كتاب أغاني الرحى والجبادة
طيوب المراجعات

بركوس يعيد للذاكرة أغاني الرحى والجبادة

أعاد الباحث أحمد بركوس لذاكرة الأجيال مجموعة من الأغاني التراثية التي كان الأجداد يرددونها أوقات العمل في المزارع أو في البيوت العامرة خلال فترة الخمسينات من القرن الماضي وذلك في كتاب صدر حديثا تحت عنوان (أغاني الرحى والجبادة) عن دار البيان للنشر والتوزيع ببنغازي.

الباحث الأستاذ أحمد بركوس
الباحث الأستاذ أحمد بركوس

تأخر أجيال

وقع الكتاب في 147صفحة من الحجم المتوسط، وقد استهل حديثه عن تلكم الأغاني التي عرفها الأجداد مستعيدا بذلك مجموعة مما اندثر منها أو شارف على الإمحاء:” يأتي الاهتمام بدراسة الموروث الشعبي من خلال قيمته الكبرى وما يحققه من مكاسب ثقافية وتربوية وترفيهية للأجيال التي تأخرت عن ذلك الجيل الذي ترعرع فيه ذلك الموروث وازدهر، إن تراثنا الشعبي بتعبيراته الواضحة الهدف والصريحة الأسلوب والناتجة عن تجارب الحياة وممارستها اليومية غرسته الأيام في وجداننا، فأصبح أكثر الأشياء التصاقا بنا، إنه لم يرسخ في العقول مفروضا ولكننا عشقناه عشقا صادقا لا زيف فيه..”.

ماض بعيد

وعن ابتعاد الأجيال عن ماضيها تابع بركوس:” إن التغيير السريع والكبير الذي طرأ على حياتنا جعل الماضي بعيدا عنا رويدا رويدا، كما أن صفحاته الجميلة التي كنا نقرأها في حياة السلف ونسمعها من أفواههم وهم يجلسون بيننا ونحن أطفال صغار يتنقلون بنا من حكاية إلى أخرى ومن تعبير شعبي إلى آخر قد فارقوا الحياة اليوم ولأهمية الموضوع وجمالياته فقد جمعت من هذه الأغاني ما مكني الله من جمعه”.

للعمل أشعار

كتاب أغاني الرحى والجبادة
كتاب أغاني الرحى والجبادة

وحول ارتباط أغاني الرحى بأغاني الجبادة بين الدكتور سعيد عبدالرحمن الحنديري في ملخصه للكتاب:” قد كان الأستاذ أحمد بركوس محقا عندما ساق لنا نوعين من الأشعار: أغاني الرحى والجبادة وأسماها أغاني العمل وهو يريد بذلك أن يذكر القارئ بشيئين اثنين، وفي هذين النمطين ما تختص به النساء وهو أغاني الرحى أما أغاني الجبادة فيختص بها الرجال وحدهم، الشيء الثاني الذي أراد الباحث أن يذكر القارئ به أن هذه الأغاني لا تقال إلا أثناء تأدية الأعمال وربما الشاق منها، ولا أظن أن هناك أصعب على الرجل من الجبادة وهي سحب المياه من قاع البئر العميقة بواسطة الدلو لري عديد الهكتارات من المحاصيل الزراعية ولا أشق على المرأة من أن تسهر الليل بكامله وهي تطحن عشرات الكيلوجرامات من الحبوب”.

ضوء سيري

أحمد عبدالسلام بركوس ولد في مدينة هون وترعرع فيها وتعلم في مدارسها تحصل على إجازة التدريس الخاصة في حقل الآداب، وعمل في مجال التدريس والتوجيه التربوي، شارك في العديد من الندورات والمؤتمرات التراثية، عرفناه من خلال اهتمامه بالموروث الشعبي وتقديمه للعديد من البرامج المختصة بالتراث في الإعلام المرئي والمسموع فضلا عن تأسيسه دار بركوس للتراث بهون والتي تحوي داخلها العديد من المقتنيات الشعبية التراثية والوثائق بمجهود ذاتي حيث أسهمت الدار في التعريف بالموروث الشعبي في عديد البرامج والمحافل داخل هون وخارجها، هذا وقد صدر له كتابان:(النخل بين الموروث والتنمية) إضافة للكتاب الذي بين أيدينا اليوم (أغاني العمل: الرحى والجبادة)، وله مخطوطات لم تطبع بعد.

مقالات ذات علاقة

إسطنبول…حكاية ترويها العيون

مهند سليمان

الصادق النيهوم.. مثقّفٌ على يسار السّلطة

محمد الأصفر

في ذكرى النكسة.. قراءة في كتاب الرحلة الأصعب

عمر عبدالدائم

اترك تعليق