النقد

المطر وخيول الطين نموذجاً

 

حققت الرواية الليبية طوال الفترة الزمنية التي يمكن تحديدها في ثمانينيات القرن الماضي وجوداً ملموساً تمثل في تعدد الأسماء التي طرقت أبوابها بجدارة بذات القدر الذي امتد إلى طبيعة التناول إلى جانب الموضوعات وقد كان الكاتب الراحل خليفة حسين مصطفى واحداً من الذين دأبوا على إثراء مدونتنا الروائية بالرواية تلو الرواية من دون أن يفت في عضده ما يسود واقعنا الثقافي من ضعف الرعاية الرسمية لهذا الفن الوافد سواء من حيث الحوافز المشجعة على المضي في تجربة الكتابة من حيث سرعة النشر وترتيب المردود أو ما يمكن أن يساعد على مواصلة المسيرة في شيء من الجدية لتؤدي التجربة الروائية ما ينتظر منها نحو المجتمع وما يضطرم فيه من صراع ويشهده من متغيرات ليس مثل فن الرواية ما هو جدير بالتعاطي معه.

وأذكر أن هذا الكاتب قد بدأ مشواره في مجال الكتابة الروائية هذه في مطلع الثمانينيات وذلك بعد أن أثبت حضوراً في مجال الكتابة القصصية في أواخر الستينيات حين شرع ينتج كتاباته في مجلة الإذاعة أولاً وليبيا الحديثة ثانياً عشية جمعه بين العمل في مجال التعليم ومواصلة الدراسة الجامعية حيث صدرت مجموعته المعنونة ” بصخب الموتى ” وما بعدها لتأتي بعد ذلك روايته البكر ” المطر وخيول الطين ” ومن ثم تتوالى كتاباته دونما انقطاع فتكونت لديه تلك المدونة التي تعاطت مع الكثير من مشكلات التاريخ وأسئلة الواقع ومتطلبات التطور وما ينتج عنها من عديد الإكراهات وإذا كان المنجز الروائي لكاتبنا الراحل أصبح اليوم يوجب على كل من تتوق نفسه إلى الإسهام في قراءة فننا الإبداعي ومن موقع الطموح إلى إبراز مكانته في المحيط العربي عامة فإن ذلك لابد أن يكون منطلقا من نقطة البداية ونعني بها رواية ” المطر وخيول الطين ” وتبين ما إذا كانت تلك الرواية البكر قد استطاعت التخلص من إكراهات الكتابة القصصية أم أنها ظلت مشدودة إليها بحيث يصح القول بأن ظلال القصة القصيرة قد بقيت مهيمنة على رواية المطر وخيول الطين وربما امتدت إلى أعمال أخرى قد يتسنى الحديث عنها في مكانها من مسيرة هذا الكاتب أو مسيرة الرواية الليبية عامة.

