من أعمال الفنان محمد الشريف.
قصة

المحجوب

يتخذ المحجوب موقعاً في أقصى شمال مدخل ساحة “الفنا” امام باعة مشاتل النباتات والزهور، تقع أمامه في اتجاه اليسارمداخل ومسارب الأسواق الشعبية، وعلى جانبيه يصطف رجال يشبهونه في جلسته وعدته لكنهم يصغرونه سناً.

 Mohammad_Esharif

يصل إلى ساحة “الفنا” على دراجته ذات المقعد الجلدي الأسود المتشقق، يلتصق بجانبها الأيمن دولاب خشبي وغطاء من النايلون السميك ومظلة خضراء محكمة الإغلاق.

سبعيني، اسمر البشرة كحبة الفول السوداني، لا يتحكم في مخارج كلماته التي تخرج منحنية كظهره بفعل تساقط أغلب اسنانه.

يلبس قمصان مزركشة، ذات الوان زاهية، يغطيها بجاكيت اسود وبنطال سادة ويضع نظارة قاتمة ذات إطار أسود فيبدو كعازف السكسفون الزنجي.

ما إن يصل إلى الساحة حتى تتباطأ دراجته وتميد وكأنها في حلبة رقص. يدير بقدميه دواستي الدراجة إلى الخلف ويستمتع بأزيز السلسلة الحديدية في دورانها العكسي، و يتوقف بمكانها الذي اعتاد الوقوف فيه منذ ثلاثين عاما، يرفع ساقه ويشدها إلى الخلف كأنه يهم بالطيران ويتجاوز بها مقعد الدراجة ثم يضعها على الأرض دفعة واحدة، وهكذا تحتضنه الساحة وغيره من أعراق وأجناس مختلطة ومختلفة كأعشاب البرية التي تنبت على ظهور جبال الأطلس المحيطة بمراكش.

يفرش المحجوب بساطاً مهترئاً مطوياً على أكثر من طبقة، يفك أسر كرسيه ذي الاقدام القصيرة المحشو بالاسفنج المكتف بالحبال ويضعه على حاشية البساط.

يفتح صندوقه الخشبي ثم يبدأ في إخراج عدته ورصها بعناية على ظهر الصندوق. يصف الفرش الكبيرة في وضع استلقاء على ظهرها الخشبي والتي تتنوع شعورها ما بين النعومة والخشونة وماعلق بها من اصباغ مختلفة، ثم يضع من خلفها علبة دائرية معدنيةً مليئة بفرش اسنان مستعملة مصبوغة وقطعا خشبية مستطيلة متنوعة كالملاعق تدعم الأقدام في إرتداء الاحذية، وخلف كل هذا يرص بعناية مجموعة من الاصباغ بعضها في قنينات بلاستيكية وأخرى زجاجية متنوعة الاحجام والعلامات التجارية، وأخيرا وأمام كرسيه القزمي يضع صندوقاً خشبياً مثبتاً عليه قطعة خشبية عالية بارزة على شكل قدم.

بعد أن يرسم لوحة وجوده في الساحة التي تغص بالتفاصيل، يتنهد ثم يجلس على كرسيه فيبدو فيه قصير القامة، ويبدأ في طقوس إعداد “الأتاي”. يترك البراد المعدني المليء بالماء يغلي على ” البوطة” دون هوادة، ويدفع اليه بالمزيد من براد آخر ويسلم أذنيه لصوت الكركرة التي تعدل من مزاجه. يلتفت اليه من حين لآخر ويفتح غطاءه ليطمئن أن أعواد الشاي الخضراء تنفث أصباغها في المياة المغلية الحانقة. يفتح ورقا بني اللون يخرج منه حزمة نعناع طازجة ينقعها في الماء المغلي فيفتر مزاجه ويهدأ.

هكذا هو المحجوب، يعيش على الأصوات والألوان….

