متابعات

تكريم الفاخري في طرابلس

الطيوب

الأديب “جمعة الفاخري” والدكتور الروائي “أحمد رشراش”

أقامت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بطرابلس صباح يوم السبت 26 يونيو 2021م في قاعة بلد الطيوب أصبوحة حوارية تم فيها استضافة القاص والشاعر “جمعة الفاخري“، بادارة وتقديم الروائي الدكتور “أحمد رشراش” وسط حضور لفيف من الأدباء والشعراء والمهتمين بالحركة الأدبية في ليبيا، وأستهل الإفتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ووقفة للنشيد الوطني، ثم ألقت السيدة “سلاف عمار” كلمة الإفتتاح رحّبت فيها بالحضور بعد ذلك بُث عرض مرئي لخص السيرة الذاتية للفاخري وأبرز محطات مسيرته في دنيا الثقافة والأدب، تلته كلمة اللجنة التحضرية التي ألقاها الدكتور “أحمد رشراش” وكلمة وزارة الثقافة ألقاها “محمد عبد الرحمن تاكيلة”، وعقب ذلك جدد الدكتور”أحمد رشراش” ترحيبه بالفاخري وقدم ملامح عن سيرته وأهم أعماله الصادرة ومشاركاته في المحافل المحلية والعربية والجوائز التي تحصل عليها.
تلى ذلك مشاركة نخبة من الأدباء والكتّاب الحاضرين بشهاداتهم حول تجربة الأديب فأكد الأديب والكاتب “منصور أبو شناف” في معرض شهادته بأن الأديب”جمعة الفاخري” أحد أعمدة الثقافة في ليبيا الثقافة بمعناها الوطني الشامل لكل ليبيا وأردف بوشناف بأن الفاخري يُعد ابن التراث الشعبي الليبي ومن المزايا الهامة هو ارتباطه بالموروث الشعبي مما كوّن في ذاته الوجدان الوطني ما انعكس على إنتاجه الإبداعي وأضاف بوشناف أن الفاخري تكوّن ليبيًا ثم عربيًا بخلاف الكثير من الأدباء الآخرين حيث أشار بوشناف إلى أن الفاخري يُعد من الأدباء القلائل اللذين حملوا على عاقتهم مشروعًا ثقافيًا حقيقيًا، وفي سياق متصل قدمت الدكتورة “كريمة بشيوة” شهادتها حول تجربة الأديب “جمعة الفاخري” قائلة بأنها كانت تنادي على أكثر من منبر بشعار ثقافة لا سياسة مشيرةً إلى أن الثقافة هي من سيجمع الليبيين وتابعت بأن من أهم ركائز شخصية “جمعة الفاخري” أنه ابن لهذا الوطن عجينة لترابه وأضافت بأن الفاخري أحد القلة اللذين يحملون همّ اللغة العربية ويحرصون بدأب شديد عليها نحوًا وصرفًا.