ومعلوم أن الكاتب الليبي قد ظل بعيداً عن خوض غمار تجربة الإبداع الروائي طوال الفترة التي انقضت على انبعاث الحركة الأدبية الحديثة فعلى الرغم من أن الأرضية النفسية التي أسهمت في بعث الشكل القصصي وهو أكثر فنون الإبداع شيوعاً تعتبر جديرة بالدفع نحو هذا الاتجاه من حيث أنها تمتلئ بمأساة الحرب الليبية الإيطالية وكذلك الحرب العالمية التي قدر لها أن تنتهي بزوال هذا الاحتلال البغيض وما ارتبط به من المآسي فإن المعالجة الأدبية المنصرفة إلى الملحمة الروائية ظلت بعيدة فقد كانت القصة القصيرة خاصة هي الوعاء المحبب لهذا المبدع وكان لابد أن يقدم القادرون على خوض تجربة الرواية من خلال التقنيات السائدة في هذا الفن وتلك هي المهمة التي حاول النهوض بها الكاتب خليفة حسين مصطفى الذي سبق له الإدلاء بدلوه في معالجة الكتابة القصصية فتوجب تبعاً لذلك وقبل الاقتراب من تجربة خليفة حسين مصطفى أن نلم ولو قليلاً بما يمكن أن يكون أساساً للفن الروائي وبصدد هذه المسألة يمكن القول إن كل من تابع النصوص الروائية التي عرفها الأدب العربي سواء تلك المنقولة عن اللغات الأخرى أو المكتوبة أصلاً باللغة العربية. إن الرواية لا تعدو في تعريفها المجمل أن تتعدى تصوير قطاع من الناس قد تختلف تفاصيل حياتهم وتتقارب مشاكلهم ولكن يجمع بينهم في الغالب هذا الواقع وتكون لهم إسهاماتهم الملموسة في مسيرته تقاطعاً أو اتفاقاً وتكون مهمة المبدع في الغالب التعبير عن الحركة الكبيرة وفقاً لموقفه أو انتمائه وما يفرض هذا الخيار من شروط التعاطف أو الاصطدام وفي مدى زمني قد تفرضه رحلة الإبداع وطبيعة الأحداث وقد تصنعه قدرات المبدع وسعة مخيلته التي كثيرا ما تتجاوز الزمان والمكان.

وقد كانت الاتجاهات السائدة في زمن ما سبّاقة إلى تحجيم دور البطل الروائي انطلاقاً من الإيمان بأن الحياة نتاج عمل المجموعة أكثر من كونها نتاج صنع الأفراد بل إن نجاح الفرد نفسه كثيراً ما يتحول من خلال ما يتهيأ له من عمق الارتباط بالآخرين. صحيح أن حدثاً ما كثيراً ما يمثل بؤرة العمل الروائي ومع ذلك فإن عوالم كثيرة تظل تمثل أقوى العوامل في تطور النص وما يزخر به من شخوص وأحداث فأين تقف رواية المطر وخيول الطين من هذه التعريفات أو المقاربات بمعنى هل استطاع الكاتب أن يضع هذه القواعد في وعيه أولا وعيه، وهو يخوض تجربته الإبداعية هذه متطلعاً إلى أن يكون أحد رواده المقتدرين.

وسنترك الإجابة تأتي من الدخول إلى عالم الرواية، وهو كما سنرى، يقوم على حدث أساسي يتلخص في علاقة الحب التي نشأت أو بالأحرى مشروع الزواج الذي تقرر بين مسعود أحد بسطاء الشارع الغربي الذين لايملكون المال ولا الجمال وليس لهم سوى تعلقهم القوي بالشارع ووردة الفتاة الجميلة أو لنقل أجمل فتيات الشارع كريمة الأستاذ عبدالحفيظ ذلك الرجل التقليدي الذي لايخرج من بيته إلا لعمله الرسمي.

كانت وردة هذه موضع طموح كل الناس في الشارع الغربي فهي فتاة ذات نصيب لايضاهى في الجمال، وهي كذلك فتاة مستقيمة، أما مسعود فقد كان إنساناً بسيطاً ليس له من أحد سوى أن التي تعمل في بيوت الشارع ويساعدها في عملها هذا ابنها مسعود، وقد غدت اليوم قعيدة فغدا يقوم بخدمتها إلى جانب خدمة الآخرين.

وقد جاءت فكرة الزواج هذه بناء على عرض تقدم به والد وردة مباشرة إلى مسعود والذي لم يصدق ما سمع في بادئ الأمر بسبب اختلاف الأوضاع ليصبح الحدث بعد ذلك موضع اهتمام الناس جميعاً في حي الشارع الغربي وباعث أحاديثهم وتعليقاتهم التي طالما كان مبعثها اختلاف الأمزجة، وتضارب المفاهيم. ذلك أن الزمن ذاته لا يسمح للأحداث أن تمر دون تعليق من الآخرين بل إن مصالح الناس ومواقفهم من هذا النبأ تختلف وتملي عليهم بالتالي مواقف تتقارب أحياناً وتختلف أحياناً أخرى دون المساس بالهدف الواحد.

