أهم الروافد والمنابع الجمالية والفلسفية التي ترتكز إليها في كتاباتك الأدبية؟.

– الكتابة في حد ذاتها قلق دائم، وأحبذ دوما أن أنطلق من ذاتي وأتكئ على موروثي الجزائري والعربي والإنساني، لأنني لم أجد في ذلك ما هو بعيد عن الحداثة، أي إنني من أدواتي المحلية أصنع أشيائي الجديدة.

– ما تأثير الرؤيا الصوفية على القصة والرواية الجزائرية؟

الإبداع في الأصل نشاط روحي، والشعر أقرب الأجناس إلى ذلك، وعندما يطرح السؤال عن الرؤية الصوفية وتأثيرها على القصة والرواية تطرح مباشرة مسألة علاقة اللغة الشعرية بالسرد، فاللغة الشعرية ليست هي الشعر، الذي له آلياته المعروفة، هي اللغة الشفافة التي تضفي على النثر إيقاعا داخليا يزيد من انسيابية الجملة ومن تحليقها في مستويات عليا، وعلى هذا الأساس ينحو بعض السرد في الجزائر، فأغلب الساردين -خاصة المتأخرين- انتقلوا إلى الرواية بعدما جربوا الشعر، منهم من انتقل بكامل شخصيته كشاعر، ومنهم من انتقل بعدما أخفق في ذلك.

– توصف حالة النقد بالمزرية ويوجه لغير وظيفته وأنه كسيح وفقير.. ما الأسباب لوصوله إلى هذه الحالة وهل يمكن تعافيه؟.

– لا أعتقد أنها وصلت إلى الحد الذي تكون حالتها فيه مزرية، قبل ذلك لا يمكن أن نتكلم عن النقد في غياب حركة نشر متاحة، أو في غياب إعلام ثقافي متخصص، أو في غياب فعاليات ثقافية دائمة، تنظم باستمرار هنا وهناك، النقد حاليا هو نشاط طبيعي علمي يشمله الدرس في المدرجات الجامعية وهو يقف على رجليه الأكاديميتين السليمتين، ويقدم ما عليه هناك، وما يطرح في المجلات الجامعية المحكمة من دراسات قوي ومهم جدا.
يقابل هذا نشاط نقدي معزول يتحرك في الملتقيات والندوات على قلتها، يبذل أصحابه مجهودات شخصية طيبة، غير أنه غير كاف ليشكل حركية نقدية يعول عليها في ترقية العملية الإبداعية، ثم على الكاتب أن يقتنع بأن عمله يصبح ملكا للجميع بمجرد وصوله إلى القارئ، سواء كان القارئ مستهلكا أو منتجا ناقدا، وأن يقتنع أيضا بأن الناقد هو نصفه الآخر الذي يحتاجه ليحمل إنتاجه إلى المتلقي العريض، وعلى الناقد كذلك أن ينظر إلى النص لا إلى كاتبه، لقد تأكد لي أن الكاتب في الوطن العربي لا يشبه نصه، مفندا عمليا مقولة “الأسلوب هو الكاتب”، أردت القول إن قليلا من الإخلاص ورحابة الصدر كافيان.

– هل تجد القصة القصيرة في الجزائر تشجيعا ودعما خاصا؟ وهل لها سمات خاصة تميزها؟.

– لم تعد القصة كما كانت، هذا ما يعرفه القرّاء وأهل الأدب والاختصاص، فقد تغيّرت خصائصها وطرائقها وأشكالها، وتفرعت إلى أنماط وأنواع جديدة، ففي سياق أدبيّ يتميّز بانفجار الأشكال والبنيات، واختراق الحدود بين الأنواع والأجناس، وتغليب التجريب على التقليد، انتعشت القصة القصيرة جدا، وعرفت انطلاقة لافتة للنظر، فقد تكاثرت الإصدارات القصصية التي تؤسس وتؤصل لهذا النوع السردي الجديد وتنتسب إليه، و أضحى الاهتمام باختياراتها السردية والفنية يتزايد في الندوات واللقاءات والمواقع الثقافية والأدبية الورقية والالكترونية، وأعتقد أن هذا الجنس بدأ يتخندق في المشهد الإبداعي وسوف يلقى مستقبلا – في غياب المتطفلين طبعا- انتشارا واسعا، فهو يوفر متعة النص المنشودة في وقت أقل، ونستطيع فيه تمييز الجيد بسرعة أيضا.

وصدرت عن الشاعر والقاص الجزائري عبدالكريم ينينة مجموعة من الاعمال الادبية التي لقيت الاستحسان في العالم العربي من بينها المجموعة الشعرية “رقصة الحمأ المسنون” عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، سنة 2000، مسرحية “جلالة المتخم الثاني” عن الجاحظية سنة 2001، ومجموعة في القصة القصيرة “قليل من الماء لكي لا أمشي حافيا”.

وعمل ينينة في الحقل الثقافي ومديرا لدار الثقافة لمحافظة أدرار، وتولى منصب محافظ مهرجان الثقافي للفنون والثقافات الشعبية في أدرار، ويشرف حاليا على دار الكلمة للنشر، ويكتب عمودا أسبوعيا في صحيفة “الحياة” الجزائرية.

مقالات ذات علاقة

الذكر الأعظم

المشرف العام

استحضارُ الحروفِ الغائبة

المشرف العام

ساراتو “المرأة البامبارية ” نحت مهيب في ذاكرة الهجرة والصحراء

عزيز باكوش (المغرب)

اترك تعليق