حوارات

التشكيلية الليبية مي مختار: أبحث عن منهج فني خاص بي

عبدالله الزائدي – بوابة افريقيا الاخبارية

التشكيلية مي مختار.
الصورة: بوابة أفريقيا الإخبارية.

وهي تبحث عن نمط او خلق لوني يشكل مدرستها الخاصة للتعبير تنقش الفنانة التشكيلية الشابة مي مختار بالالوان الطبيعية افكارا عن العصر الذي  تعيشه كفنانة شابة مقبلة على الحياة وتدون على الورق او القماش ملاحظات عن الحياة بكل التفاصيل كما تشاهدها.

 تبدو اغلب لوحاتها مختزلة للدلالات والامكنة وهو ليس اختزالا  مستشكلا على العين وهو ايضا ليس نقلا تجريديا لما يعكسه الضوء، هو مزيج من يصنع صورة فنية ناتجة من جهد وجداني متأمل.

في العادة يذهب التشكيليون الشباب الى السير في مدارس هذا الفن وقليلون هم التجريبيون الحقيقيون الذين يفكرون قبل  ضرب الريشة في ارض اللون لتكوين صورة بصرية هي نتاج ادارك حسي.

في هذا الحوار اردنا ان نتكلم عن مشروع فني قبل ان نعرف بفنانة واعدة تدرس الهندسة وتأخذ مكانها في المشهد التشكيلي الليبي.

ـــــ   في لوحاتك او لنقل مشروعك التشكيلي تقدمين عالما من الضجيج والصمت والدهشة حدثينا عن ذلك ؟

ــــــ من منظوري ارى ان الصمت والضجيج ماهما الا وجهان لعملة واحدة فالصمت لا يكون صمتا الا عندما يكسره الكلام ولاكون اكثر دقة على سبيل المثال ان ابتسامة لوحة الجيوكندا لي ليوناردو اخذت قيمتها ليست من ابتسامة ساذجة للموناليزا وانما هي عبارة عن قدرة الفنان في نقل احاسيس متناقضة تجمع بين الفرح والحزن انما في حالتي فهي عبارة عن صمت يتلوه ضجيج ودهشة هكذا هو عالمي.

ـــــ بعيدة انت عن الكلاسيكية ويبدو تجنبها مقصودا هل تعجز الكلاسيكية عن التعبير عن رؤيتك ؟

ـــــ  الواقع هو انني اخترت ان اشق طريقي بنفسي بعيدة كل البعد عن القواعد المتعارف عليها في اغلب المدارس الفنية علني اجد لنفسي منهاجا خاصا بي

ــــ لن انكر انني وجدت صعوبة ما في ربط لوحاتك بذات واحدة فالمشهد البصري لديك متعدد وعلى ما اعتقدك انك تمنحين لنفسك حرية حركة اللون ؟

ـــ  للوحات مزاجها وعواطفها ايضا هي مثل البشر انهم يتغيرون عندما نضعهم تحت الاضواء لذلك لم اعتد (قاصدة) على ربطهم بذات المشهد فانا اتبناهم في يوم وانكر امومتي لهم في اليوم الاخر خشية ان تخذلني لوحاتي كذلك ولكن لن انكر ايضا اني ارى في التدرج الزمني  للوحاتي مراحل نضوجي.

ـــانت في بداية تجربتك الفنية حدثيني عن التشجيع وعن المعوقات ايضا ؟

نعم لازلت اشق طريقي في هذا العالم وان كانت واقعة المشي نفسها بها شيء من التردد فالجميل في الامر ان بداياتي كان بها شيء من التحدي فانا من عائلة افرادها يمتلكون ملكة الرسم والتعبير عن النفس ولكنهم لم يولوها ذلك الاهتمام واخص بالذكر والدي “احمد” دائما ماكان  الداعم والفنان . وفي خالتي “صباح” القدرات الهائله على الرسم والخط وكنت انا الطفلة الفضوليه التي تود ان تتعلم كل شيء واي شيء  واعترف اني لم اولد بتلك القدرات الهائله على التصوير فمهارتي هي عبارة عن مزيج بين القليل من القدرات والكثير الكثير من الاجتهاد والقدرة على النقد فانا الناقد الاول والاخير لاعمالي  ومن جانب الدعم ايضا اخص بالذكر والدتي “ونيسة” المحبة للادب وخالتي الاستاذة والاديبة “عائشة” فهما بالنسبة لي كانتا المصباح الذي كلما انطفئ ضوء عزيمتي وارادتي انارتا لي طريقي، اما بالنسبة للمعوقات :  فنحن في بلد قليل هم من يهتمون بالفن  .اجل اجد صعوبه في تخطي هذا العائق فالمعارض قليلة وان وجدت فقليل هم من يفقهون بالفن من الحضور