تنبعث من ساحة “الفنا” أصوات متداخلة ومتعددة في مزيج من الإيقاعات المختلفة التي لا يمكن أن توصف بالضجيج… أصوات هدير محركات السيارات والموتسكلات، وقرقعة حوافر الأحصنة التي تجر العربات المطلية باللون الأخضر وكراسيها المتقابلة الملبسة بالقطيفة الحمراء، وكلها تزاحم خطوات البشر الذين يبدون في الساحة الواسعة بقعا صغيرة متناثرة ومتباعدة على قميص ذي مربعات رمادية من حجم “الأكس ال”، أصوات باعة العصائر والمكسرات في عرباتهم البيضاء المتنقلة المرقمة وهم ينادون ويستحثون المارة، أصوات النساء في صراعهن مع قسوة الحياة من خلف مناديل تتهدل على أنوفهن وأفواههن، ضربات الدفوف التي تهيج الثعابين وتدفعها للتمدد وقوفا على جزئها السفلي بحجة الرقص… الجوالين الذين يحملون على أكتافهم البضائع لعل الحظ يبتسم لهم ولو لمرة ويبيعون شيئا منها… السواح بلغاتهم وضحكاتهم…ونقرات ماسحي الأحذية على صناديقهم الخشبية. لا يعلو صوت على آخر…ورغم هذه الأصوات المتداخلة، لا يتسلل إلى أذن المحجوب ويدغدغ مفاصله إلا صوت أم كلثوم الذي يصدح من ثقوب راديو الترانزستورمن داخل صندوقه الخشبي المحمل بعدته وعتاده…

“بعد ما صدقت أني قدرت أنسى، بعد ما قلبي قدر يسلاك ويقسى…جم بهمسة وغيروني ليه …ليه… بيفكروني… بيفكروني”

وسط هذه الصورة المليئة بالألوان، يمد المحجوب ساقيه وينظر أمامه إلى أقدام المشاة ولا يستجدي رزقا.

يحب المحجوب الساحة ويعشق جلسته المتراخية بالقرب من دراجته وصندوقه وأمام العلبة الخشبية التي تأتي إليه بالرزق دون أن يبحث عنه.

يكفي أن تتسخ الأحذية وتعاود الاتساخ مجددا حتى يتوالد الرزق.

– الرزق ع الخالق…

يقولها وهو ينقر بفرشته الخشبية على جانب الصندوق الخشبي الذي ترتكز عليه القدم معلنا أن الحذاء قد نال حظه من المسح والتلميع وإن على الزبون أن يبدل قدمه بالأخرى…

يتعامل المحجوب مع الأحذية على أنها وجوه، ويشعر وهو ينظر إلى فرشه وأصابعه بأنه فنان يلون ويمسح ويزوق و يعيد للحذاء رونقه ووجهه الحقيقي… يتناول الفرش والألوان ويحركها يمنة ويسرة، يشق الليمونة إلى شقين يستخدم “تفلها” وعصيرها لتذويب الشحوم والطين والمواد التي تعلق بالأحذية، يصيح وهو ينقر على صندوقه بالفرشاة “كل سباط باين على وجهو”. يعرف بفراسته وطول ممارسته لمهنته شخصية الزبون من حذائه، من لونه وصناعته وجلده. يستطيع أن يتعمق في تفاصيل هذه الشخصية فيتعرف على مهنته وحالته المادية ومكانته الإجتماعية بل ووجهته بعد خضوع حذائه للعملية التجميلية. ما إن يقترب الحذاء منه ويرتفع نحوه ثم يهبط ويرتكز على القدم الخشبية التي تحتمل بصبر أقدام الزبائن، حتى يبدأ في التعامل معه مباشرة كأنه كائن حي، يستسلم ليديه وفرشاته وألوانه فتصبح جلدته رطبة وحساسة ثم ناعمة ولامعة، ينقر نقرته الأخيرة ويعود بظهره إلى الوراء معلنا أن عليه الرحيل، يمد له الزبون قطع معدنية أو ورقة مستطيلة يفتح صندوقه الخشبي يرمي بما رزقه به الله يقبل ظهر يده و يتمتم “الحمد لله”.

