النقد

جدليَّةُ الظل والجسد في ومضات جمعة الفاخري القصصيَّة

د. جمال الجزيري*

***

يعقد القاصُّ والشاعرُ الليبيُّ جمعة الفاخري (1966-) علاقةً وثيقةً مع مفهوم الظلال ، ونجد في العديد من ومضاته القصصية تنويعات مختلفة على علاقة الظل بالإنسان، الأمر الذي يُخرج الظلَّ من مجرِّد انعكاس باهت لجسم الإنسان إلى رحابة في التأويل تجعله أحيانا مصد النور والإشراق في حياة صاحبه أو تجعله متمردا على وعي صاحبه وقيوده أو تجعله أساس وجود الإنسان ومبادئه وقضاياه التي تؤرقه.

في ومضة “انكسار” (مجموعة قهقهة شهية، ص 13)، يقول الراوي: “اعتقلوا ظِلّهُ.. وأطلقوا سراحهُ ..سار قليلاً ثمّ انكسرَ..!!؟” تلعب الخلفية السياسية للنص دورا كبيرا في تحقيق الأثر الجمالي لهذه الومضة. فيبدو أن من يعطون لأنفسهم حق الاعتقال يعرفون الشخصية التي يتتبعها الراوي سرديا هنا، فهم يدركون أن ظلّه هو هويته وبدونه يتحوّل الإنسان إلى مجرد شبحٍ أو أطلال. ولذلك يقومون باعتقال الظل ويتركون الجسد طليقا، أو بالأحرى يعتقلونهما معا. وعندما يدركون قيمة الظل، يمعنون في تعذيب صاحبه بأن يطلقوا سراحه ويستبقون الظلّ رهن الاعتقال.

وتأتي نهاية الومضة لتبيّن لنا أثرَ هذا التقسيم للذات إلى ثنائية الظل والجسد. فالجسد لا يستطيع أن يواصل الحياة بمعناها الحقيقي الذي يحقق الذات أو يُشعرها بحريتها هنا بعيدا عن الظل وبالتالي يركّز الراوي على لحظة الانكسار التي يبرزها عنوانُ الومضةِ أيضا. ربما تبدو نهاية الومضة أقرب للتشاؤم والقتامة، ولكننا عندما نمعن النظر في الومضة نجد أنها تدين الوضع السياسي أو الأمني الذي يصفّي الإنسان من قرينِه/مرآتِه/قوامِ ذاتِه، فالإنسان بلا ظل مجرّد جسد في حاجة إلى الظل كي تنبعث الروح فيه وكي يقف على قدميه. وفكرة الانكسار هنا توحي بأن الظل هو العمود الفقري للإنسان وبدونه يصير مجرد كومة من اللحم لا تستطيع الحركة ولا تستطيع مواصلة الحياة ولا تستطيع أن تكون لها ذاتٌ فاعلةٌ في المكان وفي الزمان. ويمكننا أن ننظر للظل هنا أيضا على أنه المبدأ أو الفكرة أو القضية التي تم اعتقال الشخصية هنا بسببها وبدونها تنتفي هوية هذه الشخصية بصفتها النضالية أو الوطنية أو المدافعة عن حق أو مبدأ ما.

