تشكيل

الفنان مرعي التليسي من الواقعية الى الواقعية السحرية

الفنان التشكيلي مرعي التليسي

الابتعاد عن الذرائع التشكيلي التزيينية والدخول الى عالم فسيح من السحر لتقريب المسافات بين فن الرسم والمتلقي من الواقعية الى الواقعية السحرية يدخلها الفنان التشكيلي الليبي مرعي التليسي من باب التعامل المتقن مع المواد وسطح اللوحة برهافة الفراشة في انتاج ادق التفاصيل لوجوه ليبية ورصد عادات تقليدية لحياة الناس من لقاء الاحبة ,فتاة تنتظر على عتبة الباب ,طفلة تترقب العالم الخارجي الفسيح من ثقب الخيمة , طائر السنونو المحاصر في مربع قوس قزح ضاقت به الدنيا على ما يبدو , أطفال تلعب ونساء جميلات وقارب ورقي صغير يطفو بجانب قارب صيد عملاق يظهر في اللوحة بفعل الصغر المتناهي لما حوله من اشياء , سمكة خارج الماء تحاول العيش رغم انكسار موطنها المتمثل في حوض الاسماك الصغير , كل هذا وأكثر يعكس مكابدات الناس العاديين وحياتهم البسيطة في اعمال مليئة بالسحر للفنان .

لم يكن التليسي في يوما ما فنانا مفاهيميا كما يعتقد البعض لان الفن المفاهيمي هو فن الفكرة ولا يعتمد في الغالب على المحسنات التشكيلية كالمهارة في الرسم والتي يتقنها التليسي وملتزم بها في فنه ، لان فن الفكرة ” المفاهيمي ” يمكن ان ينفذ بإنشاء في الفراغ او بعمل فيديو او بتركيب اشياء جاهزة “ready-made”  وكان مارسيل دوشامب اول من كرس هذا النوع من الرسم ، التليسي فنان واقعي جدا في بداياته والان في هذه الاعمال وهي منذ التسعينات تقريبا تسمى الواقعية السحرية كما هو الحال في لوحة عالم كريستينا للفنان الأمريكي آندرو ويث حيث اتفق على انها واقعية سحرية .

الفنان مرعي التليسي من ضمن مجموعة من الفنانين التي اكدت على نضوج المشهد التشكيلي الليبي على الساحة العربية والإقليمية في بداية الثمانينات وحتى الآن يعمل على مهل في مرسمه الجميل المطل على البحر بالقرب من قوس ماركس في وسط المدينة القديمة بطرابلس مصدر مفرداته التشكيلية وقصصه المرسومة في اعماله الفنية. جاءت مشاركاته الفاعلة في المعارض والملتقيات العربية والدولية لترسخ صورة الفن التشكيلي الليبي وتشد من ازره وتضفي عليه التنوع والخصوصية حيث ان تجربته الفنية متزامنة مع تجارب اخرى ليبية رائدة كان لها الدور الرئيسي في تشكل هذا المشهد وسطوعه محليا ودوليا.  

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي

ساهم الفنان في الكثير من الاعمال الفنية والجداريات التي تزين الكثير من المباني ونفذ اعمال فنية الكثير من المؤسسات وله اعمال مقتناه في الكثير من دول العالم ومنها مالطا وايطاليا والنمسا وغيرها . ولد الفنان في مدينة بنغازي الليبية سنة 1957 م وقام بترتيب واقامة العديد من المعارض الفنية الجماعية على مستوى الوطن عندما كان يعمل في ادارة الفنون التشكيلية في سنوات مضت. رسام ونحات ومصمم غرافك ومصور فوتوغرافي.

2020

مقالات ذات علاقة

طه الجواشي.. رؤيا في تواقيع سفر الذاكرة

عبدالسلام الفقهي

حديث في التشكيل

ناصر سالم المقرحي

ألاّ نغيب مرة أخرى عن التشكيلي المغاربي

أحمد الغماري

اترك تعليق