طيوب النص

حطّابُ الوهم

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية


الزقاقُ عتيقٌ، ضيّقٌ وطويل، الأزمنة طاعنةٌ في العناء، مخيفة وموحشةُ التفاصيل، شاعرتي حزينة، كداليةِ جارتي المعمّرة، باهتة وذابلة ومضة الفيروز الأزرق الدامعة، أراها مكسورة الملامح، على بياضِ الورق يقتفيها الشرود، دربها الحافي، مرُّ القصيد، شتلة زيتونها أصابها النعاس، غفت على كتفِ الوهم، مرآة أسرارنا الأبدية، تسائلني عن وجهِ التشابه بين امرأتي الشاعرة، المأخوذة بعزّتها، وبين عشتار السومرية، الباكية على شفير الوطن الذي لم يلد الحب، تغسل خطيئتها من فرات القداسة، من أثّث في ذاكرتكِ كل هذا الغناء.؟ ودوزن بأصابعكِ النرجسية، مقامات المطر، مُذْ صلبتُ ذاك الوهم على أسوار الريح الشرقية وأنا أجلدُ صبري بألفِ قصيدة وسِياطِ الأنين الفاجع، لا مخاض للركحِ سوى ترنيمةٍ بتول، تلك الحكاية المزركشة بألفٍ من التلاوين، كحقلِ أقحوان ينادم الماء الزلال ذات عشيّة أخيلية، كشمسٍ فضيّة تغازل نوافذ الانتظار، خرّت قوى الدروب، انحنت على ركبتي الشغف الودود كقناديل عند حائط الليل، منذورة لنصٍّ أشبع اللغة تأويلا، تلمزُ شاعرتي لعتباتِ مدائني الغائرة في الوهن، بلحنٍ باذخ الاغواء، رائحة القهوة عند آخر مسارب قريتنا المعطّلة وقصرنا المشيد ورائحة الحصاد الخريفية، غناء اليمام فوق أيْكِ الحلم المنْسي، ذاكَ الذي لم يعد في مرمى النبوءات، بتنا كسماءٍ ملبدةٍ بذاكرةٍ الغيم الرمادية، تتطاير في خُوائها طائرات ورقية، سافرة الظِلال، مكنونة في جُبِّ الحزن السافل، تقتاتُ على بقايا فتاتٍ لفكرةٍ جشّها من رأسي طائرٌ غريب، أو ربّما ابتلعها حوتٌ أزرق، يعوي في عُبابِ أبْحرٍ تخنقها عبْرة الرحيل ..

مقالات ذات علاقة

صديقتي

فائزة محمد بالحمد

منتصف النهار

المشرف العام

إلهي

مفيدة محمد جبران

اترك تعليق