ومن حين لآخر وهو في جلسته المعتادة تلك، يفتح المحجوب الدولاب الملاصق لدراجته، يدس رأسه فيه ثم يدخل عود الثقاب الملتهب يحرق به الخليط المحشو داخل الدائرة الضيقة لغليونه الخشبي ذي الرقبة الرفيعة والطويلة بعد أن يكون قد أمعن في الضغط عليه بسبابته….. يمتصه من فتحته بقوة ويستنشق دخانا ينفثه من فتحتي أنفه وفتحة شفتيه الجافتين السوداوين، ثم يعيده ويخبئه بحرص داخل الدولاب… يفعلها أكثر من مرة خلال النهار، فتسترخي عضلاته و تنتعش روحه و لا يعود يسمع من الساحة شيئا، لكنه مايزال يرى الأحذية تقترب منه أو تمر من جانبه أو تهرب منه.

لاتفصل “خديجة” عن المحجوب الا ساحة “الفنا”.

تأخذ موقعها المعتاد كل صباح في إحدى أزقة السوق الضيقة الملتوية وتحديدا درب “ضبشي”، تُنزل من عربتها اليدوية عدتها الثقيلة من طاولة حديدية مستطيلة ملحق بها مقعد وغاز متنقل بعدة عيون، وطناجر وأنبوبة غاز وصحون وصفايات بلاستيكية مختلفة الأحجام وعلب زيت وحفاظات بلاستيكية وأكياس.

ترتب عدتها على الطاولة التي تغطي سطحها وأقدامها الصدئة بمفرش بلاستيكي أزرق، تضع صفايات بلاستيكية ملونة متكئة على صحون من ذات جنسها. تفتح نيران عيون الغاز فتطلقان لهبا أزرق بأطراف محّمرة، وتضع عليهما طنجرتين واسعتين نمت على ظهريهما قشرة سوداء.

بشرتها سمراء خفيفة تبدو وكأنها بهتت بفعل الاستعمال، إلا أن ملامحها الغليظة لا تختلف عن ملامح زوجها المحجوب الذي تتناقص سنوات عمرها أمامه بمساحة “الفنا” الواسع التي يفصل بينهما.

في ذات المكان تمضي ايامها المكررة بينما المحجوب يستلقي في ساحة “الفنا” حركته قليلة ومحددة… ترمي خديجة بأسماك السردين المتبل بعد ان تقلبه في صحن من الدقيق والسميد الى المقلاة فينتعش الزيت الراكد ويصدر هسيسا عاليا سرعان ما ينطفئ بينما تتحمر أجساد السردين الرخوة وتتصلب قشرتها المعفرة بالخليط وتنكمش. تمدها الى الزبون الجالس صحبة ثلاثة صحون صغيرة تملأها بيدها بالبطاطا المقلية وأقراص الباذنجان المقلي الذي إسمر وسطه القطيفي وذبل واسودت قشرته، وقرون الفلفل بنوعيه الحلو والحار المترهل بعد انتفاخها في الزيت الساخن وتبقع جلدها. تخرج من أسفل الطاولة قرص خبز تمسح عليه وتمده للزبون “بالصحة والراحة” تقول بصوت خافت….

تجد خديجة رزقها رغم موقعها القريب من مطاعم بها كراسي وطاولات وشمسيات… زبائنها غالبا من أهل البلد أو ممن تغلغلت في اجسادهم رائحة السردين المقلي وهو يعبرون درب “ضبشي”.

يفضل البعض التهام أطعمة خديجة دفعة واحدة في ساندوتش، تشق الخبز المدور إلى شقين تفرغه من وسطه الابيض وتملأه بالبطاطا والباذنجان والفلفل ثم تسكب عليه صلصة العدس وتمده لزبونها.

