قراءات

احواس وتلك الأيام

إن أدب السيرة له أهمية كبرى في تاريخ الادب الحديث فهو بمثابة المرآة الحضارية التي تعكس صور الأمم وانسانها وأدب السيرة الذاتية في بلادنا هو جنس أدبي لجأ إليه العديد من كتابنا الكبار من أمثال الدكتور علي فهمي خشيم في هذا ماحدث وعبدالله القويري في الوقدات وأحمد نصر في المراحل ويوسف الشريف أيام في الجنوب وأمين مازن في المسارب والسنوسي حبيب في أتذكر وكامل المفهور في محطات وعبدالحميد بطاو في تجليات.

غلاف كتاب تلك الأيام.

وهذا الإصدار الحديث للدكتور القاص خليفة صالح حواس هو بعنوان تلك الأيام هو آخر ماصدر في أدب السيرة الذاتية وهذا القاص كانت بدايته بكتابة القصة القصيرة ونشرها في الصحف والمجلات الليبية والعربية وصدرت له المجموعة القصصية الأولى بعنوان الظل الثالث سنة 2000م ثم المجموعة القصصية الثانية بعنوان بنت الضو سنة 2013م وبعض الكتب في المقالة والقانون.

يتطرق المؤلف في سيرته هذه إلي أنه كيف ولد وابصر النور في منطفة هراوة سنة 1960م وكيف دخل مدرسة الزبير بن العوام الابتدائية كما يتطرق الي اسرته وانه ليس لديه اخوة وإنه كان متفوقا في حصص الاملاء.

( عشت وحيد أبي وأمي وكان الفنار مصاحبا لي اضعه على يميني وأشرع على ضوئه الخافت في كتابة الواجبات)
وعندما اكمل الشهادة الابتدائية سافر الي سرت للدراسة في مدرسة أبي العلاء المعري الاعدادية ثم عاد الي منطقته هراوة وتحصل على الشهادة الثانوية وأصبح يراسل صحيفة الطالب ويقرأ على صفحاتها مقالات زاهية محمد الزربي وسالم العبار واعبيد المشاي ثم انتقل الي مدينة بنغازي ليواصل دراسته الجامعية في قاريونس كلية القانون وكيف أصبح منسقا لصحيفة الجماهيرية في بنغازي وتعرف على العديد من الكتاب من أمثال محمد السنوسي الغزالي وعبدالرسول العريبي الذي اطلعه على ادب الصادق النيهوم .

وتخرج من كلية القانون وتعين معاون للنيابة في بنغازي واستقرت اقامته في بنغازي في سيدي يونس وتزوج منها ولميوله الثقافية انتقل الي قطاع الاعلام ةتعرف على العديد من الكتاب والمثقفين وحضوره لمناشط اتحاد كتاب بنغازي الذي كان يرأسه الشاعر الراحل محمد عبدالله المحجوب والمساهمة في اذاعة بنغازي بأعداد البرامج الأدبية المسموعة وكتباته في صحيفة نادي التحدي ببنغازي وتتلاحق الأحداث بسرعة لدى المؤلف من الحج على الأبل الي مواصلة الدراسة العليا في القانون من الماجستير الي الدكتوراه الي ملحق اعلامي بعمان الأردن الي رابطة الأدباء والكتاب والطريق مفروشة أمامه بالورود ولم يخبرنا عن الجانب الخفي في التحاقه بالعمل السياسي او علاقته بأحمد ابراهيم وكيف تولى رابطة الأدباء والكتاب في غياب أمينها الدكتور خليفة التليسي الذي انتخب غيابيا ورفض الحضور وقدم استقالته وكيف أصبح الدكتور خليفة احواس أمينا للرابطة الفعلي وترأس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأدباء والكتاب 24 وكيف جعل الكتاب والأدباء العرب يلتقون بالعقيد القذافي حينذاك ..

والسيرة حتى تكون مشوقة للقاريء كان لابد ان تعتمد على قدرة كاتبها في البوح والجرأة ووصف الجانب الايجابي وكذلك وصف الجانب السلبي في حياته وما اعترضه من عقبات وصعوبات في حياته.

وتسليط المؤلف على نفسه وعلى الأمكنة التي عاش فيها القاص سواء في سرت او سيدي يونس ببنغازي في هذه السيرة قد تناسى المؤلف الكثير من الحقائق والوقائع على سبيل المثال رابطة الأدباء والكتاب وماحدث لها بعد سنة 2004م من حيث ازالة مقرها والتصعيد الجديد لها في سرت ورفض بعض الكتاب والأدباء لهذه الشروط المجحفة من طلب شهادة الخلو من السوابق للتسجيل في الرابطة الجديدة ثم العودة الي هراوة من جديد للاستقرار النهائي بها .كانت هذه السيرة أحداثها كثيرة ومتلاحقة وكاتبها استعجل في كتابتها ونشرها دون حتى مراجعة الأخطاء اللغوية والنحوية في كتابه هذا كنت أتمنى أن يكتبها باسلوبه الأدبي الذي كتب به كتابه نقوش على جبين الوطن ويركز فيها على المكان والشخوص ..

لأنه لاقيمة فنية وادبية أو جمالية لأي سيرة ذاتية مهما كانت جراتها وواقعيتها مالم تعتمد على البنية الأدبية السردية في واقعها الجمالي..

مقالات ذات علاقة

قراءة تحليلية لمجموعة بشير زغبية القصصية “كان هذا هو الموجز”

زياد علي

قراءة مختصرة لرواية “أطفال النار” للكاتب عبدالله الماي

المشرف العام

قراءة في «أسطورة البحر»: لا سكاكين في طرابلس

المشرف العام

اترك تعليق