دراسات

المعالم الاجتماعية التباوية

قبائل التبو (الصورة: عن الشبكة)


مقدمة

 التاريخ الليبي قديم وقديم جداً ولكن كتاب التاريخ في ليبيا، وغيرهم من كتب عن ليبيا كانوا يأهملون اغلب هذا التاريخ بسبب الحكام الذين حكموا ليبيا على مدار تاريخ ليبيا خاصة حقبة الفتوح الإسلامية وما بعدها، وكذلك بسبب من المتحذلقين والأفاقين مدحي الحكام من الليبيين من كل مكوناتهم والذين ساهموا في طمس تاريخ أبناء جلدتهم بسبب وبآخر من اجل الحصول على المال والجاه وبسبب الحقد والحسد على بعض النخب الوطنية من أبناء جلدتهم. إضافة إلى ذلك فان الكتاب والمؤرخين غير الليبيين لم يتطرقوا كثيرا لتاريخ عدد من المكونات الليبية كل ما ذكره عنهم أشياء بسيطة رغم الكثير من المؤرخين والجغرافيين وصلوا إلى مكونات الشعب الليبي، وهذا أدى إلى بقاء التاريخ الليبي والذي مثله مجمل تاريخ المكونات الليبية مطمورا. فليبيا بلد إسلامي مكون من عدة مكونات عربية وتباوية وتارقية وامازيغية وبعض المختلطين من اترك واو روبين شرقيين وأفارقة.

 يعد تاريخ المكون التباوي جزءا من التاريخ الليبي، وهو يعد من أقدم الحقب خاصة وانه يمتد من قبل الميلاد حيث أشار إليه الكثير من أمثال هيرودوت وبليني الأكبر. فقد أشار هيرودوت إلى أسلاف ” تدا ” ” التبو ” من خلال إشارته لشعب المكتهفين ” التروغلوداي ” troglodae وكان ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد (4 ق. م ). كما أشار بليني الأكبر إلى منطقة تيبستي أو تبستي مما قيل أن ظهور اسم التبو جاء وفق هذه المنطقة وهي تيبستي، وقد كان ذلك في منتصف القرن الأول قبل الميلاد (1).

 خلال القرون التي تمتد من قبل الميلاد إلى القرن الواحد والعشرين الميلادي خلف التبو إرثا ثقافيا وحضاريا كبيرا، كما ساهم التبو في استقرار الأمن الليبي خاصة من ناحية الجنوب بحكم توطنهم بالجنوب بجوار أشقائهم من تبو الجنوب دزا في كلا من النيجر وتشاد. كما قام الحكماء والعقلاء والأبطال من التبو بأعمال جعلت للتبو معالم خاصة لهم اجتماعيا وحضاريا. هذه الدراسة بعنون ” المعالم الاجتماعية للتبو “. والمعالم هي العلامات أو الملامح التي يستدل بها عن أشياء ما وهنا في هذه الدراسة المقصود بها الأشياء المادية كالآثار من قصور وعمارة ونقوش ورسوم وغيرها، والمعنوية كالمعاملات بين الأفراد وسلوكهم الاجتماعي نحو بعضهم وغيرهم من البشر. وأيضا هي السمة أو العلامة أو ما يستدل بها عن الأشياء. في هذه الدراسة التبو يقصد بهم قبائل التبو الليبية التي تكون جزء من الشعب الليبي وهي احد مكونات الشعب الليبي.

 في هذا الدراسة سوف يتطرق الباحث إلى المعالم الاجتماعية للمكون التباوي الليبي والذي يعد احد المكونات الليبية. لقد اقتصرت الدراسة على تبو وتدا أو تبو الشمال وهم التبو الذين يشكلون جزءا من الشعب الليبي.

 أشير بان الباحث يفضل مصطلح مكون بدل أقلية والتي يعتبرها إنقاص من أي مكون يكون ليبيا. فالتبو في تاريخهم وثقافتهم ليسوا أقلية، وفي مكانهم الجغرافي الذين يعيشون فيه ليس أقلية فهم يقيمون في بقعة من الأرض الليبية تكاد تكون الأكبر، فكلمة أقلية هو شيء تقصيري في حق التبو وكل من يتحبب كلمة أقلية فانه يجهل باللغة، حيث الأقلية تعني القلة أو القليل، ولكن الأصح أن التبو ليس أقلية في ليبيا إنما هم جزء من كل، وهم مكون من المكونات الشعبية التي تكون ليبيا فآثرهم وثقافتهم والتي ولدت في البيئة الليبية أضخم من آثار وثقافات بعض المكونات الليبية الأخرى، إضافة إلى ذلك فان كلمة أقلية إنما هي تعبير خاطئ في حق من يتم اعتبرهم أقلية فلا وجود لشيء اسمه أقلية في تكوين دولة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصادية. عليه فان الباحث يفضل كلمة مكون أو جزء بدل أقلية لتعبير عن مكونات الشعب الليبي، ومن يدعي بان كلمة أقلية تنصف شعب في ظل ما تقدمه تلك التي أطلق عليها أقلية. فلا أقلية بين شعب وحده دين من عند الله. وعندما تصف شيء بالأقلية فانك قد قمت من النيل منه خاصة إذا كان ذلك المكون يكثر بالتاريخ والشواهد التي تشكل وتكون المحيط الذي يعيش فيه ذلك المكون. ومصطلح الأقلية من المصطلحات التي وضعها الغرب من اجل تحقيق مآرب له. فعندما جاء الإسلام ألغى شيء اسمه أقلية فالناس سواء وهم كأسنان المشط. فلم نسمع في التاريخ الإسلامي الأول بان هناك أقلية أو أكثرية تميز بين المسلمين.

 إن هذه الدراسة تتمثل في محاولة للإجابة على تسأل يقول :- ما هي أهم المعالم الاجتماعية لقبائل التبو ؟

أولاً التعريف بالتبو :

 أشارت بعض المصادر التاريخية إلى أن التبو قد وصفوا في بعض الكتابات التاريخية بأنهم أثيوبيون أي أقوام افريقية كانت تقطن جنوب الصحراء الكبرى وكلمة الأثيوبيين وكما جاءت في معجم التبو أصلها يوناني تعني ذوو الوجوه المصهدة. وأشير كذلك إلى أن عدد من المؤرخين اتفقوا على إضفاء صفات معتدلة على التبو، وأشير بان الرحالة الألماني فردريك هورونمان قد قال في مذكراته وصفا ملامح التبو عندما شاهدهم والتقى بهم :- ” بشرة التبو ليست سوداء تماما، وقوامهم نحيل، سواعدهم مفتولة، مشيتهم رشيقة وعيونهم ذكية، وشفاهم غليظة، وأنوفهم فسطاء وليست كبيرة، وشعرهم طويل جدا ولكنه اقل تجعدا من شعر الزنوج (2).

 ويصفهم نائب فزان العثماني قائلا :- ” التبو رغما عن سواد بشرتهم في قوامهم المعتدل وتناسب تقاطيع وجوهم وحجم وشكل رؤوسهم نجدها صفات مطابقة لصفات الجنس الأبيض، ويمكن الحكم بأنهم ساميون إلا أن اسودوا تحت سماء تيبستي المحرقة ” (3).

كما أشار المؤرخ اللاتيني بليني الأكبر الذي ولد سنة 23 ميلادي وتوفى سنة 79 ميلادي إلى وجود التبو في جبال تيبستي في كتابه ” التاريخ الطبيعي “، وهذا يعد من الشواهد التاريخية على وجود التبو منذ مئات السنين. كما وضحت خريطة بيتس الاثنية للأعراق السامية – الحامية في إفريقيا تواجد التبو في ليبيا، وهذه الخريطة رسمها المؤرخ الاركيولوجي الأمريكي اوربك بتيس المولد سنة 1883 ميلادية والمتوفى سنة 1918 ميلادية في كتابه ” الليبيون الشرقيون ” (4).

