متابعات

الخُمس تدشن صرحها بافتتاح صالونها الثقافي

افتتح الخميس الماضي بمدينة الخمس، (صالون الخمس الثقافي) الذي أعلن عنه في الـ11 من سبتمبر الجاري، والذي جاء بعد اعتماد مكتب الثقافة – الخمس التابعة للهيئة العامة للثقافة له.

حضر حفل الافتتاح، جمع من أدباء وكتاب المدينة، والمهتمين بالشأن الثقافي. حيث قام الأستاذ “عبدالوهاب بن محمود” مدير مكتب الثقافة والمجتمع المدني – الخمس، بافتتاح الصالون بمقره بوزارة الثقافة. حيث تضمن البرنامج إلقاء مجموعة من الكلمات وتكريم من ساهم في هذا العمل.

وعلى هامش هذا الحدث، التقينا بالكاتب “مأمون الزائدي” أحد الأعضاء المؤسسين للصالون، وبصفته نائباً في الهيئة الإدارية له، في حديث عن الآفاق والبرامج التي يسعى الصالون إلى تقديمها:

 %d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d9%8a-1

الصالون؟

أخي الشاعر الجميل رامز النويصري أحييك  وأشكرك على هذا الاهتمام  وأتمنى لك كل توفيق.

بسبب من الحاجة الملحة لوجود كيان ثقافي يجمع شتات المبدعين ويشكل نواة لإدارة فعالياتهم وإسهاماتهم، اجتمع العديد من هؤلاء الناشطين البارزين في الحقل الإبداعي والمهتمين بشكل منفصل منذ العام 2011، حصلت الاجتماعات في أماكن متفرقة ونجم عنها ما لم يتجاوز النية الحسنة كثيراً لان الاستجابة كان محدودة من طرف الجهة المسئولة وكذلك من طرف المبدعين أنفسهم الذين وبسبب من التاريخ السابق السيئ المتراكم كانوا يتهيبون الخوص في مالا يعتبرونه يعدو تذوق مرارات أخرى، وقد أقيمت نشاطات وفعاليات خلال الأعوام السابقة كانت أغلبها تعتمد على المجهود الفردي، إلا انه ومنذ العام 2012 حرص عدد من الأعضاء الحاليين على مداومة الاجتماع بشكل أسبوعي والإصرار على الخروج بصيغة تؤدي إلى تفعيل الدور الثقافي بعيدا عن المقترحات المتاحة والمعمول بها وقتها التي يتوه فيه التوجه الإبداعي ويختلط بنشاطات مجتمعية مدنية أخرى ليست من أولوياته، كان الحاضرون يستبصرون ضرورة خلق كيان ثقافي متخصص يعمل بشكل مكتفي بانجازات منتسبيه ويسعي لإتاحة الفرصة نحو منتسبين جدد من ذوي الموهبة والمشغلين فعليا بالهم الإبداعي. ثم تم مزج المنجز السابق الذي نثني عليه كثيرا فقد تمكن من توفير مقر وتجهيزه مع تذليل بعض الصعوبات الأخرى وبعد عقد بضعة اجتماعات كانت لازمة لتوضيح طبيعة المتوقع انجازه واقتراح آلية لعمله التي قدمت على شكل نظام داخلي أو لائحة داخلية توضع كيفية عمل الصالون، كانت استجابة رئيس مكتب الثقافة الجديد  الذي نسجل شكرنا له، في محلها فقد رحب بالمقترح وقام بتبنيه وفتح لنا قلبه ومكتبه وحرص شخصيا على استكمال ما يلزم لإنجاح الفكرة  عارضا كل إمكانيات المكتب وكل ما يستطيع أن يقدمه، مما أدي إلى تسريع صدور القرار رقم 4 المتعلق بإنشاء الصالون. وباختصار ودون ذكر أسماء ونسيان أخرى، اعتمد هذا المنجز الذي نأمل أن نوفق من خلاله إلى تقديم الأفضل على جهود مخلصين قرروا مبكرا الإصرار على هذه الفكرة والتشبث بها والحفاظ عليها بعيدا عن التشويه والاختلاط والامتزاج مع نوايا حسنة أخرى.

 

دعم مؤسسات الدولة

بسبب الصعوبات الاقتصادية الحالية نتلقى دعما ماديا محدودا من مكتب الثقافة-الخمس، ونسعى في المستقبل لتفعيل مناشط الصالون إلى أن نشرك الرعاة من رجال الأعمال في دعم هذه الفعاليات، وعدا مكتب الثقافة والمجتمع المدني لا يوجد مبدئيا أي دعم من أى جهة حكومية أو خاصة سوى المجهود الذاتي للمنتسبين.

