شعر

الشوكة التي أدمت أثينا


تفريخ لذلك الانقسام القديم خرج للعلن ما أوهم الظن ..
بأن الواحد اثنين , مبديًا نزيفًا , أرهق مدنًا وممالكْ .
و انتشرت فوضى الحروب الأهلية كالنار في الهشيم .
الشوكة التي أدمت أثينا

طويلا ما كان الصراع بينهما يظهر ليختفي
صراع ولدّته طبيعة المدينتين
بين مدنية الدولة , ودولة القوة ,وسيطرة العسكر
والحروب التي ما أن تختفي لتظهر من جديد
فجأة تختفي” أسبرطة” المقاتلة والعدو على أبواب اليونان ،!
“أسبرطة” التي كانت مؤهلة لخوض هذه الحرب أكثر من غيرها
تركت شقيقتها لتنتصر وحدها على عدوهما المشترك القديم
لكن الشوكة التي أخفت نفسها بنفسها ﻷمر ما !
ظهرت مجددا في حرب 1″البليبونيز ” دامية خصر ..
شقيقتها الكبرى ” أثينا” هذه الفاتنة اللعوب !
و التي لطالما تطلّعت من فوق كتفيها على
بقية المدن اﻷخرى!
لتقضي عليها في حرب دامت عشرون عاما
بعد استنزافها في حربها اﻷولى مع الفرس ..
لكنه انتصار على طبيعة الحرب اﻷهلية الدائرة ..
التي تشي دائما بأن المنتصر مهزوم ولو بعد حين !
مرة أخرى تسقط أثينا أمام محنة العسكر ..
هذه المرة أمام ” المقدوني ” القائد الذي شاء أن يلمّ ما تبعثر..
ويوقف الحرب التي استمرت تعصف بعقول وأجساد المدن المتحاربة
فتصدت” أثينا “(2) بخطاب مرة أخر ى يقع بين فكّي العسكر
كأنها لازالت تلوّح بماضيها لذي لا يضاهى ! .
فأي مجدٍ يا” أثينا” يا مدينة اﻷرباب من غير قوة تحميه ؟!
……….

و نأبى إلا ّأن تقودنا حكمة التاريخ من آذاننا !
…………

بعض الوجوه تتساقط هنا وهناك كأوراق شجر الخريف ..
وتستمر الحكاية ..
البراغيث !
كان” بومبي” في روما القديمة يصارع” القيصر”
على الحكم , تسبقه عراقة مجد عتيد ..
هكذا فكّر رجال روما , وهكذا دفع “ببومبي” لهزيمة
القيصر , فكَّر الأخير في العجوز سليل الفتوحات
لكنه أدرك بفطنته أن الزمن لا يمكن أن يعود
وأنّ ما يهيّئه القدر مجدا آخر لا يقل
في علوّ كعبه عما دخره لبومبي !
انتصر القيصر انتصار الأسود ..
لكن المسكين في عزِّ أمجاده نسي” البراغيث” !
التي يمكن أن تنتشر في كامل جسده
” البراغيث” التي لم يعرها لضآلتها بالا
كان سمُّها يكفي لأن يلوث دمه الذي ظن أنه نقيا !
………
أيها القيصر لو رجع بك التاريخ أكنت تعيد السّيرة ؟
ضاقت روما بما برحت وأصبحت شغلها الشاغل ..
لو لم يكن في روما من أخطاء الأمس ما يوازي جرأتك
ما كان الذي كان حثيثا !
………
الخيانة لا تبلى .. والدموع بواقٍ !
….

لا تصدّقهم ..
وقد خانوا الخُطى
لم تعدْ شمعتهم
تضيء..
لم يعد حلمهم
قنديل المدى !


1 البليبونيز “.. الحرب التي دارت بين المدينتين أثينا وأسبرطة .

2 أثينا واسبرطة” مدينتان يونانيتان خاضتا صراعا طويلا , بتحالفاتهما وباختلاف طبيعة المدينتين واستحواذهما على مناطق النفوذ قبل الميلاد ”

“يوليوس قيصر” القائد العسكري و امبراطور روما الأشهر تولى الحكم بعد انتصارات كبيرة وحول النظام
الجمهوري إلى امبراطوري كان أول امبراطور في روما توالت بعده سلسلة الأباطرة .
“بومبي ” قائد روماني قديم استعان به (السناتو) مجلس الشيوخ الروماني على القيصر العائد بانتصارات مظفرة وبعد معارك معه انتصر فيها القيصرنصبَّ نفسه امبراطورا مطلقا .

مقالات ذات علاقة

مخادع طريدة الحلام

مفتاح البركي

قصيدة حائرة

سميرة البوزيدي

الساعات القاتلة

آية الوشيش

اترك تعليق