عن لغة التبو تشير المصادر ان لغة تدا لا تظهر أية صلة سواء بالحامية أو المجموعات الزنجية. أنها تبدو منفردة لتنشئ بذلك نواة عائلة لغوية واسعة الانتشار مع شعب منتشرة في دار فور، وداي، كانم، برنو، باكرمي، وبشكل عام في معظم وسط السودان، وهي تبدو في هذه الأماكن متأثرة بشكل عميق بتأثيرات زنجية ولكن لا يمكن كشف مثل هذه التأثيرات في مرتفعات تيبستي التي ربما كانت مهد التبو ومركز انتشار لغتهم (5).

 كما أشارت احد المصادر الى أن لغة التبو تعد من اللغات النيلو صحراوية حيث ذكر ذلك كتاب مسيرة الحضارة (6).

 المجتمع التباوي يتكون من فرعين الأول يطلق عليهم ” تدا” وهم الفرع الشمالي من التبو، وهم لهم لهجة خاصة بهم يطلق عليها تدكا أو لسان تدا، ويطلقون على أنفسهم وفق ما تقول المصادر تدكدا وقيل بان هذه التسمية جاءت من لغتهم (7).

 الكثير يشير بان قبائل التبو أكثر من ست وثلاثين قبيلة. من القبائل التباوية التي اتصل بها الرحلة الأجانب نذكر من تلك القبائل قبيلة أرنا وهي من الفرع الشمالي للتبو كانت لهم منطقة تقع على مسافة خمسة أو ستة أيام من مرعي التبو في جبال تيبستي والتي يطلق عليها التبو اسم ” بركو “، وقد ذكر ذلك الرحالة الألماني فردريك هورونمان (8).

من قبائل التبو نذكر على سبيل المثال لا الحصر نذكر :-

 تدكا وهي من قبائل الفرع الشمالي للتبو، وكذلك من قبائل التبو قبيلة تراماه، وقبيلة ترندرا، وقبيلة ترصياه، وقبيلة تزرياه، وقبيلة تزباه، وقبيلة تشوده، وقبيلة تكا، وقبيلة تمارة، وقبيلة تمرتياه، وقبيلة دردكشي، وقبيلة دوزره، وقبيلة زياه، وقبيلة صردكيا، وقبيلة ضرستا، وقبيلة ادركا، وقبيلة غبده ن وقبيلة كاسه، وقبيلة كراسا، وقبيلة كصضاه، وقبيلة ماضاه، وقبيلة ماضنا، وقبيلة مكداه، قبيلة ارنا وهي من الفرع الشمالي للتبو وكذلك قبيلة اضبيا، وقبيلة اموباه، وقبيلة اهده، وقبيلة بشراه، وقبيلة تاوياه. وقبيلة هرتناه، وقبيلة هكتيا، إضافة إلى القبائل ينقسم التبو إلى عائلات واسر فهناك مثلا اردي دكا هم أحفاد عائلة اردي من قبيلة تمارة كانت تنحصر فيهم تداول السلطنة، وكذلك ارمي دكا وهم أحفاد عائلة ارمه من قبيلة تمارة وهم يشاركون أحفاد عائلتي اردي وارمه في تداول السلطنة، ولاي دكا وهم من أحفاد عائلة لاي من قبيلة تمارة.

(الصورة: عن الشبكة)

 تشير الإحصائيات بان التبو يتجازو عدهم أكثر من ثلاثمائة إلف نسمة في المكان الذي يعيشون فيه الآن وهم منقسمين بين الحدود السياسية لليبيا وتشاد والنيجر والسودان في امتداد اجتماعي وفي بيئة متصلة مع بعضها البعض. وأشارت الإحصائيات كذلك إلى أن تبو ليبيا يتكونون من قبائل كبيرة وعشائر وعائلات يصل عددها إلى إحدى وثلاثين قبيلة كآرنا، وادركا، وأضبيا، وأموياه، وأهده، وبشراه، و،أوياه، وتدميا، وترامأه، وترندرا، وترصياه، وتزرياه، وتزباه، وتشودة، وتكا، وتمارة، وتمرتياة، دردكشي، وزياه، وصرديكا، وضرسنا، وغبدة، وكاسة، وكراسا، وكصضاة، وكنا، وماضاة، وماضنا، ومكداة، وهرتنا، وهكيتيا.

 وهذه القبائل تسيطر على مساحة شاسعة من الأراضي ليبيا تقدر بعشرات الآلاف من الكيلو مترات المربعة من الحدود الجنوبية من الكفرة في أقصى الشرق إلى القطرون والويغ جنوبي سبها (9).

 كما اعتبرت مملكة سلطنة كانم الإسلامية التي تأسست سنة 800م على العرب والزنوج وظلت حتى أواخر القرن التاسع عشر الحد الجنوبي للتبو الرحل من دزا .

 لأهمية الموقع الذي تمركز فيه التبو ويقطنوه تشير احد المصادر إلى أن أخبار احتلالها كان صدمة ليوسف باشا لم يحتملها فهو لا يستطيع أن يستكين لفقدان ارض واسعة كان يحصل منها على ضرائب وله فيها امتيازات هامة خاصة تجارة الرقيق، وعن طريقها كان يحافظ على استمرار صلاته بسلاطين السودان (10).

 التبو أناس يحبون السلام والعيش مع جيرانهم في هناء وسلام، وفي هذه الصدد ونتيجة لتلاحم وتعايش قبيلتي التبو وزوية لم يفرق بينهما الراحلة جيمس هاملتون في كتابه ” جولات في شمال إفريقيا “، حيث اعتقد بأنهم أخوة من قبيلة واحدة وذلك عام 1852م عندما زار ليبيا وتعمق نحو اجخرة والكفرة حيث قال :-

 ” تلك المجموعات التابعة لقبيلة تبوس ” التبو ” وهي أحدى فروع قبائل زوية الذين يأتون إلى هذه الواحات عادة من اجل التقاط ما تبقى من تمور من اشجار النخيل ” (11).

 مع استقرار الوضع في الصحراء الكبرى بعد اعتناق التبو للإسلام امتهن الكثير من التبو مهنة الدليل وصار الكثير منهم أدلاء للقوافل العربية نحو أوساط إفريقيا وغربها فساعد ذلك في انتشار الإسلام وسهل على المسلمين نشر الدعوة الإسلامية بدون حروب ومعارك بسبب وقوف التبو إلى جانب المسلمين الأوائل بعد أن إسلام التبو. إن الدور الذي لعبه الادلاء من التبو ساهم في ازدهار تجارة العبور من البحر إلى الصحراء وبالعكس وفي انتشار الإسلام في وسط وغرب إفريقيا. ساهم التبو في نشر الدعوة السنوسية في إفريقيا خاصة في تشاد إضافة إلى مشاركتهم في محاربة الاستعمار الفرنسي. كما سيطر التبو تجاريا على اكبر سوق في الصحراء وكان بمثابة سوق دولي تتنوع فيه السلع وتأتيه وتخرج منه في الكثير من الاتجاهات لعدد من المدن سواء الساحلية أو الصحراوية أو النهرية، وهذا السوق هو سوق مرزق الذي كانت تأتيه القوافل من كل حدب وصوب إضافة إلى طرق آخر كان يسيطر عليها التبو حيث أشير إلى أهم طرق القوافل التجارية إلى تشاد من ليبيا وهي :-

 طريق طرابلس فزان بلماء بحيرة تشاد.
 طريق برقة الكفرة بوركو بحيرة تشاد.
 طريق الجغبوب الكفرة الفضا – وداي.
طريق غدامس – غات بلماء بحيرة تشاد (12).

