المقالة

رؤى..!!

“إن كتابة الشعر اليوم.. هي ببساطة دليل على أن الإنسان ما يزال حياً”..!!
كي لا نخطئ.. الإنسان هو.. الذكر والأنثى.!
فقد احترف الرجل كتابة الشعر لقرون طويلة، وكان الصوت المعبر عن الحياة، وقد جعل تفرد الرجل وسيادته على الخطاب الشعري بداية من المهلهل بن ربيعة إلي نزار قباني، من الوجود الشعري للأنثى مجرد طفرة واستثناء، فكانت الخنساء ثم ولادة ثم نازك الملائكة مجرد محطات صغيرة متباعدة..!!
..”ماري كرافت”.. أشعلت الفتيل، وخرجت إلي الشوارع مطالبة بحرية المرأة في أوروبا منذ أربعة قرون، وحولت حرية المرأة إلى قضية سياسية – اجتماعية.. ثم أتت الحرب العالمية لتعطي المرأة الفرصة الحقيقية في ممارسة العمل ومحاكاة أفعال الرجل، بالأصح.. لقد زجت بالمرأة في حقل العمل وعوضت بها عن غياب الرجل وانشغاله في الحرب أو موته، الدافع الاقتصادي كان السبب ولكن.. وجود المرأة ومجاراتها للرجل، أصبح حقيقة واعتياد بمرور الزمن، أصبحت المرأة ذات وجود مستقل وفعالية.. وبالتالي احتاجت إلى خطاب مستقل ومعبر عن وجودها وقضاياها وأحاسيسها.. وجاء أدب الأظافر الطويلة..!!
كما يقول.. إحسان عبد القدوس.. في تهكمه على.. غادة السمان.. ولكن غادة تميزت واتبثت للجميع أن خطى أدبها طويلة كأظافرها..!!
-. لقد فشلت الحياة في التوفيق بين التقاليد المتوارثة وبين الواقع.. فواقع اليوم تسكنه المرأة.. بإتقان.. فقد تغيرت التقاليد.. وعبرت المرأة صحارى الصمت.. باتجاه الشعر.. وارتكبت البوح.. ومارست الفتون، وداعبت بأحرفها الأحاسيس.. واجتازت بجرأة كل الخطوط الحمراء التي رسمت قديماً حولها..!!
وبرغم الزحام الثقافي.. وتنوع الاتجاهات الأدبية وكثرتها، ظهر النص الشعري للأنثى يحاكي موجودات الدب الأخرى.. !
ولكننا نتساءل.. هل أتى خطاب الأنثى الشعري كاستكمال لحوار شعري مع الرجل.. أم كتعبير مستقل عن موضوعات عامة وخاصة..!؟

ما يدفعنا لهذا.. هو ما تعارفنا عليه من الاصطلاحات النقدية المهتمة بالشعر.. فبرغم حيود النقد عن كونه عمل علمي مقنن، يشكل عنصراً ثميناً من عناصر الانطلاق، ويهتم بتقرير النص وتحقيق أصوله وجماليته، وتحوله إلي عمل دوغمائي وإقرار فظيع بالانطباعية، إلا أن الآراء النقدية باختلافها تعمل على
إبراز قيمة النص واكتشاف جماليته، والنص الشعري للأنثى بحاجة إلي دراسة وتحليل، باعتبار احتوائه على ألوان جديدة من التعابير الشعرية والإيحاءات والرمز..!
يعتقد البعض أن قيمة الشعر تكمن في التعبير اللفظي لا غير، بعيداً عن كل اهتمام بتلاؤمه مع الواقع، وهذا يعني إفراغ النصوص الشعرية من الرموز وتمثيل الصور والأحاسيس والأحداث.. ونسيان أن الكلمة الشعرية ذات روح..!!
فالنص الشعري للأنثى يحوي حياة الأنثى في اللاوعي وميراثها الشعوري، وإيحاءاتها وآراءها ورؤاها وفكرة الحياة بالمجمل بالنسبة لها..!
يمكننا أن نكتشف صور الأنثى.. الحلم.. الشهوة.. الخروج.. الرجوع.. الماضي والأمل.. في نصوص عفاف عبد المحسن، وفوزية شلا بي، وبدرية الأشهب، و رودينة الفيلالي… وغيرهن..!!

06.06.2008

مقالات ذات علاقة

العقد الفرداني

المشرف العام

هاتف.. شعر الهيام بالعارف

نورالدين خليفة النمر

إلى إيما

شكري الميدي أجي

اترك تعليق