قهقهة شهية وسحابة مسك

ويعزف جمعة الفاخري تنويعة أخرى على العلاقة بين الظل والإنسان في ومضة “ظلال” (مجموعة قهقهة شهية، ص 59). ومن الملاحظ هنا أن العنوان يأتي في صيغة الجمع ولا يقتصر على ظل واحد. وعندما نقرأ الومضة نجد أنها تصف لنا أكثر من ظل. تقول هذه الومضة التي تأتي مسرودة بضمير المتكلم: “يجرُّني خلفه.. يُظِلُّني بسعيره.. أتلظّى به.. حاسدةً أخرياتٍ ينعمن بظلالٍ حجريّةٍ..!!؟” تعقد الومضة هنا تقابلا بين ظلالٍ تصفها بأنها “حجرية” وظلٍّ ينافي هذه الطبيعة الحجرية، فهو ظلٌّ يتّسم بحركيته وجبروته. بالإضافة إلى ضمير المتكلم، تأتي الومضة في زمن المضارع وكأننا نشاهد مشهدا دائم الحضور أمام أعيننا. فلو كانت قد جاءت في زمن الماضي مثلا، لكانت تسرد لنا حدثا انقضى وقد يتكرر مرة أخرى أو لا يتكرر. لكن الزمن المضارع المستخدم في السرد هنا يوحي لنا بالتجدد الدائم والحضور الذي لا ينقضي وكأن هذا المشهد يتكرر على الدوام، الأمر الذي يزيد من عذاب الراوية هنا. يصوّر لنا جمعة الفاخري في هذه الومضة امرأة تعاني من جبروت وقلقِ ظلِّها. وتبدأ الومضة بالفعل “يجرُّني” الذي يوحي باختلال ميزان القوى بين الظلّ وصاحبتِه. الظل هنا هو الأقوى وهو الذي يتحكّم فيها وفي حركتها. وينعكس هذا الاختلال على التعبيرات اللغوية التي تستعملها الراوية: ففي الجملة التالية تقول: “يظلُّني بسعيره”. يُفترض أن الإظلال يكون بما يخالف النار والحرارة واللهيب. ولكن الراوية هنا توظّف الانزياح اللغوي، وهو انزياح إبدالي هنا. وأقصد بالانزياح الإبدالي الخروجَ على مجموعة البدائل اللغوية أو اللفظية المعتادة التي يمكنها أن تجيء بعد “يُظِلُّ بـ” واختيار لفظٍ لا ينتمي لهذه البدائل لتحقيق غاية جمالية أو تعبيرية لا تستطيع البدائل المعتادة أن تحققها. فالسعير هنا لا ينتمي للأشياء التي يمكن للمرء أن يستظلَّ بها أو يُظِلَّ بها أحدًا. ويبدو أن هذا الانزياح اللغوي يدفعنا لأن ننظر إلى الظل نظرة مجازية أيضا، خاصة عندما نقارنه بظلال الأخريات: فهو هنا الحركة التي تقابل السكون، الليونة التي تقابل الحجرية، التساؤل الذي يقابل الرضوخ والاستكانة، وكلها صفات تدل على حيوية هذا الظل واشتعاله بالأسئلة التي لا ترتضي لصاحبتها أن تكون مثل الأخريات. ولكنه ظلٌّ حارق، فتنظر الراوية إلى الأخريات نظرة حسد لأن ظلالهن ظلال جامدة لا تعذِّبُهنَّ مثلما يفعل معها ظلُّها. ويدفعنا ذلك إلى النظر إلى الومضة براويتها على أنها تنتقد وضع المرأة في المجتمعات العربية، وتحيلنا إلى المثل القائل على لسان المرأة التقليدية: “ظلُّ رجلٍ ولا ظلُّ حائطٍ”. فيبدو أن الومضة تتلاعب بهذا المثل الشعبي وتقلب دلالته تماشيا مع مفهوم الانزياح الذي توظّفه الراوية. فالراوية تُسقِطُ رؤيتها للرجل على الظلِّ الذي تستظلُّ به وتجسّد لنا كيف أن هذا الظل لا يدعها ترتاح لحظة وتؤكد ذلك من خلال حسدها لمن يتمتعن بظلال حجرية/ظلالِ حوائط، وبالتالي تقلب المثل الشعبي رأسًا على عقب حيث إنها تكتشف أن ظل الحائط الحجري أكثر راحةً وأمنًا من ظل الرجل. باختصار، للظل هنا مستويان: المستوى الأول هو الظل بمعنى الأنا العليا/الذات المفكّرة للراوية هنا وما تفرضه هذه الذات عليها من أسئلة وتحوّلات معرفية ووجدانية وتنقُّل دائم في مدارات الفكر والتساؤل في مجتمع يركن للسكون وتتحول فيه الأسئلة إلى أدوات تعذيب تؤرق من يطرحها. والمستوى الثاني يتعلق بالتلاعب بدلالات المثل الشعبي ويُدخل الومضة في منظور نسوي يؤازر قضايا المرأة وينقض الصورة النمطية للمرأة التي ترضى بالرجل مهما كانت معاملته.
وعندما ننتقل إلى ومضة “التصاق” (مجموعة سحابة مسك، ص 15) التي تقول:
افترقا..
…………..
ظل ظلّاهما ملتصقين.