تجري أحداث الرواية في مدى زمني طويل، والقصد على ما يبدو إعطاءها النضج اللازم خاصة وأن الشخصيات مختلفة، فهناك الأرملة المحرومة والمسكونة بالحزن، والمطلقة الشقية التي لا تخلو من ندم، وهناك الحاج الذي تقدم لخطبة وردة ذات يوم، ولم يستطع أن يظفر بقبولها، وهناك المشعوذ الذي لا يسأم إطلاق البخور ويفلح في أحيان كثيرة من الانفراد بالإناث ! وهناك الشيخ الذي يجلس أمام المسجد ولا يجد حرجاً في أن يمد يده ليلمس بها خد الفتاة التي تعبر الطريق أمامه مستفيدا من مكانته المرموقة في الحي، وكأنه لا يعرف معنى اللمس عند العلماء والمتعلمين ! فنستطيع أن نجزم على ضوء ما أسلفنا أن هذا النص قد تحققت له الشروط الأساسية للرواية بمعنى أنه قد سلم من تلك التهويمات الساذجة والحكايات التي لا فائدة من سردها ولا معنى ولأن العمل الفني طبقاً لهذا الفهم لا يستحق أن يحسب فنّا مالم تتحقق له الدلالة الاجتماعية تقدمية كانت أم رجعية، فإَن من الممكن القول إن الرواية لا تفتقد الدلالة الاجتماعية الجيدة فهي تدين الشعوذة، وتسخر من المتاجرة بالدين، وتفضح الذين يتظاهرون بالفضيلة ويبطنون خلافها، فتؤهل مسعود لزواجه هذا مقابل استقامته وتدفع وردة إلى القبول به على الرغم من معرفتها لسر العاهة التي يشكو منها كتفه إذ كانت بسبب تلك العصا الغليظة التي هوت عليه من بوليس العهد المباد عندما كان يشارك في إحدى المظاهرات، وثمة تعاطف ملحوظ بين هذه النماذج وكاتب النص من خلال إيجابياتها وكذلك فعل وهو يدين ما لوحظ على مواقفها من السلبيات ولكن دون الوقوع في مستنقع الحقد والكراهية، وقد تسلح الكاتب بقاموس لغوي جيد، قاموس نأى به عن الإسفاف وإرساء الجمل كيفما اتفق.. وكذلك الوقوع تحت طائلة الابتذال والسوقية، فالعبارة عند خليفة حسين عبارة منتقاة والجملة بين يديه مشذبة وغير معقدة في ذات الوقت. إنه ينشغل بأسلوبه انشغالاً واضحاً، فكلماته متوثبة وأوصافه حسنة وثمة قدرة ظاهرة لديه على التشويق، كما أن البناء الروائي العام خالٍ إلى حد كبير من العيوب كالانتقال المفاجئ والاقحام القسري والمواقف المسبقة.

على أنه بالرغم من ذلك كله، لا يزال مشدودا إلى الكثير من تقنيات القصة فهو شديد التعويل على الومضة السريعة والإشارة العابرة، والإعادة البسيطة ومثل هذا الانشداد يجعل منجزه الروائي مثقلاً بعدد من السلبيات وهي سلبيات يصعب غض النظر عنها، حين تجيء من كاتب متمكن من أدواته شديد الارتباط بفنون الإبداع وأمهات الفن الروائي أو هكذا يفترض أن يكون.

