حوارات

الكاتب منصور أبو شناف/ بين النقد وترحاله مع القلم

منصور أبو شناف

بين النقد وترحاله مع القلم

 

حاورته: ليلى المثناني

 

الكاتب: منصور أبوشناف

هادئ، حاد النظرات، متواضع، لا تمل الحديث معه، إنه الكاتب والناقد “منصور أبو شناف” جسد بكل ملامحه وصدى قلمه صورة الفنان الوطني، فهو من الذين حملوا هموم الوطن ومعاناة شعبه على مر الحقب،عبر قلمه إلى صفحات صحيفة “الجماهيرية” و “الصدى” الإماراتية والزمان اللندنية، وهو ناقد مسرحي لمرحلة طويلة مع المسرح وقد أسس في بداياته فرقة مسرحية في المسرح الجامعي ببنغازي وفي الحوار التالي كشف لنا الكثير من الأمور عن المسرح الليبي…

* تفاصيل أخبار ليببيا.. لقد مر المسرح الليبي بعدة مراحل قبل وصوله إلى ما هو عليه الآن، فكيف ساهمت هذه المراحل في صقله وتألق إبداعاته؟

* منصور أبو شناف.. كان أول عرض مسرحي في سنة 1908 ف، أي قبل الكثير من الدول العربية والمسرح الليبي كون العديد من الفرق المسرحية كفرقة الثلاثينيات وكان طبعاً تحت الحكم الإيطالي، ولقد ساهم الممثل الليبي كما ساهمت كل القطاعات الثقافية والاجتماعية في المجتمع الليبي بمقاومة الاستعمار الإيطالي، وبعد ذلك استمرت رحلة المسرح الليبي إلى السبعينيات حيث تمت نقلة أخرى.. فبعد قيام الثورة تم إيفاد مجموعة من الفنانين للدراسة بالخارج البعض منهم في بريطانيا، والبعض في إيطاليا ومنهم في المجر وعند عودتهم ساهموا إلى حد كبير في صناعة المسرح الليبي والنهوض به وانضمت مجموعة من الشخصيات الفنية العربية إلى المسرح الليبي، وساهموا بالنهوض به في فترة السبعينيات منهم: عمر الحريري والسيد راضي، وغيرهم، أيضا تم تأسيس معهد “جمال الدين الميلادي” حيث قام بتخريج مجموعة كبيرة من المؤهلين الذين ساهموا في تكوين قاعدة كبيرة للمسرح الليبي، وأخيراً “تضم كلية الفنون والإعلام” قسماً لفنون المسرح ويبقى لي أن أقول: “إن المسرح الليبي مثل المسرح العربي مر بعدة مراحل وكانت المرحلة الأولى مليئة بالنضال ضد الاستعمار، تم بعد الاستقلال أصبح مثل المسارح العربية، يعالج المشاكل والهموم الاجتماعية كتحرير المرأة.. والعدالة الاجتماعية والوحدة والقضايا التي تهم المواطن العربي”..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. الفن المسرحي، فن متكامل بحد ذاته يشمل النص والخلفيات والممثلين والديكور وغيره من المكملات فما مدى قوة هذا الترابط الذي يتراءى إلى الجمهور والجالس أمام الخشبة؟

* منصور أبو شناف.. المسرح الليبي مثل المسرح العربي بدأ بداياته الأولى يعتمد على الكلام أي الكلمة فقط فكان أهم شئ في العرض المسرحي هو النص وصوت الممثل ذاك الصوت الجهوري المؤثر والآن بعد الانفتاح والتطور الذي يجري في الفن المسرحي بالعالم كافة وبعد دراسة مجموعة من الفنانين بالخارج أدركت أهمية المكملات الأخرى، فأصبح مفهوم العرض المسرحي أن يكون مشتملاً على مجموعة من المفردات، وإحداها ا النص الذي يمثل جزءاً فقط ثم دخلت الإضاءة والديكور والملابس، وكلها أصبحت أشياء مكملة وأساسية في نفس الوقت لإنجاح العرض المسرحي، والآن يوجد الكثير من الليبيين ذوو الخبرات الممتازة في الإضاءة والديكور والملابس، الذي يسمى بـ “السيلوتر” بصفة عامة، ولكن تبقى التقنية المتطورة ومعداتها هي المشكلة بالنسبة للمسرح الليبي، لأنها غير متوفرة..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. كل فن له صعوبات، وإذا جاز التعبير معوقات تصادفه، فما هي المعوقات التي تقف حجر عشرة أمام الفن المسرحي؟

