المقالة

الزرازير

ما أن يفقصوا حتى ينطلقوا واثقين لاغين لكل ما قبلهم ممسكين بحلول مشاكل الراهن وأفاق المستقبل لا شيء قبلهم ولا شيء بعدهم , فهم مركز حركة التاريخ أو بالأحرى نقطة انطلاقها.

الزرازير التي تغني والتي تكتب والتي تعمل بالزراعة أو الصناعة (خفيفها وثقيلها) تأتى إلى العالم معلنة عن نفسها ماسحة بمطاط  غرورها كل العجائز الذين سبقوها  في الكتابة أو الغناء أو الزراعة أو الصناعة ولاغية بأوهامها احتمالات  المستقبل.

زرازير الكتابة تعلن إنها (التأسيس) وأن ما قبلها لم يكن إلا صراخاً وهجاء وهراء لا طائل منه وأنها خرجت من بيضتها دون أن يرعاها أحد أو أن يتبناها أحد (فهم زرازير لا أباء لهم)

زرازير الغناء تعلن وفي (صورة عن قرب ) أنها سعيدة بحب الجمهور لها وأنها سعيدة بما حققت من إنجازات مذهلة في هذا العالم الرحب وأن أغانيها التي (كسرت الدنيا) كما يقول الإعلام العربي عن الأغاني كانت إنقاذا للأغنية العربية.

زرازير الصحافة وقبل أن تتخرج من (كلية جنزور)  تعلن وعبر الفضائية أنها تعمل على تأسيس صحافة ليبية عالمية وأن كل الذي يطبع ويكتب ويوزع في الصحف  الليبية شديد التخلف وليس (ع الموضة)..

 زرازير القصب تقول بثقة كاملة إنها تعمل على إنتاج الموز للتصدير وتعلن زرازير الصناعة أنها على استعداد لإطلاق أقمارها الصناعية لو أعطوها الإمكانيات.

زرازير التمثيل وزرازير, التصوير وزرازير كل شيء تقول ما يقوله أ بناء جيلها وتبر الزرازير وتشيخ دون أن تحقق شيئاً يذكر لتبدأ الدورة من جديد فتفقص زرازير أخرى وتنطلق من بيضتها واثقة لاغية لكل ما قبلها واعدة بما وعد به سابقوها..

على هذا النحو تبقى ( الزرازير زرازيراً ) ولا تنتج شيئاً .. ببساطة لأن الإنجاز الكبير لا يأتي إلا عبر التراكم والتواصل.

مقالات ذات علاقة

دعوة إلى الحذر من ..الأساليب الجديدة في تسويق الأخبار …

المشرف العام

التعصب والعنصرية لدى الشعب الليبي

عمر أبوالقاسم الككلي

رسائل الإتزانية

علي بوخريص

اترك تعليق