كلما نقص السردين في الأطباق، دفعت بالمزيد من أجساده الطرية الى زيتها الساخن، تستمتع بأصواتها وهي تتحمر…فتقلبها وسرعان ماتنتشلها…

تعمل بيديها طوال النهار حتى انتفختا وابيضتا مع بعض البقع الحمراء وتقصفت اظافرها وعلق بحوافها سواد لا يزول… تفرق مابين قدميها وتحني ظهرها.. لطالما امعنت خديجة النظر في اقراص الباذنجان وهي ترمي به إلى الزيت الساخن، بعد ان تكون قد قطعتها الى دوائر.. تخز قلبها وهي ترى قلبها الأبيض يصفر ثم يتحول الى بني فأسود حتى تبرز بذوره، وترى قشرتها الملونة تستحيل الى السواد كبشرة المحجوب.. تبتسم – وهي المقلة في الإبتسام – وتتذكر أن بشرته لم تتغير منذ اقترنت به.. سوداء تزيد من ملامحه ضخامة.. بينما هي تتحول كل عام الى ما آل اليه باذنجانها بعد ان كانت تتباهى على المحجوب بلونها الفاتح.. عدا يديها اللتين انتفختا وابيضتا من القلي وغسل الصحون.

تجلس في ذات المكان ليس ببعيد عن حمام الدرب بمدخليه وصفتي سلالمه الضيقة الغاطسة للأسفل المخصص واحد منه للنساء والآخر للرجال، وبينما يبدو الأخير خاليا، تتكدس”الطيابات” اللاتي يمارسن مهنة حك الجلد في المربع الضيق أسفل السلم المؤدي إلى حمام النساء في انتظار تنظيف جسد احداهن.

حتى اذا ما همت شمس مراكش بالمغيب وذاب احمرارها بشكل أفقي وامتزج مع زرقة السماء، وتراءت لمن يزورها إن حمرة أرضها الطينية قد إنعكست على سماءها وعلت جبالها وصبغت مبانيها ووجوه أهلها، تنهض خديجة وهي تضغط براحتي يديها على ركبتيها وتتأوه من طول جلوسها ….. جلستها على الكرسي البلاستكي لساعات وحركة جذعها ما بين المقلاة وتوزيع الأطعمة تؤلمها آخر النهار.

تجمع خديجة عدتها تفرغ زيتها وتسكب عليه الماء، تضعها في عربة خشبية مهترئة بعجلتين، ترفع يدي العربة بشكل مائل حتى تستوي على عجلتيها وتجذبها بما تبقى لديها من قوة وهي تدفع بقدميها المتعبتين جسدها إلى الامام.. تنطلق إلى الدرب وهي تجرها نحو بيتها القريب… وفي ذات الوقت يقفل المحجوب صندوقه الخشبي يتأكد من تثبته على دراجته، يعلوها وهو يصفر بقية لحن لم يكتمل. يحرك الدواسة بقدميه، يراقص دراجته، يدخل سوق “القصابين” المؤدي الى درب “ضبشي” نحو بيته وقد انتهى يومه بينما يستمر يوم خديجة في فصل آخر من الطبخ لأصناف اخرى من الأطعمة للمحجوب وابنائها منه، وغسل أواني عدتها.

تتكاثف روائح الطبخ على جلاليب خديجة وتعانقها حتى تكاد تخنقها…إلا أن رائحة السردين هي الغالبة.. يعايرها بها المحجوب، تجمع حاجياتها في دلو بلاستيكي، تحمل عجين الصابون البلدي الأخضر، تهبط درجات الحمام، تنزع ملابسها وتستأجر احدى النسوة من حر مالها، تحك لها جسدها المشبع بالبخار المتفتحة مساماته بليفة سوداء خشنة تذيب عن جسدها الزيوت وزفار السردين الذي تسلل من ثيابها إلى جسدها الأسمر حتى بهت لونه وإصفر، تهيل “الطيابة” على جسدها دلاء من المياه الساخنة، وتعيد إليه لمعانه كحبة الباذنجان المتماسكة… تدب الحرارة في عروق يديها فتجري فيها الدماء الساخنة وتستعيد سمرتها … تصعد خديجة السلم إلى الدرب بخفة وهي منتشية وقد استعادت لونها ونضارتها… ترمق المحجوب في فناء البيت وهو يدخن غليونه وينفثه من بين شفتيه السوداوين ويبصق مضغته، تمر من أمامه وقد فاحت منها رائحة الصابون البلدي واستعادت لونها الباذنجاني وشعرت باتساع العمر فيما بينهما كالمساحة التي تفصلهما في ساحة الفناء…

