شعر

اسْتِـغَاثَةُ اليَـمَامَة

لِثَأْرِكَ يَا كُلَيْـبُ لَقْـدْ نَهَضْنَـا

وَخُضْنَـا الأَرْبَعِيـنَ وَلَـمْ نُبَالِ

وَهَـذَا اليَـوْمَ دُرَّتُنَــا قَتِيـلٌ

وَلَـمْ أَلْمَـحْ أَبَا لَيْـلَى قِبَـالِي

لَقَدْ بَاءَ الصَّغِـيرُ وَمَا جَزِعْنَـا

بِشِسْعِ النَّعَـلِ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ

وَلَمْ نَقْرَعْ لأَجْلِ الحَـرْبِ طَبْـلاً

وَأَسْلَسْنَـا القِيَـادَ إِلَى المَوَالِي

وَصِرْنَا وَالخَنَـا فَرَسِي رِهَـانٍ

نَهَابُ المَـوْتَ مِنْ قَبْـلِ النِّزَالِ

غَدَا جَسَّـاسُ سَيِّدَنَـا جَمِيعـاً

وَحَالَ الخَوْفُ عَنْ خَوْضِ القِتَالِ

فَزِعْنَـا وَالسَّنَــابِكُ تَعْتَلِينَـا

إِلَى القَلَـمِ المُذَهَّـبِ لاَ النِّبَـالِ

تَمَرَّغْنَـا تُرَابَ الخِـزْيِ دَهْراً

وَأَشْعَـبُ أَمَّنَـا عِنْـدَ النَّـوَالِ

نَعُبُّ الخَـوْفَ مِنْ بَعْدِ اعْتِدَادٍ

بِمِـلْءِ أَكُفِّنَـا تَحْـتَ النِّعَـالِ

وَنِلْنَـا بِالسُّيُـوفِ وَقَدْ تَدَاعَتْ

عَلَـى الأَغْمَـادِ دَرْبـاً لِلزَّوَالِ

فَسُحْقـاً لِلْمَـلاَذِ أَدَاةَ حَـرْبٍ

وَبُورِكَتِ الحِجَارَةُ فِي الوِصَالِ

نُنَادِيكَ المُهَلْهِـلُ قُـمْ أَجِبْنَـا

فَقَتْلُ صَغِـيرِنَا (بِالشِّسْعِ غَالِ)

وَدَعْ عَنْـكَ انْفِعَـالاَتِي وَسَلْنِي

عَنِ الحَـقِّ المُضَيَّـعِ بِالجِدَالِ

يَضِيقُ الجِـلْدُ بِي مِمَّا أُلاَقِـي

وَأَفْقَدَنِي صَدَى الصَّمْتِ احْتِمَالِي

فَبَابُ الفَجْرِ لاَ بِالطَّـرْقِ يُرْجَى

وَلَكِـنْ دُونَـهُ شَبَـقُ اللَيَـالِي

وَهَذِي القُـدْسُ تَدْعُوكُمْ جَمِيعاً

وَمَسْجِدُهَا المُزَرْكَـشُ بِالنِّصَالِ

لَقَدْ أَضْحَى الحِمَى نَهْباً مُضَاعاً

وَأَحْوَجَنِـي الكَـلاَمُ إِلَى الفِعَالِ

يَمُـوتُ صِغَـارُنَا غَدْراً وَتَبْقَى

غِمَـارُ الحَـرْبِ جَامِدَةً حِيَالِي

أَتَرْضَوْنَ الحَضِيضَ اليَوْمَ نُزْلاً

بُعَيْـدَ بُلُوغِكُمْ قِمَـمِ الجِبَـالِ

دِمَاءُ كُلَيْبِكُـمْ ضَـاعَتْ هَبَـاءً

وَحَيُّكُـمُ مِـنَ الأَبْطَـالِ خَـالِ

وَلَكِنْ قَدْ يَكُـونُ هُنَـاكَ حَمْـلٌ

بِأَحْشَـاءِ الجَلِيـلَةِ فِي اكْتِمَالِ

سَيَنْهَضُ رَغْمَ رَيْنِ الخَوْفِ فِينَا

وَيَكْشِفُ خَوْرَ أَصْحَابِ المَعَالِي

فَلاَ يُبْقِي لَدَى الأَسْبَـاطِ كَيْـلاً

وَيَمْسَحُ دَمْـعَ رَبَّـاتِ الحِجَالِ

بنغازي 29/12/2000

مقالات ذات علاقة

لا تخطىء العدّ

مهند سليمان

في غُرفتي بحر ..

منيرة نصيب

ترانيم

محمد السبوعي

اترك تعليق