أعقبتها شهادة أخرى للشاعر “عمر عبد الدائم” الذي أكد بدوره على أن الفاخري لم ينجرّ وهو في موقع المسؤولية لخطاب الكراهية وهو أمر يُحسب له، تلته شهادة للدكتورة “هدى العبيدي” مشيرةً إلى أن الفاخري أعرف من أن يُعرّف فمن ذا الذي لا يعرفه قاصًا وشاعرًا وأضافت بأنه لا يحتاج للتعريف المنطقي فهو قد ساهم في تشييد الجماليات العليا عبر طرحه المتنوع شعرًا ونثرًا ونقدًا، تلتها شهادة أدلى بها الكاتب والإعلامي “يونس الفنادي” وفي سياق شهادته أفاد بأنه يتواصل مع نص الفاخري فيستمتع به ويتوقف عنده وخص شهادته بالتركيز على الأبعاد الإنسانية للأديب الفاخري وأشار إلى أن الفاخري قلم لم تلوثه السياسة ولم يلوثه المنصب الحكومي، أعقبها شهادة للكاتب والروائي “مصطفى السعيطي” الذي روى من جهته أهمية الجذور التأسيسية الأولى لنشأة الأديب وجملة الخطوب والمعوقات التي رافقت خطوات حياته الأولى في مدينة إجدابيا، تلتهما شهادتين للكاتبة والباحثة “مفيدة جبران” التي أشارت لبدايات تعرفها على الأديب ومراحل تعمق صداقتها به كما أثنت على شجاعته أثناء توليه منصب الهيئة العامة للثقافة والإعلام وتبنيه لموقف محايد مما يجري على الساحة السياسية وأضافت بأنها كانت تتابع المضايقات التي كان يتعرّض لها، وشهادة للشاعر والإعلامي”عبد القادر العرابي” كما أدلى الشاعر الفلسطيني “جميل حمادة” بشهادته فشبّه الفاخري بشجرة الزيتون الخضراء والمثمرة، من جهة أخرى بُث تسجيل مرئي مسجل عرض مجموعة أخرى من الشخصيات الأدبية والفنية أدلت بشهادتها ومنهم: الشاعر “عصام الفرجاني” والممثل والإذاعي القدير”علي أحمد سالم” والممثل والإعلامي “جمال النويصري”.
وبدوره حيّا الأديب “جمعة الفاخري” الحضور معانقًا فيهم أشواقه ناعتًا إياهم بسكّان كوكب القلب فعبّر بكلمات تعجز عن التعبير عن الحب والعجز عن الحب هو حب كما جاء في معرض توصيفه وتوجّه للوطن شاكرًا كونه احتفظ بالحب وهو يقول: دُمّر كل شيئ وبقي الحب صامدًا والحب حسبما يصفه الفاخري خطوة مُثلى نحو ترميم ما أفسدته الحروب وما فعلته العدوات من شروخ إجتماعية، وكلل الفاخري حضوره بقصيدة نقتطف منها الآتي(صمتي لغاتي أنصتِ للغاتي وترحّقي من بوحها صبواتِ ينثال من روحي جنى أعسالها وتصبُّ شهدًا في طِلا قُبلاتي فتقبّلي الصمت الجليل قصائدًا وتأولي من صخبها رغباتي) وانطلاقًا من لقاء الشاعرالشائق الشاهق بمحبيه في مدينة طرابلس آثر أن يُحيّي المدينة بثلاثة أبيات جزلى(فراشة وأراها فراشة لم يُكسر جناحاها، مرّت على الأكوان أيقظت السنة طافت على الأحلام أسكرت الدُنى وتماوجت فوق الحياة قصيدة وتغانجت ملء الجمال تفننَ وتبسّمت ضحك الضياء بقمرها لو قيل يا شمسٌ لقالت ها أنا ) .

تكريم الأديب “جمعة الفاخري ” قاعة بلد الطيوب بوزارة الثقافة والتنمية المعرفية

ثم طرح الدكتور الروائي “أحمد رشراش” سؤالاً على ضيفه عن السبيل لمساهمة المثقف الليبي في بناء ليبيا والخروج من الأزمات الراهنة، هل يجب أن يبتعد المثقف عن المشهد السياسي ويترك الساحة للمهرِّجين أم ينبغي أن يكون هناك دور مهم جدًا للمثقف في العمل السياسي وجاءت إجابة الفاخري بأن المثقف الليبي هو مرغم في واقع الحال شاء أم أبى يلقى نفسه مُورّطًا في ميدان السياسة فلا يمكن له الخروج من هذه الشرنقة التي جمعت الكل ولا يمكن أن يكون منهزمًا أو مكسورًا أو مندحرًا أو خائنًا لوطنه فإنما الكلمة الصادقة المعبرة لا تنبع إلا من الوطنيين من أهل الوعي الحقيقي وأردف بأن الأديب ثروة قومية لا تقل عما ما تزخر به البلاد من ثروات طبيعية أخرى، وأضاف أيضًا إن المثقف ليس مُطالبًا بأن يُزاحم بالسلاح وبالأكتاف كالمتزاحمين على السياسة مُنوهًا لمسألة الوقت هو أسوء شيء يسقط من بين يدينا دون أن ننتبه له بينما الأمم الأخرى ترقى بسرعة فضائية هائلة إلى المجد والإعمار والبناء ونحن في المقابل يسرقنا الوقت في الخصام وفي التنازع ما أفرز جيلاً متبلدًا، مختتمًا إجابته إن المثقف ليس بمنأى عن قضايا أمته والأقربون أولى بالمعروف، وواصل الأديب “جمعة الفاخري” إنشاده لباقة متنوعة من قصائده ونصوصه الشعرية المفعمة بالحب وحب الحياة فضلاً عن تعريجه على التراث الشعبي ساردًا بعض الحكايا والنوادر حوله.أخيرًا أختتمت الأصبوحة بمنح الأديب “جمعة الفاخري” درع تكريم تقديرًا لما يبذله من جهود في النهوض بالواقع الإبداعي والثقافي الليبي .

مقالات ذات علاقة

القوى الناعمة في مواجهة ثقافة العنف

المشرف العام

مصراته تحتفي باليوم العالمي للمسرح

المشرف العام

الأمل والألم في بيت اسكندر للفنون

مهند سليمان

اترك تعليق