من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
النقد

رؤية في نص الشاعرة سميرة البوزيدي

رؤية في نص الشاعرة سميرة البوزيدي

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

نص غير معنون، وهنا يكمن السر في ميكانيكا الكتابة الغائرة، نص مرهف، مخلوط بين التعبيرية والسريالية الحقيقية، السريالية المعبرة ذات الصنعة والمعرفة بآليات الكتابة الشعرية، الكتابة الخلاّقة، المستشعرة للألم، الكتابة الغائصة في مسائل غائرة عن الرؤية بقدر رؤيتها، سميرة تكتشف مكامن ما تَخبى في ميراث الباطن لتظهره بلا تشوه، لأنها لا تزعزع الخباء، بل تتعامل معه برقة، فيمنحها ما تريد، سميرة تجيد التعامل مع لا وعيها، بالصورة المثلى الكفيلة بأن يمنحها هذا اللاوعي ما تريده بكامل جماله دون تشوه، لاوعيها، لا وعي أحلامها، سيان، إنه صندوق زخرفته الشاعرة بالآلئ، بعد سهر طويل، وحمى متكررة، نظفته من العاهات، وزخرفت حلته، وملأت أحشاءه بالصدق والجمال المحض، فخرج هكذا بلا تكلف، لكنه غير معطى للعيان، أو للكل، نص فيه من الصفوة ما يضمن تفرده، وعليته، نص ليس بواصف بقدر ما هو كاشف لما هو غائر، رغم تخفيه في أن لا يقول ذلك، لاحظوا:

لطالما كنتُ الحكاية الوحيدة لي
ادور حولي حتى اسقط
كصوفي مجذوب ،
أمسك رأسي وأخضه ليتساقط
كل الكلام المحبوس
امرره الى الفراغ
أفتح من عليه الف قفل
وارميه في البحر
انا الوحيدة التي
تربت على حزن العالم
اضع يدي على جبينه ليسكن
اتلو أورادي
ليستفيق ويُسبّح بقلبه المعطوب
الله خلقنا على هيئات كثيرة
الرحمة والحب والضجر
الخوف والتهور والهروب
أراد ان يسرب معنى ما
وان يضع إشارة على روحينا
الألم يمشي بيننا
والايام تمزق مابقى من جلدها
ليس لدينا سوى صنعة الشعر
أبصر بها بورخيس
وعمت بها أيامنا
نكتب كمن فقد عقله
وضاع بلباله
الحكمة امنا التي فطمتنا مبكرا
أمسكنا بوتد الوهم المتين
طرنا على بساطه السحري
الله المعين
المبصر
الشهيد

مقالات ذات علاقة

قراءة انطباعية لديوان الشاعرة/ حواء القمودي (هكذا صرختُ)

جمعة عبدالعليم

أزمنةُ الاغـتراب في المجمُوعة القصصيَّة “شـواطئُ الغُــربة” للقاص د.خالد السَّحاتي

المشرف العام

الواقع من زاوية أخرى

المشرف العام

اترك تعليق