 يقول نائب فزان العثماني في كتابه ” من طرابلس الغرب إلى الصحراء الكبرى ” والذي شاهد السوق في بداية القرن العشرين مؤكدا بان السوق يسيطر عليه التبو تجاريا :-

 ” يعتبر سوق مرزق سوق لقبائل التبو ” (13).

كان سوق مرزق ملتقى القوافل القادمة من تونس وطرابلس وغدامس وأواسط إفريقيا يقول عنه نائب فزان العثماني :-

 ” تشاهد الدلالين وهم يعدون صائحين لبيع بضائع السودان والأقمشة والأردية من مصنوعات طرابلس وغيرها ” (14).

 مما قيل وجاء على لسان الرحالة الألماني فريدريك هورنمان في كتابه ” رحلة في إفريقيا الشمالية من القاهرة حتى مرزق ” سنة 1803 م عن القوافل التي يشتغل فيها التبو :- ” في الفترة الممتدة من أكتوبر وفبراير تصبح مرزق سوقا كبيرة وقبلة للقوافل من القاهرة وبنغازي وطرابلس وغدامس ولواتة والقوافل الصغرة من تشاد ويقوم تجار اوجلة بنقل بضائع القاهرة أما منتجات طرابلس فينقلها تجار سوكن وبعض سكان طرابلس وفزان، ويشتغل الطوارق بالتجارة مع السودان الغربي، أما التبو فتعمل بالتجارة مع إقليم كانم وبورنو، وتحمل القوافل الآتية من الجنوب أو الغرب إلى جانب العبيد من الجنسين وريش النعام وجلد النمور وتراب الذهب الذي تصنع منه الأقراط وحلي النساء المختلفة ” (15).

 لم يكن المجتمع التباوي من المجتمعات المغلقة بل كان مفتوحا على المجتمعات الأخرى والدليل على ذلك ما جاء في قانونهم العرفي والذي يطلقون عليه كوتوبا أو دستور التبو حيث تشير احد بنود قانونهم العرفي إلى ذلك في عدم الزواج من الأقارب حتى الدرجة السابعة في غالب الأحيان، فعادة الزواج والتي تحرم الزواج من الأقارب حتى الدرجة السابعة أو السادسة أو الخامسة تفتح المجال أمام المجتمع التباوي بان ينفتح مع مجتمعات أخرى.

 كان من أهم ما يمثل المعالم التباوية الاجتماعية اضافة الى ما تقدم دستورهم أو قانونهم العرفي والذي يطلقون عليه اسم كوتوبا وعدة أسماء أخرى ككتبا وكوتوما أو كتما وتوكي وتوكي تيدا، جاءت فيه تنظيمات وإجراءات متبعة في بعض المعاملات الاجتماعية كما جاء فيه بعض الجزاءات لمن يخترقون هذا القانون الاجتماعي الذي يجسد احد معالم التبو الاجتماعية بعد لغتهم وملابسهم واكلاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وامثالهم وادابهم الشعبية التباوية. في ظل الظروف التي كان يعيشها الإنسان التباوي والحياة اليومية له، ووجود القوي والضعيف والشهم والجبان، وفي ظل وجود الحقد والحسد، ووجود الخير والشر، ووجود ذوي العقول الضعيفة، ووصول ذلك إلى تنازع وخصام بين الأفراد خاصة بين الشباب، ونظرا لما وجده بعض زعماء وشيوخ التبو من فراغ في القضاء والتحكيم بين أفراد مجتمعهم البدوي الصحراوي، وظهور العديد من المشاكل التي أثرت في المجتمع التباوي وقللت من تماسكه اجتماعيا وتدخل أطراف خارجية لضرب اللحمة التباوية، وجعل المجتمع يعيش في فوضى عارمة كانت سببا في هجرة العديد خاصة من الحكام الذين تمركزوا بالمدن الكبيرة والذين استخدموا سياسة ” فرق تسد “. من كل ذلك رأى زعماء وحكماء التبو بضرورة إعداد نظام يحتكمون إليه. على اثر ذلك قام الحكماء والزعماء من التبو بإعداد نظام قانوني عرفي نابع من الشريعة الإسلامية ليحتكم به أفراد التبو في المنازعات التي قد تنشب بين طرفين أو أكثر. وهذا النظام استمد بنوده كذلك من العادات والتقاليد للتبو. هذا النظام أو القانون غير مكتوب تعارف عليه التبو، وعلى بنوده ونصوصه وحفظه الجميع من التبو نساء ورجال كانت أحكامه تعتمد على السوابق من الأحكام القضائية. هذا وقد استندت إصدار أحكامه على الأحكام السابقة والمماثلة وهي تردع كل من يخالف النظام وبنوده وتعاقب المذنب. كما هو متعارف عليه ان العرف هو اسلوب عمل أو فعل أو سلوك جرى عليه التعارف نتيجة الممارسة وقتا طولا وتبينت فوائده.وعادة تقاليد جماعية يلتزم بها معظم الجماعة. والقانون هو قائدة الزامية مفروضة على الإنسان من خارجه. يتميز القانون بالإلزام والفرض.

 تذكر المصادر انه في حالة وجود خصام بين طرفين فان هناك الكثير من الوسائل التي تفض الخصام قبل أن يتحول الخصام إلى نزاع معقد، من تلك الوسائل وكما ذكر الاتي :-

 الوسيلة الأولى تدخل طرف ثالث مشهور بالحكمة ومعرفة العادات والتقاليد ويحاول هذا الطرف تقريب وجهات نظر المتنازعين وذلك من خلال التوافق أو التسامح أو التنازل ويتم ذلك عن طريق الوساطة وهي الأخرى لديها معرفة بوجه النزاع ولديها معرفة بالعادات والتقاليد والأمثال الشعبية التباوية التي عادة ما كانت تعد حلا للكثير من القضايا حيث يقول مثل تباوي عند قبائل التبو بالتباوية :-

 ” تريني أيدو مديني داغي”

 بما معناه ” الطريق علامة والقضية مثل”. وهو يعد من أهم الأمثال التي توضح أهمية الأمثال الشعبية. وهو يعني أن لكل قضية لها مثل يحلها وكل طريق لها دليل، عادة الحكم في القضايا يتفنن فيها الكثير من السلاطين، عادة السلطان أو ” دروئى ” أو ” درداء ” كما يطلق عليه التبو يكون حكما من الحكام في حل القضايا.تعتبر الأمثال الشعبية التباوية من المراجع القانونية المهمة لحل المشاكل، حيث أن العرف لدى قبائل التبو يعتبر الأمثال مهمة مثل العلامات والأدلة في الطريق التي ترشد نحو المكان الصحيح.عندما يحدث خصام بين اثنين فان ذلك الخصام في النهاية يعرض على حاكم من القبيلة ليحل المشكلة بين الاثنين وعندما ينهي ذلك الحاكم الجدل في القضية المعروضة عليه من قبل الاثنين فانه ينهي الحل بمثل لان عدم إنهاء الحكم بمثل يجعل الإشكال مستمرا ويمكن أن تعرض القضية على شخص آخر ومن عادة من يحلون المنازعات أو الحاكم في حل القضايا الاجتماعية يكونون حافظين لجميع أمثال التبو ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم، وإذا أردى المتضرر الاستئناف لدى شخص آخر لحل القضية فان ذلك القاضي أو الحاكم أول ما يطلع على ما إذا تم إنهاء الحكم بمثل أم لا وفي نفس الموضوع وإذا وجد أن الحاكم قد وضع المثل في نهاية الحكم فان ذلك الشخص يعطي نفس الحل وإذا لم يجد مثل في الحكم ولم ينه الحاكم بمثل فان الاستئناف يجوز.