وأرى أننا لا نظلم هذا الكاتب ولا نقسوا عليه ولا نحمله مالا يحتمل، إذا قلنا إن قلمه الجيد لم يستطع أن يقدم لنا في هذا الرواية ما يفترض وجوده من شخصيات ذات أبعاد إنسانية واسعة، حري بها أن تتألق في مثل هذا العمل الروائي المكرس إلى حد كبير لهذا النوع من الفئات الشعبية المتجانسة والقريبة من بعضها البعض كما هو الحال بالنسبة لحي مثل حي الشارع الغربي حيث مولد خليفة حسين ونشأته والأسس الأولى لنمو تجربته والذي حدا به وهو يخوض تجربة الكتابة الروائية أن يختار منه شخصياته.

وعن هذه الناحية فإن القول بجودة الدلالة الاجتماعية لرواية المطر وخيول الطين، لا ينفي حقيقة أن الكثير من نماذجها قد وردت في حاجة إلى الكثير من التطوير والكثير من التكثيف، كي تحقق الارتفاع إلى الغاية السامية التي سعى الكاتب إلى التعبير عنها في عمله هذا، وقبل ذلك في الكثير من قصصه التي طالما دأب على تقديمها للمكتبة الليبية فليس هناك –على سبيل المثال – أي تعميق لشخصية الأستاذ عبدالحفيظ ذلك الرجل الذي أقدم على دعوة مسعود إلى بيته ليعرض عليه الزواج من ابنته وردة، فلا السرد يعيننا على فهم أبعاد هذه الشخصية ولا الحوار يأذن بإضافة معانٍ جديدة،’ بل إنه على العكس من ذلك يظهر في صورة الإنسان التقليدي الذي يرى في الأنثى مجرد مدعاة إلى القلق، حتى نراه يجبر ابنته على قطع الدراسة في السنة الرابعة أو الأخيرة بالأصح وهي تستعد للحصول على دبلوم المعلمات. وليس حظ مسعود الذي هيأه الكاتب للزواج من وردة وبرغبة من والدها أحسن حالاً من غيره في المعالجة الروائية، فقد جاء مثالاً للإنسان الساذج الذي لم يستفد من تجربة الحياة شيئاً مذكوراً، فلم تدفعه تلك الضربة القوية التي هوت على كتفه من ذلك البوليس الظالم وهو يسير في المظاهرات السياسية إلى الإحساس بأي جرح عميق في نفسه ولم تفجر في وجدانه أنه أي لون من ألوان العذاب الإنساني أو الاستعداد لرد المظلمة، حتى اقتناع وردة بالزواج يأتي مفروضاً من الخارج وليس عن طريق أي تطور ملحوظ في تفكير أي منهما. وما يقال عن هذه الشخصيات الأساسية في الرواية يمكن أن يقال عن أولئك الذين انعكست عليهم الأحداث.. فلا حرمان الحاج ينال حظه من معالجة الكاتب ولا عذابات مبروكة الخياطة تفصح عن أي صراع داخلي لدى تلك المرأة إذ في مثل هذه الأحوال تتصارع القيم مع الحاجة والظاهر المزيف من الباطن الحقيقي، فيؤدي ذلك كله إلى إغـناء التجـربة وإكــسابها المزيد مـن الــتوهج.