* منصور أبو شناف.. يقال دائماً إن الإمكانيات هي التي تشكل عائقاً أمام المسرح الليبي والعربي بصفة عامة، وأنا شخصياً أرى أن أكبر عائق للمسرح الليبي هو علاقته بالجمهور، وغالبية المسارح تفتقر إلى الجمهور والذنب طبعاً مشترك بين المسرح والجمهور.. فالجمهور للأسف تربى ذوقه بشكل خاطئ عبر ما يبث في المرئيات والفضائيات.. إلخ، حيث تم ترسيخ لون معين من المسرح لدى الجمهور، وهو مسرح “النكـتة” أو الضحكة، بالتالي أصبح المسرح يمثل مكاناً للضحك فقط، ولست ضد الضحك، ولكنني ضد الضحك الساذج والسطحي الذي يضخ الآن عبر الفضائيات العربية حيث ساهم هذا اللون من المسارح في ابتعاد الجمهور عن المسرح الحقيقي، فأصبح عندما يدخل ولا يجد مسرحية بنفس اللون الذي شاهده في الفضائيات لا يعتبر ذلك مسرحاً.. بهذا نجد أن المسرح يعاني من ابتعاد الجمهور عنه، وأنا أرى أن الحل هو في بحث المسرح عن الجمهور.. فليذهب المسرح إلى الأماكن التي يتواجد فيها الجمهور حتى يلبي احتياجاته..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. ما مسؤولية الفنان الوطني المسرحي في إثراء وإحياء هذا الفن؟

* منصور أبو شناف.. تقع المسؤولية الأولى على الفنان، ولكنها ليست المسؤولية الكاملة، فالفنان ليس وحده المسؤول عن المسرح، لأن المسرح ظاهرة اجتماعية وليس بقطاع معين، وبما أنه يهم كل القطاعات، فالمطلوب منها سواء كانت تعليماً أو قطاع سياحة أو ثقافة لابد وأن تلتفت إلى أهمية المسرح وخاصة في التعليم، فالاهتمام بالمسرح المدرسي يعتبر القاعدة الأساسية للنهوض بالفن المسرحي الليبي..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. المسرح كغيره من الفنون دخلت عليه رموز العولمة بتياراتها المختلفة فهل صاحب المسرح الليبي شيء منها، وبرأيك كيف يمكن حمايته؟

* منصور أبو شناف.. أنا شخصياً من أنصار العولمة، وأرى أن المسرح الليبي الآن متاحة له فرصة مشاهدة العالم وما يجري فيه من تطور في الفنون المسرحية وعليه أن يقدم نفسه ويساهم في هذه العولمة ولا يقف ضدها، فالعولمة لا مفر منها، وعلينا أن نساهم فيها بدلاً من الوقوف ضدها، وقد تخدم العولمة المسرح لأنها توزع في العالم، وبالإمكان أن توزع الكاتب.. ولكن المشكلة هي كيف نقدم للعالم أنفسنا..؟ فيجب علينا أن نقدم أنفسنا وثقافتنا الحقيقية بعيداً عن التقليد للآخر، أنا ضد أن ننجرف وراء التقليد الأوربي ولكن عندما أقول : أنا في ليبيا هكذا، وأقدم نفسي للعالم فلم لا..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. التوقف المفاجئ لمسرح الطفل لفترات، وقلة العروض المسرحية المتخصصة بثقافة الطفل من وراءه؟

* منصور أبو شناف.. مسرح الطفل كان في السابق ترعاه أمانة الإعلام والثقافة ثم انتهت هذه الأمانة في فترة سابقة، ولا بد أن يتم إجبار قطاع التعليم بأن يقوم بدعم المسرح وخاصة مسرح الطفل وبشكل فعال..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. كيف يمكن أن تقَّيم لنا حركة المسرح الليبي الآن؟ وأين هو من المسرح العالمي؟

* منصور أبو شناف.. المسرح الليبي كما أسلفت يعاني من مشكلة كبيرة تكمن في علاقته بالجمهور، وهذه نقطة أساسية جداً ويعد المسرح الليبي جزء من المسرح العالمي إلا أن حركته ضعيفة جداً مقارنة بحركة المسرح العالمي وهذه لا تخص المسرح الليبي بوجه خاص وإنما المسرح العربي أيضا حيث يعاني تقلصاً شديداً فالعروض المسرحية الجديدة في الوطن العربي وصلت إلى ” 200 ” عرض في السنة تقريباً، ناهيك بالعروض الجديدة في الكيان الصهيوني، والتي تصل إلى ” 3000 ” آلاف عرض مسرحي وإذا أجرينا مقارنة بين العروض في الوطن العربي والعروض الإسرائيلية نجد الرقم كبيراً ومخيفاً..

* تفاصيل أخبار ليبيا.. هل يمكن القول بأن المسرح الليبي موجود على الساحة؟

* منصور أبو شناف.. طبعاً المسرح الليبي هو مسرح عريق جداً، ومن أعرق المسارح العربية، ويبلغ عمره الآن ” 100 ” سنة، واكب فيها تطور شعبه وأمته بشكل فعال، ويبقى للمسرح الليبي شكله وملامحه التي تخصه وتميزه عن غيره من الفنون المسرحية..

عن موقع تفاصيل أخبار ليبيا

مقالات ذات علاقة

الشاعرة نعمة كركرة: أسير ببطء امرأة اعتادت الوصول المتأخر…

حنان كابو

لطفية القبائلي: أنا وبنات جيلي لم نقع بمصيدة الأدب الإباحي

عبدالسلام الفقهي

عوض الشاعري لـ «الوسط»: جدتي غرست في كياني بذور الحكي

المشرف العام

اترك تعليق