الشاعر شنجيراي هوف
طيوب عالمية

شنجيراي هوف.. قوس عائد إلى أفريقيا

الشاعر شنجيراي هوف
الشاعر شنجيراي هوف

حين توفيت والدته وهو في المنفى قبل سنوات كان عمره 54 عاماً، آنذاك كتب: “وعدتني ألا تموت قبل عودتي، ووعدتها ألا أموت في المنفى” لم يفِ أي منهما بوعده للآخر، ففي منفاه الاختياري بمدينة ستافنجر النرويجية، رحل الشاعر والروائي الزيمبابوي شنجيراي هوف، الإثنين، عن 59 عاماً إثر معاناته من فشل الكبد.

وإن كان شنجراي (1965) قد عُرف بمعارضته لنظام موغابي الدكتاتوري، إلى أن تلقى تهديدات بالقتل، فقد اختار لنفسه المنفى منذ عام 2001؛ أصبح الرفض والانتقاد من الداخل مستحيلاً.
عمل شنجراي مدرساً في الريف حيث عايش معاناة الفلاحين، خاصة ما تلاقيه المرأة من فقر وقيود اجتماعية. عايش صاحب “حرّاس الأرض” حرب التحرير وشهد على حقبة تلاشت فيها أحلام شعب زيمبابوي في العدل والكرامة تحت الحكم الدكتاتوري، ما جعله يعي دوره كمثقف معارض للنظام.
أصدر الشاعر أول كتبه بالشراكة مع آخرين بعنوان “والآن يتحدث الشعراء” تلته مجموعته التي صدرت مطلع الثمانينيات وكان عنوانها “عالياً بين الذراعين”، ثم تلاحقت كتبه، فنشر في الشعر مجموعات “تلال الوطن الحمراء” و”قوس قزح في الغبار” و”القمر الأعمى”، وفي الرواية “عظام” و”ظلال” و”أسلاف”، أما في السياسية فصدر له “البحث بيأس عن أوروبا”، و”نهاية التملق”. في مدينة ستافنجر حيث منفاه الاختياري تشارك مكتباً واحداً مع الشاعر الراحل الإيراني منصور كاشان والشاعر اليمني منصور راجح الذي زاره في المستشفى قبل وفاته بساعات.

يوماً ما
يوماً ما 
عندما يحين موتي 
حسبك أن تحتفظ 
بدمعة سرّية 
في مكان سرّي 
بلا ظلّ
*
قصيدة إلى زيمبابوي
أنا فقط 
أنت فقط.
الطيور والأنهار 
تغنّي لي، 
تتكلم في صوتك.
إن صمتّ 
ستصمتين أيضاً. 
إن صمتّ 
جراحك ستسمّى صمتْ.
الدماء التي في عروقي أنت، 
انصتي إلى إيقاع 
دفق دمي 
وأصداء الهضاب، 
الممزوجة بتموّجات 
المياه في الجدول السريع. 
مع الوقت 
ستسمعين صوتك 
في سماء قلبك الزرقاء.
في الغيوم الداكنة لروحي 
ستسمعين صوتاً 
يحكي قصة أصواتك المنسية 
عن الطيور الميتة منذ زمن بعيد 
عن الفيلة أعاقتها البنادق 
عن اليتامى الذين لا تستحقينهم.
*
إلى دكتاتور
في زمنك 
أخذتَ 
أزهار حريتنا. 
في زمنك 
الضعيف دافع 
عن ضعفك، 
والبلاد صرخت؛ 
القمر أيضاً 
كان مظلماً 
في زمنك.
*
ارفض
عندما يجيء رجال البوليس 
وترقص سياطهم على ظهرك 
لا تستسلم 
عندما تجيء العقارب 
وتلسع عينيك وأذنيك 
لا تذعن لها 
عندما يدوّم العالم 
في غرفة التعذيب 
ارفض أن تدع قلبك يذبل.
انصت إلى أصوات الأطفال 
شاهد ألوان موسيقانا 
وارقص في موت الإخلاص.
عندما القوي ينال الألقاب 
والضعيف يأخذ فتات السلطة 
ارفض أن تركع في درب الخديعة.

مقالات ذات علاقة

هل يمكن للشعر أن ينقذ الحياة؟

المشرف العام

رواية المسافرون الإنجليز للبريطاني ماثيو نيل “كشف إنساني عميق لأزمة أخلاقية مروعة للفكر الاستعماري عبر العصور

عزيز باكوش (المغرب)

بيتر هاندكه مازال ينتظر الإعتذار

مهند سليمان

اترك تعليق