ولعل القول بأن الكاتب لايزال مشدودا إلى عوالم القصة القصيرة ولاسيما في تعويله على الوقفة السريعة والومضة الخاطفة، لايظهر في شيء كما هو الحال في تصوير شخصية الشيخ ذلك الإنسان الذي يختلس الفرصة للتعبير عن مشاكله الحقيقية، أو الذي يصر البعض على وصفه بهذه المشاعر عند اقترابه من وردة، وكذلك العبارة التي أطلقها أحدهم بصدد الحديث عن زواج مسعود من وردة وهو يصرخ في وجوههم هل فكر أحد منكم في الزواج منها قبل النفط ؟ فهذه المعالجة فيما أرى تأخذ بأسلوب القصة القصيرة أكثر من أن تطبق على فن الرواية حيث تلعب التفاصيل الدقيقة دورها الأساس والفعال في اعتناء التجربة الروائية وإكسابها ما هي في حاجة إليه من الأبعاد الإنسانية التي لانشك أن الكاتب كبير الطموح لزرعها في المجتمع عبر النسيج الفني وبواسطة أدواته الفنية ورؤيته الخاصة، وهناك في المدونة الروائية العربية التي لا شك في في إطلاع الكاتب على الكثير منها ما يمكن أن يشكل المثال الجدير بالاقتداء، عندما استطاع مبدعوها أن يحققوا من خلالها المثل الذي يدعون إليه. نعم إن الكاتب قد يتعلل بأن طبيعة شخصياته لا تسمح بإعطائها الأبعاد التي لا تنسجم مع مستوياتها العقلية وطبيعة تكوينها، وقد يذهب إلى أكثر من ذلك فيدفع بأن الصدق الفني يفرض عليه ألا يلبس شخصياته لبوساًَ لا يطابق واقعها المعاش وعندئد سنعود إلى الكثير من النصوص العربية التي تساعد على عدم قبول هذا الدفع وقد نتخذ من حنامينا وما اتبعه بشخصية مثل الطروسي عندما صنع منه بطلاً ثوريا في رواية الشراع والعاصفة فاستطاع أن يقاوم الظلم بأدواته البسيطة عبر البحر وفي اتجاه التمسك بذلك الخلق الرائع إزاء مجموعة الصيادين، فإذا كان حنامينا يعتبر كهلاً أو شيخاً في دنيا الأدب العربي فمن الممكن الاستشهاد بكاتب مجايل لخليفة حسين مصطفى هو الروائي التونسي محمد صالح الجابري الذي استطاع أن يضع من دربال بطل رواية البحر ينشر ألواحه ومن خلال علاقته لحبيبة أبرز شخصيات ذلك النص الجميل وبالذات فيما يتصل بإبراز القدرة على التخلص من أوروبا والعودة إلى الجنوب التونسي وذلك لأن المزاوجة بين الالتزام بالقضية الاجتماعية والواقع كان شديد الاتقان.

ليتعين بعد هذا بالطبع أن نتناول المؤثرات التي تأثر بها خليفة حسين وهو يكتب عمله الروائي هذا وهو أمر لايتسع له المجال الآن غير أن ذلك لا يعني عدم الإشارة السريعة بأنها مؤثرات محلية وربما كان ذلك في مقدمة ما جعله مشدودا إلى عالم القصة القصيرة، وفي جميع الأحوال فإن عمل خليفة حسين هذا يفصح عن بداية جيدة ويبعث على انتظار الكثير من العطاء وبقدر ما يستوجب الترحيب والدعوة إلى المزيد من المعاناة والمزيد من الصبر عسى أن يكون أحد أهم فرسان الرواية الليبية وربما يتقدمهم جميعاً.

هذه قراءة كتبت قبل ربع قرن حول أول نص روائي للكاتب خليفة حسين مصطفى الذي فارق دنيانا منذ سنة وبعض السنة بعد إسهام في المدونة الروائية فيه الكثير من الفرادة وكان موضع اهتمام الكثير من الدارسين الأكاديميين فضلاً عن المجايلين والنقاد ومن المؤكد أن الجدل حول هذا الكاتب سيستمر فليالي نجمه والأرامل والولي الأخير من الأعمال التي قالت الكثير وصمتت عن الكثير أيضاً وبالتالي فلابد أن تكون مثيرة ودعوة مفتوحة للتعامل مع التاريخ وحضوره في المتن الروائي الكامل.

مقالات ذات علاقة

رواية “عايدون”.. غربة وطن ونُخبة مُهَجَّرة

رأفت بالخير

من وحي قصيدة: رجولة

زهرة سليمان أوشن

أخطار العبور (المتوسطي) بين ضفتي… القذافي وبيرلوسكوني

المشرف العام

اترك تعليق