من أعمال الفنان محمد الشريف.
طيوب النص

خريف الظمأ

من أعمال الفنان محمد الشريف.

البجعة التي أيْقظتني من نذيرِ الوهْم، أربعينية طاهرة، ما زال زغب الشمس يلقّحُ عفّتها، سلام يا وردة الليل وألف قصيدة، مُكْتظٌ بكِ أنا، كالكُحْلِ المُسْرف بعينيكِ المُشاغبتين، أدمنتكِ بحدّةٍ مُتأججة، كامرأةٍ استثنائية جاءت من خارجِ النص، ترقصُ على رُكْحِ اشتعالي، وذاكَ الجدل الذي أنهيتُ به فخامةِ النص، كان طيشٌ من تأويلٍ وإيماءة رحيل، نورس الليل الجريح، أنهكهُ غصن زيتون داكن الاخضرار، من قلّمَ أظافر الريح، ومزّق هَوَسْ الشراع ؟ وئيدٌ الخُطى أنا، في جُبِّ ليلٍ أعمى، كأني قادمٌ من آخرِ الفصول، أنا أمضي إلى رُكْحٍ أزرق، كنورسٍ فِضّي، آثر الرحيل، قبل فجيعة الغرق، الخريفُ رغيف الريح الجائعة، مبْتورة الضوء والحلم، تتسوّلُ أدْعيات المطر، تنثرُ بخور الرجْفة، يصْهلُ الليل على شِفاهِ الجمر وعُنُق الرماد، أمطِرْني بالقضمِ الجسور، أنا التفاحة،كما الليلة هذه سافرة الأزْرار، كزبيبٍ جبلي يافع البزوغ، له كيْد لاذع المذاق، هذا النص الذي يُكابدُ الجفاف، آيلٌ لليباس، أنّى للبروقِ أن تُلقّح غيمة الحبر، ليهطل ياسمين الحرف بياضًا من غِناء ولقاء ..! كانْحِناءِ الخميلة لفلاحٍ نبيل، سكبَ في شُرْيانها نبْضٌ وفير، على كتِفُكِ بُقْعة ضوءٍ ألْهمت الفراشة للرقصِ، بداخلي طفلٌ مذعور، يقضمُ سبابته، يرجف، له التفاتة غزال، كلهفتي البكر، كُلّما أشْتهي خُلْوتي، أصبو كل مساءٍ، إلى فنجانِ قهوتكِ المُرّة، لأدْفن توقي وأخِرُّ بثمالتي في قعْرِ الدهشة، كم كنت أطرّزُ رداء النحو لأكتبكِ نصًّا سرمديا كمدينةٍ مُبْهمةٍ ضريرة، لا تلتفتُ لما مضى، تبيعُ الحبَّ بلا منٍّ ولا أذى، قصيدة آخِر الليل يمامٌ هائل الغناء، حطَّ على غصنِ الشغف، يدندنُ هفهفة الرحيل المر، يعزفُ لحن العراء السقيم، تلثمُ فراشات الضوء، لذّة المساءات البرتقالية، وأنا أقتفي أثر البلل، فوق ربوةِ الغياب، كطفلٍ أحمق القضم، يفترسُ حلمة الظمأ، لا يشتهي سوى شهقة الحلم .

مقالات ذات علاقة

الصحافة الثقافية الليبية في سيرة إدريس المسماري

المشرف العام

11 متوجًا بجائزة صوت الخير

المشرف العام

رحلة كايا

المشرف العام

اترك تعليق