 2- الوسيلة الثانية تأتي إذا فشلت الوسيلة الأولى وتتمثل في رفع دعوة قضائية أمام مجلس السلطان ومجالس المشايخ، وهذه الجهات المتمثلة في مجلس السلطان ومجالس المشايخ تقوم بعدة خطوات منها :-

الخطوة الأولى استدعاء الأطراف المتنازعة للمثول أمامها.

 الخطوة الثانية يقوم احد الشيوخ بتلاوة محتوى الدعوى ليستمع أطراف النزاع وعادة يكون احد الشخصيات المقربة للمتنازع وعادة هذه الشخصية لديها القدرة في الحوار والمعرفة والرد وفقا للقانون العرفي للتبو ويكون بمثابة محامي للدفاع.

 الخطوة الثالثة يقوم المتخصصون من مجلس السلطان ومجالس المشايخ والذين في العادة يعتبرون فقهاء في القانون العرفي التباوي وملمين بالعادات والتقاليد بدراسة الدعوى والنظر في أوجه الخصام بين الطرفين في مكان خاص بهم إلى أن يتوصلون إلى نتيجة، بعدها يتم عقد جلسة يتم فيها شرح القضية من قبل احد الأفراد المعروض لديهم الدعوى بشكل مختصر أمام ممثلي أطراف النزاع.

 الخطوة الرابعة وهي مرحلة الحسم فيها يتم إصدار الحكم، قد يتم إصدار حكم في القضايا العادية في أسرع ما يمكن قد لا يتجاوز اليوم، أما القضايا الصعبة كالقتل فهي تحتاج إلى الكثير من الوقت والجلسات إلا إذا وجد توافق بين القاتل وأهل القتيل.

 من الأحكام التي يقضي بها القضاء على القاتل في حالة قبول أهل المقتول للصلح، وهو حرمان القاتل من حضور المناسبات، وعدم تردده على الأماكن العامة، وإلا يتزوج في العلن، وعدم النظر في وجوه أهل القتيل حين يصادفهم، وفي حالة مخالفة ذلك الحكم فانه يجوز قتله من قبل أهل القتل (16).

 ومما جاء في القانون العرفي للتبو في مسألة القتل فأهل القاتل وممتلكاتهم وممتلكاته في حل من أي غضب من أهل المقتول فلا يجوز القصاص إلا من المذنب فقط حيث لا اعتدى على أملاكه أو املاك عائلته أو أرواحهم، وتعتبر القضية فردية. (17).

 كما وضع القانون العرفي أو الدستور التباوي حقوقا وواجبات تخص بالمرأة فيه احترام للمرأة.

 هناك عدة أنواع لأحكام القضاء العرفي التباوي منها أحكام قابلة للاستئناف وهي تلك الصادرة من قبل المشايخ وأحكام غير قابلة للاستئناف وهي تلك التي يصدرها السلطان.

 من ضمن ما جاء في القانون العرفي التباوي كذلك هو عدم جواز الشخص من قريبة له حتى الدرجة السادسة أو حتى السابعة في غالب الأحيان، وقام المشرع التباوي بوضع هذا من ضمن بنود القانون العرفي التباوي لعدة أسباب منها :-

– تقوية القبيلة بتحالفات من خلال الزواج من قبائل وعائلات أخرى.
– اقتناع البعض بما ورد في الاسلام بتجنب الزواج من الأقارب للحفاظ على صحة الأبناء من العاهات.

 وهذا القانون جعل للمرأة حقوق وواجبات وأحترام فيه كيان المرأة، وهذا القانون أو الدستور كذلك لا يحتاج إلى تخصص معين وإنما يحتاج إلى معرفة بالعادات والتقاليد السائدة في القبيلة وكذلك ثقافة القبيلة وآدابها من أمثال ومعتقدات وحكم وأساطير وحكايات. هذا القانون أو الدستور ما يميزه لا يأخذ دافع الجريمة في الاعتبار وإنما يهمه الجريمة نفسها وبما تلحقه من أضرار وهو يهتم كذلك بالتعريض أكثر من العقاب، كما انه يعول على القسم وحلف اليمن وذلك بسبب الاعتقاد السائد بين أصحاب القانون أو الدستور بالتأثير النفسي يضمن القسم والحلف ويعد رفض المتهم القسم أو الحلف اعترافا بالجريمة، القضاة هم من رؤساء القبائل والعشائر والوحدات التي يكون منها المجتمع المحلي (18).

 التبو تعارفوا على نظام يحكم مجتمعهم قبل عشرات السنين وقبل أن تقوم دولة ليبيا، وهذا النظام كان اجتماعيا أكثر منه سياسي واقتصادي وفي كل حقبة كان يعدل بما يتمشى مع العصر الذي يعيش فيه التبو. لقد تأسس النظام المجتمع التباوي على أساس اجتماعي بفعل أن التبو جميعا يشاركون في مجتمع متشابك وقوي جدا لدرجة أنهم يعتبرون أنفسهم أسرة واحدة حتى درجة القرابة السابعة من ناحية الأعمام والأخوال، هناك شواهد أدبية من التراث الأدبي التباوي تؤكد ذلك حيث يقول مثل تباوي مؤكدا ذلك وهو :- ” ” من لديه عشرة أصابع حتما لديه عشرة أقارب ” أي أن كل إنسان له أقارب.

 ومن المعالم التبو المتميزة كذلك يظهر في أسمائهم حيث للتبو أسماء توارثها من الاجداد فمن الأسماء التي يطلقها التبو على الرجال يمي أي الذي ولد يوم الجمعة، وقلمى أي المحبوب لدي الجميع، وأوي أي خفيف الوزن، وهدني أي الذي يكثر من سؤال الناس، وكنياي أي الصغير، وتوكة أي ذو نفع كثير، توغي أي ذو أقارب كثر، مكوري أي الذي يتكلم قليلا، وكندماي أي الطموح، واوزوا أي الشجاع، وهرنجي أي الغائب من زمن طويل. أما من أسماء التي يطلقها التبو على النساء مثل داني أي غزالة، وهني أي الجميلة، وانري وتعني نورا، والوة وهي التي ولدت يوم الجمعة، وازمه وهي التي ولدت في شهر رمضان، وقرساي وهي التي ولدت وقت مشاكل وازمات، وبولي وهي التي تمتاز بصفات خلقية وخصال حميدة، وكدة وهي تعني محبوبة، وهناي وتعني حنان، وبلجي وتعني الصافية، ويكاي وتعني الهادية. (19).

 وكذلك تظهر معالم التبو في ملابسهم والتي تبرز احد عناصر هويتهم حيث على سبيل المثال تتمثل ملابس الرجال في الجلباب أو قار أبويا كما يطلق عليها التبو وهي قميص طويل يصل إلى القدمين، واللثام والعمامة أو دأبي كما يطلق عليها التبو وهي في العادة بيضاء للحماية من حرارة الشمس والصقيع .

