طيوب النص

تجاعيد قبل الأوان

(محاكاةٍ صامتة لامرأةٍ مغرورة تقهر ذاتها)

11 سبتمبر.. من أعمال التشكيلي صلاح بالحاج
11 سبتمبر.. من أعمال التشكيلي صلاح بالحاج


أنا لستُ ككل العابرين الذين مروا من هناك، أكتبُ ببدائيةٍ حاشدة، أقفُ بثباتٍ على شفيرِ صباحاتكِ المحايدة، أرقّعُ هزائم البارحة بلغةٍ فجّة .أنتِ كنتِ قلتها ذات شجن، أنا قصيدة أخيرة تقطر خلفها قيامة من جحيم وعذاب، لستُ أولِيَّ الدُّبُرَ ! أكتُبكِ بذاتٍ منسيّة الوعي، في ليْلٍ مهيمنٍ، وتكتبينني بثرثرةٍ تكشفُ عن عوار سحيق، وعرج يفضحُ خُطى الفكرة، إناؤكِ ينضحُ غيظكِ المكتوم، يخرجكِ عن سياقات القداسة اللغوية، تتبرّجُ مفرذاتك النّزِقة، وينهركِ حبِّيَ العظيم، ورغبة مكتظة تنازعكِ عن نفسٍ خطّاءةٍ بلا جريرة، أما أنا الآن فأمجُّ لفافة الملل، أعاقرُ قهوتي وغليوني، تتنقّعُ شفاهي في لسْعةِ كافايين البلل، صدى اللثم، نعناع حرفٍ هزّهُ أخضر القضم،فوق كتفِ الضوء، ترمي العتْمة هجعتها الموحشة، يبلغُ الأرق الدامي منتهاه، كنايٍّ كسير الوجد، تلفحهُ غيماتكِ الساهرة، حين أيْنع غصن الشمس، عند آخِرِ مداءات الشغف اللهوف، عند قيامةِ المطر، يصهلُ الزفير نزاهة الزعفران ونبيذاً تخرُّ له جِباه القصائد، فداحة الانطفاء المسرف حيث دوّن أولى خطوط تجاعيد الزمن القاسي فوق شفتكِ الرقيقة وتحت أنفكِ المكابر، كسلطانةٍ عثمانية ترمّلت في أحضان الباب العالي، إنه العراء القاسي، بل إنه التلاشي وهول فجيعة لا يصلحها عطّار التاريخ، ولا تفلح عرّافة أطلسية أن تعيد اشراقتها الليلكية، حفنة شغفٍ بقصيدتي تجرحك، وظِلالُ صمتكِ تقتلني، معادلة ظالمة، سأعيدكِ إلى رشدكِ أيتها الآثمة .!

مقالات ذات علاقة

سفنزة صغيرة

جميلة الميهوب

وجهان

نورا إبراهيم

الإبداع يؤخلقه المعنى (1-7)

المشرف العام

اترك تعليق