نجد أنها تسلط الضوء على نهاية قصة حب مثلا أو نهاية علاقة إنسانية ما وتشير إلى هذه العلاقة بلفظ واحد وهو الفعل “افترقا”. وبعد ذلك تركز على أن انتهاء العلاقة بالفراق لا يعني أنها انتهت للأبد، فظلا طرفي العلاقة يتمردان على فكرة الانفصال ويرفضان الرضوخ لتباعد الجسدين أو للخروج من حالة الالتصاق ويواصلان التصاقهما كما لو كان الجسد يلعب مجرد دور ثانوي في الوجود البشري. ويمكننا أن ننظر إلى الظلين هنا على أنهما روح العلاقة التي كانت قبل الانفصال وذاكرتها وبصمتها في الزمن.
ويعود جمعة الفاخري لنفس المشهد الذي تناوله في ومضة “التصاق” في ومضة “تمرُّد” (مجموعة سحابة مسك، ص 34) ولكن من زاوية أخرى. تقول الومضة:
يلتقيانِ..
يُعْرِضُ هذا.. وتُعْرِضُ هذه..
فيما يبدأُ ظِلاهما بالعناق..!
فبدلا من الافتراق، نجد الشخصين – اللذين ربما كانا هما نفسهما بطلا ومضة “التصاق” – يلتقيان هنا، ولكنه لقاء كالفراق، فيبدو أنهما يختلفان حول مسألة جوهرية تتعلق بجدوى لقائهما أو شيء من هذا القبيل، فالإعراض يدل على التجاهل وعدم الاكتراث واللامبالاة والصد وكلها موجبات للفراق أو خطوات تؤدي إليه. وأثناء ذلك يتمرّد ظلاهما على إعراضهما عن بعضهما بعضا ويبدآن في العناق. ومن الواضح هنا أن الظلين يرمزان للاوعي هاتين الشخصيتين، فبينما تسير أقوالهما في طريق الانفصال يتخذ ظلاهما حركة عكسية تنفي هذا الانفصال وتؤكد على أن المشاعر الدفينة في لاوعي كل منهما تدفهما نحو الاتصال والعناق وإن كان ظاهرهما يقول عكس ذلك ربما بسبب كرامة مزعومة أو محاولة كليهما لكسب خطوة أو نقطة على حساب الآخر.
وعندما ننقل إلى ومضة “انجراف” (مجموعة سحابة مسك، ص 17)، نجد أن الظل يمثل الجانب الوجداني والعاطفي في شخصية الراوي. تقول هذه الومضة:
تباطأ ظلّي ورائي..
ازورَّ عنِّي..
فاكتشفتُه يُجاهرُ بشبقِه حسناءَ باذخةَ اللهفِ..
ويخاصرُها بشِعْرِي..!؟
فمن الملاحظ هنا أن الراوي شخصية متحفظة نوعا ما، وهو شاعر يطلق لوجدانه العنان في قصائده ولكنه يزيح هذا الوجدان جانبا عندما يتعامل مع النساء مثلا. تباطؤ الظل هنا يوحي بأن الراوي ذاته مسرعُ الخطى أو أنه لا يلتفت للحسناوات المارات بالشارع أو أن الراوي يتقدم خطوة عما يمثله الظل هنا وبالتالي يفكر في مسائل وقضايا أكبر من العلاقات النسائية التي ينشغل بها الظل في هذه الومضة. أما الظل فهو ينحرف ويميل بعيدا عن الراوي. وعندما يحسّ بغيابه، يكتشف أنه “يجاهر بشبقه”. واستعمال الفعل يجاهر هنا يوحي بأن الراوي ذاته لا يجاهر بشبقه ويضع قناعا فوق وجهه وستارا فوق شبقه ومشاعره وغريزته. والمرأة التي يجاهرها بشبقه “حسناء باذخة اللهف”. لم يستعمل الراوي أو الكاتب هنا كلمة “اللهفة” وإنما استعمل اللهف التي تدل على الحزن والحسرة واحتراق القلب. ويقترن هذا اللهف بالبذخ وهما سويا من صفات الحسناء/المرأة التي يجاهرها الظل بشبقه. هل هذه المرأة حزينة ومتحسرة على تجربة لم تعشْها أم أنها حزينة على تجربة سابقة ربما طالها الفشلً؟ ربما يمكننا النظر إلى سلوك الظل هنا على أنه نوع من المواساة أو العطف على هذه الحسناء الحزينة محترقة القلب، ويمكننا النظر أيضا إلى سلوكه – نظرا لوجود كلمة شبق التي تدل على الرغبة الجنسية – نظرة انتقادية تراه متحرِّشًا لا مباليًا لاهيًا لا يقدِّر خصوصيَّة المرأة ، ولا ينظر إليها إلا على أنها كائن جنسي ليس له روح. وعندما نربط بين سلوك الراوي والكلمات التي يستعملها مثل “يجاهر” و”شبق” و”باذخة اللهف”، ربما يمكننا النظر إليه على أنه يرغب في نفس ما يرغب فيه الظل ولكنه يكبح جماح نفسه لضرورات اجتماعية أو نفسية أو عقلية أو رؤيوية خاصة برؤيته للمرأة. وفي هذه الحالة، يمكننا أن نرى الراوي من منظور علم النفس على أنه يمثل الأنا الأعلى والظل على أنه يمثل اللبيدو أو الهِوَّ أو الرغبة التي تتحرر من سلطة العقل والقيود الاجتماعية.

