طرابلس القديمة
تاريخ

الحكاية المنسية في الأخبار الطرابلسية 1880 – 1950

وصل الأسطى النجار / حمده و هو من أصول تركية من إقليم الأناضول بتركيا إلى ولاية طرابلس التركية في أواخر زمن الأتراك ، و قبل الغزو الايطالي لليبيا 1911 ، وأقام بمنطقة ايوهريدة ، حيث بساتين النخيل و الزيتون و الخضروات و الفواكه و أبار المياه العذبة و مساجد البساتين (مسجد الكتاني و مسجد سيدي ابوسعيد و مسجد ابوغرارة و زاوية و جامع مولاي محمد العيساوية)
تزوج الأسطى حمده من سيدة طرابلسيه زوجها قد توفي منذ فترة و لها طفل منه اسمه الوسطي ، وقبل الاسطى حمده تربية الطفل ومراعاته .
ثم بعد ذلك استقر الأسطى حمده في حي الفنيدقة بالمدينة القديمة (حي النساجين ) ، وامتهن حرفة النجارة بسوق الترك أمام مطعم اليهودي ديدو وقهوة الحاج الحلبي .

طرابلس القديمة
طرابلس القديمة (الصورة: عن الشبكة)

من العجيب فقد امتهن الأسطى حمده خلال شهر رمضان في دكان النجارة تشغيل مسرح خيال الظل (القراقوز ) و تحويل محل النجارة لمنتدى ثقافي للقراقوز ، ومن خلال مسرح خيال الظل يتم إلقاء القصص و الأساطير التي تعج بالمواضيع الاجتماعية بأسلوب كوميدي فكاهي يدعو فيه للسلام و المحبة و الصدق و الأمانة و فعل الخير ، وله قدرة عجيبة على إضحاك المترددين عليه بلهجة تركية عصمالية ، درب ابن زوجته الوسطي على مهنة النجارة و على مسرح خيال الظل القراقوز .
انتقل الأسطى النجار حمده إلى رحمة الله و آل المحل إلى ابن زوجته الوسطي كما ورث عنه مسرح خيال الظل القراقوز .
لعم الوسطي أصدقاء منهم اليهودي برخاني صانع الفرمله و الزبون و الملابس التقليدية و الأسطى فخري عبد السلام المغربي النجار و صانع الآلات الموسيقية العود و القانون و الذي كان في الجندرمة اي البوليس التركي في بيروت لبنان ، و السيد مصباح العيلة الذي كان مجند سابق في الجيش الايطالي في الحبشة و الصديق الثالث الحاج الحصلة بايع الفول المدمس القادم من واحة أوجلة كلهم كانوا يلتقوا في لعبة (الشكبة) في قهوة فندق الزهر حيث تعج بالطائفة اليهودية .
انها صورة عاشتها مدينة طرابلس القديمة خلال فترة من مراحل حياتها .
والجدير بالذكر فقد انتقل الأسطى النجار حمده الى رحمة الله في منتصف الأربعينات على أيام الإدارة البريطانية و دفن بمقبرة الصحابي الجليل سيدي منيذر وترك لنا إرثا ألا و هو مسرح خيال الظل 

مقالات ذات علاقة

أَكَلَةُ اللوتس Lotophagi

عبدالحكيم الطويل

صورة من بلادي

المشرف العام

“أمقارنس” .. آثار تنتظر النهوض بها

المشرف العام

اترك تعليق