طيوب النص

طيف زائر


وأحيانا يمر في ذاكرتي طيفٌ حالمٌ يداعب ذكرى قديمة تسكنني، فتستيقظ الروح، وبها لهفة عارمة لمحاكاة تلك الذكريات بشغف، وتتحرك المشاعر لتخرج من سباتها الذي افتعلناه لها.. هي ليست بميتة! ولكن نحن في كثير من الوقت نحاصرها نكبتها..

طيف حالم يمر بي، ويأخذني معه على بساط ناعم وأنيق، وكأنه الحرير ذاته، إنها المشاعر الدافئة المختبئة بين جوانحنا.. فنتذكرهم.. لا ننسى حبهم.. أيامنا وأيامهم.. ونحن معا، فيجرفني الحنين الكبير، فأشتاق الى بيت والدي.. وحين أذهب لاسترجاع ذلك الماضي الجميل، أقف لحظات بصمت.. كأنني أسمع صدى ضحكاتهم، وأصواتهم في كل زاوية من زوايا ذلك البيت.. أخوتي الذين فارقوا الحياة وغادرونا الى غير رجعة، طيفهم مازال يلاحقني، اشتهي وصل ذلك الطيف فأقف على ناصية الزمن المغادر.. أسترق النظر الى عيني والدي ووالدتي، فأجد فيهما كل ذلك الشوق والدموع واللهفة والحزن على فراقهما.. مرسوم بدقة داخل عيونهم التي تحمل كل ذكريات العمر.. فأحس أنني مهما ابتعدت من ذلك البيت أنني قريبة جدا.. يعيش بداخلي أينما أذهب.. وتبقى رائعة جداً ذكريات الحب الحقيقي.. نعشق غيرنا ونحبهم بكل جوارحنا.. الاب والام والاخ والصديق والحبيب.. ولكن ليس دائما ذلك الحب يجد الأرض الخصبة التي يكبر ويزدهر فيها، ففي أحيان كثيرة قد نضع تلك البذرة في غير موضعها..

فيا أيها الحلم المار من أمامي، الساكن في خيالي، لن أخذلك يوما.. سأبقى أسيرة لك وأروي ظمأ مشاعري الملتهبة من طيف حلمك العابر المار بسلام من أمام ذاكرتي.. فلست أستهين بأحلامهم.. ولا ممن يقتلون مشاعر الحب في قلوبهم وقلوب غيرهم….

مقالات ذات علاقة

إفْصَاحٌ في الرَّمَقِ الأَخِيْرِ

سليمان زيدان

بناتُ أحلام

سليمان زيدان

أمي

المشرف العام

اترك تعليق