تقارير

الثقافة الليبية 2020.. حصاد الهشيم في عام الجائحة

بوابة الوسط: محمود الغول

تصوير: مهند شريفة

مع بداية سنة جديدة ووداع العام 2020، الذي يجدر بنا تسميته «عام كورونا»، ذلك الوباء الذي أرخى سدوله على مختلف الأنشطة البشرية، ومن بينها الحركة الثقافية التي تعطلت كثيرا منذ تفشي الفيروس، فعلقت الكثير من الفعاليات والأحداث الثقافية الكبرى في ليبيا كما في غيرها من الدول، نستعرض بعضا مما شهدته أروقة الثقافة خلال العام المنصرم.

> يناير

تعد مشاركة ليبيا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أبرز أحداث شهر يناير 2020 الثقافية، والذي انطلق في 22 يناير واختتم في الرابع من فبراير، بمشاركة ست دور نشر ليبية، فيما ضم الجناح الليبي 106 كتب من الإصدارات، معظمها جديدة لمجموعة من الكتّاب الليبيين، وتمثلت المشاركة الرسمية في مجلس النواب والحكومة الموقتة وهيئة الثقافة، وشهد الجناح نشاطا ملحوظا بحضور عدد من الناشرين والأدباء والكتاب.

> فبراير

في فبراير، شكلت الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني، لجنة برئاسة مستشار شؤون التراث بالهيئة عبدالمطلب بوسالم، تضم عشرة خبراء مختصين في هذا المجال، لإعداد ملفات ترشيح أبرز المواقع التراثية والتاريخية الليبية لدى الإيسيسكو لوضع المواقع الليبية على لائحة التراث العالمي.

كما فقدت الأوساط الثقافية والفنية أحمد السيفاو، بعد صراع طويل مع المرض، والذي يعد أحد أبرز المصوِّرين الليبيين، عرف في بداياته بحبه لتصوير العناصر باللونين الأبيض والأسود، نظم العديد من المعارض الشخصية وشارك بالعديد من المحافل الفنية المحلية والعربية، وحازت بعض صوره جوائز عالمية.

وكذلك فاز الكاتب الليبي عبدالله الغزال، بالمركز الأول في مسابقة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع، فرع الرواية للكبار، عن رواية «أضحية الماء والطين».

> مارس

في شهر مارس استمرت بعض الفعاليات الثقافية كالأمسيات الأدبية والمحاضرات ببعض المراكز والبيوت الثقافية، إضافة إلى مشاركة ليبيا في ملتقى برشلونة حول تطوير التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في سبيل حماية الإرث الثقافي أثناء الاضطرابات والحروب.

ومنتصف الشهر، أعلنت الهيئة العامة للثقافة توقيف الأنشطة الثقافية والفنية التي تحتضنها، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمنع تسلل فيروس «كورونا المستجد» إلى ليبيا.

> أبريل

في شهر أبريل، تنوعت الأنشطة الثقافية الليبية ما بين مشاركة بعض الفنانين والأدباء في فعاليات عبر الفضاء الإلكتروني، مثل مشاركة رسام الكاريكاتير عبدالحليم القماطي في مبادرة مؤسسة روز اليوسف المصرية «الريشة في مواجهة كورونا».

أيضا، سلطت بعض الموقع ووسائل الإعلام الضوء على الكتاب الصادر عن مجموعة «الوسط» للإعلام، تحت عنوان: «مختارات من وثائق الإدارتين البريطانيتين في برقة وطرابلس الغرب»، في الفترة من 1940، وحتى 1951، من جمع وترتيب وترجمة الباحث الليبي، محمد علي حمامة، على مدى ثماني سنوات.

وكذلك شاركت ليبيا في الاجتماع الافتراضي الذي عقدته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في 20 أبريل 2020.

> مايو

في شهر مايو دشنت مكتبة الكون الليبية، في القاهرة، تقليدا جديدا تمثل في منح بعض الشخصيات الثقافية البارزة «قلادة الكون»، والتي ذهبت في إصدارها الأول للكاتب الشاعر، رامز رمضان النويصري «تقديرًا لدوره التطوعي وجهده المميز لدعم حركة النشر والإبداع الثقافي في ليبيا من خلال تأسيسه وإدارته موقع (بلد الطيوب)»، ثم توالت التكريمات.

وفي 12 مايو، أعلن المسرح الوطني في الخمس، وفاة الممثل والمخرج المسرحي مصطفى المصراتي، الذي كان يعاني من المرض لفترة طويلة.

كما أعلن الكاتب الليبي إبراهيم الإمام، فوز قصته «أغرب مباراة في التاريخ» بمسابقة دار المكتبة العربية للنشر والتوزيع في القاهرة، للقصص التاريخية.

وبمشاركة ليبية، عقد بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الاجتماع الاستثنائي عن بعد لمديري التراث والآثار في الدول العربية حول تأثيرات جائحة فيروس «كوفيد-19» على العمل الأثري والمتحفي في الدول العربية.