 لكون هناك شيخ يقود قبيلته أو عائلته أو عشيرته أو وجود سلطان يحكم التبو فان ذلك لا يؤثر في الروابط الاجتماعية الواضحة بين التبو، فهم سواسية أمام الشيخ وأمام السلطان، لا فرق بين فرد وآخر، أو بين عائلة وأخرى، أو قبيلة وأخرى فكلهم تجري فيهم عروق الدماء التباوية، ورغم ذلك قد تتوارث بعض الأسر أو العائلات أو القبائل السلطنة أو المشيحة وهذا يتم عندهم برضاء جميع التبو وهو من ضمن العرف الاجتماعي لهم. إضافة إلى ذلك قد يخرج من احد الأسر أو العائلات من يقود التبو في معارك مع غيرهم بسبب الموهبة القيادية والشجاعة ويكون هناك قائد الظل مثل حسن عيسى وهو من احد أفراد التبو العاديين، الذي كان يتدخل في المواقف الصعبة رغم انه لا منصب له، وقد يصبح هذا سلطانا أو شيخا إذا لم يتوفر من المرشح الذي يرث السلطنة صفات القيادة كالشجاعة والعدل والكرم والوفاء والخصال الحميدة والحكمة وهذه صفات وغيرها من الصفات الحميدة هي التي تبرز الرجل التباوي عموما والقيادي خصوصا. ومن الشروط التي تساهم في تولي السلطنة الأتي :-

1- الكرم والشجاعة.
2- المعرفة بعادات وتقاليد القبيلة.
3- فهم وحفظ التراث الثقافي للتبو من أمثال شعبية وسير الأولين منهم وانساب القبائل.
4- الدرية بعلم السحرة والمشعوذين.
5- الإلمام بأنساب قبائل الممالك والسلاطين المجاورة.
6- تزكية من جميع الشيوخ والأعيان في قبائل التبو.
7- أن يمتاز الشخص الذي يرشح للسلطنة بمرجعية اجتماعية تمنحها له قبائل التبو طواعية.

 هذا بغض النظر عن أن السلطان عادة كان يخرج وينحصر في قبيلة تمارة لكون هذه القبيلة قدمت لتبو الكثير وضحى العديد من أبنائها في سبيل المجتمع التباوي.

يقول مثل تباوي مستلهم من ظهور السلطان :- ” الشمس والسلطان لابد من البروز “

 اشتهر المحكمون أو الحكماء الذين تعرض عليهم دعاوي المتنازعين بالحكم والعبرة حيث يحكى بان احد حكماء التبو اشتهر بحل القضايا والمشاكل وفض النزاعات بين المتخاصمين وعديد القضايا والمشاكل التي تصادف أفراد التبو خلال حياتهم اليومية سواء داخل قراهم وواحاتهم أو في مراعي إبلهم وماعزهم وأماكن صيدهم. كان ذلك الحاكم أو الحكيم يحكم في العديد من الأزمات والقضايا. حيث كان يحلها قبل أن تتعقد بل انه يحل حتى القضايا والمشاكل المعقدة وهو من ضمن الذين يفصلون في القضايا في المرحلة الأولى لحل وفض النزاع ” الوسيلة الأولى “. استخدم ذلك الحكيم احد غرف بيته لتكون مكانا للاجتماعات والصلح بين المتنازعين ومناقشتهم في موضوع الخصام وأسبابه ونتائجه وأثاره. كان كلما حضر بعض من المتخاصمين يطلب من ابنة له بان تحضر لهم الشاي وما أن تمر لحظات حتى يخرج الخصمان وكل منهما راضي بالحكم والحل للقضية الذي أعطاه الحكيم. استمر ذلك الحكيم يستقبل في مكانة ضيفته للضيوف والتي استمرت أكثر من عشرين سنة. وقيل بأنه في آخر أيام حياته حضر إليه خصوم فاستقبلهما وجهزت له ابنته الشاي. ولكن بعد لحظة من بدء الحوار والنقاش خرج وطلب من ابنته عصير الليمون فجهزت له ذلك استمر الحوار. بعد ذلك خرج الخصمان وخرج الحكيم منهك متعب مصابا بالإحباط وسألته ابنته عن نتائج الحوار في حل الخصام فأفادها بأنه لم يكن هناك استجابة من قبل الخصمين وقد استمر الاثنان في خصامهما، وسألته عن سبب عدم استجابتهما فأجابها بان الاثنين مجانين بدون عقول يدركون بها. وهذا ما انطبق على المتحاورين من أطراف المؤتمر الوطني ومجلس النواب والذي بدأ سنة 2014م وعلى غيرهم في المجتمع الدولي. يقول مثل تباوي :-

 ” العظم والقضية تقطع عند المفصل ” أي أن القضية يجب أن تحكم بالقوانين.

رجلٌ من التُبو مع أبنائه (الصورة: ويكيبيديا)

 ان النظام الاجتماعي الذي يسير عليه التبو يحكمه قانون عرفي أو نظام أساسي أو دستور متفق عليه كل أفراد التبو من خلال عقلاء وحكماء التبو. هذا الدستور أو القانون العرفي هو نظام ينظم الحياة في المجتمع التباوي محليا، وأحكام هذا الدستور تسري على جميع التبو، ومن يخترق هذا الدستور أو القانون من التبو يعد مخالفا للقانون الخاص بالتبو وتناله إجراءات وقرارات وأحكام صارمة جدا لدرجة القتل في بعض الأحيان خاصة المخالف في المسائل الأخلاقية للقبيلة.

نظام الحكم في المجتمع التباوي كان حتى زمن قريب يكون في قمته سلطان يتفق عليه التبو، وقد يمد توريث السلطنة إذا استمر السلطان في عدله ويكون من يخلفه لديه نفس صفات السلطان، وقد اعتبرت عائلة اردي من قبيلة تمارة وأحفادها من اردي دكا في الزمن الماضي من أهم من خرج منهم سلاطين إضافة إلى أحفاد عائلتي اردي وارمه من نفس القبيلة (20).

 السلطان في التبو كان يمثل التبو في المحافل خارج مدنهم وقراهم، وليس لديه السلطة المطلقة على التبو خاصة في الأمور التي تمس التباوي اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. والسلطان يعتبر رفيق السيادة حيث من يمارس السيادة هو مصدر كل السلطات وهو المشرع وتفويضه يعني تفويض كل السلطات الأخرى.

 سلطان يشير إلى إمكانية شيء ما بمعنى قدرة على فعله. أو امتلاك الحق في عمل شيء ما، حق امتلاك الوسائل طبيعية أو غير طبيعية والتي تتيح القيام بفعل ما.

يطلق التبو على السلطان اسم دردي وهو يعني الفصل في القضايا والمنازعات، ومن مهامه يتضح انه اقرب للقاضي لا للسلطان فهو لا يختلف عن القاضي في الخلافات الإسلامية(21).

كانت الحرب والغزو قبل دخول الإسلام وبعدها بقليل عند قبائل الصحراء عموما مهنة وعند التبو خصوصا وقد اعتبروها المهنة الحقيقة ويلي ذلك مهنة الراعي وتربية المواشي. الوحدة الاجتماعية سواء كانت على مستوى القبيلة أو فروعها أفخاذ وعائلات. فان التضامن بين أعضاء القبيلة الواحدة مطلق وغير محدود ويتمثل في احترام الفرد للواجبات والالتزامات للمجتمع الذي يعيش فيه،القبيلة مسئولة من أبنائها وعليها واجب تجاههم سواء كانوا مظلمون أو ظالمون بمعنى أن المسئولية جماعية ويتضح ذلك في دفع الدية والغرامات والمهور والعطايا وفي مقابل ذلك يتضمن الفرد مع قبيلته فيعمل من اجلها ولا يخرج على إجماعها ولا يحملها ما لا تطيق. في القبيلة تقوم روح الجماعة ويقوى شعور الانتماء إليها وإذا حدث وشذ الفرد على إجماع القبيلة وخرج عن شريعتها أو ذم زميلا له في القبيلة أو تشاجر معه أو قتله فانه يتعرض للعقاب.

