قصة

الـدم الأسـود

هم ذاتهم وليس أشباههم, فلا شي تغير, حتى منزلنا مازال يستند إلى سفح الجبل قبالة الوادي وشجيرات الزيتون

المبعثرة الحزينة.

ما الفرق؟ ذات الجموع تصرخ في انتظار الدم.

– دم البكارة مميزة تخيل إنها أقرب إلى السواد, تماماً مثل دم الشاة المخنوقة, همس أحدهم في أذني وهو يوصيني.

لا فرق سوى الزمن, القدور المنصوبة وألسنة اللهب, تلعق الدهان المتقاطر والدخان المتصاعد, الغرف المختنقة

بالنسوة, ورائحة العرق الحامضية, وروائح أخرى خانقة كريهة, والزغاريد المتقطعة لعجائز الحي, وأعمامي يقفون

نفس الوقفة أمام المنزل, ثم يتعاقبون على مراقبة الطبخ ليسترقوا النظرات للنسوة المنهمكات في الطبخ.

كنت سأضحك لولا أن قاطعني(سالم) ابن عمي حين سأل:

– هل انتهيت من تجهيز نفسك, العروس في انتظارك,هذه ليلتك (يا سلطان) كانت الجموع تقف في انتظاري ? ثمة أصوات وهمسات? وزغاريد تتعالى ونشيد أشبه بالتعاويذ. تتحرك الجموع ? تصطف ? تصرخ? تتلهف لشيء مبهم ? في عيونهم ثمة انتظار، للدم، دم الشاة المخنوقة ? استدارت الجموع خلفي ? كانوا يدفعونني تجاه الزغاريد المتقطعة.

كانت الخطوات القليلة بين منزل (سالم) حيث انطلقنا والجموع ? زمنا آخر، الجبل خلف منزلنا كتلة سوداء تناديني ? للهرب من الجموع الصارخة ? الزغاريد الأشبه بالأنين تذكرت الرجل الغريب ونظراته الحادة وحقيبته المهترئة ركضت حينها تجاه الجبل ركضوا خلفي أمسكوا بي ,النسوة ضحكن زغردن أحدهم كان يحملني كالأرنب تحت إبطه والجموع ذاتها تلاحقني خلعوا ثيابي ? ألبسوني ثوبا أبيض طويلا كالكفن رسموا بالحناء نجمة وهلالا على صدر القميص تعالت الزغاريد أحسست بالرمل تحت قفاي امتدت يدا باردة لعضوي ونظرات من الجموع العطشى للدم.

ألم في عضوي دم حار يدفق أحدهم يخطف الثوب الأبيض الملطخ بالدم ويركض تجاه النسوة والزغاريد ? الصرخات ظلت تدق في رأسي وتتعالى توقف اندفاع الجموع أمام الغرفة وسط المنزل وانتهت آخر كلمات التعويذة.

تبادل الجميع النظرات في صمت أطلت بعض النسوة من الغرف المظلمة والنوافذ.

امتدت يد سالم تدفع باب غرفتي خطوت بحذر تجاه الظلمة قبل أن أغلق الباب خلفي رأيت الوجه الغريب بالحقيبة المهترئة? النظرات الحادة والمقص أحسست بألم في عضوي.

كان سالم يضع يده على كتفي ويهمس في أذني بإلحاح:

– نريد الدم على الثوب الأبيض المفروش على السرير, دم الشاة المخنوقة.!

مقالات ذات علاقة

ولا تسأل عليّا

المشرف العام

دكاكين…

جميلة الميهوب

ايزادورا

المشرف العام

اترك تعليق