وقبل نهاية مايو، أعلنت الهيئة العامة للثقافة والإعلام والمجتمع المدني بالحكومة الموقتة ومؤسسة برنيق للصحافة والإعلام، نتائج الدورة الرابعة للعام 2020، من جائزة مفتاح بوزيد للصحافة، بفرعيها «التقديرية والتشجيعية». ومنحت اللجنة جائزة مفتاح بوزيد «التقديرية» للصحافة مناصفة للكاتب الصحفي سالم العبار والكاتب الصحفي علي شعيب.

> يونيو

كان شهر يونيو فقيرا على الصعيد الثقافي، ولم يشهد أحداثا سوى استئناف بعض المراكز والبيوت الثقافية أنشطتها، من خلال فعاليات افتراضية عبر الإنترنت.

في حين منحت مكتبة الكون قلادتها الثانية للسيدة فوزية أبوالقاسم البوسيفي، وأوضحت المكتبة في بيان لها، أن البوسيفي حافظت على استمرار المكتبة الخاصة الوحيدة لبيع وتوزيع الكتاب في الجنوب الليبي طيلة نصف قرن وأكثر، وأطلقت مكتبة الكون على السيدة البوسيفي لقب «سيدة الكتاب».

كما أعلنت مكتبة الكون صدور رواية «خليفة النمروذ» للروائي الليبي محمد فتحي مسعود، في طبعتها الأولى.

ثم كان الحدث الأبرز بإطلاق شبكة طيوب الثقافية بالشراكة مع منتديات تطوير القطاعات، جائزة أحمد إبراهيم الفقيه للرواية، لتكون سنوية.

> يوليو

في يوليو، شاركت الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني في أعمال اجتماع ضم الجهات ذات العلاقة بالملكية الفكرية في ليبيا، بمقر وزارة الاقتصاد والصناعة.

ومنحت مكتبة الكون قلادتها الثالثة لمؤسسة «تاناروت» التي عملت على تعزيز قيم التنوير داخل المجتمع الليبي من خلال العمل على إحياء إعادة القراءة وتنظيم أنشطة فنية وثقافية بجهود ذاتية شبابية.

وانطلقت أولى فعاليات منتدى «عروس البحر» الثالث، بإدارة وإشراف الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني، بمحاضرة لرامز رمضان النويصري، بعنوان «القراءة في زمن الإنترنت» بالقبة الفلكية، بمدينة طرابلس.

وصدر للكاتب الليبي الدكتور صالح السنوسي، في يوليو، كتاب «التطرف الديني.. الأمومة الثقافية وتغذية الواقع»، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة.

وفي فعالية ليست افتراضية، نظم «منتدى عروس البحر» الثقافي، في القبة الفلكية بمدينة طرابلس أصبوحة شعرية، وتوقيع ديوان «بذار الروح» للشاعر عمر عبدالدائم، بحضور لفيف من الشعراء، والأدباء والمثقفين والمهتمين.

ونهاية الشهر، أعلنت مصلحة الآثار الليبية، قبول ملف ترشيحات مواقع أثرية ليبية من قبل منظمة اليونسكو.

> أغسطس

في أغسطس، أعلنت منظمة «أركنو» للفنون، بمدينة بنغازي، تنظيمها ورش عمل للشباب الذين لديهم الموهبة والرغبة في التمثيل بالمسرح، تحت عنوان «نحو المسرح» بمشاركة عدد من الممثلين والمخرجين والكتاب المسرحيين أصحاب الخبرة.

ونظمت مؤسسة «دواية للفنون» معرض «تجلي» في بيت إسكندر للفنون بمدينة طرابلس، برعاية السفارة الألمانية في ليبيا.

وشاركت مكتبة «الكون» الليبية، ودار «البيان» للنشر والتوزيع، في ملتقى «معرض الساقية للكتاب» الذي تنظمه ساقية الصاوي، أحد أهم المؤسسات الثقافية الأهلية في جمهورية مصر.

واحتضنت دار حسن الفقيه بالمدينة القديمة، فعالية «أيام الخط العربي»، التي أشرفت عليها ونظمتها النقابة العامة للخطاطين ورعاية مدرسة الضياء التعليمية، تحت عنوان «ن والقلم وما يسطرون».

> سبتمبر

شهد قصر «الخلد» بطرابلس انطلاق فعاليات اليوم الوطني للثقافة التباوية في نسخته الرابعة، الذي يتزامن مع احتفالات أخرى في عدد من المدن الليبية بذات المناسبة.

وقبيل انتهاء الشهر، انتهى الخبراء الليبيون من إعداد الملفات والوثائق اللازمة لترشيح 16 موقعا لتسجيلها على القائمة الدائمة للمواقع التراثية الإسلامية، بعد استكمالها الشروط والمعايير الفنية والعلمية.

> أكتوبر

في أكتوبر، أقيمت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان العجيلات للفروسية والشعر الشعبي، الذي نظم بشعار «لمة الأجواد»، في مدرسة الفريخ للفروسية ببلدية الجديدة، برعاية الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني.