ـــ اشعر بامتزاج بين الهندسىة المعمارية والفن التشكيلي ؟

ـــ اجل العمارة هي جزء من الفن وكذلك هي جزء من هويتي فاذ كان الفن هو طريقة الانسان للتعبير عن نفسه وكينونته فالعمارة بالمقابل هي انسجام الانسان مع البسيطة فهي بذلك اسمى انواع الفنون  وان وقفنا لحظة نرى ان الفن والعمارة يشتركان في عدة نقاط الا وهي :العمارة كما عرفها لوكربوزيه هي انعكاس الظل والنور  والفن كذلك يرتكز على دراسة الظل والنور .اما فرانك لودرايت قال : ان العمارة جزء من الطبيعة تعود منها واليها وكذلك الفن يخلق من الطبيعة ويصورها سواء اكانت مانراه او مانشعر به “طبيعة النفس” .هما وسيلة لايصال فكر معين وكذلك عاصرتا نفس التغيرات ونفس المدارس معماريون اكانو ام حرفيون ام فنانون  فعندما كان ياتي تيار جديد كان هنالك تيار تابع وتيار مضاد   لا احصر هنالك العديد من المدارس والطرز فعلى سبيل المثال المدرسة : الكلاسيكية ,الكلاسية المحدثة ,الرومانسية ,التعبيرية ,الوحشيه , التكعيبيه ,السريالية ,التفكيكية ,الخ .

ـــ  ما هو الطموح الذي تتمنين تحقيقه على الصعيد الفني وعلى الصعيد الهندسي ؟

اطمح ان اصل لمرحلة الرضى عن النفس والنضوج الفكري ,ان يكون لي اسلوب ومدرسة خاصة (واعني هنا بمدرسة اي توجه او تيار يتبع ويتبنى افكاري ) وهو بالمثل ما اطمح له من ناحية معمارية بالاضافة لجائزة بريتركز فهي حلم كل معماري بمثابة نوبل الهندسة المعمارية هذا ما اصبو اليه على المدى البعيد

ـــ  الوجود الطاغي للمرأة في لوحاتك بينما يختفي الرجل هل له وجود مخفي ام لاوجود له هذا سؤال يفرض نفسه بداهة في ما رأيته من لوحاتك؟

عادة ماكانت غادة السمان هي من تشرع بالكلمات في وجه الرجل والمنطق  اما الفنانون فهم متحدثون صامتون اعليا ان اكون شيء خارق اذن او اتبع نهج غادة ؟ لكن   لوحاتي ماهي الا انعكاس لذاتي , منفس وعالم موازي ففي النهايه لايرسم الانسان الاما يشبهه لذلك المراة هي من تتصدر عناويني واحوالي الجويه . لكن ان كان للرجل وجود في عالمي فعليه ان يكون واضح وصريح ليظهر جليا في اعمالي  فانا بطبيعتي لا ارضى بانصاف الحلول ,انصاف المسافات ,انصاف الرجال .

ــــ مع انك من جيل يعيش سنوات حرب تفاجئننا بانه حتى الوحوش في لوحاتك لا تستعد للافتراس هل الحياة في ذاتك متصالحة بعكس هذا العالم ؟

ــــ اعتقد ان الحرب اضافت عمرا على عمرنا وكنوع من الحكمه ان الناس يدركون في سن مبكرة الهدف من وجودهم فهنالك من يحارب وهنالك من تحتل الوحوش صدارة اعماله وهنالك من يخطط ليرى الغد افضل وكمهندسة الغد لا هم لي الا العبور الآمن العبور الجميل فهي مرحلة في عداد وقتنا وستنقضي قطعا  لن يكون لها مكان في لوحاتي

ــ هل تفصحين لنا عن البصمة التى تريدين وضعها في التشكيل ؟

يقول بابلو كويلو : ان القرارات تشكل فقط بداية شيء ما فعندما يتخذ الانسان قرار ما يغوص فعلا في تيار جارف يحمله نحو وجهة لم يكن يتوقعها اطلاقا حتى فالحلم لحظة اتخاذ القرار. ولاني قدرية ساترك للقدر وحده تحديد ملامح مسيرتي وبصمتي فالتشكيل على حد سواء فقط ساتبع نجمتي واتمسك بحلمي بكل ما اوتيت من قوة.

مقالات ذات علاقة

هكذا كتب عمر رمضان على هامش التاريخ

المشرف العام

عبدالحكيم المالكي: لدينا كتابا مهمين بعضهم ولد ومات دون أن يسمع به أحد عربيا

رامز رمضان النويصري

الدكتور خالد الهدار : الوعي الجمعي لليبيين لا يبالي بقيمة الآثار

مهنّد سليمان

اترك تعليق