تميل الشمس نحو المغيب في مراكش لتظهر ظلال مرتادي ساحة “الفنا” على الحيطان الطينية الحمراء وهي تأخذ حجما أكبر منها… تخف الحركة في الدروب والأزقة بينما يزداد حدة صوت كل حركة ويتميز عن غيره في الساحة….

ما أن تجلد الشمس ساحة ” الفنا” من جديد، وتخف سياطها في دروب الأسواق وأزقتها يبدأ المحجوب وخديجة يومهما… تفرقهما الساحة من جديد…

يردد المحجوب وهو ينفر على صندوقه النقرة الأخيرة ” كل سباط يمسح على وجهو… كل سباط يمسح على وجهو…” ويرمي بالقطع النقدية في صندوقه الخشبي، بينما تجلس خديجة على كرسي بلاستيكي في درب “ضبشي” بصمت تتنفس رائحة السردين وزيوت القلي.. تردد لكل زبون “بالصحة والراحة”، وتجمع قطعها المعدنية في صحن بلاستيكي.

تزداد ضربات يدي المحجوب على وجوه الأحذية وكأنه يصفعها، يتفرس نوعها وجلدها ويعمل جاهدا على استعادة شكلها الذي صنعت به…

تقلي خديجة أخر سمكة سردين…. وقد توهج وجهها بفعل الحرارة… تجمع حاجياتها، ترتفع بجسدها وهي تتأوه وتجر العربة….

يجمع المحجوب عدته وقد علا صدره وتخدرت أطرافه بفعل الدخان الذي امتصه، يغلق صندوقه الخشبي، يعتلي المقعد الجلدي لدراجته، يراقصها في طريق عودته.

حين يتغلغل المساء في سماء ساحة “الفنا” يفرد الحمام أجنحته وهو يتجول بعلو منخفض، وتخفت الأصوات فيه، وتعلو أصوات جديدة لرنين الأعمدة المعدنية، وارتطام الكراسي وانجرارها على أرضية الساحة، وارتفاع الطناجر المعدنية على أعين اللهب الواسعة وهي تهتز لتتخلص من حملها الزائد بأبخرتها اللاسعة، واحتكاك الملاعق بالصحون ….حيث يبدأ جمع من الرجال في قلب الساحة إلى مطاعم صغيرة تقع على جانبي ممرات طويلة من الخيام البيضاء، ليبدأ طباخو الساحة بمعاطفهم البيضاء من الرجال والنساء وأياديهم العارية عزف الحان نهاية يومها الطويل…

يجتمع المحجوب وخديجة آخر النهار في إحدى البيوت الطينية الضيقة بعيداً عن صخب الساحة التي تفرقهما….يخبو وهج اليوم الطويل في درب “ضبشي”… تُفتح الأنوار وتُغلق… تهتز أضواء الشاشات الصغيرة من النوافذ الضيقة القريبة من الأرض، تشع الحيطان الطينية الحمراء بعض الدفء وتمتص بعضاً من التعب… تتفاوت حصيلة كل منهما… يجلب السردين حظا أوفر من الأحذية…

23. 3. 2013–25. 12. 2013

مراكش

مقالات ذات علاقة

لا شيء يدوم

رشاد علوه

ترحّل

محمد دربي

عوسـجة

محمد العنيزي

اترك تعليق