 كما استمدت معالم التبو الاجتماعية من الإسلام ومن مناسبتهم الاجتماعية المتميزة عن غيرهم ففي مناسبة عيد الأضحى مثلا تختلف طقوس الاحتفال به عند التبو عن بعض الثقافات الإسلامية الأخرى، فالتباوي عندما يذبح الأضحية فان تلك الأضحية يقسمها على أفراد آخرين من أقارب صاحب الضحية حيث أن أب الزوجة يأخذ جزء كبير من لحم الهبر، والأخت الكبرى تأخذ القلب، وإذا لم تكن له أخت يتم منحه لأحد بنات عمه الكبار أو بنات أخواله إذا لم تكن له بنات عم، وصدر الضحية يتم منحه لأبن الأخت الأكبر وأحيانا يتم منحه للأفضل خاصة بعد أن يحضر أولا حيث حينها يستطيع صاحب الأضحية أن يعلل سبب منحه وهذا له معنى لما يمثله الصدر فهو السد المنيع والقوة الثانية بعد قوة صاحب الضحية، فالتباوي له علاقة كبيرة بابن أخته حيث يعتبره الحليف والمناصر له في وقت الحوادث والحروب، وقد خلد ذلك في المثل التباوي الذي يقول :- ” أنت تحلف تقول بان هذا ابن أختي، ولكن لا تستطيع أن تقول بأنه ابنك “. أما فخذ الأضحية فيتم منحه لام الزوجة، أما الكتف تصبح لصاحب الأضحية. وفي نفس الوقت يتم منح صاحب الأضحية أجزاء من أضاحي أقاربه وتتكون عنده أضحية جديدة كاملة. وهذا التقسيم له معنى بمكانة كل من تم التقسيم عليه وما أخذه فهو يكون في نفس المكان.

كما أن للتبو طقوس خاصة ومعالم خاصة بهم في عملية ختان الأطفال حيث كانوا يحتفلون بمهرجان ختن الأطفال في طقوس خاصة بهم تميز ثقافتهم، فيها شيء من الحكم والعبر، من عادة التبو عند ختن الأطفال والتي كان يقوم بتلك المهنة شخص مشهور بالطهارة حيث يتم إحضار الطفل أو الأطفال في حالة ختن أكثر من طفل في يوم واحد لذلك الشخص. ويقوم بعملية الختان بمساعدة شخص آخر. عندما تنوي أسرة طفل ختنه فانه يتم أبلاغ الأقارب والجيران بذلك بالقرية بعد أن يتم أبلاغ الشخص الذي يقوم بعملية الختان. يقوم مساعد الطهار بإدخال الطفل أو الأطفال في حالة ختن أكثر من طفل، ومن بعد ذلك يتم الختان، فحين تنتظر الأم أو الأمهات خارج المكان الذي يتم فيه الختان، وتكون الأم سعيدة حين يخرج ابنها بدون بكاء حيث أن ذلك يعني انه صار رجلا وعلى الفور يتم ألباسه جلابية وعمامة، ويعطى سيف صغير أو سيف والده ليحمله أثناء فترة الختان. بعد ذلك تكون العجائز حلقة وهن جالسات ويصبحن يتغنن أغاني يطلق عليها التبو اسم ” شالا ” وهي أغاني تذكر أمجاد أجداد الطفل الذي تم ختانه فحين تشكل أم الطفل أو أمهات الأطفال مع النساء الشابات والفتيات حلقة وهن جالسات ويصبحن يتغنن أغاني يطلق عليها التبو اسم ” همي ” وهي أغاني عاطفية. عندما يتم الطهارة يحسب على الطفل الذي تم تطهيره كل شيء كالسرقة والكذب وغيرها ولهذا فان الختان للطفل يعني انتهاء العادات الصبيانية وبداية مشوار الرجولة. التبو من الشعوب الاجتماعية ويظهر ذلك من معالمهم الأدبية المتمثل في المثل التباوي الذي يقول :- ” لا يمكن أن تبكي عين وتضحك أخرى” أي أن أحزان أحد أفراد الأسرة أو القبيلة هي أحزان الأسرة بكاملها أو القبيلة بكامله وكذلك الأفراح.

ويقول مثل تباوي آخر :- ” إذ لم تتخذ قريب قريبك قريبا فلن تستطيع حماية رأسك من وهج الشمس “، وهذا المثل يهدف لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأقارب.

 ومن المعالم الاجتماعية للتبو عادة اختيار اسم ثاني للمولود الجديد إضافة إلى الاسم الرسمي الذي يسجل به حيث تختار كل أم اسم ثاني لوليدها من الأسماء المألوفة للقبيلة مثل باني واوزوا ويمي وسقودو وتوزباي ومن الإناث جدوا واووي وداكي واتشو واهدا وقالمي وموعيدة.

صارت قبائل التبو تحتفل بالأعياد الدينية بعد اعتناقهم للإسلام بعد أن دخل الإسلام منطقتهم. صاروا يؤرخون بالتاريخ الهجري القمري وأطلقوا على شهور السنة الهجرية أسماء مثل ” شاغم” وهو الشهر الأول من أشهر السنة الهجرية والشهر الثاني سيدي، والشهر الثالث النبي،والشهر الرابع مذرة الأول، والشهر الخامس مذرة اثنان، والشهر السادس مذرة ثلاثة، والشهر السابع رجب، والشهر الثامن سبان، والشهر التاسع ازو، والشهر العاشر سولى، الشهر الحادي عشر سولكي، الشهر الثاني عشر لأيا .

 ومن معالم التبو الاجتماعية ما يظهر في دور الأم في أرشاد البنات في تربية وتنشئة على الخصال الحميدة. ان أصول تربية البنات لدى المجتمع التباوي تبدأ بغرس الأخلاق الحميدة وطاعة الوالدين وتعلم أصول الدين والتدابير المنزلية من خلال التنشئة الاجتماعية التي مناط على عاتق الأم بالأساس اى المرأة.

 إن المرأة التباوية لا تقل أهمية عن الرجل في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فهي تعد المدرسة الحقيقية التي خرجت وتخرج أجيال من الرجال والنساء. فكل الرموز الوطنية وما امتازوا به من صفات من شجاعة وكرم ووفاء وأخلاق حميدة واحترام حقوق الغير من إنسان وحيوان ونبات. المرأة هي المؤسسة التي تقوم بدور التنشئة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وذلك من خلال ما تقوم به من تعليم فطري إرشاد ونصح للصغار إلى أن يصبحوا كبارا حيث لعبة الحكايات والخرافات والقصص والأمثال وحكاياتها ومعانيها التي تسردها الجدات للصغار دورا كبيرا. أضاف إلى ذلك فالمرأة التباوية امرأة عاملة تقوم بواجبات البيت من طبخ وتكنيس وجلب الحطب، ومياه عندما كانت المياه بعيدة عن البيت.والمرأة في عرسها لديها طقوس خاصة تعمل بمساعدة النساء حيث يتم حجز العروس في اليوم الثاني من قبل نسوة أهلها ويشرعن في تزينها، وعند وصول العروس يصبح لها وصيفة تقوم بخدمتها وتمشيطها وتزينها وتعطيها النصائح وأخبار القرية من خارج بيتها ونتيجة لذلك استلهمت من المرأة التباوية المثل الذي يقول :- “” الرجل تنصحه الدنيا والمرأة تنصحها الوسيطة “