وفي السادس من أكتوبر، توفي الشاعر الغنائي الكبير فرج المذبل، عن عمر ناهز 76 عاماً بمركز بنغازي الطبي، إثر إصابته بأزمة صحية.

وأقيمت كذلك فعاليات مهرجان أيام سبها الثقافية في بيت الثقافة بالمدينة، والذي عقد هذا العام بشعار «بكل الألوان»، وبإشراف منظمة شغف للحوار والعمل الإنساني.

كما شهد أكتوبر فعاليات مهرجان السلام للفروسية والشعر الشعبي، في نادي سيلين بمدينة الخمس، برعاية الهيئة العامة للثقافة، بمشاركة عدد كبير فرسان ليبيا وجمهور الفروسية والشعر الشعبي.

وصدر كتاب «فضاءات تشكيلية» للفنان الراحل المصور المبدع فتحي العريبي، في طبعته الأولى عن منشورات مكتبة الكون، الذي سعى من خلاله الراحل أن يكون تذوق الفنون الجميلة مشاعا، والانتشاء بما توحيه الإبداعات التشكيلية متاحا، والارتواء من معينها مباحا، وفقًا لمعد الكتاب.

ولم يرحل أكتوبر، قبل انطلاق فعاليات مهرجان السلام للفروسية الشعبية والشعر الشعبي بمدينة طرابلس، تحت شعار «الخيل أصالتنا وتراثنا» المُنظَّم بمبادرة من الهيئة العامة للثقافة.

> نوفمبر

وشهد نوفمبر، وفاة الكاتب والفنان التشكيلي والشاعر صالح بن دردف في مدينة بنغازي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة مع المرض.

وأقيمت فعاليات مهرجان «مصراتة السلام في مدح سيد الأنام للمالوف والموشحات الدينية»، التي حفلت بوصلات إنشادية في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، قدمتها عدة فرق من بينها «شهداء المحجوب» مصراتة، وطرابلس للمدايح النبوية والمالوف والسُلميات والموسيقى.

كما شهدت قاعة منتدى السعداوي حفل توقيع الشاعرة، حنان محفوظ، ديوانيها «عرجين حنان» و«قصيدة ليست لي».

فيما توفي في طرابلس، الشاعر الليبي عبدالمولى محمد البغدادي، عن عمر ناهز الـ82 عاما، بعد معاناة مع فيروس «كورونا المستجد»، لم تمهله طويلا، وأعلن أبناء الراحل نبأ وفاته.

واحتضنت قاعات بيت إسكندر للفنون على وقع عزف لآلتي القانون والكمان، معرض «إصرار» بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين، بأعمال سلطت الضوء على الواقع الحياتي الذي تغلغلت في تفاصيله جائحة «كورونا».

> ديسمبر

وفي ختام العام تنوعت الحصيلة الثقافية ما بين إقامة بعض الفعاليات واتخاذ عدد من القرارات، إذ التقى رئيس الهيئة العامة للثقافة، حسن أونيس، بوكيل هيئة الرقابة الإدارية، عبدالله قادربوه، لبحث العراقيل التي تواجه الهيئة والإجراءات المتخذة حيال ترشيح الملحقين الثقافيين في الخارج، وكيفية تذليل المعوقات التي تحول دون ذلك.

بينما شهدت قاعة بيت إسكندر للثقافة والفنون، فعاليات حفل توقيع ثلاثة مؤلفات للكاتب محمد المغبوب وهي مجموعتان قصصيتان بعنوان «خلف الباب» و«لعبة المكعبات»، الأولى من منشورات مكتبة الكون، والثانية إصدار خاص، والثالثة رواية «بين قوسين» من مطبوعات دار الأدهم. وشهد الشهر أيضا، استلام الهيئة العامة للثقافة بعض الإصدارات الجديدة، الخاصة بالهيئة التي طبعت في لبنان، وشملت 67 عنوانا تشمل أغلب فروع المعرفة والآداب والثقافة.

وكشفت جائزة ليبيا الدولية للإبداع والتميز 2020 قائمة الفائزين في مجال الخط والفنون التشكيلية، ووصل عدد المشاركين في هذه الفئة إلى 106 مشاركين من 31 مدينة، ومن مختلف الفئات العمرية.

وافتتحت بلدية بنغازي بيت المدينة الثقافي «حوش الكيخيا»، وشارك في الافتتاح عبر الإنترنت – الممثل الدائم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا جيراردو نيتو.

واحتضنت دار حسن الفقيه، معرضا تشكيليا لتسعة عشر فنانا تحت عنوان «ابتكار.. فن.. إبداع»، نظمته مجموعة «بانوراما الألوان»، تنوعت مضامين لوحاته بين المنحى الجمالي الخالص، أو مبحرة في شواغل الذات، وأخرى تتناول قضايا الواقع المعيش.

مقالات ذات علاقة

الصحراء عمق ليبيا المجهول

مهند سليمان

حوش القرمانلي.. ذاكرة مدينة تضج بالحياة

مهند سليمان

تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة الفنان محمد حسن

المشرف العام

اترك تعليق