وفي ومضة “تسكُّع” (مجموعة قهقهة شهية، ص 19)، يتخذ الظل صورة رفيق الإنسان الذي يصاحبه في جولاته ورحلاته وتحركاته: يقول الراوي في هذه الومضة: “رَجُلٌ يَمْتَطِي ظِلَّهُ .. يَتَسَكَّعُ بِهِ فِي الطُّرُقَاتِ .. يَتْعَبَانِ فَيَتَرَجَّلُ عَنْهُ وَيَنَامَانِ ..!” ويتحوَّل الظلُّ هنا إلى وسيلة تنقُّل تنتقل بها الشخصية في الومضة من مكان لآخر، وهو تابع لصاحبه لا يملك إلا أن يكون أداة طيِّعة في يديه أو تحته. وفكرة التسكُّع ذاتها تدل على أن الشخصية لا تعرف هدفها وربما لم تجد غايتها في بلدتها/بلدها فتهيم على وجهها علّها تجد غايتها أو يتضح أمامها هدف. والظل هنا يساعد الشخصية على أن تواصل السعي ويضع نفسه تحت أمرها. واستعمال لفظ “الطرقات” وهي جمع الجمع من “طريق” يوحي بكثرة الطرقات ومواصلة التسكع كما أن الطرقات تدل أيضًا على السبيل والنهج والمذهب والسلوك، وكأن الظل يساعد صاحبه على أن يسلك كل سبل الحياة ويختبر كل السلوكيات والمذاهب حتى يجد ضالته فيها ويتوصل إلى ما يحقق له ذاته. ولكن نهاية الومضة تشير إلى تعبهما سويًّا من السير والبحث والتمحيص ولا يملكان إلا أن يخلدا للنوم كي يستطيعا أن يواصلا رحلتهما الحياتية مع بدء يوم جديد، وكأن الحياة المعاصرة من كثرة تضارباتها وتوجهاتها ومذاهبها وتشعباتها تجعل الإنسان في حيرة من أمره وتمنعه -ولو مؤقتًا – من أن يستقر على ما يناسب تطلُّعاته وسعيه وغاياته. وتذكِّرنا هذه الومضة “ظلال” التي تناولناها أعلاه من زاوية البحث المتواصل وقلق السؤال وأرق الغاية.
يكشف تحليلُنا لهذه الومضات المحدودة التي أبدعها جمعة الفاخري عن أنه يضع الظل دائما في ثنائية ضدّية في الغالب مع صاحبه. وهما كوجهيّ العملةِ يقترنان دائما ولكن لا يدل هذا الاقتران على التوحد أو التماثل، وإنما على التباين الشديد. فأحيانا يمثل الظل المبدأ أو القضية التي يعيش في سبيلها الإنسان وعندما ينفصل عن صاحبه يتهاوى هذا الصاحب لأن الظل هو الذي يمده بقدرته على الاعتدال ومواصلة الحياة والالتحام بها.
وقد يمثّل الظل مصدر الحركة والدينامية والتساؤل في حياة الإنسان ليظل – في المجتمعات المحافظة أو المغلقة أو المستسلمة لروتين العادات والتقاليد – منبعَ أرق وعذاب لصاحبه أو صاحبته لأن التساؤل والحركة في المجتمعات التي تركن إلى اليقين والسكون والجمود يحيلان حياة صاحبهما إلى عذاب متواصل لدرجة أنه قد يشكّ في جدوى تساؤلاته الدائمة وحركته المستمرة وينظر نظرة حسد إلى الساكنين الذين لا تؤرِّقهم الأسئلة. وقد يمثّل الظِّلُّ الرجلَ بالنسبة للمرأة ويكون هو الأساس في حياتها وما هي إلا مجرد نسخة باهتة منه لا تملك إلا أن تنقاد له؛ وهنا يوظّف جمعة الفاخري التراث الشعبي الخاص بالأمثال المتعلقة بعلاقة المرأة بالرجل وبمفهوم الزواج ليشكّك في جدوى هذه الأمثال وبالتالي يعلن التمرد عليها لأن تطبيقَها في الحياة لا يجلب إلا العذاب للمرأة.