 الزواج عند التبو له طقوس خاصة فعندما ينوي احد أفرادها الزواج وخطبة احد الفتيات فان أهل ذلك الفرد يذهبون إلى أهل والدة الفتاة المراد الاقتران بها وذلك لتأكد من عدم وجود صلة قرابة بين الفتاة والشخص الراغب الزواج منها. بعد ذلك يتم البحث والتحري عن صلة القرابة وعندما يتضح انه ليس هناك صلة قرابة بين الفتاة والشخص الذي يرغب بالاقتران بها حتى الدرجة السابعة يقوم أهل ذلك الشخص الذي ينوي الاقتران بالفتاة بالبحث عن أقارب لهم صلة بأهل العريس لكي يذهبون لخطبة الفتاة، أما في حالة وجود صلة قرابة حتى الدرجة الرابعة أو الخامسة فان الزواج لا يتم وذلك لان العرف القبلي عندهم يمنع ذلك ويحرمه عرفيا وهذه العادة يعتبرها الكثير من شباب التبو بأنها ظالمة بالنسبة إليهم. في حالة عدم موافقة العروس على الشخص القادم لخطبتها من العادة إعطاء أهل ذلك الشخص المبرر للرفض حتى لا يتعرض للإشاعات المغرضة عندما يتم خطبة بين اثنين يصبح النظر بين الخطبين غير مباح حتى يتم الزواج. إعلان الزواج يتم حسب الأحوال المادية للعريس. إذا كان بيت الشخص المقبل على الزواج جاهز يقبل على إعلان الزفاف. تعود العريس من التبو أن يقدم جمل عمره سنتين لخال العروس وجمل عمره أربعة سنوات لعم العروس وجمل لام العروس عمره أربعة سنوات وجمل عمره سنة لأخ غير الشقيق للعروس إذا كان لها أخ غير شقيق، وهذه العطايا تعطى لخال واحد مهمة تعدد الأخوال ولعم واحد مهمة تعدد الأعمام، ولأخ غير شقيق مهمة تعدد الأخوة غير الأشقاء. قد يتصور البعض بان العريس بهذا انفق الكثير من الجمال في سبيل وصول العروس إليه أنما هو بالعكس فان ما قدمه من عطايا لأقارب العروس ترجع إليه مثلها عندما يقوم بزيارة أولئك الأشخاص الذين قدم إليهم الجمال بعد مدة من الزمن وفي بعض الأحيان قد يقدم إليه أكثر مما قدم عندما يزورهم بمولود من الزوجة التي قدم من اجلها العطايا. يطلق التبو على الفرح اسم ” اباري ” ويستمر فرح الزواج أسبوع من الزمان، ويكون للعريس خلال هذا الأسبوع وسيط خاص من رفاقه المقربين يطلق عليه التبو اسم “شأنارا “. كما يكون للعروس عند الشروع في مراسم الزفاف مجموعة من الرفيقات ويكون من بينهن وسيطة تساعدها في تمشيط شعرها ولبس ملابسها وتساعدها كذلك في تعطيرها وتجميلها وتغسيلها وتعطيها معلومات عن ما هو خارج بيتها مثلها مثل وسيط الرجل، ويطلق على تلك الوسيطة أو الوصيفة في هذه القرية اسم ” شأنارا ” مثلها مثل الرجل. خلال فترة الأسبوع الأول يبقى العرسان في بيتهما والذي في العادة يكون صغير ويطلق عليه التبو اسم ” نوكليما ” وهو مصنوع من سعف النخيل ونبات القصبة. كان الوسيط أو الوسيطة يقدمان خدمة للعروسين خلال فترة الأسبوع الأول والذي يمتنع فيه العريس والعروس من الخروج من بيتهما نهارا وذلك لعدة أسباب منها خشية أن يشاهدهما احد خارج البيت في تلك الساعة من النهار وكذلك خشية أن تسقط عليهما أشعة الشمس لاعتقادهم بان الشمس كبيرهم وهي من المعتقدات القديمة جدا. في اليوم الأول من قدوم العروس لبيت العريس لا يتم الدخلة والتي يطلق عليه اسم ” زادي ” حيث يتم الدخلة في اليوم التالي لقدوم العروس وذلك لإفساح وقت للتعارف بين الطرفين وخلق جو نفسي للتآلف بين الاثنين. أفراح الزواج كانت تستمر إلى أسبوع من الزمان حيث يتم في اليوم الأول ذبح ضحية من الضأن احتفالا بوصول العروس ومن ثما تشرع الاحتفال وتنح بها الجمال. في آخر يوم من الفرح يتم تمشيط العروس من قبل الوسيطة ويتم تصفيف شعر العروس. العريس من العادة يلبس لثام على وجه لا يظهر منه إلا عينيه عند دخوله على نساء غريبات. من عادة التبو احترام الزوج للزوجته وبالعكس، فاحتراما للمعاشرة فان الرجل عندما ينادي على زوجته فانه يناديها بلقب ابنها الأكبر، وكذلك المرأة التي ليس لها ولد يتم اختيار لقب مناسب تنادى به، وهذا ما كانت العرب متعودة عليه. ومن عادات التبو كذلك تقييم الرجال حيث يتم تقييم الرجل بمدى كرمه وقد اعتبروا الكرم أول شيء يدوم حبه للرجل ويعطيه سمعة حسنة. أما باقي الصفات تأتي فيما بعد كالشجاعة وغيرها.

 عرف عن الرجل التباوي عدم دخوله المطبخ، ولا يعمل أي عمل يحط من قدره كرجل. كذلك لا يظهر ضعفه

 من حيواناتهم التي تعيش في بيئتهم الإبل والماعز والحمير والكلاب وتعتبر الإبل هي أكثر الحيوانات عددا عندهم، أما الماعز والضان فهي قليلة. كما تكثر بالقرب منهم الحيوانات البرية مثل حيوان ادغبا والودان والذئاب والثعالب والغزال. ومجمل القول فان الحيوانات التي تعيش بينهم قليلة مثل المطر الذي يتساقط على منطقتهم والذي هو قليل والذي قد يأتي سنة ويغيب سنوات. ومن الحيوانات التي تميزت بها قبل التبو عن غيرهم وعاشت بالقرب من وديانهم وجبالهم وحيوان ادغبا أو تيس الجبل هو حيوان بحجم الأرنب يعيش في جماعات بالقرب من جبال تيبستي وجبال العوينات على الحدود السودانية المصرية الليبية وفي مختلف الصحراء. وهو حيوان عشبي يأكل الأعشاب وقد استخدم التبو زبله علاجا للمسالك البولية. كما يعرف التبو السيمة وهي العلامة المميزة أو الشعار، فهناك سيمة للقبيلة وللعائلة توضع على مواشيهم.

 السيمة يطلق عليها التبو اسم ” ارابي ” حيث تتخذ كل قبيلة وعائلة وأسرة سيمة خاصة بها لتميزهم عن غيرهم حيث توسم بها بعض حيواناتهم ومخازنهم وكل ما يخصهم لكل تصبح مميزة ومعروفة. الكلمة الأولى كانت عادة لسلطان القرية أو عدة قرى والذي اشتهر بالحكمة والشجاعة ومعرفة أهل السحر والدجل في القرى البعيدة من قريته، كان يقبل على قراهم العديد من التجار مع تجار قريتهم للمضي نحو عدة مناطق، ودول كمصر لبيع ما يتاجرون به من بضائع كريش النعام والرقيق والعاج، وكان يلتحق بهؤلاء التجار وقوافلهم الذين يقبلون على جمالهم مكونين قوافل كبيرة بعض من الشباب الذين يشرعون لأول مرة في التجارة، حيث كانوا يذهبون إلى مناطق في جبال تيبستي ويأخذون حجارة ملونة ويبيعونها في مصر، وقد كان من أهم الأماكن التي يجلبون منها تلك الحجارة جبل نقي أو انقي، وهذه الحجارة كانت بألوان مختلفة سوداء وزرقاء وحمراء وغيرها . الكثير من قراهم كانت تشتهر بأشجار الطلح القربة منها وبالماعز التباوي والجمال حيث كانت تظهر تحت أشجار الطلح مجموعة من الماعز تستظل بظلها وتظهر أمام بعضها جمال تقتضم أوراقها الخضراء وعيدانها اليابسة التي تجاورها بعض الأشواك المدببة.