الطموحات والآمال

طبعا الحديث عن الأفكار والأحلام لا حدود له عادة، وفعلا لا حدود لما يأمل الصالون انجازه ليكون مؤسسة ثقافية متكاملة، إنما في البدء يسعى الصالون أولا لم شتات المبدعين وإعادة إحياء اللقاءات والاجتماعات الثقافية التي تحيي الروح التي تكاد تهترئ للمثقف الذي دائما ما يجد نفسه مغردا خارج السرب. ومن هذه اللقاءات تنبثق جملة من البرامج والأفكار التي قد تكون تقليدية مثل إقامة الأمسيات والنشاطات التي تروج للأعمال الإبداعية وتشيع مناخا ثقافيا يعيد للمبدع الثقة و يسهل الانتقال إلى مناشط أكثر تخصصاً وقربا من الخلق والابتكار الذي لابد من حث المبدع نفسه على اكتشاف قدراته على القيام بها واجتراجها، هذا من جهة ومن جهة أخرى، يسعى الصالون -وهذه ضرورة أساسية لعمله- إلى البحث الدءوب عن أصوات وأقلام جديدة ودعمها وإتاحة الفرصة لها للظهور إلى العلن، دون أن نغفل دعم الأصوات الشابة الموجودة حاليا ورعايتها بكل ما يمكن.

%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d9%8a-2

مساحة الصالون

الصالون الثقافي ليس حكرا على مدينة الخمس بعينها فقط بل يرحب ويسعى للاتصال بمجايليه في مدن أخرى والتنسيق معهم واقتسام هذا الهم الجميل معهم، وتفتح المدينة قلبها لكل صوت وطني مخلص وعميق. وحسب إتاحة الإمكانيات يمكن القول حرفيا أن لا حدود لما يرغب الصالون في انجازه على المستوى الثقافي. بل يرحب بكل الاقتراحات التي ترد إليه وسعيداً بما حبا الله به هذه المدينة المتوسطية التاريخية من عبق جميل، يدعو الجميع إلى المشاركة والى الحضور دون أى تردد. فالصالون ينعقد أسبوعيا كل يوم أربعاء على تمام الخامسة مساء بمقر مكتب الثقافة بمدينة الخمس ويسره الترحيب بكم واستضافتكم.

إصدارات ومنشورات

من ضمن المخطط قيام الصالون بإصدار مطبوعة توثق لنشاطاته، كما يسعى لإصدار كتب لمنتسبيه من ضمن حزمة ضخمة من الأفكار الأخرى، منها التواجد الإعلامي والإذاعي وعلى شبكة المعلومات وأحلام وطموحات أخرى تشمل الاتصال بالعالم الأخر والتواجد فعليا فيه ومعه.

أخي الشاعر الجميل رامز النويصري أحييك مجددا وأنت تعلم أن الثقافة الآن صناعة وصناعة جبارة تحتاج إلى الدعم والاستثمار ولم تعد الجرعات المقننة الغنية بالنوايا الحسنة والحب وحده كافية لإحياء هذا العملاق المتنامي كل يوم العالم تحول إلى قرية صغيرة والتواصل صار أسهل كثيرا من مجرد التثاؤب ولكن الأمر يحتاج بالضرورة وبالفعل معا إلى الاستثمار في هذا المجال ومن هنا أوجه الدعوة إلى كل المهتمين كافة دون استثناء أو إقصاء من رعاة ومستثمرين ورجال أعمال ومختصين  إلى دعم هذا الصالون والوقوف معه كرئة نتنفس منها عبير الحياة الحقيقي ومنطلقا يستقي من الفشل الحرص على النجاح ومن الخسارات السابقة الحرص على البناء والتشبث بأظافر مدماة بهذا الحق السماوي في الوجود والوجود بشكل جميل وجميل جداً. أشكرك مجددا ودمت مبدعاً.

مقالات ذات علاقة

دار إمكان تحتفي بديوان (عندما التقيت بي) للشاعر حسن إدريس

مهنّد سليمان

تعرف على كاتب حرم ليبيا من «البوكر»

المشرف العام

إثارة النقاش حول أدب السيرة الذاتية في ليبيا

مهنّد سليمان

اترك تعليق