وقد يرمز الظل في ومضات جمعة الفاخري القصصية إلى تمرد اللاوعي/ الذات على وعي الشخصيات وشكليات حياتها. ويتجلى ذلك بوجه خاص في العلاقة بين الرجل والمرأة اللذين يجمعهما رباط ما، خاصة عندما تصل هذه العلاقة إلى طريق الصدام وبالتالي الفراق أو التمهيد له. وهنا يتمرد الظلان على صاحبهما وصاحبتهما ويرفضان هذا الفراق أو أي شيء يمكن أن يؤدي إليه. وهنا يمكن أن يمثل الظلان روح العلاقة بين الرجل والمرأة أو الجانب الوجداني الراسخ الأصيل بينهما في مقابل حسابات المنطق أو الخلافات الحياتية المعتادة، ومن هنا يرفض الظلان فكرة الانفصال أو الفراق شكلا ومضمونا ويصرّان على العناق والتواصل الروحي/الوجداني/النفسي/ الجسدي رغم الفراق أو الخلاف والصدام.
ويدل مفهوم الظل عند جمعة الفاخري أيضا على العاطفة في مقابل العقل، الرغبة الجنسية الصريحة في مقابل كبتها، التمرد على كل أشكال القيود والأقنعة التي تخفي الرغبات التي تتصارع داخل الإنسان. وهنا قد يمثل الظل الانفلات بما تحمله الكلمة من إيجابيات وسلبيات، وهو انفلات يسعى في الغالب إلى أن يُنشئ علاقة ما مع امرأة بدافع المواساة أو بدافع الرغبة المتحررة من كل القيود.
وأحيانًا يقترن الظل بصاحبه عند جمعة الفاخري ويكون أداته التي تسعى معه لتحقيق غايته أو السباحة وسط المبادئ والأفكار والتيارات والاتجاهات والمذاهب المختلفة في الحياة بغية التوصل إلى ما يناسب صاحبه ويحقق له الكيفية التي يريد أن يكون عليها في الحياة.

__________________________________________

المصادر /
جمعة الفاخري. سحابة مسك: 50 قصة قصيرة جدا. الإسكندرية: الدار العالمية للنشر والتوزيع، 2014. الطبعة الأولى.
جمعة الفاخري. قهقهة شهية: قصص قصيرة جدا. الإسكندرية: الدار العالمية للنشر والتوزيع، 2014. الطبعة الأولى.

* جامعة السويس، مصر.
قاصٌّ وشاعرٌ وناقدٌ ومترجمٌ.

مقالات ذات علاقة

قراءات لنصوص ليبية: رضا جبران،غالية الذرعاني، علي البهلول، علي الجعكي، مريم الأحرش، نجاة الهمالي، فوزي الشلوي، فاطمة حميد العويمري.

المشرف العام

“صندوق الرمل” لعائشة إبراهيم.. سردية عن المجهول فيما هو معلوم عن ليبيا!

المشرف العام

إِخْفَاءُ المَحَاسِنِ وَإِظْهَارُ العُيُوبِ

جمعة الفاخري

اترك تعليق