 كما مثلت عاداتهم ومعتقداتهم معالم معنوية خاصة بالتبو فهم لهم معتقدات ورثوها منذ القدم.المعتقدات الشعبية هي عبارة عن معتقدات ورثتها عدة أجيال عن بعض وهي عبارة عن أشياء أما أنهم تشاءموا منها أو تفاءلوا منها، وفي العادة هناك معتقدات لكل الشعوب ومن المعتقدات الشعبية التي توارثها التبو وصارت من معالمهم الاجتماعية والحضارية كذلك نذكر الآتي :-

1- معتقد الرباه :- هو عادة من عادات قبائل التبو حيث هناك اعتقاد سائد عند الكثير بأن استخدام ” الرباه” تنقذهم من هجوم الطيور الصغيرة والجراد على محاصيلهم، فعندما تتزاحم عليهم أسراب الطيور الصغيرة الدوري والجراد التي كانت تهدد محاصيلهم فأنهم يأخذون جدي ماعز ويربطون عنقه بحبل ومن بعد ذلك يجره أحد الشباب ليخرج به قريتهم ويخرج خلف ذلك الشاب الأطفال والشباب والرجال وهم يصرخون ويحدثون طنينا وضجيجا وعندما يبتعدون مسافة عن قريتهم فأنهم يذبحون الجدي ويقومون بشوائه وأكله ولا يرجعون منه بشيء إلى القرية عندما يعودون إليها وذلك اعتقادا منهم بأن ذلك سوف يطرد الطيور والجراد، وكانت في الغالب تلك المناسبات تنجح في طرد الطيور والجراد.

2 – معتقد طقوس غناء لمدح الخسوف والكسوف :- عندما يحدث خسوف أو كسوف فأن العديد من التبو خاصة الناس الذين يقطنون بالصحراء. كانوا يخرجون في الظلام ويتغنون أغاني خاصة لمدح القمر أو الشمس في حالة حدوث خسوف أو كسوف وذلك اعتقادا منهم بأن الغناء سوف ينهي الخسوف أو الكسوف. وهم يعتقدون إذا لم يتم الغناء للقمر أو الشمس في حالة الخسوف والكسوف فأن السماء سوف تبقى مظلمة إلى الأبد.

3- معتقد الخوف من سماع طائر( وأي) :- (الوأي ) طائر خرافي، كان يعتقد العديد من قبائل التبو خاصة النسوة والأطفال بأنه يصدر صوتا كنعيق الغراب بعد غروب الشمس، وهذا الطائر (وأي) كانت النسوة تخيف به أطفالهن خاصة حينما يبكون بعد غروب الشمس، وقد رسخت كثير من الأمهات في عقول أطفالهن بأن من يسمعه طائر( وأي) يبكي عند الغروب سوف يأخذ طائر (وأي) صوته وبعدها يتحول إلى شخص احدب ذو حدبه كبيرة ولهذا صار الأطفال يعتقدون بأن طائر (وأي) سوف يأخذ أصواتهم ويحولهم إلى أشخاص ذوي حدبة ولهذا لا يحبون البكاء بعد المغيب ولا يحبون سماع النعيق في الليل، وهذا الاعتقاد كان سائدا في الماضي خاصة في الصحراء.

كما تعود التبو على مر السنين على ممارسة العاب رياضية ذهنية تعتمد على التفكير في اللعب والعاب رياضية أحرى تعتمد على اللياقة البدنية والذهنية معا من تلك الألعاب والتي كانت تمارس من قبل عدد كبير من التبو منها على سبيل المثال :- لعبة الهوري، لعبة ارمي، لعبة تركي، لعبة والي.


هوامش الدراسة

  1. عبدالله لبن، عبدالله احمد ملكني، معجم التبو، ( ليبيا : تانيت للنشر والدراسات، مركز الدراسات التباوية، ط1،)، ص 77.
  2. المرجع السابق، ص 7.
  3. عبدالقادر جامي،من طرابلس الغرب الى الصحراء الكبرى، ترجمة محمد الأسطى، (طرابلس – ليبيا : دار المصراتي للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1974 )، ص 103.
  4. عبدالله لبن، عبدالله احمد ملكني، مرجع سابق، ص 15، 16.
  5. عمرادم، ” قبائل التبو ودورها في ثورة 17فبراير ج1 “، مجلة تدا، العدد الاول، مارس 2014، ص 48.
  6. مجموعة اساتذة، مسيرة الحضارة مجلد ثان المجموعة الثانية 4، ( طرابلس – ليبيا : الشركة العامة للنشر والتوزيع والاعلان، 1974)، ص 148.
  7. عبدالله لبن، عبدالله احمد ملكني، مرجع سابق، ص 20.
  8. المرجع السابق، ص9.
  9. جيمس هاملتون، جولات في شمال افريقيا، تعريب المبروك محمد الصويعي، ( طرابلس ليبيا : دار الفرجاني للنشر والتوزيع )، ص 153.
  10. مركز الدراسات التباوية، ” التبو الان “، مجلة تبو، العدد الثالث، مايو 2014، ص- ص 14-19.
  11. نجم الدين غالب الكيب، فصول في التاريخ الليبي، ( ليبيا- تونس : الدار العربية للكتاب، 1982 )، ص 139.
  12. عبدالرحمن عمر الماحي، تشاد من الاستعمار الى الاستقلال (1894- 1960 )، (طرابلس – ليبيا : دار الاصالة والمعاصرة، ط1 ن 2009 )، ص 40.
  13. عبدالقادر جامي، مرجع سابق، ص 115.
  14. المرجع السابق / ص 116.
  15. مجموعة اساتذة، مسيرة الحضارة مجلد ثان المجموعة الثانية 4، ( طرابلس – ليبيا : الشركة العامة للنشر والتوزيع والاعلان، 1974)، ص 388.
  16. عبدالسلام اللهي، ” القضاء وفقه الازمات عند التبو “، مجلة تدا، الدد الاول، مارس 2014، ص، ص 46،47.
  17. مريم كوكيني، ” نظام القضاء الفريد لدى قبائل التبو “، مجلة تبو، العدد السادس، ابريل 2015، ص 15.
  18. عبدارحمن عمر الماحي، مرجع سابق، ص، ص 101، 102.
  19. عبدالله لبن، ” اسماؤنا “، مجلة تبو، العدد الثالث، مايو 2014، ص – ص 40- 44.
  20. عبدالله لبن، عبدالله احمد ملكني، مرجع سابق، ص 9.
  21. المرجع السابق، ص، ص 28، 29.

مقالات ذات علاقة

المراكز الثقافية في ليبيا… المسؤولية والإشكاليات والدور المنوط من أجل التنمية الثقافية المكانية المُستدامة

حسن أبوقباعة المجبري

النـثر يقــود الثـورة .. الشـعر يطلق أصواتـهن – ج 3 (الأخير)

رامز رمضان النويصري

قراءة في ديوان.. جلال عثمان: يحي الشعر المحكي بحفلة موت

المشرف العام

اترك تعليق